أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - كلام صريح مع سماحة حزب الله















المزيد.....

كلام صريح مع سماحة حزب الله


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ندخل إلى بيت الكلام من بابه .
كيف نتضامن مع أبطال المقاومة ونختلف مع سياسة حزب الله ؟ هذه هي المعضلة ! معضلته هو في أن يقبلنا متضامنين معه ومختلفين معه في آن معا .
بإمكاننا أن نتخيل صيغا للتضامن لا حصر لها ، والشعب اللبناني لم يقصر ، على كل حال ، لا في هذه المعركة ولا في سواها ، في التعبير عن الاحتضان العظيم لبطولات من قاوموا باسم الشعب ، ونيابة عن الأمة العربية وعن كل الأمم .
لكن الذي تقصر عنه المخيلة هو كيف يمكن لوطني لبناني" معاد لإسرائيل والإمبريالية والاستعمار " أن يعبر عن اختلافه مع إدارة حزب الله للمعركة ، من غير أن يضيق حزب الله ذرعا بالخلاف ، فكيف إذا ضاق المتزلفون ممن أعلنوا التعبئة ! ولا يملكون من التعبئة لا عدة ولا تاريخا ، لا ولا مستقبلا !
منذ عام ونيف ، غداة اغتيال الرئيس الحريري توجهنا إلى حزب الله بكلام صريح ، وجاءنا منه عتب شفوي . الكلام الصريح موثق في جريدة السفير ، بعنوان : كلام صريح مع حزب الله وحركة أمل ، قلنا فيه :
"اللبنانيون هم الحماة الحقيقيون للمقاومة ، ومهما بلغ حجم الدعم المشكور الذي قدمته سوريا وإيران لها والاعتراف الذي انتزعناه بقوة المقاومة من العالم أجمع ، فهي من أرض هذا الوطن نبتت وفي أحضان شعبه نشأت وفي صفوفه ستبقى ، وليس بغير الوحدة الوطنية يمكن لها أن تبقى ، وإلا ستعود فئوية كما بدأت ، ولهذا فالمقاومة مطالبة أن تناقش مع أبناء الوطن وأحزابه وهيئاته حجم التنازلات، مهما كانت مؤلمة ، التي يمكن وينبغي أن تقدمها هدية فخر وبطولة أمام شعبها ، حتى لا تجبر على تقديم نفسها ورقة في مفاوضات التسوية ."
بعد مضي أكثر من عام على الكلام الصريح والعتب ، سنقول لحزب الله الكلام ذاته ، سنطالبه فحسب ، بأن يناقش مع أبناء الوطن أمرا يخصه كما يخصهم .غير أن الكلام اليوم قد يبدو أشد قسوة وقد يقال أنه في غير أوانه ، وأن من الأفضل تأجيله إلى ينجلي غبار المعركة ، وقد ، وقد ... غير أننا ننظلق في صراحتنا مع حزب الله من حرصنا عليه وصدقنا في ما نواجهه به على قاعدة المثل الشعبي القائل : من أبكاك بكى معك ، ومن أضحكك ضحك عليك . وحصانتنا ثقة بأن حزب الله يعرف موقعنا من العداء للصهيونية والامبريالية والاستعمار ، وموقعنا من القضية القومية ومن العروبة ومن قضية فلسطين .بناء عليه ، نقترح على قيادة حزب الله ، حرصا على الحزب والوطن ، ما يلي :
1- تسليم أوراق التفاوض إلى الحكومة اللبنانية ، وهو ممثل فيها ، تسليما خاليا من أي تحفظ .
2- استكمال قيادة المعركة العسكرية ضمن خطة للتراجع التكتيكي والستراتيجي تحمي المقاومين والقرى والمدن والمنشآت والمرافق العامة ، أو ما تبقى منها ، وإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية .
3- الدعوة إلى نقاش صريح داخل الحزب ، ضمن الأطر التي يراها الحزب مناسبة ، وإلى نقاش مع القوى السياسية وفي وسائل الإعلام . على ألا يبقى شيء محرما على النقاش ، كل ذلك بهدف التوصل إلى ما يعيد بناء الوطن والدولة
نسارع إلى القول أن ذلك من قبيل الحرص على الحزب لا من قبيل التدخل في شؤونه . وعلى قادته ألا يخافوا من النقاش . فلربما كانوا يعرفون ، وأغلبهم لا يعرف ، موقفنا من الانشقاقات ، في الأحزاب والأديان والمؤسسات والأوطان ، وقد كتبنا في ذلك ، وبإمكانهم أن يطلعوا عليه ، ليطمئنوا إلى أننا ضد اي انشقاق يحصل في صفوف حزب الله أو في صفوف سواه ، وأننا نرى في الانشقاق أقصر الطرق إلى الشرذمة والتفتت ، ونرى أن خير وسيلة لتعزيز الوحدة هي في تعزيز حق الاختلاف ، إي في الديمقراطية . والحزب الذي لا يقبل الاختلاف في صفوفه ، من الطبيعي ألا يقبل الاختلاف مع سواه . وهذه أقصر الطرق إلى الحروب الداخلية في الأحزاب والأوطان ، وهي تبدأ دوما بالتكفير ، على غرار ما يفعل اليوم من يتهم خصمه بالعمالة للخارج ، لإيران وسوريا أو للإمبريالية واسرائيل . التاريخ يزخر بالأمثلة ، وهي موجودة في تجارب الأديان ، كل الأديان ، وفي التيارات الفلسفية المنبثقة عنها ، من اعتزال واصل بن عطاء حتى لوثر ، ومن آل البيت حتى تروتسكي . لا تنتج الشرذمة إلا شرذمة ولا يفضي الانشقاق إلا إلى انشقاق جديد .
أنطلاقا من هذه المقدمة اقترح مسودة أفكار أولية للنقاش مع حزب الله ومع سواه ، تتناول القضايا التي نراها حيوية لإنقاذ البلاد من الأخطار الخارجية ، ومن الأخطار الداخلية أيضا .
أولا : بين المواجهة والممانعة
لا يختلف اثنان على الموقف من العدو الصهيوني . إذن لم يعد جائزا ، كلما جاهر لبناني بموقف نقدي ، أن يرجم بالويل والثبور وعظائم الأمور . بل لم يعد جائزا أن يشكل حزب الله تغطية وحصانة لقوى تسللت إلى المواقع الوطنية والقومية على غفلة من الزمن ، وتستظل اليوم حزب الله والمقاومة وترشق سواها بما يضحك ويبكي من الكلام والمواقف ، كان منها إعلان التعبئة في صفوف من لا يجيدون غير التعبئة المذهبية ، قوى لا يحق لها أن ترشق بالحجارة لأن بيتها من زجاج ، أو لأن وزنها في المعادلات الوطنية والقومية انبنى على الاستزلام لعريف ، لا لضابط ، في أجهزة المخابرات اللبنانية والسوري .
قد نختلف على مستوى وحجم ومضمون الانخراط في مواجهة العدو الصهيوني ، لكن ذلك ينبغي إلا يغير في المعادلة شيئا . كل اللبنانيين بعد الطائف وقفوا ، في أكثر من مناسبة ، صفا واحدا في المواجهة ، خصوصا في عدوان 96 وبمناسبة التحرير . المهم مبدأ الانتماء إلى القضية لا حجمه أو رسوخه ، لأن بين أشد المؤمنين بقضية ما ، أية قضية ، تفاوتا في تجسيد هذا الانتماء والإيمان : مثلا ليس كل من في حزب الله جاهزا ليكون استشهاديا ، ولا كان كل شيوعي ، على سبيل المثال ، جاهزا ليكون مقاوما ، الخ . وعليه ، لم يعد جائزا أن تنبش ملفات الحرب الأهلية اللبنانية كلما دعت الحاجة الخارجية إلى الاختلاف على طريقة المواجهة ، وليس على مبدأ المواجهة .
