ابراهيم سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 10:34
المحور:
الادب والفن
الحصان يجري بقوة منطلقاً كالسهم ينهب الأرض نهباً، يجر عربة تهتز في طريق ترابية وعرة بعد أن تمزق جسده بضربات سوط طويل.. كانت العربة تعج بأحمال ثقيلة لرجل ضخم يجلس قرب الحوذي الواهن وقد أحنى رأسه على صدره، وكأنه راح في غفوة تاركاً صاحب العربة يهذي وحده ويتمتم ويهمهم وهو يلهب جسد الحيوان كل ثانية..
من بعيد ، بدت أعمدة دخان تتصاعد بكثافة وسط الطريق ، تصل إلى السماء حاجبة الشمس المحرقة النازلة على البساط الترابي المترامي، جفل الحصان فأبطأ من جريه وسط صيحات صاحبه الذي بدا شاحبا وصار يكيل عليه بالضربات المتلاحقة بعنف وقسوة كلما اقترب من الدخان..
توقف الحصان ولم يتحرك خطوة أخرى . تقرحت مؤخرته وسال الدم .. السوط ينهال بشراسة .. الحصان متوقف ، لاحركة..
رمى الحوذي بأحمال الرجل الضخم وصرخ بضجر ويأس..
- سألقي بك في الجحيم إن لم تغادر العربة!
فأنت الذي يمنع الحصانة من الحركة..
_ سألهب ظهرك بالسوط !!
رفع الرجل رأسه إلى الأعلى مثل بليد نفرت عروق وجهه.. تأمل صاحب العربة الهائج بكراهية واستفزاز وقال بتهكم:
- ارفق به.. إنه لا يحتمل ضرباتك!
كان الدخان الأسود قد تلاشى عندما ابتعدت العربة التي تحمل رجلاً ضخماً يمسك اللجام بهدوء تلاحقه صيحات بعيدة لرجل شاحب منهك يلوح بسوطه يلهث من الجري..
#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