أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ايفان عادل - بِرَد الشاي















المزيد.....

بِرَد الشاي


ايفان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:37
المحور: كتابات ساخرة
    


هو: مرحباً يا جاري ... كيف حالك ؟
أنا: يعني ... الحمد لله, وأنت .. كيف حالك ؟
هو: .....!!!!! ألم تسمع ما جرى لي ؟
أنا: لا .. خيراً .. ما الذي جرى ؟ أخبرني من فضلك ..
هو: لقد رُفضت معاملتي للهجرة من جديد .. جاءني رفضٌ هو الرابع منذ أول معاملةٍ لي .. آه .. كم أنا حزين, لا أدري ماذا أفعل؟
أنا: لا والله لم أ سمع بذلك ... ولكن على أيةِ حال (لاتدير بال .. الله كريم), طبعاً أنا آسف لذلك وأتمنى لك التوفيق في المحاولة القادمة ... و ...
هو (مُسرعاً): كلا يا رجل عن أيةٍ محاولةٍ تتحدث فأنا قد سئمتُ الأمر كلـّه وأخذتُ قراراً بالرجوع إلى العراق, ولكن هناك أموراً كثيرة تمنعني من العودة .. يا أخي لا أعرفُ ماذا أفعل, قرّرتُ الرجوع .. ومن المحتمل أن أبقى لمحاولةِ أخرى ....
وبعد ساعاتٍ قليلة وفي مكانٍ آخر:
هي: مرحباً كيف الحال؟ جيدٌ أنـّي قد وجدتك, فأنا ....
أنا (مُسرعاً): مهلاً .. مهلاً .. ماذا جرى .. هل هناك مشكلة لا قدّر الله .. أخبريني بسرعة رجاءً .. أريد أن أطمئن عليكِ ...
هي: لا .. لا .. ليست هناك أيّة مشكلة .. تمهّل يا رجل لقد رُحتَ بعيداً جداً .. فأنا أردتُ رؤيتكَ لأودّعكَ فحسب .. لأني سأسافر غداً .. ماهذا؟؟ ألم تسمع أنّ معاملتي قد قـُبلت ؟؟ .... وأخيراً أعطى صبرُ السنوات الثلاث الماضية نتيجة ً جيدة .. الحمدلله ...
أنا: جميلٌ جداً أن أسمع مثل هذه الأخبار منكِ .. مبروك و (تستاهلين كل خير) .. ويوم الـــ .. إلنا .. إنشالله.
هي: شكراً ....... إنشالله.
وبعد ساعاتٍ أقل من الأولى .. وفي مكان ٍ أبعد من الآخر:
هو: هل صحيحٌ ما يُقال عن تطبيق قرار الفيزا ؟ وكيف سيكون ذلك ؟ وهل ....؟؟؟
أنا: نعم ... ولكن ... في الحقيقة.... لا أدري ..
هي (مُسرعة): يقولون أنّ القرارَ قد تم تطبيقه فعلاً, لكن ماذا سيحل بنا نحن المقيمون هنا وماهو مصيرنا ..؟؟؟
هو: يقولون أنـّهم ... أو سوف .. وأنـّنا .. لذلك سيتم .. في الحقية أنا أيضاً لا أدري ...
أنا (مع نفسي): آه .. لقد تعبتُ حقاً .. وعليّ العودة إلى البيت لأرتاح قليلا ً من (هو) و (هي ) وحتى مني (أنا), مع أنّ الحديثَ هو نفسه هذا الذي في الشارع أو في أيّ مكان ٍ آخر, هو حديثٌ محصورٌ بين الرفض والقبول وكيفية الخروج والدخول ...
أنا (مع الجماعة): يا جماعة .. والله دخنا وتعبنا .. كافي عاد .. شوفولنا غير سالفة .....
دوخـــــــــــــــــــة
دوخـــــــــــــــــــة
هذه ( الدوخة ) وغيرها من الدوخات هي محور حياتنا اليومية والمحرّك الرئيسي لها سواء كنا في سوريا أو الأردن أو تركيا أو في أيّة بقعةٍ خارج الوطن تمثلُ محطة الإنتظار إما للإنطلاق إلى الخارج البعيد أو للعودة إلى الداخل العراقي القريب حيث يعيش العراقيون أنواعاً أخرى ومختلفة من الدوخات, فهناك مثلا ً دوخة سببها الحديث عن الهجرة وعن الذين هم في خارج العراق سواء كانوا في دول الإنتظار أو في دول الخارج البعيد, حديثٌ بعضه ذمّ ٌ وانتقاد والبعض الآخر مدحٌ وتمني. كما أنّ هناك دوخة أخرى للذين يخططون للإنتقال إلى مثل هذه المرحلة وهذا النمط من الحياة, ودوخة أخرى للذين يعيشون داخل العراق ويعانون مرارة كلّ مايمرّ ُ به هذا البلد العزيز من مآس ٍ وأحزان ٍ وكوارث بدءاً بتدهور الأمن ومشاكل الإرهاب والفساد الإداري ومروراً بقلة فرص العمل ومستويات الخدمة الهابطة بل والمعدومة أحياناً على كافة الأصعدة وانتهاءً بمتطلبات العيش الضرورية الأخرى ...
مسكينٌ هو هذا الشعب حقاً فمنذ وجود العراق نجد أنّ تاريخ شعبه مليء ٌ بالدوخات السياسية والثورية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية ... ومازاد الطين بلـّة في هذا التاريخ ( العظيم ) هو ظهور دوخات جديدة ومتطوّرة
