|
هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 09:32
المحور:
القضية الفلسطينية
حق العودة حق مقدس وهو لا يسقط بالتقادم، أنة حق شخصي يتعلق بالمواطن الفلسطيني الذي هجر من أرضة بعد ارتكاب أبشع المذابح واشنع المؤامرات بحقه، حق العودة غير قابل للتفاوض ولا يمكن التفريط بة وستفتح أبواب جهنم على من يعبث بة، حق العودة قضية تتعلق بالإنسان والتاريخ والوجود والأموات والإحياء والذين لم يولدوا بعد، حق العوة وعي وشعور وحنين إلى البيت الذي لم يشاهده أصحابة من الجيل الثاني والثالث ولكنهم يعيشونه في وجدانهم ووصايا الذين ماتوا وعيونهم تتجه إلى قراهم وبساتينهم حيث عاشوا الطفولة والشباب وحياة الفلاح بحلاوتها ومرارتها، وبالمقابل حق العودة لا يمكن أن يتحول إلى مجموعة من الأفكار التي تفتقر للمضمون، ولا لصحيفة أو مفتاح من خشب أو أكلة شعبية ورقصة نتمايل على ألحانها شوقا وحنينا. اللجوء نتيجة والاحتلال سبب، والعودة بحاجة إلى فعل متراكم يقود الشعب الفلسطيني إلى حقه في تقرير مصيره، فعل لا يفرق بين اليسار أو اليمين فعل يوحد الجهود ويضع الأوليات على رأس القائمة، فعل يواجه العابثين والمفرطين وضعاف النفوس والمتاجرين والمطبعين الذين اخذوا على عاتقهم بيع اليابس قبل الأخضر وانصرفوا ليرتموا في أحضان من يدفع أكثر. هل سنفرط كفلسطينيين في حق العودة ، الجواب نعم.. أنا تحدثت عن السبب والنتيجة والتراكمات التي أدت إلى انقلاب في الوعي اللاجئ بشكل خاص، اللاجئ الذي تمارس بحقه أقسى أنواع الإبادة الفكرية والاقتصادية واستغلاله في الصراعات الداخلية ليستخدم حطبا للمحرقة في نهر البارد وجباليا وترتكب بحقه المذابح باسم الوطن .. يستغل فقرة وواقعة المؤلم لتمرير سياسات ابعد ما تكون عن المصلحة الوطنية، اللاجئ يباع ويشترى وبأسعار بخسة لحفنة من الداعمين الذين يعرفون ماذا يريدون وقد حققوا بعضا من أهدافهم. لا بد من التكرار حتى نعي المخاطر التي تحدق بنا وبقضيتنا، لا يكفي إن نقول نحن اللاجئون متمسكون بحقنا في العودة، ولا يكفي التسلح بقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة الكبرى لدولة الاحتلال، ومن غير المعقول أن ننشط في طرح قضيتنا في كافة أنحاء العالم وأجيالنا المتلاحقة تغرق في ظلام اللامعرفة بحقيقة قضيتها، وتدفع للانشغال بأمور سطحية وحياتية تساعد على الانغلاق والبحث عن الخلاص الذاتي بعيدا عن الجماعة التي شكلت ضمانة أكيدة للمواجهة والحفاظ على الأمل في الخلاص من الواقع الذي يضغط على اللاجئين وخاصة الذين يعيشون في الشتات. لقد اكتملت حلقة الحصار على حق العودة كثابت وطني فلسطيني رغم ما يصدر عن عرابوا التسوية، لا يمكن أن نتجاوز مبادرة جنيف ومخرجها الفلسطيني الذي يشكل احد الأركان الرئيسية لمؤتمر الخرف الذي دعت إلية الولايات المتحدة، ونجافي الحقيقة إذا اعتبرنا أن الموقف الفلسطيني بكافة أبعادة الرسمية والوطنية والأهلية يتسم بخطاب يتناقض مع الطرح الأمريكي رغم الأصوات المناهضة للتسوية والتي تعتبر نشازا بالنسبة لأنصار الحل الأمريكي الذين يعيشون عصرهم الذهبي كما يعتقدون. والسؤال المفصلي في هذه المرحلة الحساسة.. كيف يواجه اللاجئون إي تسوية تنتقص من حقوقهم المشروعة ؟ وهل تكفي مهرجانات الممانعة التي ستعقد قبيل لقاء الخريف، ببساطة على اللاجئين الخروج من كهفهم ونفض غبار الصمت واللامبالاة التي ميزت الغالبية العظمى التي همشت وصودر دورها من قبل أشخاص وجهات نصبت من نفسها ناطقا باسم اللاجئين وممثلا لهم، إن تشديد الرقابة على ما يجري من تشويه لوعي الأجيال الناشئة في بعض مواقع اللجوء حاجة ملحة لتفادي الانهيارات الثقافية والقيمة والاجتماعية، من المهم إخضاع النشاط في المخيمات إلى الرقابة والتنظيم والشفافية والمسائلة، ووضع الأهداف والخطط ذات المضمون المنسجم مع مصالحنا ونبذ العفوية والفردية والاستهداف الممنهج للحلقة المركزية المتمثلة بالوعي اللاجئ. إن رفض الانقلاب في غزة وعمليات الفصل الشائنة بين أبناء الشعب الواحد والتي مهمة كل فلسطيني حر، لان سيطرة حماس على قطاع غزة لا تحقق العوة، إن مصلحة كل فلسطيني يتطلع إلى حق تقرير المصير الوقوف في وجه القوى الفلسطينية المتنفذة التي لا تلقي بالا للمصالح الفلسطينية ببعدها الاستراتيجي،وفي هذه المرحلة ما أحوجنا إلى قول كلمه تجاه ما بجري في أوساطنا من تفريط بثوابتنا جراء الاقتتال الذي اخذ أشكالا متعددة دفعت بالأخر لاستغلال الفرصة لتوجية الضربة القاضية لوجودنا، إننا عاجزون عن الفعل والحركة ونخضع لضغوط هائلة تتطلب منا كشعب لملمة أوراقنا والسير على جراحنا والاستمرار في مسيرتنا الكفاحية، خاصة أن امتنا العربية لم تستطع استضافة عشرات اللاجئين الذين هربوا من بطش الطائفية في العراق لتستقبلهم البرازيل وهذا هو التفريط بحد ذاته.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
-
حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
-
الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
-
الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
-
الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
-
انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
-
ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
-
هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
-
مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
-
غزة والضفة والسنوات العجاف
-
انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
-
يهود اولمرت شكرا لك
-
حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
-
مبروك للطخيخة
-
دور التطبيع دولارفي الازمة الفلسطينية
-
السماء تمطر مراسيم وفرمانات
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|