رسالة أمل .. من نوبل

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 09:26
المحور: الطب , والعلوم
    

النظرية أسمها لا يوحى بأى عبقرية، بل يذكرك لأول وهلة بورش الميكانيكا، فماذا يمكن أن يكون "تصميم الآليات"؟!
هذا الاسم غير الجذاب استحق جائزة نوبل للاقتصاد عام 2007، أما "الآليات" المقصودة فهى آليات السوق.
وهذه الآليات ليست اختراعاً جديداً، أو اكتشافاً حديثاً، فهى موجودة ومعروفة سلفاً.
لكن النظرية الجديدة – وفقاً لبيان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم التى تمنح جائزة نوبل – "تعتبر تطوير المثال اليد الخفية التى تحدث عنها أبو الاقتصاد الحديث آدم سميث، حيث تضمن السوق – فى ظروف مثالية - توزيعا فاعلاً للمصادر القليلة. لكن الظروف ليست مثالية فى الواقع، فالمستثمرون غير مطلعين تماماً على مجريات السوق، ويمكن للإنتاج والاستهلاك، بدوافع فردية، أن يستتبعا تكاليف مادية ومنافع اجتماعية فى الوقت نفسه".
وأوضح بيان الأكاديمية أن "نظرية تصميم الآليات ساهمت فى فهم صفات آليات التوزيع العادى، آخذ فى الاعتبار دوافع الأفراد والمعلومات غير المعممة. وساعدت الاقتصاديين فى تحديد آليات الاتجار ومخططات التنظيم وأساليب التصويت".
أما أصحاب الفضل فى تطوير هذه النظرية الاقتصادية فهم الاقتصاديون الأمريكيون ليونيد هورفيتش وإيريك ماسكين وروجر مايرسون.
وتعالوا نتوقف قليلاً أمام الأول – ليونيد هورفيتش – ولد فى العاصمة الروسية موسكو عام 1917، أى فى نفس السنة التى قامت فيها الثورة البلشفية، وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة، وأصبح أستاذا لمادة الاقتصاد فى جامعة مينيابولس.
أى أن عمره الآن تسعين عاماً، وهو ما يجعله أكبر الحاصلين على هذه الجائزة المرموقة سناً.
والأهم أن هذا يجعله نموذجاً للأجيال الشابة وغير الشابة. حيث العطاء والابداع لا عمر لهما، والمكافأة عنهما تأتى حتماً حتى بعد سن التسعين.
ولهذا فإن حصول "هورفيتش" على جائزة نوبل ليست فقط تقديراً وتكريما للإنجاز العلمى والعطاء الأكاديمى وإنما هو أيضاً رسالة أمل لكل المبدعين من كافة الأعمار.
فالابداع لا يعرف سن "المعاش" والمبدعون لا يحالون إلى التقاعد.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات