أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بسعاد عيدان - هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح5















المزيد.....

هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح5


بسعاد عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الى متى نتهاون مع ثقافه العنف ضد المرأه؟
توقفت كثيرا عند الانباء المقلقه عند سلسله جرائم العنف ضد المرأه فى العراق حيث قبل فتره قصيره شهدنا عمليات القتل لغرض مايسمى( غسل العار) وارتفاع نسبه الانتحار بين النساء فى كردستان ...وهذه المره ولنفس الاسباب تأتينا اخبار مفجعه من البصره الفيحاء بالتحديد عن ازدياد معدل نسبه قتل المرأه بنسبه
10 نساء شهريا ومن مختلف الطوائف الدينيه...والاسباب فى قلب القاتل...تاره بسبب طريقه اللبس او العمل او اسباب كيديه وتاره اخرى لاسباب مجهوله...الغرض منها هو لاشاعه الذعر والارهاب وفرض طريقه معينه من العيش على النساء وتروعيهن لاجبارهن بعدم المشاركه واخذ دورهن فى بناء المجتمع الجديد.
ونقلا عن الاخبار الوارده من هناك .. تتقاسم اطراف حزبيه وميليشيات مسلحه النفوذ فى البصره حيث ينتمى محافظ المدينه الى (حزب الفضيله) فيما يسيطير (المجلس الاعلى الاسلامى) على اجهزه الشرطه ويفرض (جيش المهدى) التابع لمقتدى الصدر سطوته على الشارع البصرى وتنتشر فى هذا الوقت من الميليشيات ك(ثأر الله)و(بقيه الله)و (ثأر الحسين)و (كتائب الغضب الالهى) وتتهم جميعها بتنفيذ اعمال قتل بالارتباط مع اجنده خارجيه وبحجه تطبيق التعاليم الشريعه.
والغريب فى الامر سكوت الجهات الرسميه السياسيه والدينيه المصدره لمختلف الفتاوى والقوانين ازاء تلك القوى الارهابيه والميليشيات المتطرفه فى المجتمع فى مناسبات اخرى اقل اهميه...رغم معرفتها المسبقه جيدا ....بعدم اقتراف تلك النسوه اى جريمه تخل بااخلاقيات المجتمع او تخل بابسط القوانين او الاعراف العشائريه السائده...جريمتهن فقط هو القيام بالعمل للمساعده فى اعاله الاسره والاستمرار فى دورهن فى بناء المجتمع.
والاغرب من كل ذلك هو ظهور بعض الاصوات الشاذه والتى تبرر لتلك الاعمال..(كقولهم ان هذا ليس بجديد على الشعب العراقى المعروف بالعنف والجهل والممارسات الهمجيه ضد المراه....كفاكم اتخاذ دور المظلوم فى المجتمع...المراه لها مكانه محترمه فى العشيره والعائله...ان الاوان للتعامل مع الاشياء كما هى وعدم توجيه اتهامات لجهات اخرى بظلمها لكم....كذلك قولهم لم تمر فتره طويله على انتشار العنف فى المعابد الهنديه بسبب دخول بعض الرجال بالزى الغربى الى المعبد...والان انظروا الى الوضع الحالى فقد تغير الوضع واصبح فى مصاف الدول المتطوره).
اود ان ان اقول لتلك الاصوات الغريبه ...الشعب العراقى المعروف بحضارته فى عمق التاريخ له الدور الاساسى فى بناء مهد الحضارات فى بلاد الرافدين...وقد تعلمت منه الشعوب الاخرى واستمدت منه اسس اول قانون فى شرائع مسله حمورابى..وقد تعاقبت الحكومات المختلفه الدكتاتوريه فيما بعد للانقضاض والتامر على هذا الشعب المسكين وعزله عن الحضاره اوالمدنيه العالميه وبالتالى الى تاخره للحاق بالركب العالمى..
كذلك لولا غياب او ضعف نصوص القانون وتشريعاته وتطبيقه ....لما اجاز لهؤلاء فى المبالغه فى اهدار حقوق المراه العراقيه...بالاضافه الى ذلك سكوت الجهات السياسيه والدينيه المهمه فى البلد ..التى لولاها لما تجرأ هؤلاء بممارسه العنف ضد المرأه نصف المجتمع و فى سكوتها بغض الطرف عن ابداء اى شكل من اشكال الادانه لهذه القوى الظلاميه.
