أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - الجوهرة والستار .. !؟















المزيد.....


الجوهرة والستار .. !؟


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الحقيقة جوهرة ثمينة، الكل يبحث عنها... ولذا يجب حراستها بستار من الأكاذيب.." جملة قالها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وثعلب السياسة العجوز "ونستون تشرشل"، في لحظة اعتراف نادرة في عالم السياسة، وخصوصاً: السياسة الاستعمارية والإمبريالية.
ففي هذا العالم، الحقيقة هي آخر ما يخطر بالبال، إلا إذا توافقت مع المصلحة، وما المبادئ والمثل المُعلنة سوى شعارات ويافطات لتضليل وخداع عامة الشعب في البلد المعني، وللتمويه على المنافسين، ولخلق الذرائع بالنسبة لجمهور البلدان المستهدفة بالغزو والاستعمار والاستغلال.
وما علينا سوى القيام بعملية استرجاع سريعة لشعارات ودعاوى: "الحرية، الاخاء، المساواة" التي أعلنتها الثورة الفرنسية، وشعار "حق تقرير المصير للشعوب" الذي رفعته أميركا في الحرب العالمية الأولى والمشهور بمبادئ "ولسون"، ومزاعم "نشر التمدن والحضارة" في القرن التاسع عشر، التي ألهمت السياسة البريطانية فاحتلت "خُمس الأرض" لتحقيق هذا الغرض النبيل في حروب متصلة، نذكر منها –للتدليل على سمو الأهداف-، إهلاك ثمانين مليون هندي إكراماً لصناعة النسيج في "يورك شاير" وإرضاء لأذواق "الليدز" الإنجليزيات التواقات للجواهر والتوابل الهندية!!، وشنت "حرب الأفيون" على الصين –التي حظرت الاتجار به- بدعوى "حرية التجارة" المقدسة!!
ومن باب الرفق بالشعوب –أُسوة بالحيوانات- بسطت على العديد منها (وشاركتها دول استعمارية أخرى هذا الشرف) "الحماية" و"الانتداب والوصاية" لتُمكنها من نيل "الرُّقي" اللازم لإدارة شؤونها...
وتأكيداً لحرصها على "الترقي" جزأت الأقاليم والشعوب إلى قطع صغيرة لتجعل منها دولاً "مهضومة"!!
وبعد "الحرب العالمية الثانية" طلعت "الولايات المتحدة" باكتشاف لا يقل أهمية عن اكتشاف "كولومبس" لـ"العالم الجديد"، فاعلنت تفضلها بنشر الحرية في العالم، ودَفَعَ ملايين الملايين من البشر، ثمن هذا الفضل والكرم الأميركي السابغ، الذي نالت كوريا وفيتنام النصيب الأوفى منه...
ومع انهيار عدوها اللدود "الاتحاد السوفيتي" ودول "المنظومة الاشتراكية" تفتَّحت شهيتها القديمة للحرية، الموروثة من أيام إبادة السكان الأصليين في أميركا، ونهب ثروات وشباب إفريقيا –لغرض تحضيرهم- باستخدامهم كعبيد...
ومع تفتُّح الشهية، تجدد الشباب الاستعماري الذي كان قسم مهم من أكاديميي وباحثي ومثقفي الغرب قد أعلن نهايته وبدء عهد جديد أسموه "ما بعد الاستعمار" جرياً على العادة الغربية البلهاء في حصر العالم في ثنائية الـ"ما قبل" و "ما بعد".
وكان من حظنا –نحن العرب- الذين لم يُصدِّق أغلبنا يوماً أن الاستعمار قد انتهى، أن يُجدّد شبابه فينا وعلينا، فدمر العراق واحتلها، ليجعل منا بوابة لاعلانه المدوي الكارثي عن "النظام الدولي الجديد"، مصحوباً بشقيقاته الرائعات: "إقامة نموذج ديمقراطي يحتذى" و "خلق شرق أوسط جديد" و "حقوق الإنسان" و "عصر العولمة السعيدة" التي جعلت من العالم "قرية واحدة" تمتلكها حفنة شركات...
ولأن "السادة محبي الخير للبشرية" –كما يصفهم المفكر "نعوم تشومسكي"- لم ينسوا تاريخ "آبائهم" الرحيم، فقد قضوا على ملايين العراقيين بالحرب، والحصار والاحتلال...
