|
الرحيل إلى المجهول تدمر3
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:26
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
استولى علينا القلق والحيرة والإرهاق. أغلبنا راح يقطع رحلة الوجع الطويلة. ننتقل من من أسى إلى أخر. بلغنا تيارالدهشة الأقرب إلى الفاجعة. نسير دون أن نهتدي إلى المكان الهادي. مرميون على الارض الوعرة.. الأرض المنفرة المتموجة. كنا أقرب إلى حالة التشنج العارمة. الصدمة التي بقت تحت ذاكرتنا المتجددة. ما أن تنام حتى تفيق على الصراخ والألم. نقع.. نتدحرج. نطلق الآهات الحارة من حناجرنا المتألمة. لكننا نسير إلى هنا.. إلى هناك كما يحددوه لنا. صارت حياتنا ملك مجموعة من الحمقى.. العسكر. يفعلوا بنا ما يريدون. العسكر.. الحمقى. لا يلتفتون إلى هذا أبداً. إلى وضعنا المأساوي. تراهم يضحكون ويقهقون بشكل دائم: أمشي يا عرس.. أمشي يا ديوس.. يا منيك.. أمك... ألفاظ لم ينزل بها سلطان من قبل. الضرب والركل والبصق والرفس يستمرمع السيرالقاسي الذي أجبرنا على القيام به. العرق يتصبب من أجسادنا بغزارة في هذا الشتاء البارد. النفير العسكري الجائريطلق صراخه القبيح علينا: ـ أمشي يا خائن.. يا فاسق.. يا خسيس. من طرف الطماشة. كنت أرى أحذيتهم الكبيرة. الجزء السفلي المدلى من الكرباج الذي ثُضرب به. هل هذا وطن أم وجع دائم. لمذا نحّن إليه ونحبه. قلت في نفسي: لن أرى السماء بعد اليوم. لن أرى الغيوم المثقلة بالضباب. لن أجلس تحت قبة الشمس، والتحف الهواء بعد اليوم. صرت كالأعمى اتلمس الخطا من خلال اللمس. الغربة ذعر، إحساس خانق بالاقتلاع، سواد محفور في جذور الليل. الأجساد تتحرك في مواضع المتاهة الواسعة. كنت موقناً أن الدم سينفرمن الشرايين، شاقاً لنفسه روافد لها منافذ متعددة. تتسع فتحات الأنف لأخراج النبض المتدفق. بعد معاناة طويلة وإجهاد ممل. توقفنا. رؤوسنا على الجدار. حقائبنا في أيدينا نلهث وننتظر. مستغرقين في الصمت والهدوء الكامل. لم يقولوا كلمة واحدة ماذا سنفعل. أصواتهم الهادرة أختفت بسرعة كما بدأت قبل ساعة ونصف الساعة أو نحوهما. رؤوسنا منكسة على الجدار. مستغرقين في البحث عن موطئ آمان. بعيداً عن أنفاسهم الداكنة وأغلالهم القاسية. كنا متوتري الأعصاب. لا نستطيع أن نقوم بمبادرة أو حركة لا تحمد عقباها. ماذا نفعل. هل نبقى في مكمننا أم نتحرك. لكن.. إذا تحركنا إلى أين نذهب ونسير. هذه الطماشة أو العصابة اللعينة على أعيننا ماذا نفعل بها. يا آلهي أعطنا الصبر ودعنا نبادر إلى فعل شيء. مروقت طويل. نحن وقوف في حالة الصمت الوعرة. تأخذ منا كل مآخذ. توقف الضرب وتلاشت الشتائم. هدأت المفأجاة والدهشة المثقلة بالفزع والغربة والغرابة بعد رحلة طويلة من الصدمة التي لحقت بنا. قال حكمت مرجانة: ـ نحن في مهجع. أنزعوا الطماشات من على وجوهكم وعيونكم. كأنهم ملح. كأن العسكركانوا ملح أو ضباب صيفي تبخروذاب. أين الشرطة العسكرية.. كيف ذهبوا. لماذا لم نسمع صوت أغلاق الباب. لماذا لم يقولوا لنا أننا في مهجع. هل هذا سرمن أسرارهم المقدسة. لماذا تركونا وقوف مدة طويلة على الجدارومضوا. لماذا تركونا نكتشف الأمر بأنفسنا. الحقيقة: الأشياء التي تحدث في هذا السجن الخطيرلا يمكن تفسيره على الاطلاق. لا يمكن معرفة أي خطوة من خطواتهم. لماذا يفعلوا ذلك. هل هذا الأمر أمرصادرمن مسؤولي السجن أم هوخوف مركب. أو كره و حقد دفين وأحمق. كل شرطي يبالغ في إظهارعدائيته وعدوانيته للسجناء العزل. فتحت عيني على وسع. كنا في مكان أشبه بدهليزكبير. جدران عالية تصل إلى سبعة أمتار.. ربما أقل أو أكثرلا أدري. عرض المهجع سبعة أمتارفي طول أربعة عشرة متر. قست الطول والعرض بقدمي. كانت المياه تغطي مساحة المهجع الواسعة. رفعت رأسي إلى الأعلى. رأيت فتحتان في السقف. طول كل فتحة متران في عرض متران تقريباً. مركزتان في وسط السقف. ياآلهي لماذا هذه الفتحات في هذا السقف العالي. رحت أضع الاحتمالات البريئة مثلي مثل رفاقي. قلت ببلاهة: ـ ربما من أجل التهوية والشمس. أردف أخر. قال: ـ في السابق. كان السجن مكتضاً بالسجناء. يصل العدد في كل مهجع إلى المئتين أو الثلاثمائة سجين في كل مهجع. لذلك فتحوا فتحة في السقف. من أجل دخول المزيد من الهواء والضوء. وتابع: ـ حتى لا يمرض السجناء! رحت أتساءل.. والسؤال مشروع. لماذا هذا الارتفاع العالي للجدران. المطرالذي يدخل من هذه الفتحات السماوية كيف يمكن منعه. كيف يحمي السجناء أنفسهم من المطر والبرد والحرارة. بوجود هذه الفتحات في السقف لا يشعرالسجين إنه تحت سقف. هذه الفتحة تجعله عارياً تماماً. مراقباً من السماء والأرض. كأنه مزروع دون إرادة منه في غابة مطيرية أو صحراء. رحنا ننظرإلى السماء المملوءة بالغيوم والضباب. الذي أخذ لونها يميل تدريجياً إلى الأسود الداكن. أرض المهجع مستوية تماماً. تصل سماكة بيتونها المسلح إلى نحو العشرين سنتمتر. كانت الجدران سميكة.. لكنها نظيفة. مكلسة باللون الأبيض الناصع. لا كتابة ولا شخبطة ولا أي شيء يدل على وجود غيرنا في هذا المكان الخطير. أيعقل أن نكون وحدنا في هذا السجن الخطير والمعروف على الصعيد العالمي بقسوته ووحشيته. هل فرغ من المعتقلين. لا ندري. أسئلة كثيرة تنتابنا ولكن لا جواب عليها. يبدو أن هذا المهجع وغيره بني بعد أحداث حماه أو قبله بقليل. أقتربنا من الجدران. وجدنا عليه شباك من النايلون العادي ولكنه قاسي جداً. مشغول على طول المهجع. وضع على أرتفاع مترمن الأرض تقريباً. من الباب إلى فتحات الحمام. ثم يدور ليصل إلى الباب مرة أخرى من الجهة المقابلة له. على طابقين. الغباريغطي هذه الشباك. عندما ددقنا عليه هرالغبارعلى الأرض. قدرنا أن هذا دلالة على أن المهجع كان فارغاً مدة طويلة. كيف صنع أخوتنا السجناء الذين قبلنا هذا الشباك. أي رياح عطرة دخلت إلى عقولهم ودفعتهم على القيام بهذا العمل. من أين أمنوا المواد الأولية لصناعتها. وكيف. من أين جلبوا الأدوات التي تساعدهم على تركيبها. المنظر طاغي. يتوهج بلمعان عجيب. مثل شباك الصيادين. كيف أستطاعوا أن يثقبوا الجدران على عمق 2سم من الطرفين. بعدها.. كيف أدخلوا الحبال في الشقوق. كيف سمحت الشرطة العسرية بذلك. من أين لهم الجرأة في طلب كهذا. عمل يتميزبتقنية عالية وجودة وخبرة عالية. صنعت في مكان لا يسمح بأستخدام أي وسيلة حديثة من وسائل العصركالحديد أو الخشب. هذه الشباك صنعت من أجل وضع الثياب والحاجات الأساسية عليها. على خطين متوازيين. على طول الجدار. عمل يحتاج إلى نفس طويل. صبروشغل حرفي عالي. آه.. ما أذكى الانسان. دائما يستنبط الوسائل والأساليب التي تساعده على تكييف الواقع الصعب لشروط عيشه. حتى لو كان قاسياً وهداماً. في صدرالمهجع مدخل إلى الحمام والمراحيض. لقد صنع الذين قبلنا كل شيء من أكياس النايلون/ أكياس الخبز/ التي تجلب كل صباح. عند توزيع الطعام. مرق أو بعض اللحم مع العظم. إذا وجد. يخرجون العظام. يحفونها على الجدران بهدوء وصمت. يحاولوا ان يختاروا عظمة صغيرة لها ثقب صغير. بعد أخراج الخبزمن الكيس. يقطع الكيس على شكل شرائح بعرض 2ـ 3 سم ثم يمط إلى الأمام. تجدل هذه الشريحة إلى أن يتحول إلى خيط متين وقوي. يدخلوا هذه الخيطان في الأبر المصنوعة من العظام ثم يخيطون بها كل حاجاتهم الأساسية كالجوارب أو ترقيع الثياب. من هذا الخيط. صنعت الحبال والشبالك. كما أجرى بعض الأطباء الجراحون السجناء. الكثير من العمليات الجراحية لأخوتهم من السجناء. كالزائدة الدودية أوغيرها. يقف أحدهم. يمسك المريض من يديه. بينما الأخريمسكه من قدميه. يعمل رجل واقف قرب رأسه على الأمساك بخرقة أوقطعة قماش. يضعها في فمه. حتى إذا أشتد الألم عليه أثناء أجراء العملية. يضغط على القماش. حتى لا يكسر أسنانه. مع شد من سجين أخرعلى فمه حتى لا يصرخ أويصدر صوتاً ينبه الحراس. حتى لا يتحرك السجانون من مكمنهم. حتى تبقى الكرهيه في قلوبهم ولا تخرج إلى ساحة الفعل. ثم حتى لا يكتشفون هذا الوضع. يتم تعقيم الجروح بعد العملية بالدهون والشحون الحيوانية القادمة مع الطعام. بهذه الطريقة صنعوا الكثير من الأشياء المفيدة والضرورية لحياتهم الطويلة في السجن التي تمتد إلى العشرات من السنين. خزان الماء من النايلون. طوله متران وعرضه متران وأرتفاعه متر. الفتحات التي يخرج منها الماء من السرنكات/ الحقنات المربوطة بالابر/ الأبرة تخرج من الحقنة ولا تعطى للسجناء وخاصة في المراحل الأولى من السجن في بداية الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات/. التي تعطى للمرضى/ وكلها مربوطة بالجدران. يملئ الماء في الحوض وقت مجيئه. الحوض يتسع تقريباً إلى المئتان أو الثلاثمائة ليترمن الماء. يعمل على تلبية حاجة المئات من السجناء. وقت أنقطاع الماء في هذه البادية المعزولة عن العالم. وضعنا حقائبا على الشباك. وقفنا جانباً. نتقي البرد والماء المملؤء على الارض. بقينا أحد عشرفرداً في هذا الدهليزالكبير. أين ذهب رفاقنا. أين البقية. سؤال لا يمكن أن نطرحه على أحد. هنا الغربة القاتلة والعزلة على أشدها. هنا تتجسد ثقافة الموت البطيء والفراغ عبرعزلة خانقة عن العالم. فقدنا أتصالنا بالعالم الخارجي بالكامل. لا يوجد راديو. لا متابعة للتطورات العالمية. لا توجد كتب أو أقلام أو دفاتر. لا موسيقة أو صوت شجي. استبدلوا صوت فيروز بصوت العسكر والضرب والشتائم. لا زيارات ولا ضحك. الكلام ممنوع. البكاء والحنين واليأس ممنوع. يتبعها توتروحشي قاتل. توتريعصرالقلب. يحرق الأعصاب والأوردة. لم نكن نعرف ماذا نفعل. الباب الحديدي. كبيرومطلي هو الأخرباللون الأسود الفاحم. يقف في وجوهنا. كتلة صماء خرساء موجعة. مجرد أن ننظر إليه نحس بطوفان الكآبة. طوفان يحلق حول العين. يجعل الأسى يكبروينمو بأضطراد إلى أن يصل إلى مرحلة القرف من الحياة ومن هذا العالم. في سجن تدمر. يحس الإنسان نفسه مثل /أهل الكهف/. لغياب صور الحياة.. حركة الأحياء. الواقع اليومي