أجراس المعابد لا تتوقف عن رنينها
مآذن المساجد تتلو آيات الرحمة والغفران
ديوك حبشية تصيح في غير مواقيتها
جوقة أطفال بارتباك غير معهود يطرقون أوانِ حديدية صدئة
سمر عرايا
على قرع طبول مسعورة تهتز لها أرجاء الكون يرقصون
صرخات هنود حُمر راعفة بكافة لوعا تهم الثاقبة
غجر يطوون خيامهم على عجل وخيولهم المجنحة تطلق صهيل الشتات المزمن
الأرض تسعل بوهن
مسملة العينين تتوكأ على عصاها المعقوفة
مرتدية معطفها الواقي
تلتزم بكافة قوانين المرور وتسير إلى الخلاء من خلفها يزحف فحيح ثعبانها الأليف الهادر
يتلهى بابتلاع طيور الرخ المذعورة والفيلة الطائرة
كبير سحرة " تمبكتو" يهمهم بلغة الهوسا وبعربية أعجمية يتعوذ
ثم يرمي بكمون أسود
وقلب خفاش رضيع مازال ينبض
وأظافر طفل حديث الولادة
وتاج هدهد لم يولد بعد
في عمق البئر التي لا تعكس إلا ما يراه قط عينيه من أوجه الشمس الغائبة في منتصف النهار
يتهاطل ندفاً كقطن محروق ظلام يعض الروح
الأرض تصعد أعلى قمة فيها
ترى صخرة مستطيلة تجلس في رأس الجبل على كرة حجرية كالميزان
في مركز اتزانها تقف تباعد بين رجليها
تمد عصاها تكاد أن تثقب السماء
بصوت مغنية "أوبرا" محترفة
ترتل تعويذة ورثتها من جدتها التي أصابتها هرطقة الشيخوخة المبكرة
تتأرجح
تتأرجح
ترفع رجلاً وتنزل أخرى
تتناغم معها:
الأجراس / ارتباك طرقات الأواني/ الطبول المسعورة /
صهيل الشتات المبين / الصرخات الراعفة / همهمات الساحر/
الفحيح الهادر على امتداد الجبل حتى أسفله /
تتأرجح
تتأرجح
تثمل روحها بنشوة عارمة
فجأة يختل إيقاعها
تزل قدمها اليسرى
فتتدحرج من على المنحدر ككرة كرستالية تتشظي في جسد ثعبانها الأليف
الذي كان يلتهم بومة عظمى
تسقط من فمه تهشم جمجمة الساحر
نسر يقظ يخطف جثته
عقد مسبحته الحجازية ينفرط
تطير منهاأسراب من الغربان البيضاء
تسعة وتسعون كألعاب نارية يسدون الأفق
من خدر النعاس تصحو تشهق تتمطى أهداب شمس بهية
لا أثر على وجهها من كوابيس الكسوف الكلى الأخير
تنظر بغنج إلى معاجن تخمير الطين المقدس
يطير منها هدهد استعاد تاجه الذهبي يدندن :
أنه رهان الصلصال الأبدي يا أبانا
أنه رهان الصلصال الأبدي
أنه رهان الصلصال
أنه رهان
أنه