وهي مكرمة شملوا بها "افغانستان" أيضاً... ولسبب يتعلق بانشغالهم –وبالأصح مأزقهم في العراق- كلفوا "اثيوبيا" –كمقاول من "الباطن"- بغزو "الصومال"، وتكفَّلت "الربيبة الحبيبة إسرائيل" بتجريب أسلحتهم في فلسطين ولبنان.
لكن "النظام الدولي الجديد" -لصاحبته الحصرية: الولايات المتحدة الأميركية- والذي يُدلـله مُريدوها ومرتزقتها في العالم، فيطلقون عليه اسم "دلع" هو "المجتمع الدولي"، لا يعمل بذراعه العسكرية فقط، فله أذرع أخرى كثيرة كالأخطبوط، منها: مجلس الأمن الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي "للإنشاء والتعمير" والسي آي إيه وشبكاتها وشركائها، وإل: إن. جي، أوز (NGOs) –المنظمات غير الحكومية- التي تمولها مؤسسات أميركية –وغربية مشبوهة- لتقوم بوظائف شتى في البلدان المستهدفة، وهي للحق وظائف فاقت كل ما عرف عن الأدوات الاستعمارية القديمة: كالمبشرين والمستشرقين... التي انتهت صلاحيتها للاستعمال وانفضحت...
فإلى جانب المهام الاستخبارية المعتادة، تقوم بدور "حصان طروادة" داخل مجتمعاتها، و "الطابور الخامس" في أوقات الصراع... وفي حال حسنت النوايا تتصرف كالذي قال عنه الشاعر:
(( يجبُ الذي يجبُ
يدعو لـ "أندلسٍ"
إن حوصرت "حلبُ"!؟ ))
هذه الأذرع، وغيرها من الأدوات والاعوان والحلفاء العاملين جهراً وفي الخفاء، تقوم معاً، وكلاً على حدة، بدورها في إحكام السيطرة الأميركية على العالم... ولتحقيق هذه الغاية –المعلومة- المكتومة- فإنها تستعين بفكرة "تشرشل"
الهادية، التي إفتتحنا بها هذه المقالة.
* * *
حينما أتحدث عن كذب وتضليل الساسة- والسياسة- الاستعمارية والإمبريالية عموماً، أرجو أن لا يفكر أحدٌ بأنني أُزكي الساسة العرب –وخصوصاً القادة منهم- وربائبهم من كل الأشكال، المنتشرين في الإعلام، والتعليم، والتعليل، والتدَّجيل...
فمع تخلفهم المشهود في ميادين شتَّى، إلا أنهم يتفوقون على "السابقين" في هذا المضمار... بالنظر إلى ما توفره لهم أنظمة وآليات القمع السلطوي، وإنعدام الحريات، ومؤسسات الرقابة والمُساءلة. والأهم: هيمنتهم على مفاتيح القوة (والحياة أيضاً): السلاح، والثروة، والتوظيف، والعطاءات، والعلاقات، والمعرفة، والإعلام، والمنح، والمنع...
وإن كانت مهارات وقدرات "السابقين" تتجلى ضد منافسيهم وضد الشعوب والأمم المستضعفة خاصة، فإن قدرات "جماعتنا" تتركز ضد بعضهم البعض الآخر، وضد شعوبهم بالذات...
وسجِّلُهم في هذا المجال، ربما يخجل منه ويتبرأ، "مسيلمة الكذَّاب" لو بعث من قبره ؟؟
* * *
وإذا جاز لي أن أقدم نصيحة هنا، فإنني أنصح بـ"الشك المنهجي" الواعي بأقوالهم وأفعالهم... فلئن كان "بعض الظن إثمٌ"، فإن بعضه الآخر ليس كذلك، بل هو من النوع الذي يقول عنه الشوام: "سُوء الظن من حُسن الفِطَن"!!
* * *
يقول المقطع الأول من المثل العربي:
"الكذبُ ملح الرجال..."
أما خاتمته –الواجبُ تذكرها دائماً- فهي:
"وعيب ع اللي يصدِّق"!!



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الكرامة: درس من شافيز
- ذات أكتوبر روسي... ذكرى ثورة هزت العالم
- أربعون عاماً على رحيله... جيفارا .. جيفارا


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - الجوهرة والستار .. !؟