مأزق حزب الله أنه اختار سياسة المواجهة ، وقرر طوعا ، والأصح أن سوريا وإيران قررتا بالنيابة عنه توظيفها في سياق آخر ، هو الممانعة . ربما لم ينتبه حزب الله ، أو أنه لم يعرف الفرق الشاسع بين المواجهة والممانعة . لكنه يعرف أن سياسة المواجهة بدأت مع سواه ، في ما كان الحزب الشيوعي يسميه سباحة ضد التيار ، إلا أن الممانعة بقيادة الحركة القومية أو من تبقى منها ، منعته وانتصرت عليه ، وسلمت حزب الله دفة النضال ، لكنها لم تفعل ذلك إلا ضمن شروطها . لقد أخطأ حزب الله حين اعتقد أن رسوخ إيمانه يكفي لتغيير قواعد اللعبة بين المواجهة والممانعة ، وحين لم ير في الممانعة مجرد مسعى إلى تحسين شروط التفاوض ،هذا إن لم نقل أنها الاستسلام المسبق ، حتى لو كان ثمن التسوية تضحية بكل قوى المواجهة بقضها وقضيضها .
أخطأ حزب الله حين تحالف مع قوى الممانعة ، وتحديدا مع سوريا ، متوهما أنها ستمضي معه في مواجهة المشروع الصهيوني ، أو الشرق أوسطي . كان عليه أن يتعلم من تجارب سواه ممن تحالفوا معها ، القوى المسيحية اللبنانية ثم الحركة الوطنية اللبنانية . إن سوريا ، مثلها مثل سائر من تدخل في الشأن اللبناني ، لم تنصر طرفا داخليا على طرف آخر ، من أجل تحقيق مشروعه أو لتنفيذ مصالحه ، بل من أجل مصالحها هي ومشاريعها هي ، وهذا طبيعي ، لكن غير الطبيعي هو ألا يتعلم حزب الله من تجارب سواه . سوريا ، وكذلك كل القوى التي تدخلت في الشأن اللبناني ، حاولت أن توظف تناقضات الوضع الداخلي لصالح مشاريعها ( تماما كما تفعل اليوم الولايات المتحدة الأميركية ، وكما حاولت أن تفعل ذات يوم إسرائيل ، وكما يمكن أن نتخيل دورا إيرانيا ) مقابل خدمات تقدمها لفريق لبناني ضد فريق . خدمة مقابل خدمة . هذا ما فعلته سوريا بالمسيحيين ثم بالشيوعيين ، وهو ما فعلته أميركا وكذلك إسرائيل حين اجتمعت مصالح القوى الثلاث على إعطاء وكالة حصرية لسوريا في إدارة الشأن اللبناني بعد الطائف وحرب الخليج الأولى . إذن كان على حزب الله أن يأخذ تحذيرنا على محمل الجد حين نصحناه بأن يتذكر قول المتنبي :
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام في ما تصيدا
ثانيا : الطير الأبابيل أم علوم الحرب
لم يعد يجوز لقائد ، أو لقيادة ، أن تدير معركة مع عدو مجرم ومدجج كإسرائيل تحت شعار : نحن لسنا بحاجة إلى أحد ، ولا نطلب من أحد مساعدة ، يكفينا إيماننا واتكالنا على الله ، بل نطلب منهم فحسب ألا يساعدوا عدونا علينا !
ليس جائزا ، لأن دروس الانتصار قرئت بالمقلوب . ليسمح لنا حزب الله أن نعيد أمامه تفسير عوامل انتصار المقاومة في لبنان عام 2000 و تمكنها من دحر العدو ذليلا : حق مشروع في تحرير الأرض من المحتل لم ينكره علينا أحد ، بما في ذلك أميركا ، مقاومة باسلة ، وحدة وطنية لبنانية تجمعت خلف المقاومة ، جيشا وحكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا ، الخ .، مساعدة خارجية من سوريا وإيران ، تأييد دولي لحقنا المشروع .
كان على حزب الله أن يستفيد من عوامل الانتصار ، لكنه للأسف فرط بها ، خصوصا عامل الوحدة الوطنية ، وفضل الاستقواء بالخارج والانحياز إليه ، رغم كونه أقل قيمة وجدوى من العوامل الداخلية ، بل هو مضر وخطير إذا جرى توظيفه ضد القوى الداخلية . بهذا المعنى ، لم تبدأ سياسة التفريط لحظة إلقاء الخطاب المتلفز أول أيام المعركة ، بل بدأ منذ الانحياز إلى سوريا ضد من جسدوا الوحدة الوطنية يوم التحرير ، وكان عليهم أن يرسخوا تجسيدها يوم الخروج السوري لكن حزب الله تمادى في سياسة التفريط هذه ، حين اعترض على الإجماع اللبناني وخرج من الحكومة احتجاجا على هذا الاجماع ، مرة عند صرخة الحكومة ضد الإساءة السورية إلى رئيس الحكومة ، ومرة ضد الصرخة اللبنانية على اغتيال جبران تويني .
