أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي مسلماني - -صيف يوناني- لصالح دياب














المزيد.....

-صيف يوناني- لصالح دياب


شوقي مسلماني

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


السبُل كثيرة للوصول إلى الكتاب في لبنان مثالاً لا حصراً، وأقصد الكتاب العربي في الحقول كافّة: الأدبيّة، الفكريّة، السياسيّة .. إلخ. أمّا وتعيش في المقلب الآخر مِنَ الأرض وأعني أستراليا فالكتاب ذاته ولاسيّما الصادر حديثاً فنادر، وإذا كنتَ قارئاً ستجد نفسك تقرأ ما فاتك، وإذا كان حديثاً ففي الأغلب الأعمّ هو ليس مِنْ خياراتك، أقلّه هو ليس في المزاج الذي لا استقرار له.
وأخيراً رجع الصديق الشاعر وديع سعادة مِنْ رحلة شعريّة إلى لوديف الفرنسيّة، ومثلما في رحلات أخرى رجع حاملاً إليّ كتباً ومنها "صيف يوناني" وهو مجموعة شعريّة للشاعر صالح دياب.
وألقيتُ نظرة على تاريخ الإصدار، ثمّ ألقيتُ نظرة على لوحة الغلاف للفنّان يوسف عبدلكي، ثمّ نظرة ثالثة أخيرة على صفحات مثلما غالباً تكويناً لفكرة.
ورأيتُ ألاّ أتأخّر في قراءة المجموعة.
**
وبديهي أنّ معظم ما وصلَنا مِنَ الشعر العربي إلى أوائل القرن العشرين أكثر ما يجمع ضوءَه على العامّ وكثيراً ما يصهل وقليلاً ما يهدل وكثيراً ما يجتاز المحيطات وقليلاً ما ينكسِر أي كثيراً تتضخّم الأنا: أنا الذات الفرديّة وأنا الجماعة وقليلاً ما تحضر الزاوية بانطوائها وخيباتها التي لا عدّ ولا حصر لها وإذا حضرت فمن ذا الذي سيحفظها ولماذا أصلاً سيحفظها؟.
والظنّ أنّ الشِعر إفتخار ورايات ومنبر في صراع البقاء الذي لا رأفة فيه إلاّ أنّ هذه القاعدة تهاوتْ صرامتُها على الأقلّ لاتّساع الرؤية بوجوب الإنارة على التفاصيل بمجمل أوجهها مِنْ دون حرج أو وجل وحتى بأخفتْ صوت.
وبراحة ضمير يمكن إدراج مجموعة "صيف يوناني" ـ دار ميريت ـ القاهرة ضمن نسق الإتّجاه الأخير حيث الذات مفتوحة على عوالِمها الخاصّة الأصلاً في المآل الأخير مفتوحة على الذات الإنسانيّة إلى أي أرض وسماء انتمت.
**
و"صيف يوناني" ـ 117 صفحة من القطع الوسط وثلاث محاور هي: "عود أبيض"، "السفينة تعبر مضيقاً" و"قمر يابس يعتني بحياتي" ـ متابعات يوميّة لحياة ورحلات وهجرات لها ألوان وشؤون، وصور تكتنزها بما هي الصوَر شديدة اللصوق بالفنّ، والشِعر أمضّه وأمرّه، مع انسياب باللغة ونداوة، فالممرّ الآن لا يُحيل إلى القواميس، والمدى زهور، فالقلاع لا محلّ لها ـ إنسياب سلِس مِنْ دون إطناب أو تضخيم، والممرّ الآن! لا جيش لجباً ولا هدير ولا بروق ورعود بل بوح وشفافيّة وتأمّل داخلي يحفظ دائماً، وكما يجب، حيِّزاً للمغامرة، مثلما يجب أن يكون للعبث محلّ وبحدود المجدي أي لا إفراط أبداً سلبي.
**
"طويلاً / ستحوِّم الطيور الكاسرة / فوق حياتك / ولن تجد مكاناً تأوي إليه / نهاراتُك ولياليك" يقول الشاعر صالح دياب في الصفحة 51 مِنْ مجموعة "صيف يوناني" لتيهٍ ورمل لانهائي وسماوات واطئة وظمأ.