( دوخات آخر موديل ) مثل الدوخات الدينية والمذهبية والطائفية والتعددية الحزبية الغير طبيعية و الفردية المغلفة بغطاء ( لنعمل معاً كفريق واحد من أجل وطن واحد ) ودوخات الشعارات الرنـّانة والوعود الطنـّانة والمؤتمرات الصحفية وخطابات الـ ( إنّ .. ) و الـ ( أنّ .... ) والـ ( أنـا ...... ), وأعظم من ذلك كلـّه الدوخة الديمقراطية ( مع أنّه ليس للديمقراطية أيّ ذنبِ فيها ) والتي من شدّة تأثيرها على صنـّاع القرار وأقطاب السياسة في عراقنا الجديد, في الحكومة أو في البرلمان, نجد أنّ الكلّ قد ( داخ ) في الكلّ فنراهم تارة ً ( متزاعلين وطالعين ) وتارة ً أخرى ( متصالحين وراجعين ) ..!!
ليس هذا فحسب, فعدوى الدوخة قد انتقلت إلى القوات المتعددة الجنسيات أيضاً والموجودة على أرض العراق حالياً بصفة ( القوات المحتلـّة ), إذ من شدّة تأثير الدوخة عليها أصبحت تتصرّف كـ ( القوات المختلـّة ) وأصبح قادتها وساستها في حيرةٍ من أمرهم حيال هذا الوضع الـ ( دوخاني ) الكبير والخطير حتى صاروا يلهّون أنفسهم وجيوشهم وشعوبهم والعالم أجمع باللعبة القديمة والمعروفة جداً:
( أنسحب ... ما أنسحب ... أنسحب ... ما أنسحب ... أنســـ ..... ), لا والله .. قاعد ليش أنسحب ..!!؟؟
يا مساكين ّ!! كنتُ أعتقد أنّ نجوم المنطقة الخضراء ( كباراً أو صغاراً ) لا يدوخون ولا يعرفون للدوخة سبيلا ً باعتبار أنّ اللون الأخضر يريّح الإنسان نفسياً ويُبعد عنه متاعب الدوخات ومخاطرها, إلا ّ أنّ الظاهر على أرض الواقع هو عكس ما كنتُ أعتقد, فهم أيضاً قد تأثروا بدوخات الشعب العراقي سواء من بعيدٍ أو قريب وبقصدٍ أو بغير قصد ...
لقد دخنا جميعاً ( أو الأكثرية منـّا إن صحّ التعبير ) وماكان قد كان, وصرنا نصحو ونعيش أيامنا وننام بل ونحلم أيضاً مع سؤال ٍ دائخ ٍ نراه يطرحُ نفسه بشدّة على أرض الوطن باحثاً عن إجابة, وهو:
هل يفكرّ السادة الأقطاب وصنـّاع القرار, في المنطقة الخضراء الكبيرة وغيرها من المناطق الخضراء الصغيرة والمنتشرة في عموم العراق, هل يفكرّون في إيجاد حلّ أو نهاية لهذه الدوخات وجعلها من أسماء ( كان وأخواتها ) ...؟؟؟ فيقرأ طلاب التاريخ ولأول مرة في كتبهم عبارة ً مفادها: ( أنّ شعب العراق قد ارتاح أخيراً ..!! ), أم سيفعلون مثلما يفعل غيرهم من العراقيين الآخرين والذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم, إذ يخرجون من الدوخة الداخلية ليقعوا في حبال دوخة أخرى خارجية مع أنـّهم محظوظين بعض الشيء فهم وإن خرجوا من دوخة الداخل لا يمكن أن يقعوا في أيّة دوخة أخرى ..!!!
لا أعتقد أن طلاب التاريخ سيقرئون يوماً مثل تلك العبارة مع أنّي أتمنى ذلك جداً ومن كلّ القلب, فمن يعيش الوضع العراقي الراهن ويختبر تأثيراته من بعيدٍ أو قريب ومن يدرس هذا الوضع ويقرأه بوضوح وحياد دون تمايل أو انتحاء لأيّة جهة في الخارج أو في الداخل, يجد أن السادة الكرام, والذين يتقاذفون بين أيديهم مصيرَ العراق وشعبه, يعملون بجدّ من أجل زيادة كلا الدوختين متمسكين بالوطن الغالي صاحب الثورات العظيمة والتاريخ المجيد, أو بالأصح هم ... يقظين في وطن ٍ دائخ ...
والحاصل كلها دوخة X دوخة والله ...... كريم ...
هو: ايفان عيني مو برد الشاي مالك, أجيبلك غير واحد ؟
أنا: إي والله حبَيِّب ... علواه ... علواه ............





#ايفان_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإليكِ القرار
- إعتراف
- تحذير حكومي
- لا تخجلي
- حياتي
- حضارة ٌ جديدة
- كيف أنسى ؟
- كأسي الحزينة
- أنا ...؟
- ضلع الحرية
- وداعاً ... أيها الوطنُ
- في وسط الصحراء
- هذا أنا ... وهذه عينيكِ
- ما ذنبي
- إلى اللواتي قُلن ... لا
- إلى متى ؟
- صلاة ٌ في سفر الأمنيات
- تأملات في سيرة تفاحة
- رجلٌ و خمسة أحجيات
- حديث المقاعد الناعمة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ايفان عادل - بِرَد الشاي