ان حق المراه فى حريه أبداء الراى والعمل فى أخذ دورها الحقيقى فى المجتمع موثوق فى الدستور العراقى.
حيث لم ياتى هذا الدور اعتباطا...وانما نتيجه طبيعيه للجهود الكبيره ولسنوات النضال المريره التى كافحت خلالها من اجل نيل حقوقها وبفضل ذلك احتلت المرأه مكانه اجتماعيه واقتصاديه وسياسيه ودينيه متميزه فى مختلف العصور...ولعبت دورا فاعلا فى شؤون الحياه كما تباينت اهميه واشكال هذا الدور وهذه المكانه باختلاف الازمنه, ففى المراحل الاولى للتاريخ كانت مكانه المرأه فى مرتبه الالهه يعبدها البشرويطلبون منها الغفران والرحمه وشكل وجودها رمزامن رموز الخير والانتاج والخصوبه, ولهذا كانت هناك علاقه وثيقه بين المرأه والخلق, كما ارتبط وجود المرأه مع الارض المنتجه الخصبه التى تطعم البشر من خيراتها.
ونقرأ من سطور التأريخ دور المرأه البابليه فى العراق القديم وما حققه من مكانه مرموقه فى المجتمع كما ظهرت ذلك فى العديد من نصوص شريعه حمورابى .... فقد كان للمرأه, حق الطلاق ولها حق رعايه الاولاد وحق ممارسه العمل التجارى ولها اهليه قانونيه وذمه ماليه مستقله عن ذمه زوجها ولها الحق فى الرعايه والنفقه كما وضعت عقوبات قاسيه على الشخص الذى يسئ معامله المرأه او ينتهك حقا من حقوقها الثابته فى القانون...المذكور.
وحتى فى العهد الاغريقى احتلت المرأه مكانه كبيره ودورا مهما فى المجتمع ابان جمهوريه افلاطون . ويجب الاشاره هنا ان المرأه كانت منتهكه الحقوق عند العرب قبل الاسلام حيث وجدت مشكله وأد البنات فى تلك الحقبه خوفا من الوقوع فى الاسر اثناء الغزوات والحروب واخذهن سبايا او اسرى الحرب مما يدلل ضعف الجماعه التى يتم سبى النساء فيها وقت الغزوات وهو مايشين ويحط من قيمه الجماعه ..ولان الوضع الاجتماعى والاقتصادى كان يعتمد على دور الرجل فى الزراعه والحروب حتى ظهور الاسلام الذى حاول التخفيف من المشاكل الاجتماعيه التى كانت موجوده.
عند ظهور الاسلام...لعبت الدوله دورا مهما فى التصدى من التقاليد السيئه السائده التى كانت تمارس عند عرب الجاهليه...اذ رفضها الاسلام ووضع حدا لوأد البنات او شجبه..كما منع بيع الجوارى وحرر العبيد من الاستغلال ...وفى نفس الوقت تباين موقف الاسلام عن المراه ....حيث تم تفضيل الذكور و تمييزالدور الذكورى على الانثوى فى الايات القرانيه والشريعه الاسلاميه تاره ...وتكريم مكانه المراه فى الايات والقوانين تاره اخرى وان التأثير والتناقض هذا واضح وسارى لحد الان فى جميع المجتمعات الاسلاميه.
وقد جاء الاسلام بمجموعه قوانين وقواعد ....انزلت فى مناسبات خاصه...لغايه فى الوقايه او علاج بعض المظاهر التى كانت سائده يومها...الشئ الى يبدوا احيانا غريبا جدا فى تطبيقه فى عصرنا هذالانتفاءالحاجه او غياب ذلك المسبب. ان كثره الافكار المتناقضه فى تطبيق القواعد هذه والجهل بها...جعلت البعض وبسبب سوء فهم وتفسير استخدام هذه الاحاديث والايات لتمرير مأربهم وذهبوا ابعد من ذلك الى تنسيب بعض التقاليد والاعراف العشائريه الى القران الكريم والدين الاسلامى....لاجبار الاخرين لاتباع هذه القواعد وفرضها على الاخرين بدون مناقشه. والغرض من ذلك هو استغلال التفوق االذكورى لصالحهم ولانتصار السلطه الذكوريه...والاطاحه والضغط على الاخر الاضعف...وبذلك استمرار الصراع بين مكانه الرجل ومكانه المراه.
ان من يقرأ التاريخ ....سيرى ذلك جليا دور المرأه عبر العصور لا احب الغوص كثيرا فى ذلك لمحدوديه الوقت والتركيز على مااريد طرحه فى مقالتى....من هنا استخلص مايلى:
- عموما ...ان تطور المرأه السياسى واالثقافى والمدنى ليس ترفا اجتماعيا ...وانما هو ضروره ومكسب واهتمام ذاتى منها ورغبه حقيقيه فى التغيير والتفاعل الايجابى لمواكبه العصر واداء دورها الطبيعى فى بناء المجتمع من جهه والايمان الراسخ لدى بعض القوى الفاعله فى المجتمع بدور وامكانيه المراه فى تبوء المناصب المهمه للقيام بدورها من جهه اخرى.
-ان اعطاء نسبه 25% للنساء فى البرلمان العراقى جاء نتيجه لاهميه دورها باعتبارها تمثل نصف المجتمع...(ولو الاحصائيات الاخيره تشير الى الاكثر)..بسبب حروب وقادسيات صدام المشؤومه...وايمانا بان من دون المرأه لايمكن للمجتمع ان يقوم بدوره بالشكل الصحيح فى عمليه بناء العراق الجديد . والذى سوف يؤثر على بنيه ومستوى تفكير الشعب وبالتالى رد الاعتبار باهميتها فى المجتمع الشئ الذى يؤثر على طريقه التعامل معها سواء كان ذلك فى الاسره او فى العشيره.
- ان مستوى تطور الهند فى المحافل الدوليه العلميه, الصناعيه او التجاريه لم يأتى اعتباطا ...وانما نتيجه فعليه وايمان الاداره السياسيه بضروره مشاركه المرأه فى المجتمع رغم التعصب الذى كان سائدا قبل 20 عاما مضت او اكثر ...الشئ الذى ادى الى ان تشارك المرأه فى كل مجال.. وادى الى ظهور نساء تتبوء مناصب وتظهر فى المحافل الدوليه بدأ بمسابقات الجمال...ومرورا بالمسابقات العلميه والتكنولوجيه المهمه وفى اكبر الشركات.
- لابد للاداره السياسيه العراقيه والمرجعيات الدينيه المهمه ان يكون لها دورا شفافا وفاعلا ومتميزا اكثر فى تطبيق القانون وضروره وضوح رؤيتها فيما يخص العنف ضد المرأه فى المجتمع...وادانه هذه المجاميع الظلاميه والاجراميه التى تقوم بالاعتداء على حريه وامن المراه العراقيه بغض النظر عن توجهاتها السياسيه كما يقرها الدستور....وان كانت لديها هناك فعلا اراده حقيقيه باحترام المراه والدفاع عنها فى المجتمع كونها مربيه الاجيال.
- ضروره اختيار ائمه الجوامع وخطباء الجمعه على اسس الكفاءه والوطنيه وتقديم رساله ثقافيه دينيه من شأنها ان ترفع من مكانه المراه فى المجتمع تهدف الى ازاله الظلم والعنف عنها...والاشراف على الكلمات الخطابيه لما للجوامع تأثير كبير على الناس ومن مختلف الشرائح.
- ضروره اجراء حمله توعيه بالقوانين وحقوق المرأه العراقيه فى المجتمع بدأ فى المدارس والاسره...وطرح مواضيع مهمه للنقاش الى المجتمع الحى الذى يحس ويتفاعل مع مجريات الامور ...والغرض من ذلك هو تغيير عقليه العنف المنظم ضد المرأه والمسببات والتبعات الاصوليه لذلك.
- اعاده النظر فى قانون العقوبات العراقى الخاص بجرائم مايسمى( الشرف) ضد المرأه وصياغه قانون لحمايه المرأه من العنف واحترام حقوقها كانسان اسوه بالدول الديمقراطيه فى العالم.
- احترام حريه واختيارات المرأه فى الملبس وفى التصرف وطريقه الحياه طالما كان حريتها لايخل باحترامها لذاتها ولايؤثر على حريه الاخرين.
- اعاده النظر فى المناهج التعليميه فى مختلف مراحل الدراسه الاساسيه والتى تسئ او تقلل او تخل من اهميه المرأه الام, البنت, الاخت والزوجه وضروره التشجيع على رفع الشأن للمراه العامله والناجحه فى المجتمع.
- الاهتمام بدور الاعلام فى رفع وعدم تشويه صوره المرأه فى التلفزه, السينما والمسرح.. ووسائل الاعلام المرئيه والمسموعه. واخيرا ان المجتمع الذى لايكون فيه للمرأه دور متميز لاتزدهر و لاتتقدم خطوه واحده للامام...لانه سيبقى يعانى من شل نصه الاخر....الذى يؤثر فيما بعد على تنشئه الجيل الجديد.



#بسعاد_عيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياساسه العراق ....اتحدوا!


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بسعاد عيدان - هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح5