أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الحادقة - إبليس يدافع عن نفسه !!















المزيد.....

إبليس يدافع عن نفسه !!


أحمد الحادقة

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


نعم ... أنا هو
الشيطان
----------------
بدأت الكارثة ، عندما أمرنا الله بالسجود لآدم
فذهلت ... و صدمت
فكانت المرة الأولي لله ، بأن يأمرنا بمثل هذا الأمر ... بأن نسجد لغيره
بينما أنا مذهول ، كانت الملائكة قد سجدت بالفعل لآدم ... بشكل غريب ... كأنها مبرمجة
فازداد ذهولي
فلم أتوقع من الله ان يأمرنا بمثل هذا الأمر .... كما لم أتوقع ان تقوم الملائكة بالسجود لغيره
ما ان رأيت ما قامت به الملائكة ، علمت في الحال ، انها مبرمجة
-----------------------------------------
في الفور ، نعتني الله بالعدو
ازداد ذهولي ، حتي كاد وجهي ينفجر من شدة الاحمرار
لأن ، بحكم علمي ، لا يوجد أي عدو لله
لأن لكي يوجد عدو لله ، يجب ان يمتلك من القوة و الحكمة ما يقارب قوة و حكمة الله .... اي يجب ان يكون الها آخر .... و من هذا الاله غير الله ؟
------------------------------------------
ففكرت كثيرا
حتي عرفت
فأنا كنت أظن ان الله خالقي
لكن عندما نعتني ، بالعدو ، علمت ان هذا يدل علي انني امتلك من القوة و الحكمة ، كما يمتلك الله ..... و الا كيف يخلق الله عدوا له ؟
فعلمت انني إلها
فما كان وصف الله لي بالعدو ، الا تكريما و تشريفا لي
و بالتالي ، فالله ، ليس خالقي
-------------------------------
بدأت اعرف حقيقة الوجود ... و انني أزلي و أبدي ... كما ان الله أزلي و أبدي
بدأت أعرف اننا اعداء منذ الأزل ، و سنظل كذلك الي الأبد
-------------------------------
فمع التكريم الذي وضعه الله لآدم بسجود الملائكة له ، فقد حرم عليه الاقتراب من شجرة المعرفة و الخلود
فأي جنة يوجد بها تحريم ؟
فعلمت ان الله يريد لآدم ان يبقي جاهلا ... و ان ينفرد الله وحده بالخلود ... علي أساس ان المعرفة ، هي الوسيلة للخلود
------------------------------
فلم أرد ان اترك آدم في ظلمات الجهل
فوجدت ان الله لم يمنعني من دخول مملكته ، مع اني عدوا له
فقلت في نفسي ، ربما يكون هذا فخ من الله للايقاع بي ... أو ... ان قدرته لحماية مملكته مني ، لم تكن بالقدر الكافي
فقررت ان اجازف ، و اقوم بعملي و مهمتي
و هي ان اخرج آدم من ظلمات الجهل التي ارادها الله له
----------------------------
فذهبت اليه ... متجسدا في شكل الملاك جبريل ... فهو ملاك الرسالة ... حتي لا يخاف من شكلي الذي قد لا يعجبه
وقلت له سبب عدم رغبة الله في الاقتراب من شجرة المعرفة و الخلود
و أوضحت له انني أريد له العلم و المعرفة ، لكي يتوصل للخلود
و اقتنع بكلامي
ثم اقترب ... اقترب من الشجرة ... هو و امرأته ... حتي أكلا سويا
---------------------------
فوصل الخبر الي الله ... و غضب غضبا شديدا
لأنه عرف انني أردت ان اخرج آدم و امرأته من ظلمات الجهل
فصدر الأمر الالهي الذي كنت لا أستبعده
فطردني أنا و آدم و امرأته "حواء" ، من مملكته
---------------------------
بدأت الحياة بشكلها الجديد
كانت الأرض خالية تماما
ثم جاء أول طفل ، من آدم و حواء
كانوا فرحين بشكل لا يوصف ... و انا كنت سعيد لفرحتهم هذه
ثم جاء الثاني ، و الثالث ، و الرابعة
كبروا ... و ترعرعوا
بدأوا يفهمون الحياة
و بدأت غرائزهم في الظهور
لكنهم لم يمتلكوا من العلم ، ما يجعلهم يتحكمون في هذه الغرائز
مما جعلهم يتشاجرون كثيرا
-------------------------------
و انقلبت هذه المشاجرات ، الي مصارعات
و اشتدت
