|
أنا رجل ٌ الحب يحرّكني
خالد العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 09:23
المحور:
الادب والفن
أنا رجل ٌ الحب يحرّكني .. ويحرّقني ... الحب يدفعني إلى أول صفوف المقدمة .. وهو نفسه من يرميني في أول أسرة المستشفى .. هو من يجعلني أتناول الكافيار مع السيد الرئيس وهو من يجعلني أتناول السم مع السيد الفقير .. وهو أيضا من جعل القرحة تشق بطني شقا .. وتجعل السكاكين تقطّع كبدي وأمعائي إربا ً إربا ..
أنا رجلٌ أتيت من قلوب الفقراء ... ومن أحزان الصعاليك .. ومن دموع المساكين .. ومن هيئة القلوب المملوءة بالحسرة والدمعة ... أنا رجل ٌ أتيت لأبشّر العالم من حولي أننا نحن الفقراء الصعاليك المساكين أقوى من الظلام .. وأشد من الطلقة ... وأعنف من المدفع .. وأوسع من صدر جامعة الدول العربية .. نحن البسطاء ... أنا ... الرجل القادم من أرشيف حياة طويلة لأهبكم نظرة حول المصير .. ونظرة حول الإنسانية .. ونظرة حول الدين .. ونظرة حول النفس .. ونظرة حول السجن .. ونظرة حول الفقراء من أبناء قبيلة الحب .. من أجل الحب .!
أنا رجل ٌ لعلّك لوحدك ِ تعلمين أنني أكثر رحابة من صدر الحكومة .. وإنني أشد بسالة من ستين منقد غريق .. وإني منقطع النظير بين أبناء قومي .. وإني صاحب صحراء وقبيلة ومشروع لا يوضع في إناء حقير يوزعه الهلال الأحمر ...
أنا هُنا سيدتي ... لا أقدّم نفسي ... لأنه ليس من المناسب أصلا أن اقدّم نفسي .. وكيف أقدّم نفسي ونفسك تعرفني قبل أن أكون ثنائي وقبل أن أكون آحادي ... ورغم أني صعلوك إلا أن قمري لا يأفل .. ولا يُخسف ... لأني أطول من النهار .. وأوسع من المجرّة ... وصدقي أو لا تصدّقي ربما ستتيح لك فرصة أن تعلمي من يستحق الرتبة العليا ومن يستحق الدنيا ومن يستحق أن يكون عين النهار ومن يستحق أن يكون غبار حين أمنحك بغيابي فرصة شاسعة للذهاب إلى عالم الضياع وعالم الفكر .. وعالم التدبّر ... وعالمٌ لا يكون فيه أنا في قلبك سيكون كعالم ٍ ذهب أولاده كلهم للتزلج على جبال الندم ..
حبيبتي ... قلبي هذا أرق من النسمة ... وأحن من الأم ... وألطف من حور العين ... قلبي هذا شطبت من داخله كل عقود الجفاف والجدب ...لأجعل أقسى ما فيه تحويلة تأخذك إلى جنات ٍ ظلالها عصافير وعنادل ....
وبعــــــــد ...
ستنظرين رجالا ً بعدي .. يأكلون معروفك على موائد الجحود ... ويرعون أغنامك في مراعي الموت .. ويدفنون أعمالك وأقوالك كما تدفن الميتة .. وسأنظر نساء ً بعدك ... يستهجنون الإحساس .. ويتاجرون بالشرف والسمعة والأنفاس .. ويقيمون على بيت قصيدة من أجل إرضاء الأبالسة ... ولكنّك أبدا .. لن تري .. ولن تنظري إلى رجُل ٍ مثلي شيّد لك سكك حديد وقطارات عيد ومدائن من مريخ ٍ وعطارد بعيد ... لن تري مثلي رجلا لا يملك إلا اللظى ومع هذا يقدّم لك الفردوس في كل كلمة .. ويقدّم لك الشمس مع كل نسمة .. ويقدّم لك كل ثورة الحب وجنونه في كل همسة .. لن تري مثلي أحدا أعطاك دورات مكثفة في النقاء .. ومحاضرات مطوّلة عن طبع الملائكة ... وفصّل لك من زحام الشارع العربي .. ومن جراح العالم العربي . . ومن قصائد كل أدباء العربي .. فستان الريادة في التميّز والتفرّد في الحب العربي ...
كنّا .. أكبر من الموقف .. وأطول من القضايا .. وأوسع من الضياع ... اليوم يا سيدتي الرئيسة .. والنفيسة ... والعزيزة .. وأنا على مشارف أن أنال درجة الامتياز في الحب .. أجدك في درجة الجيد جدا .. وأجد أن قلبك الذي زرعت الحياة فيه زرعا بدأ وكأنه ينوي التحصيل من جامعات الفتور ...
أنا لا أزعم أنك الدنيا وأنك السماء .. ولكنّي أثبت الزعم مع كل فعل ٍ وكل قول ٍ وكل تحصيل ٍ أحصّله .. لا أتميز بشيء ٍ ليس لي .. ولا أدعي أشياء ليست من حقي .. ولا تعرفني .. أنا رغم تاريخي العريض لم أنسى نفسي مرة بين فخذ امرأة .. ولم أدع قلبي يوما يركع لنهد أخرى ... ولكنّي نسيته بكل شرف وبكل فخر بين عينيك وروحك ... لا لشيء والله ِ وإنما لأني رأيت فيك امرأة تستحق أن تنال الماجستير في الشفافية والطهارة ...
.. منذ ذهب مجنون ليلى .. ذهب عصره .. وذهب عصر الرجال الذين يحبّون أكثر من المرأة نفسها .. و في الحين الذي تزوجت فيه ليلى بقى قيس ينتظر ...!!
هكذا بت أنا ... كقيس ٍ أخر .. جاء من صحراء العامرية ... جئتك محبا يحبك أكثر من الحب نفسه .. وأكثر من نفسك .. وأكثر من الطموح ومن الجموح ومن الجروح ومن الصروح ... جئتك عاشقا لا يبعث مثله إلا في كل ألف سنة ٍ مرّة ... جئتك مغرما يحرّم جميع النساء .. ويحللّك أنتي .. جئتك مشغوفا .. ليس بين يدي شيئا ولا من خلفي شيئا إلا بروتوكولات الحب .. جئتك هيمانا .. غادر العالم البشري بموجب حبك الملائكي ... ليسكن السماء ...
جئتك .. كما لم يجيء مثلي .. خالدا ً في كل شيء .... وسأبقى ... رغم كل شيء محفوظا من خلفي ومن أمامي .. في قلبك .. وإذا ما هجرتي ستحفظني تلك النهارات التي لا تعرف إلا تخليد الشمس ..
فخلّديني ... أو فلتطلقي لسراحي أبواب ....الرجاء ......... !
#خالد_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفينة نوح
-
الدولة المدنية والدولة الدينية
-
الحوار المتمدن
-
فواصل عقلية
-
مجرد أقاويل
-
ما يحتاجه علم السيطرة
-
سيدتي الكلمات
-
القدس قضية حضارية
-
لا لقائد الضرورة
-
هل الأنظمة العربية مؤهلة للتفاوض ؟
-
كفاءة شرطي العالم
-
هل تتغير المبادئ
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|