أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الهروب من الأستحقاق !














المزيد.....

الهروب من الأستحقاق !


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما تم التوقيع على اتفاق مكة في الشهور الأولى من هذه السنة المدلهمة سنة 2007، الذي أدى بدوره إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تزايدت الآمال المشروعة عند القطاعات الواسعة من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على حد سواء، بأن أجواء الاتفاق، وعرة الوحدة الوطنية ، سو ف تنقلنا إلى أفق جديد، حيث نغادر مستنقعات الخلاف، ونصبح قادرين من جديد على إدارة نود الأجندة الوطنية الفلسطينية، وهي بنود كثيرة جداً، وهامة جداً، تشكل في مجموعها نهر حياتنا الفلسطينية، وإهمالها بسب الخلاف، وحتى السجال، واشتعال العداوة والاستقطبات غير الوطنية، يؤدي إلى خراب حياتنا الفلسطينية إلى مستوى الدمار الشامل، تماماً مثل أبناء العائلة الواحدة الذين تبتليهم أقدارهم بحمى الخلاف، فيهملون البيت الذي يأويهم إلى الحد الذي يسقط فوق رؤوسهم، وهذا هو حالنا الفلسطيني هذه الأيام.
تعالوا نتذكر معاً بعض بنود الأجندة الوطنية، ابتداءً من بند الأمن، إلى بند المصالحة الوطنية التي تشكلت لها لجنة وطنية عليا لم تجتمع سواء اجتماع واحد يتيم، وكانت مكلفة ببلسمه الجراح، وتحقيق الحقوق، والمطايبة على الدماء، والأضرار والخسائر، وإنهاء الثارات، وإرضاء المطالبات، ثم البنود الاقتصادية وتنمية الجهاز القضائي، وإحداث نقلة نوعية في التعليم الأساسي، وتنظيم الجامعات، وإعادة هيكلة الجمعيات الأهلية والقوانين المنظمة لها، وتطوير مؤسسات المياه والكهرباء، ومشروعات حماية البيئة، والصرف الصحي، واستكمال شبكة الطرق، ومرونة العمل في المؤسسات والهيئات الخدمية، ومراقبة الأسعار، والقيام بحملات وطنية ضد الاتجار وتعاطي المخدرات التي هي ظاهرة مقلقة جداً، وإدارة ملف الأسرى والمعتقلين والمبعدين، الذين تكاثرت حالات موتهم والاعتداء عليهم داخل سجونهم، وإحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي، وإعادة إحياء القطاع الصناعي، والسياحي، وقائمة طويلة حداُ من بنود الأجندة الوطني، يطول ي الوقت لو أردت سردها جميعاً.
كان ذلك طموحاً مشروعاً
وكان ذلك واجباً وطنياً لا يتقدم عليه شيء آخر! فماذا حدث على هذا الصعيد، وأين تبخرت الأحلام، وأين انكفأت الآمال، بحيث حل التراجع بدلاً من التقدم، وسيطر اليأس بدلاً من الأمل؟
أحببت أن أتحدث بهذه الطريقة لكي أصدم الذاكرة الفلسطينية فتستفيق، ولكي نعرف أولاً، أن خسائرنا التي نصنعها بأنفسنا كبيرة، كبيرة جداُ، وأن محاولة تبسيطها هو في حد ذاته اعتداء على شعبنا، واستحقاقاته وطموحاته المشروعة! خسائرنا التي نصنعها بأيدينا كبيرة جداُ، وفادحة جداً، وهي عصيبة على هذا النوع السطحي والزائف من التبريرات التي تلقى على مسامعنا كل يوم! فلا شيء على الإطلاق يبرر هذا الانكفاء اليائس، وهذا الشرخ القاتل، وهذا الانكفاء اليائس، وهذا الشرخ القاتل، وهذا الانقسام المزري على الصعيد السياسي والإداري والجغرافي، الذي يحاول صانعوه أن يبرروه فيقعون في المحظور أكثر، ويشكون عن سوء نيتهم أكثر، ويؤكدون أن أنانية البرامج الفضائلية، ووهم الرهانات الرخيصه ، والوقوع في حفرة الاستقطابات الإقليمية والدولية بعيون مفتوحة، وهشاشة الانتماء الوطني والأخلاقي، هي التي تقف وراء هذه الكارثة التي نعاني منها منذ شهور ، وبدل أن نجد للجرح علاجاً فإننا نثيرة ونشعله أكثر بأن نضع في هذا الجرح ملحاً وناراً في آن واحد باستمرار هذه السلوكيات المهينه.

هذه الأجندة الوطنية:

ببنودها الكثيرة والكبيرة والهامة، تحتاج إلى كل جهودنا للنهوض بها، وإعطاءها ما تتطلبه من استحقاق، وهذه الأجندة الوطنية ما تزال تدعونا بإلحاح إلى حمل أعباءها، والاهتمام بها، والبحث لها عن حلول، فلماذا نشيح بوجوهنا بعيداً، وندير ظهورنا، ونترك وراءنا هذه الأجندة الوطنية يحطمها الإهمال، وتمزقها الأصابع الاسرائلية التي تفتك بها كل يوم؟

وبصراحة:

هل وضعنا الشاذ الراهن، يعطينا الفرصة ولو بالحد الأدنى لمتابعة ومعالجة وصيانة بنود أجندتنا الوطنية؟
الإجابة واضحة، إنه العجز، والاستسلام للعجز، فكيف نعالج ملف القدس ونحن غارقون في هذا الانقسام الدموي؟ وكيف نعالج ملف الأسرى، والخطف والقتل والتعذيب لبعضنا يكاد يكون تفاصيل يومية عندنا؟
وكيف نثير استنكار العالم ضد اجتياحات وهجمات وملاحقات واغتيالات الجيش الإسرائيلي لنا، بينما كل ذلك أصح يعتبر من المفردات اليومية التي نمارسها ليس بنوع من التنصل والصوت الخفيض بل بقدر كبير من الادعاءات والتفاخرات؟
هذه نداءات نتوجه بها للضمير الفلسطيني، وللعقل الفلسطيني، أن نرى المبادرات تتخذ للسيطرة على هذا الوضع المرير، والعودة إلى نقطة بداية وطنية، والرجوع عن ظلم أنفسنا، وتدمير حقوقنا، وإعدام قضيتنا، وتبرئة العدو من كل ما اقترفت يداه ضدنا! هل من يسمع نداء، هل من استفاقة للضمير؟، أم أننا فقدنا السيطرة على أنفسنا، ودخلنا في زمن السقوط والنهايات المدمرة .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!
- العيد هو المصالحة
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الهروب من الأستحقاق !