للبشروالكائنات الحية الأخرى. خمسة أعوام هنا في هذا المكان. لكم تمنيت أن أرى زهرة.. أو وردة برية. وجه امرأة أو قرد. طغيان الصمت والسكون المترافق مع الأرهاب اليومي المنظم. يجعل أقوى أنسان على سطح الأرض ينهارمن تلقاء ذاته. العزلة وحدها في هذا المكان الصامت. كافي لأن يميت الانسان من الكمد والهم. الخوف عامل مكمل وخاطف لحرق الأعصاب والقلب. عرفت زمني وقدري في هذا الطوفان الجارف من السوداوية المرة. أعيش على ألحان قديمة ونغمات طافحة من دون أمل. حافظ الأسد.. هذا الوحش. الذي يعتقد أن الطقم الجميل وربطة العنق الأنيقة المستوردة ستجعله رجلاً متحضراً وعصرياً. دعم النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لهذا البدوي القادم من الجبل. جعلته يكشر.. ويكشف عن أنيابه الخفية. أنفرد بنا من خلال سلطة داشرة. لاحدود لهيجانها. أوأيقاف آلتها الحمقاء الصماء. المعادلة الدولية كانت جزء مهم وراء إحجامنا ونكوصنا وقبولنا بالأمر الواقع. أننا عزل. الزمن ليس معنا. إنه علينا. زمننا وعر وقاسي. موجاته قوية وعاتية. عندما يحل الخوف. عندما يصل إلى درجة الرعب. ينسى الإنسان أحزانه وهمومه الخاصة. يبدأ بالتركيزعلى مسألة البقاء على قيد الحياة. طاحونة القمع. طاحونة تسحق كل من يقف أمامها أو في مؤخرتها أو على الجانبين. طاحونة تأكل الأخضرواليابس. مثل الجراد الصحراوي. الذي يسحق كل لون له بهجة الحياة. جراد شامل. يأتي على كل شيء. يشمل كل الموجودات. كل المخلوقات. القمع يطمس كل معالم الخير والجمال والحب. رافقنا العسكرطوال الوقت من الجانبين والمقدمة والمؤخرة. أخذ اللون الأسود يطول ويطول. كلما طال الوقت. صارجسدي أقل قدرة على حملي. وأزداد خفوتاً. تألمت لوضعنا وأنتابني اليأس والحسرة لهذه التعاسة التي تحاصرنا. كانت رياح كانون تزمجر. تدفع هبوبها إلى داخل المهجع. ترتج الجدران. تهتز. يرفقها ثقل صوتي محسوس وعاتي. رائحة الهواء البارد المندفع من الخارج. يرفقها ليل أسود. إحساس بالخطر. من أن تنشق الأرض. ويخرج منها بخار حارق مع المغما من الأعماق. رحت أتجول داخل التعاسة والتمزق. يشغلني التوجس والانزواء. يا إلهي! يا وجعي الوجع. ما هذا الذي نحن فيه وعليه. كانت السماء تمطر. راح ماء المطر يتسلل عبرالفتحات الكبيرة التي في السقف إلى داخل المهجع. رحنا نبتعد.. ننزوي. إلى أن صرنا إلى جوار الباب. تتجمع المياه. تستقرفي الساحة المنخفضة القريبة من الباب. المكان داشرومفتوح على الريح والهواء والمطروالزمهريروالصمت. ماذا نفعل ومن أين نبدأ. رحنا نصرخ من أجل أن يأتي أحدهم لمساعدتنا. رحنا نتساءل: ـ هل يمكن يتركوننا في هذا الوكرالوعرلوحدنا. دون أن يقدموا لنا الطعام والفراش ومكانس من أجل جرف وشطف الماء. كيف يمكن أن نمنع دخول المطرإلى الداخل. العتمة زنرت كل الأطراف. لم نعد نعرف إلى أين نذهب وماذا نفعل. أين سننام في هذا الدهليزالكبير.. كيف نتدفأ. سيحتاج كل واحد منا إلى خمسة لحف وفرش ووسائد تقيه من هذا البرد الداخل إلى المهجع من كل الأطراف. القدر دفعنا لطلب المساعدة من الجلاد. طفقنا ننطوي على بعضنا في زاوية كامدة. ضوء الليل ينزلق بغتة. ينتشرمنفصلاً عنا. يبتلع كل من يقف في طريقه. تيارجارف من التعب والقلق والألم يدخل إلى أعماقنا. تتلاحق الدقائق