أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو














المزيد.....

سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 12:11
المحور: كتابات ساخرة
    


من الامور الهامة في عالمنا اليوم هو ان يكون لكل شراكة مايحكم الحفاظ على شد ازرها طلما مازالت في سياق الوصول الى الهدف المشترك ، واجمل صورة لهذا التناسق المكمل لبعضه ، هي السيمفونية الموسيقية التي تتكون من مجموعة انغام وايقاعات يشترك في عزفها عدد واسع من العازفين ، غير انها لا تصل الى المسامع ولا تشنف الآذان الا اذا كان لها (مايسترو) قادرا على ضبط الايقاعات وانسجامها وعدم السماح للانغام النشاز التي تخرج عن ( النوتة ) المرسومة لها، فالعملية السياسية كالسيمفونية الموسيقية طالما تنطوي على تعددية سياسية مختلفة ، ويفترض ان تجمعها ( نوتة ) كالدستور او وثيقة شرف اوبرنامج حكومة تشترك فيها الكتل السياسية المختلفة ، ويفترض ان يكون هذا التنوع متناغم ويتحرك بانسياب ونسق واحد وله مرجع واحد مهمته الحرص على اخراج صوت هذه الباقة السياسية العراقية بأنسجام تام يعكس حاله على وحدة ابناء الشعب من جانب ، ومن جانب آخر يمثله بأمانة ، لكي تتمكن العملية السياسية من التطور والتقدم وانجاز مهمتها الاولى ، الا وهي الخلاص من الكارثة التي يعيشها العراقيون جميعا .
ومن الواضح ان هذه العملية لاتمتلك صوتا موحدا للاسف الشديد مع انها تمتلك اسما موحدا ( العملية السياسية ) ،فضلا عن ان المسمى يتعرض للتشويش ، فهنالك من يعزف منفردا نشازا بعيدا عن ما يوحد هذه السيمفونية الوطنية ، فآذان المواطنين تسمع من البعض ما لا ينعش الآمال ، وقد بات العزف المنفرد يشمل اغلب الاطراف بما فيهم المايسترو نفسه الذي يسمع احيانا وهو يعزف منفردا على وتره الخاص !، او يبدو متعبا وغير قادر على التحكم بالجوقة ، اذن اين العلة ؟ ، هل هي بالعملية السياسية ذاتها وينبغي اعادة النظر فيها ؟ ، ام في تركيبة الجوقة العاملة فيها ويتطلب تغيرها ؟، ام في المايسترو ( القائد ) الذي يبدو دوره غائبا ويفترض ان يكون له اداءا منسجما وفاعلا ؟ .
اسئلة عديدة تطرح غير ان اجوبتها تضيع وسط لجة الاحداث ، ويبدو ان لااحد من المعنين والمطلوب منهم الاجابة يتصور بأن له علاقة بذلك ، ولكن عندما تمس جوانبه مسا بسيطا ينتفض ويرفض ويهدد ويمكن ان يصل به الامر الى ان يلطم على رأسه صارخا لاحول ولاقوة الا له وحده في تقرير مصير ما هو ضمن حدود نفوذه ( حصته ) ، والحقيقة تقال ، لاقوته ولاحوله استطاع او يستطيع ان يفعل شيئا مثل ما انجز احيانا من دونه ، والامثلة عديدة ، ونأخذ مثلا واحدا مع اننا لسنا بصدد تبرئة هذا المثل من كونه عزفا خارج السيمفونية ، ولكنه اطرب النفوس حقا ، وهو الصحوة وتسليح العشائر الذي حقق ما عجزت عن تحقيقه القوات العراقية وكذلك القوات المتعددة الجنسيات من دونه ، اي طرد فلول القاعدة التكفيرية المسعورة ، ولكن يبقى سؤالا ملحا مطروحا حول الاسباب التي عوقت الحكومة من المبادرة في الوقت المناسب والقيام بهذه الخطوة وبالتالي تكون غير منفردة وضمن السياق وتحسب انجازا للعملية السياسية .
ان هذا الانجاز ينبغي ان يقوم - بتشديد الواو – ولايقاوم ، وذلك بمعالجة الثغرات التي تتخلله ، وان لا يبقى خارج مرجعية الحكومة ، اي ضرورة انضمامه الى سيمفونية العملية السياسية ، واذا ماتكرر في اماكن اخرى من البلاد فينبغي ان يكون المايسترو ( الحكومة ) هي اول من تبادر وتشرف على ادخال هذا النغم المريح ضمن المعزوفة الوطنية ، لقد جئنا بهذا المثل من بين امثلة اخرى ربما لاتقل خطورة واهمية ، ولكن تغيبت عنها مبادرة الحكومة في الوقت المناسب ، ويمكننا الاشارة الى حالة ملتهبة راهنة وهي المشكلة مع الجارة تركية بصدد وجود حزب العمال الكردستاني التركي (P K K ) على الاراضي العراقية ، حيث كان التحرك ليس في الوقت المناسب ، وهنالك القوانين المعطلة في اروقة البرلمان ، وقضايا الفساد ، ومعالجة وضع المليشيات ، وحل مشاكل الخدمات ،وارتفاع تكاليف المعيشة المرهقة وبخاصة صعوبات اوضاع السكن ، وتأخر انتخاب مجالس البلديات ، وغيرها ، كلها تغيب عنها مبادرة الذين بأيديهم القرار لحل هذه الازمات الفرعية ، الامر الذي يخلق القناعة لدى المواطنين العراقيين بضعف اوغياب ( المايسترو ) لسيمفونية العملية السياسية ، فتجب المعالجة ايفاءا بالمسؤولية الوطنية والتاريخية .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرت الديمقراطية فغاب الديمقراطيون
- عنوان ابيض على راية حمراء
- حكومة .. خارج النص
- تشكيل الحكومة بين الاستحقاقين المطلق والنسبي
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها 2 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها1 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو