|
قمصان جيفارا: رمز أم موضة ؟!
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صورة جيفارا التي تحدثنا أمس عن تاريخها باتت هدفاً للشركات الشهيرة التي تستغل جاذبيتها لدى الشبيبة فتحولها إلى ما يشبه »الماركة المسجلة«، أي تُحولها ككل الأشياء الأخرى إلى سلعة، وفي هذا المجال ليس ثمة روادع أخلاقية أو معنوية. كانت شركة لصناعة البيرة قد جعلت من جيفارا شعاراً أو اسماً لنوعٍ من البيرة التي تصنعها، وكان المصور الراحل كودا الذي التقط الصورة المستخدمة قد أقام دعوى ضد تلك الشركة وربحها، وخصص المبلغ الذي تقاضاه كغرامة لأغراض إنسانية خيرية . وقال المصور كودا الذي توفي منذ عدة سنوات عن ٢٧ عاما، انه يشعر بالسعادة لانتشار الصورة في جميع أنحاء العالم، لكنه سرعان ما دخل في نزاع مع شركة سميرنوف البريطانية المنتجة للفودكا عندما حاولت استخدامها للإعلان عن منتجها ورفع دعوى ضدها ، وقال محتجا بما أنني مؤيد للأفكار التي مات من أجلها تشي جيفارا، فأنا لا أعارض أن يستغل الصورة أولئك الذين يرغبون في إحياء ذكرى جيفارا والقضايا الاجتماعية التي كان يدافع عنها في جميع أنحاء العالم ،لكنني أعارض بشدة استغلال صورة تشي لترويج منتج مثل الكحوليات أو لأي غرض آخر يمكن أن يحط من سمعة جيفارا . وفاز كوردا بالدعوى وحصل على خمسين ألف دولار منحها للنظام الصحي في كوبا . مؤخرا أجرى موقع شبكة »بي بي سي« على الانترنت استطلاعا في العالم العربي فحواه السؤال التالي : هل يذكر الناس ما كان يمثله جيفارا أم إنها مجرد صرعات موضة ؟ وفي حين رأى البعض إن جيفارا، الذي كان رمزا لليسار العربي في السبعينات ، أصبح اليوم رمزا لمختلف الأطياف السياسية . فان البعض الآخر رأى أن ما نلحظه في شوارع المدن العربية من شبان وشابات يرتدون صورة جيفارا، لا يعني بالضرورة أنهم يعرفون ما يرتدون أو يخلطون بين صاحب الصورة ونجوم البوب والسينما، وان جانبا من انتشار الصورة على القمصان وأغطية الرأس وغيرها من مستلزمات الشباب يبدو استغلالا تسويقيا. وهناك من يرفض أن يعزي ذلك إلى عدم ثقافة الأجيال الجديدة وإنما هناك سبب موضوعي مرتبط بتغير متطلبات العصر. وانه إلى جانب الشباب الذين يرتدون الصورة ولا يعرفون صاحبها: »هناك من يعرفونه ويضعون صوره ويتذكرون به حقبة تاريخية تنسب إلى الزمن الجميل«. وإذا كان سلوك بعض الشركات يدل على أن ثقافة الاستهلاك تمتهن الدلالات وتحقر الرموز عبر تجييرها لخدمة نسق المعيشة الذي تقترحه. فان أمثولة جيفارا في البطولة والتضحية تسمو على مر الزمن، ويدخل الثائر الشاب وجدان الشبيبة التواقة للمثل النبيلة وللقيم الإنسانية العليا التي وهب حياته من أجلها. وتظل سيرته المفعمة بالتضحية ونكران الذات ملهما للملايين من الشبان في أرجاء الكوكب. إن الزمن يزيده خلودا وتألقا وجاذبية.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الدراما والتاريخ
-
أسئلة راهنة (1-4)
-
أسئلة راهنة
-
انفلونزا الفساد
-
لماذا يغيب المسؤولون؟
-
مداخلة المنبر التقدمي في الحلقة الحوارية بمناسبة يوم استقلال
...
-
نضالات مطلبية
-
صفقات التسلح .. لماذا ؟!
-
هل نفتح النوافذ ونمنع الهواء؟!
-
لجان التحقيق !
-
عن التجربة المغربية
-
من أجل مداواة الجروح
-
ليست مسألة شكلية
-
يوجد بديل !
-
التجربة النيابية بين مرحلتين
-
هل ما ينقص البحرين الدعاة؟
-
الفئات الوسطى
-
إصلاح النظام الانتخابي.. لماذا؟
-
ما يعطى بيد يؤخذ بأخرى!
...
-
شكراً للسادة النواب !!
المزيد.....
-
انطلاق تحذير من إعصار قادم أثناء بث مباشر.. شاهد رد فعل خبير
...
-
أحمد سعد يثير جدلا بصورة تجمعه مع ويل سميث وجوني ديب
-
مصادر لـCNN: الخدمة السرية تلقت معلومات استخباراتية بمخطط إي
...
-
السيسي وماكرون يناقشان هاتفيا وقف إطلاق النار في غزة
-
دراسة حديثة تكشف كيف يزيد -تغير المناخ- طول الأيام؟
-
-سي.أن.أن-: واشنطن تلقت معلومات مخابراتية عن مؤامرة إيرانية
...
-
شاهد: طالبان تقيد مراسم الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء بأفغان
...
-
الانتخابات الأمريكية.. ماذا نعرف عن -مشروع 2025- المثير للجد
...
-
-حرب الشاشات- في مصر.. حملة ضد عرض عبارات -مسيئة- للسيسي
-
الناطق باسم -سرايا القدس-: الآليات العسكرية الإسرائيلية تحول
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|