النصر لم يأت إذن من الطير الأبابيل ، بل من حسابات دقيقة ، هي حسابات العلم الوضعي لا العلم الماورائي . لكن ذلك لن يجعلنا نغفل أهمية الإيمان في حسابات الحروب .فلا يسعنا إلا أن نعترف لحزب الله بقدرته على تربية أبطال استثنائيين خاضوا ويخوضون المواجهة بإيمان راسخ كالجبال وببسالة قل نظيرها . إنهم محط اعتزاز كل اللبنانيين . هذا أمر لا شك فيه . لكن البطولات الفردية لا تكفي .
كما أن حزب الله لم يكن دقيقا في معرفة العدو و قدراته وإمكاناته ، وكان كأنه يتفاجأ بوحشيته ، تماما مثلما كان يندهش من الموقف العربي . إذن هو دخل المعركة ولم يدرس ظروفها جيدا ، واستسهل ردة الفعل ، بل رآها عملية بسيطة : خطفنا اثنين ، وهذا حقنا ، غدا نتفاوض عبر فريق ثالث ، نتبادل الأسرى ، الخ . أي تبسيط لا يغفر لمن يدعي لنفسه هذا الدور التاريخي في مصير وطن وأمة يخوض المعركة بالنيابة عنها ، شاءت أم أبت . إنه لا يعرف معنى وجود إسرائيل ولا يعرف معنى علاقة الامبريالية بالصهيونية ! إن هذه الحضارة ؟ أعني الحضارة الرأسمالية ، من أخلاقها ( أو لا أخلاقها ) أنها مستعدة لتدمير شعوب بكاملها وأوطان بكاملها من أجل أن تضمن سيطرتها ومصالحها ، ولها في تاريخها ما يؤكد ذلك ، حروب وحروب عالمية واجتياحات واستعمار وعولمة متوحشة . والحل ليس بالبساطة التي تخيلناها قبلكم أيها الرفاق والإخوة في حزب الله . ليس في "القضاء" ( ما أسهل الكلام عند الرئيس الإيراني ، ربما هو لم يسمع بالشقيري وأحمد سعيد والسباحة ضد التيار ) على الإمبريالية ، وعلى إسرائيل وعلى أعداء الأمة والدين وعلى العدو الطبقي ، وعلى كل عدو متخيل . ليس "القضاء" أمرا إرادويا ، وحده الله يفعل ذلك ، أما نحن البشر فعلينا أن ندرس قوانين التاريخ ، لنعرف أن شعوبا تعشش في عقولها الأمية ( 70بالمئة من العرب أميون ) يستحيل ان تلغي قوى وجيوشا وأن تقضي ( هكذا ببساطة ) على من يحسبون الحرب بحسابات العلم والأرقام ، ولا يحسبون للشعوب أي للبشر أي حساب .