و"مجذافك الكبير / تحطّم / وفوق غيابك / تنبتُ الأعشاب" يقول في الصفحة 43 وذلك لأنّ الآمال العظيمة لبوتقة محدّدة كلّها تسوّى بالأرض. ولنُعذَر، حتى ردّ الفعل المفهوم، وإن يصعب تبريره محظور أن يكون مفهوماً، فيما الحثّ على الإدانة يجب أن يتضخّم إلى حدود الهوس، وربّما إلى حدود إثارة الشبهة، فالفاعل يجوز له أن يأتي على الأخضر واليابس فيما لا يجوز للمقتول المباد أن يفكِّر ولو عدماً، والشاعر حتماً لم يتقصّد فيما الآخر له أن يرى مِنْ مكوِّنِه جهة الريح.
و "على الطاولة / يتبادل الصيّادون مع ذكرياتهم / الشباك الممزّقة // النسيم لا يهبّ إلاّ ليشعل خساراتهم" هكذا في الصفحة 53، ولنلاحظْ صيد الشاعر صالح دياب هنا، وقيل أنّ غنى الصيّاد إلى الركبة وفقره إلى العنق، وكما الشباك ممزّقة كذلك هي الذاكرة ممزّقة ثمّ لا يقبض العدم إلاّ على العدم، ثمّ الريح بالقسوة ذاتها ـ أتذكّر المأساة فالمهزلة ـ ها هي تهبّ إنّما لتفضي إلى عدم آخر.
**
وهذه الأجنحة مِنْ فضاء "صيف يوناني":
1 ـ "منذُ دخلتُ هادئاً إلى السروة / مقابل البيت / تاركاً ظلّي ينشف / على الأوراق".
2 ـ "الشِعر / يتبادل مع الزرقة العناوين // الفرج قارب / يرسو بجانب قارب".
3 ـ "الطمأنينة / في مرورها / تخلق ندوباً".
4 ـ "فمي شجرة / تسبح في أوراقِها اليابسة".
5 ـ "أتابع بمعيّة الضباب / الذي يتكثّف في تلك الجهة / مِنْ حياتي".
5 ـ "رسائله الكثيرة / لا تصنع مرفأ".
6 ـ "أنتَ الذي تفكِّر بالغابات / النائمة في الأشجار / لن تفلح في انتزاع / الشوك مِنْ صمتك // طويلاً / ستحوِّم الطيور الكاسرة / فوق حياتك / ولن تجد مكاناً تأوي إليه / نهاراتُك ولياليك // وفي عينيك ستنزف / السماء مع زرقتها / وستمضي أيّامك تفلح الأرض / عند قدميّ السواد // جالساً / تراقب السفن / تمرّ بعيداً / ثمّ تتّخذ طريقَها / نحو عرض البحر".
7 ـ "حين مررت بهم / على المرفأ القديم / كانوا يذبحون نجوماً / عند النبع // لم تخطري في صوتي بعد / وكنت أنسى رسائل كثيرة / في البريد // لا أقول شيئاً عن الجزر / التي تساقطت مِنْ عيني / لا أقول أيضاً عن الصوَر الحامضة / التي التقطوها لغيابي / ولم تأخذ مكانها في الألبوم // عبثاً / على الرصيف / أرتق عقوداً مهجورة مِنْ يدي / ثمّ يأتي النهار / كي لا يتوقّف عن السعال / تحت الجلد".
8 ـ "أنتظرُ / أن يصحو الطقس / كي أرى الضغينة كاملة".
9 ـ "يد خالتي / كلّما ربّتتْ على كتفي / تترك جزيرة".
[email protected]



#شوقي_مسلماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جماليّات الإبداع الرحباني- لمفيد مسّوح
- -شجرة الحروف- للشاعر أديب كمال الدين / نبتة الذات التي ترى ا ...
- كمال سبتي في المنفى الأسترالي أيضاً


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي مسلماني - -صيف يوناني- لصالح دياب