سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:26
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لا أحب أن أرتدى مسوح الواعظين، أو أن أنتحل صفة مفتى الديار المصرية أو غير المصرية، أو أن أتحدث فى شئون الدين بعلم أو بدون علم.
لكن الأمر البديهى – الذى لا يحتاج إدراكه إلى تفقه فى الدين – هو أن الشعائر الدينية لا تفرق بين غنى وفقير، أبيض أو أسود، وزير أو خفير، فليس هناك – مثلا – صوم للناس "اللى فوق " وصوم بشروط أخرى للناس "التى تحت".
لكن يبدو أن البنك المصرى لتنمية الصادرات له رأى آخر، أو "فتوى" أخرى يكون هناك بموجبها صيام "سوبر"، وصوم آخر "شعبى" ولكل من "الصومين" استحقاقاته.
وإلا .. بماذا تفسر المذكرة الداخلية التى وزعها مدير عام الموارد البشرية فى 12 سبتمبر الجارى على مديرى العموم بالبنك الخاصة بـ "مقابل وجبات لبعض العاملين خلال شهر رمضان" والتى جاء فيها بالنص ما يلى بما فى ذلك الأخطاء النحوية :
بالإشارة إلى الموضوع بعاليه .. وإلى مواعيد العمل بالبنك خلال شهر رمضان المبارك وبمناسبة بدء تجارب مشروع الحاسب الآلى 24 T بإدارات البنك التى قد تستمر بعضها للعمل إلى موعد الافطار خلال شهر رمضان.
يرجى بالتفضل بالاحاطة بأن السيد الأستاذ/ رئيس مجلس الإدارة قد وافق على صرف مقابل وجبة للعاملين الذين تضطرهم ظروف عملهم الاستمرار بالعمل فى البنك إلى ما بعد موعد الافطار – على أن تكون قيمتها على النحو التالى (خلال شهر رمضان فقط):-
* الموظفين 40 جم (فقط أربعون جنيها)
* أفراد الخدمات المعاونة 25 جم (فقط خمسة وعشرون جنيها)
هذا – وسيتم صرف قيمة المقابل لهذه الوجبات بمعرفة ومسئولية الإدارة العامة للشئون الإدارية – بعد موافاتها بالفواتير – ويكون مبين بها أسماء العاملين المكلفين بالاستمرار فى العمل من قبل المدير العام المختص بكل إدارة – وستتم متابعة انصراف هؤلاء العاملين بمعرفة الإدارة العامة للموارد البشرية.
***
انتهت المذكرة الداخلية .. فهل هذا معقول أن يتم تقسيم الصائمين إلى "درجات" و"طبقات"، كل درجة منها لها "مقابل وجبة" مختلف؟
واذا كان لابد من هذا التمييز الطبقى فى شهر رمضان الكريم .. ألم يكن من الأوقع أن يكون هذا التمييز " ايجابيا" لصالح الفقراء، أفراد الخدمات المعاونة، الذين كانوا يستحقون مكافأة أكبر تعينهم على قسوة الحياة؟!
كل عام وأنتم بخير.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