أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحميد العماري - مهزلة العقل الرئاسي














المزيد.....

مهزلة العقل الرئاسي


عبد الحميد العماري

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:35
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدوا للوهلة ألأولى أن العنوان المدون أعلاه قريب الى حد ما من عنوان كتاب للمفكر العراقي المرحوم هادي العلوي( مهزلة العقل البشري)، لكن الموضوع في حقيقة ألأمر يختلف كثيرا عن ماطرحه العلوي من قبل، وأعني هنا أن هناك اشكالية لدى ساسة العراق تتعلق بالعقل الرئاسي ، أي أن جميعهم يفكرون بمنطق الرئاسة والتسيد والتسلط والقيادة على حساب الآخرين ، مهما كان هؤلاء ،، شعب أو حزب،، ويتذكر الجميع مذ تشكل مجلس الحكم ، وقف بريمر عاجزا عن أن يقنع الساسة لأختيار من يرأس المجلس ، ليصار فيما بعد الى تشكيل هيئة رئاسية مؤلفة من سبعة أعضاء يتناوبون على رئاسة المجلس لمدة شهر على التوالي، ثم تلا ذلك خلاف على رئاسة أول حكومة تسلمت السلطة من بريمر وفريقه ، صاحبها اشكال على من يرأس الجمهورية بأعتراف بريمر والأخضر الأبراهيمي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان الى العراق، ثم جرى سباق ماراثوني لأنتخاب أول حكومة انتقالية ورئيس جمهورية عقب أول أنتخابات جرت في العام 2005 ، وكذا الحال مع الحكومة الحالية .
يعتقد الكثير من الساسة في العراق أن المسؤولية لايمكن أن يتلمسها أو ينعم بها إلا من خلال منصب (رئيس) سواء أكان المنصب رئيس جمهورية أم رئيس وزراء أم رئيس عرفاء ، لايهم هنا الأمر بقدر ما تكون الصفة مسبوقة بكلمة رئيس، وهو قصر نظر بطبيعة الحال، بل هي عقدة حزبية يعاني منها السياسيون، فالأمر لايختلف حتى في كيانات ألأحزاب المتواجدة داخل وخارج العملية السياسية، فتجد أن رؤساء أحزاب مضى عليهم عقود وعقود وهم يتربعون على كراسي رئاسة ألأحزاب، بل منهم من صار يعمل على توريث الرئاسة للعائلة على شاكلة الأنظمة العربية التي ينتقدها سياسيو العراق الجديد ، ويصفون هذه الأنظمة على أنها تعشعش في قصور الرئاسات لتتحول ألأنظمة الجمهورية الى ملكية ،علنا وصراحة ، كما حصل في سوريا وفي الطريق كل من مصر وليبيا وربما العراق مستقبلا، وعلى ذكر الأحزاب العراقية ومهزلة العقل الرئاسي ، لايوجد من بين ألأحزاب العراقية دون استثناء من وصل الى منصب رئيس الحزب عبر صناديق الأقتراع، وماحصل إما (الترأيس) بالتزكية ، أو عبر انتخابات صورية ، والأخيرة هي الصفة الغالبة في محاولة لأيهام الرأي العام بديمقراطية هذه الأحزاب وشخصوها، لكن سرعان ما ينكشف الأمر بمجرد ما ينتقد صحفي أو كاتب ينتمي الى قوم البطرانين على شاكلتي أي من هذه الأحزاب ، تقوم الدنيا ولاتقعد وكأن سعر الباذنجان تعدى الخط البياني للسعر المتوقع له في ظل الحصار المفروض على العراق سابقا، كما هو عليه الحال لبرميل النفط ألآن، وتصوروا أن هناك من أعتقل من الصحفيين لمجرد أنهم انتقدوا سعر تذاكر دخول حفلة على الهواء الطلق لمطرب جاء من ألمانيا ليغني للجياع مقابل مبلغ يعادل ثلاثة كيلوات لحم خروف ، وقال الصحفي ان عائلته أحق بالمبلغ من مشاهدة مطرب شبعان قضى معظم حياته في أوربا بين الصبايا والغلمان ولايدري بالجوعان ، أعتقل الصحفي وزج في السجن لمدة ستة أشهر كتأديب على قول الصراحة ، فليس من واجب الصحفي اليوم قول الحقيقة حتى لو على نفسه، وصحفي أخر خطف من أمام منزله صباح يوم تموزي من العام 2006 لمجرد أنه كتب عمودا صحفيا قال فيه أن الفساد المالي والأداري للسادة الوزراء يبدأ من الفراشين صعودا لسيادة الوزير، قيل له من الخاطفين أنهم سوف يعيدوه مهشم العظام ليكون عبرة لغيره ، ولم يوجهوا له طيلة سبعة أيام من الأختطاف إلا سؤال يتمحور حول جرأته المفرطة في الكتابة عن فراش السيد الوزير ، وكيف يتجرأ على أتهام سيادة فراش سيادة الوزير بالفساد المالي والأداري، وصحفي آخر تحول الى بائع سجائر في السوق العربي إثر تعرضه لتهديدات بالقتل مالم يكف عن توجيه النقد لرئيس (....) بأستمرار، والقائمة تطول .
ان المشكلة تكمن في من يرأس من؟ ومن يحكم من؟ ومن يقود من؟ هذه هي المشكلة اليوم ، وعلى هذا الأساس يرى مراقبون أن الوضع القائم الآن سيظل على حاله طالما هناك خلل في العقل الرئاسي ، وأنا شخصيا أعتقد أن حل معظلة الملف العراقي تبدأ في زيادة أعداد مناصب (الرئيس) من رئيس جمهورية نزولا ووصولا الى منصب رئيس مجلس بلدي أو رئيس سواق في أضعف الحالات، والأخير سيلجأ اليه من لايحصل على مقعد برلماني ليكتفي راضيا مرضيا بهذا المنصب في سراي الدولة، بشطريها التشريعي والتنفيذي، ويبقى السواد الأعظم من عباد الله خارج إطار اللعبة الرئاسية وليس السياسية فقط ، ومن يدري ربما يتعين على الأسواق الشعبية في المستقبل القريب ،أنتخاب رئيس السوق ونوابه بحسب المحاصصة القائمة على قدم وساق، وتفرعاته في رئاسة أقسام (الفواكه ، الخضر، اللحوم الحمراء والبيضاء والصفراء، السمك بأنواعه، البقوليات، الزيوت،المشروبات وعشيرتها الدافئة والمثلجة، الطحين، الملابس وماشابهها، الأدوات المنزلية) .. والآتي أعظم.



#عبد_الحميد_العماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحميد العماري - مهزلة العقل الرئاسي