أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي ابي وامي والذكري














المزيد.....

الي ابي وامي والذكري


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:23
المحور: الادب والفن
    



اهداء :
الي روحيهما الطاهرة ..
أبي أمي رحمهما الله ....


ها قد فرغت يداي من كليكما
سلمتكما واحدا تلو الاخر ...
ماذا بعد لدي ؟؟
بين أصابعي تهشمت الزجاجة
تسربل الماء مختلطا بدمي
لا شىء يعيدكما
اليوم ختمت قصتي
وأنهيت مهمتي ....

سرنا خطوة خطوة
طوال تلك الرحلة
قطعنا سوية
درب العذاب المضني
الألم المبرح
لا دواء مشافي
الا الموت المعافي

فزاعة للموت كنت أنا لكما
أعلنت الحرب علي جيوشه
وهي تتقدم لتحتل عروقكما
وضعت الف سور حولكما ...
تنبأت بموعد الألم
فان أقبل طردته .
صرعته ..
بكل طاقتي..
لأبعد شبحه عنكما
غافلني الموت
وصرعني أنا
وهو يصر علي اختياركما
مسحت بالرمق الاخير دمعتيكما
حبست صرختي بجوفي
كيلا يروع أنيني روحيكما
نهاية يعيدها معي القدر
أقدري اختارني الشاهد أم قدريكما؟؟!!

يشهد الله
ما أرهقني حملكما
فهل استسلمت وقصرت معك ياأمي ؟؟
وهل تباطأت معك يا أبي ؟؟
..هو الموت وحده أعجزني
ليخطف مني أنفاسكما
أبعد كل صولاتي وجولاتي ...
أخرج مهزومة
خالية اليدين
منكسة الرأس
دامعة العينين
أهذا كل نصيبي منكما ؟؟!!

تأملت خلفي
أرعبتني قدرتي
كيف تصلبت امام ذبولكما ؟؟؟
وواريت كل الحقائق رغم أسئلتكما
لونت بقوس قزح املا لا وجود له
واخترعت شمسا تشرق بغروبكما
سامحاني بالله عليكما
ولزيف الأمال ما أحوجني اليوم أنا

كنتما ...
كشجرة مكابرة صامتة
علي دهرها عاتبة
ترمي أوراقها ببطىء واقفة
وتركتماني بوجه الريح وحدي .. معكما.. وبدونكما

كنت
أدري وأنتما لا تدريان
أعرف مصيركما و تجهلان

تصبرت
والصبر مرار
كم حرست نبضاتكما
وحميت درب انفاسكما
ما كنت بليدة الحس والوجدان
لكني كتمت هلعي وقلقي لأسندكما
ولا أجد اليوم من يسندني بعدكما !!


اعتدت عليك يأمي غصن ريحان ... يفوح بالليل والنهار
كنت شمسا ونحن كواكب ... لتنطفىء بعدك كل الأنوار... وتتيتم الأقمار
اعتدت عليك يا ابي .. يا شيخ تميم ... اعتداد واعصار
صوت يهز كل الدار... فيه كبرياء وعز و فخار

سقطتما سقطة ما بعدها قيام
كورق الخريف .....
كلاكما بنفس الشحوب
نفس الضعف
ونفس الأصفرار

لتتوالي علي الجراحات بنفس العمق والأغوار

ياجرحا لا تلمه الايام
ولا يأخذه النسيان
هو كل حصاد عمري
فلم يطرق يوما الفرح بابي
ولا رف طائر البشري أعتابي
خذلتني أعوامي الصغيرة بتوالد الهموم والاشجان

ها قد أمنتكما ...
وبالنعش أودعتكما ...
فهل أعاتبكما ؟؟!!
أبكيكما ....
أم
أودعكما ؟؟؟!!
أتراكما
اتفقتما علي الرحيل تباعا
لابقي وحدي هنا ؟؟!!

أحقا أنتما راحلان ؟؟؟
أنا رفيقتكما !!!
لمن سأبقي هنا ؟؟!!
قضيتي انتهت .. فلماذا أنا هنا ؟؟!!

دارنا التي جمعت ما عادت دار
جدران تبكي من هجروها
تحت الثري من عمروها
بالقصص والحكايا ملؤوها
تلك اشياؤهم الصغيرة
حاجياتهم
ياللغرابة
أشتم رائحتهما بالمكان
أثارهما بكل الزوايا والأركان
الدواء علي المنضدة
فنجان قهوتك المرة .. بارد يا أبي
مذياعك ما زال يذيع الأخبار
كما تشاء ..سأغطيك بالعباءة الرمادية

زهراتك يا أمي توشحن بالسواد
منذ ان نعق الغراب
كتبك الفرنسية تملأ المكتبة
سأنفض عنها التراب

أسمع صدي ندائهما ...
أتراه موعد الدواء ؟؟ أم الطعام ؟؟ وبيدي أطعمتهما وأسقيتهما ؟؟
أم تراه موعد النوم؟؟ وعلي كتفي وسدتهما ودثرتهما حتي يغفوان ؟؟!!
أم تراه موعد الطبيب , علي الاسراع قبل الظلام ؟؟

بالامس طفلاي هنا
واليوم هناك يلتصقان
كأنهما علي موعد جديد للغرام
منذ البدء وهما عاشقان
وضعت الوردة الحمراء
لله حتي بالقبر هما متجاوران
وينوح بينهما طير الاحزان

رحل صغاري
حيث لا عودة ولا امال
لست أدري أكانا أمي وأبي
أم
ابني وابنتي
واللحظة انكسار
لم يبق الا الذكري
وصور علي الجدران ... والسلام علي اهل الدار ..



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي أمي وأبي والذكري
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس
- مدينة من دم لا نار - اهداء للاستاذ لطفي حداد
- انتخبناكم ليستمر البث لا لينقطع
- اخفاق المراة العراقية
- كفتا الميزان ...السلطة ...الشعب
- لكم مسؤولون يا امة محمد
- ارفعوا المصاحف بين اياديكم لا علي رماحكم
- سيدة عراقية من الطراز القيادي الاول
- صرخة من قلب بغداد
- المراة العراقية والمستقبل
- اين الراس؟
- العراقيات والاستفتاء علي الدستور
- قانون مكافحة الارهاب
- تحليل سياسي لتحليلات الفيصل
- رسالة الي صديقة عتيقة
- حداد الكلمات
- الوثائق الرسمية التي تؤكد ان صفية السهيل سفير معتمد فوق العا ...
- بالله عليك يا كاظم الساهر


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي ابي وامي والذكري