فبدأت اعلمهم .. كيف يتحكمون في هذه الغرائز
و أوضحت لهم ، انهم اخوة ... و لا ينبغي بأن يتشاجروا هكذا
فلم يستمعوا
حتي قتل أحدهم الآخر ، علي حساب احدي هذه الغرائز
حزنت كثيرا
و قلت في نفسي ، الله خالق آدم ... لماذا وضع هذه الغرائز فيهم ؟!! ألكي يقتلوا بعضهم البعض ؟؟
لو كان يريد حمايتهم ... ما كان طردهم من الجنة
----------------------------------
فعرفت ان الله ، لا يريد الجهل لمخلوقاته فقط ... بل يريد لهم الشر
حزنت كثيرا ... عندما عرفت انني كنت مخدوع كل هذا الوقت
فكنت أظن ان الله ، هو خالقي ... هو ابي ... و أمي
لكن عندما اكتشفت الحقيقة ... علمت انه ماكر ، يريد الجهل لخلقه ... و يريد لهم الشر
انه شرير
----------------------------------
فعرفت ان هناك قوتان تحكمان العالم
قوة الجهل
و قوة العلم و المعرفة
و كنت مصرا ، علي ان اكمل مهمتي
و هي ان اخرج ابن آدم من ظلمات الجهل
---------------------------------
لكن كان لابد لي ان اجد احصائية ، توضح نسبة الجهل ، و نسبة المعرفة في العالم
و هذا ، حتي اضع خططا لأعرف كيف اسير
فكان ينبغي ان أفرق بين الجهلاء ، و العلماء
حتي ، أعلم كيف سأضع الخطط التي سأسير عليها ، لتعليم الانسان
--------------------------------
فانتظرت بضع أعوام ، حتي يكثر البشر علي الأرض
ثم بدأت
-------------------------------
بدأت في خلق فكر
فكر ، يفرق بين العالم و الجاهل
هذا الفكر ، هو الدين
------------------------------
بدأت أظهر لكثير من الناس علي مدار السنين .. ظاهرا لهم علي هيئة الملاك جبريل
أوحي لهم ببعض القصص و الأساطير
منهم ما هو صحيح
و منهم ، ما هو لا يمكن بأن يكون صحيح
-----------------------------
انتظرت ... حتي أري من سيتبع الدين ... و من لن يتبعه
فوجدت ان هناك الكثير و الكثير ، ممن ذهبوا لاتباع الدين
فعلمت ان مهمتي ، قد ازدادت صعوبة ، و جدية
فبدأت استخدم ، المتعلمين الذين لم يتبعوا الدين ، لكي يعلموا الجهلاء
فما كان منهم ، الا القتل و الشر
حتي بدأ بعض الجهلاء ، بوضع آيات تحث علي القتل و الشر ضد كل من هو متعلم
------------------------------
ازدادت هذه الآيات بشكل مريب
حتي شملت كل الديانات
و تجسدت مؤخرا في محاكم التفتيش التي كانت تقضي علي العلماء
حتي جاءت ثورتي
و انتهت هذه المحاكم
لكنها كانت ثورة ذات تأثير قصير الأجل
و تكررت ... و مازالت تتكرر
------------------------------
فالصراع بين المعرفة ، و الجهل .... صراع أزلي أبدي
أنا لست الها
و لا الله حتي الها
فكلمة اله ، لا معني لها
فان سألت مائة شخص عن معني هذه الكلمة ، ستحصل علي مائة جواب مختلف
--------------------------------
نعم
فأنا واقع
جانب من جوانب العالم و الحياة
كما ان الله جانب من جوانب الحياة
أنا الشك ، الذي يدعو إليه كل عالم
أنا أتجسد كثيرا علي هيئة كتب ... او أفكار ... او انسان عالم
ان روحي ، ليست الروح التي وصفتها الأديان
بل هي روح متمثلة في العلم ، و المعرفة ، و الحكمة
أخذتها ممن كان قبلي ... و تقمصتني
كما سيأخذها من سيأتي بعدي ، و ستتقمصه
و هذا حتي يتم الخلود
و لن يتم الخلود الا بالعلم و المعرفة و الحكمة
و لن تتم المعرفة و الحكمة الا عندما تكون شيطانا ... عدوا لله ... عدوا للجهل
---------------------------------------------
الشيطان



#أحمد_الحادقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس المؤمن .... قصة قصيرة
- الدين ، و العلم .... هل يصح الربط بينهما؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الحادقة - إبليس يدافع عن نفسه !!