حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 09:44
المحور:
كتابات ساخرة
سؤال إذا سألته لطفل من أطفال شوارع مصر المحروسة من الحسد والمعلقة في رقبتها خرزة زرقا ويافطة بطول النيل مكتوب عليها " هذا من فضل ربي "
سيجيبك بكل براءة وعفوية " اللي بالي بالك " على رأي فيلسوف الجيل اللمبي .
ولكن إذا سألت نفس السؤال للي بالي بالك سيجيبك بكل بلاهة وعسلية :
اللي بيشوه سمعة مصر هما الصحفيين اللي بيكتبوا ليل نهار عن الفساد وعن تلوث النيل والغذاء المسرطن ، وبتوع حقوق الإنسان اللي بيتكلموا على الانتهاكات وبينشروا غسيلنا - لا مؤاخذة الوسخ والقذر جداً - على سطوح العولمة اللي بتوصل المعلومات للمنازل .. " صدقوني ده مش غسيل وسخ دي زبالة يا جاهل " .
واللي بيعملوا كمان مظاهرات سلمية وبيخلونا نسمر حركة المرور لأن آلاف عساكر الأمن المركزي بيسدوا عين الشمس فيتأخر الصبح اللي جاي ويفضل الليل كابس على أرواحنا .
اللي بيشوه مصر هما المعتقلين اللي بقالهم أكتر من 10 سنين من غير تـُهم وعايزين ياخدوا إفراج ، والشباب اللي غرقان في البطالة والبانجو والتطرف ومخلي منظرنا مش شيك ومش كوول . والسي دي هات اللي بتصور التعذيب المنهجي وبيخلونا في نظر الغرب وحوش مش بني آدمين وكأن سجن أبو غريب وجوانتانمو أحن مننا .
اللي بيشوه مصر هما اللي بيدافعوا عن الأقليات العقائدية ، هو احنا بذمتك عندنا أقليات
ده احنا الدولة الوحيدة في العالم اللي عندها بس عقائدية !!
وبتوع حرية التعبير وحرية الاعتصام وحرية الاعتقاد اللي فاكرين ان الدنيا سايبة
ده يا راجل اللي مالوش كبير بيشتروا له كبير علشان يديلوا بالجزمة .
وبعد السؤال البريء بتاع مين بيشوه سمعة مصر والإجابة الخاطئة بتاعة اللي بالي بالك نحب نؤكد أن سمعة مصر بخير وألف سلام وتحية وإن مصر لسه بنت بنوت .. وبكر ورشيد .. وبقالها سبعتلاف سنة راهبة وأنا ابنها ومش مؤمن ان اللي يتجوز أمي أقوله يا عمي .. يا عمي
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