والثوان كأنها دهر. تدور أفكارنا وتصب في صور بعيدة. لتنساب كشعور أخذ بالاندثار. مغلولاً في قيود. مشلول التأثيرعلى مجرى الأحداث. نخوض في الاوحال العميقة متعثري الخطا. فتح الباب بغتة. صاح أحدهم بلهجة أمرة وقوية: ـ ليخرج أثنان منكم. من أجل إدخال الفوارغ والمكانس. خرج محمد خير خلف أولاً ثم تبعته. قال لي: ـ يا أبن القحبة.. يا أبن الشرموطة أدخل الفوراغ. عندما هممت بأدخال الفوراغ. رفسني رفسة قوية حين دخلت.. كدت أقع. أدخلت طشت كبير. فيه لبن ولحم مع عظم وتفاح. بقي محمد خير بينهم. أنفردوا به. سمعنا صوت الصفع على الوجه مع لكم وضرب. قالوا له: ـ وطي رأسك يا أبن الزنى. وطي رأسك يا أبن.. شتائم لا تعد ولا تحصى. وطي رأسك عندما تتكلم مع أسيادك. وطي رأسك يا ذليل. كان الضرب مبرحاً. لقد تناولوه ضرباً. على الرأس والظهروالوجه مع شتائم لا يمكن أن يتعلمها الانسان إلا في قصورالديكتاتور. دخل محمد خيرخلف متورماً. قال: ـ ما هذا. ضرب يصل إلى درجة الجنون. هذا الجنون سيستهلك كل طاقة لنا على البقاء أحياء. أعطونا المكانس والطشوت. لكل واحد لحاف وبطانيتان وعازل. البطانيتان قديمتان ومهترئتان. عندما أغلقوا الباب. سمعنا صوتاً يتكلم من أعلى السقف. رفعنا رؤوسنا. صرخ الشرطي من على السطح بأعلى صوته. وطي رأسك يا أبن القحبة.. يا أبن الشرموطة.. عندما تتكلم. ليبقى رأسك ملازماً للأرض. لا ترفعه على الاطلاق. كان الظلام دامساً. كيف عنّ له أننا نرأه. هو الأخرلم يوفر شتيمة لم يقلها. صرنا محاصرون. من الباب والسطح.. الطقس البارد والظلام.. الشتائم والضرب. إذاً نحن مهددون في جذورنا. كيف يمكن أن تصمد أجسادنا وأرواحنا. كيف نستطيع أن نقف على أقدامنا. من أين لنا القدرة على التحمل. وفي كل يوم نفقد قدركبيرمن الطاقة والإحساس بالأمان. راحوا يشربوّنا الذل جرعة وراء جرعة. قال الشرطي الذي على السطح: ـ جهز شرشف. أفتحه. أفتحه بسرعة يا أبن القحبة.. يا أبن.. وهكذا. ركضنا بسرعة. فتحنا أحد الشراشف التي جلبها أحدنا معه. رمى الشرطي لمبة صغيرة على الشرشف. عاد للقول: ـ ليصعد أحدكم على كتف الأخر. ليصعد حتى يصل إلى اللمبة ويضعها في السوكة. عملنا حلقة دائرية من خمسة أفراد. تبعها حلقة أخرى من ثلاثة أفراد. بعدها حلقة من فردين. صعد عمار رزق إلى الأعلى ووضع اللمبة في السوكة. يتبع
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرحيل إلى المجهول تدمر2
-
الرحيل إلى المجهول سجن تدمر1
-
الملك السويدي كارل الثاني عشر
-
الملكة السويدية كريستينا
-
الرحيل إلى المجهول ما بعد النطق بالحكم
-
الرحيل إلى المجهول النطق بالحكم
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 3
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 2
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 1
-
الرحيل إلى المجهول العفو
-
الرحيل إلى المجهول/قبل العفو
-
الرحيل إلى المجهول التحول
-
الرحيل إلى المجهول الوقت
-
الرحيل إلى المجهول في سجن عدرا
-
الرحيل إلى المجهول سجن عدرا
-
الحافلة البرتقالية
-
الرحيل إلى المجهول الترحيل
-
الرحيل إلى المجهول سجن الحسكة
-
الرحيل إلى المجهول غيض من فيض
-
الرحيل إلى المجهول التحقيق
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|