طبعا هي ليست دعوة للاستسلام ، بل دعوة لإعادة النظر في خطط المواجهة . لن ننتصر أيها الرفاق والأخوة تحت راية النهج القومي ،(كنا جزءا منه ولسنا بنادمين فتلك كانت الحدود التاريخية لوعينا) النهج الذي جرجرنا من هزيمة إلى أخرى . لن ننتصر إلا إذا صارت سياسة المواجهة لا الممانعة هي رائدنا وإياكم . والمواجهة تعني أول ما تعنيه مواجهة الاستبداد الرابض على صدورنا منذ عصور وعصور ، ومن أكثر وجوه الاستبداد وحشية ، وجه الجهل الديني والغرائز المذهبية

ثالثا بين الدولة والثورة
كل الحجج والأدلة والبراهين والذرائع الخ التي يمكن استخدامها للدفاع عن المقاومة تفضي ، في نهاية التحليل ، إلى السؤال التالي : المقاومة ثورة أم دولة ؟ هي ثورة على الدولة أم على المحتل ؟ أم أنها دولة داخل الدولة ؟
دخول الجيش إلى الجنوب ومزارع شبعا وسواها من القضايا ليست إلا ذرائع ، استخدمنا ما يشبهها في السبعينات لتشريع السلاح الفلسطيني في الجنوب .وكانت حجتنا قوية وما زالت : الخطر الصهيوني الماثل دوما .وقد دفعنا ثمن التشريع للسلاح غير الشرعي ثمنا غاليا ، ليس أقله الحروب الأهلية بين الجيش والمقاومة الفلسطينية ، ثم في الجنوب على وجه الخصوص ، بين أمل والفلسطينيين ، ثم بين أمل وحزب الله ، بين مدافع عن النهج السوري وآخر عن النهج الفلسطيني ، الخ .وفي كل مرة كان يطرح السؤال : الدولة أم الثورة ؟
اليوم يطرح السؤال ذاته على حزب الله . خصوصا بعد تحرير الجنوب ، وبالأخص بعد خروج سوريا من لبنان . هل يبقى لبنان ساحة ، أنطلاقا من الجنوب ؟ ربما أخطأ السيد حسن نصرالله مرة ، وبزلة لسان ، حين قال في مهرجان خطابي بمناسبة التضامن مع الأسير سمير القنطار : لقد عرض علينا أن تنسحب أسرائيل من مزارع شبعا مقابل أن نتخلى عن سلاحنا ، ومقابل إغراءات مالية ... لكننا رفضنا ! يومذاك صفق الجمهور وممثلو القوى التي أعلنت البارحة التعبئة . لكن السؤال الذي كان يرتسم منذ قيام الحزب وخلال نضاله الشريف والبطولي ضد المحتل ، وبعد التحرير : ماذا يريد إذن حزب الله ؟ هل ما زال يضمر ، بالتقية الشيعية ، مشروع الدولة الإسلامية ؟
من أفغانستان حتى الجزائر مرورا بالعراق والسودان ولبنان وكل بلدان العالم العربي هناك سؤال مشترك : كيف ندخل إلى العصر ؟ والجواب : ببناء الوطن والدولة . الوطن يعني تجاوز الانتماءات القبلية والعشائرية والدينية والمذهبية . والدولة تعني سيادة القانون داخل الحدود وعلى الحدود . والأنظار شاخصة اليوم إلى حزب الله وكل الأصوليات لمعرفة موقفها من بناء دولة القانون . خصوصا وأن جزءا من التعبئة الإيديولوجية ضد العدو الصهيوني قد تسرب إلى غير مجراه الصحيح . هذا فضلا عن أن التعبئة المذهبية لا تبني وطنا عصريا ، ويستحيل عليها طبعا أن تبني وطنا خارج قوانين التاريخ ، أو أن تعيد الوطن إلى كهوف التاريخ .
أما فيما يخصنا وحدنا ، نحن جيران فلسطين ، فقد آن لنا أن نعتز بانتصاراتنا وبطولاتنا وأن نقف شامخين أمام إنجازاتنا ، ليتعلم الآخرون منها ومنا كيف تتحرر الأوطان وكيف تبنى ، لتتعلم الأمة منا معاني الحرية والديمقراطية والسيادة . على حزب الله أن يكون واحدا من أساتذة هذه المدرسة ، لا عابر سبيل أمام بوابتها . ولن يكون أستاذا إلا من داخل الوحدة الوطنية .

‏10‏/08‏/2006



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله : انتصار كان يمكن تفاديه
- مأزق حزب الله :فائض عسكري وخواء سياسي
- مقدمة كتاب :اغتيال الدولة
- النصر الإلهي : أما آن أوان النقد الذاتي؟عن التسعير المذهبي ف ...
- علي مقلد يقدم لـ-صدى البلد- قراءة شاملة لتقرير المجلس الوطني ...
- جورج حاوي: مقطع من وصية لم تكتب
- الماركسيون بين اضمحلال الدولة وبناء الدولة
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ...
- تجديد اليسار أم يسار جديد؟
- قراءة سياسية في نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني
- رسالة من شيوعي إلى السيد هاني فحص


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - كلام صريح مع سماحة حزب الله