أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بديع - النصابين ونظرية الحب الأعمى














المزيد.....


النصابين ونظرية الحب الأعمى


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما يسقط إمبراطور اسمه القلب فان هذا لا يحدث كثيرا في الحياة ، ومحظوظ من يقع في هذا الفخ أكثر من مرة وأقصد الفخ العاطفي طبعا فما أكثر مصائد الحياة وما أوفرها.
وهذا الحب الذي لا طعم للحياة بدونه يبدو ذو مزاج صعب لا يأتي بقرار إنما بفعل صدفة أو مشاكسة فيطل علينا برأسه من حيث لا نتوقع ..
يرفض هذا الكائن الخفي الرضوخ لتوقعاتنا وأمانينا مصرا على أن قلب المرأة لؤلؤة تحتاج إلى صياد ماهر وقلب الرجل طبخة تحتاج إلى مقادير مدروسة ونفس في لا يتكرر في مطبخ الفن الأنثوي.
أناقش هنا مفتاح تلك الخلطة العجائبيه التي تصنع الحب في زمن لم ننتظره فيه أو بين طرفي علاقة غير منطقيه ظاهريا ، فهل هناك حقا وصفة سحرية للفوز بقلوب النساء أو نظرية عملية للفوز بقلوب الرجال ؟
ربما ..
لكن بعيدا عن الرجل ومعدته التي بالتأكيد ليست هي كل شيء فان للرجل عين تريد أن تشبع وهو ما لا يخفى على أكثر النساء بساطه وجهلا ليصبح مفتاح قلب الرجل في عرفنا الاجتماعي هو جمال وجاذبية الأنثى، أما فيما يخص المرأة فان البعض يعتبر الضحك والمرح هما الطريقان الوحيدان لقلبها العصي مبررين ذلك بأن الكوميديا أفضل من العضلات ومن المال والشكل الجميل فإذا استطعت أن تجعل فتاه تضحك عاليا تكون قد دخلت قلبها!
أكاد أصدق هذه الرؤية فهي نظرية على قدر من الأهمية لواقعيتها رغم أن البعض الآخر يعلق الأهمية الأكبر على الكلمة المعسولة وخاصة أنها الأقل كلفة فهي حتما لا تحتاج إلى الظرف والذكاء وخفة الدم.
وهو السر لا يكاد يخفى على احد والسبب الذي يجعل النساء يغرمن برجال لا يتمتعون بقدر من الجمال والوسامة والطول حتى أن الأقزام غالبا ما يرتبطون بنساء أكثر منهم طولا وعرضا..
ترى هل هي عقدة التحدي؟
قد لفتني بشدة تعليق عارضة الأزياء الفاتنة "صوفي داهل" التي حرصت على الظهور مع نجم الجاز القزم عندما علقت بأنه لا تزال تتذكر ذلك الرجل الذي لا تكاد قامته تزيد على قامة "كلبه " ولكنه مع ذلك يتميز بالمرح ويطلق النكات التي تجعلها لا تكف عن الضحك إذ أن هؤلاء مجتهدون للفت أنظار النساء والاستيلاء على قلوبهن ..
أي أنهم يصلون إلى قلوبنا بعرق جبينهم.
وهو ما أغفلته مؤخرا الاستطلاعات التي أجريت وأشارت إلى رأي النساء في مواصفات الرجل الذي يعجبهن لا واقعهن معه .
الواقع يقول أن الحب لا يحسب حساب شيء حتى درجنا على اتهامه بالعمى والحقيقة كما أراها ، أن الحب ليس بأعمى على الإطلاق لكنه محب متسامح يتغاضى عن الأخطاء ويمنح الفرص الكثيرة قبل أن يطردنا من رحمته.
المحبة والحب لا يختلفان عن محبة الله تعالى لنا فالله غفور رحيم بنا لا يطردنا من رحمته إلا بعد أن تتراكم الخطايا بثقلها وعظمتها لتغلب بها كفة الحسنات.
نعم ليس الحب بأعمى أو غبي على الإطلاق..بل هو منتقم جبار سرعان ما يلفظ هؤلاء الذين يعتمدون على غرورهم ويركنون إلى أنانيتهم والى حقيقة أن المحبة عمياء لا ترى أو تنتقي أو تتذوق أو تزهد وترفض.
وإذا كان المال والجمال مفتاح الفاشلين في التمكن من الحب والحفاظ عليه وإذا كان بدوره الاجتهاد والظرف والعطاء مفتاح الأذكياء الناجحين في اصطياده فان الاعتماد على غباء القلوب العاشقة وحبها الأعمى هو مفتاح النصابين الدجالين بلا شك.لم لا..
فعندما لا يكون الرجل بطول نخلة أو بقامة كلب أو قطة ولا يمتلك أي من المفاتيح السحرية فقد لا يجد سبيلا آخر سوى الإيمان بنظرية الحب الأعمى باعتباره عاجزا عن رؤية الحقيقة.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان قهوة..
- فلسفة شعوب
- النظرة المتوجسة للآخر الحضاري
- -إصبع الحظ-
- من قال أني معاق!
- غواية الشوكولاته
- قلة أدب
- للحب ناسه وللزواج ناسه
- عورات العقل
- القانون لا يحمي المغفلين ..
- هنا بيروت
- مطرود من الجنة
- صورة صدام على وجه القمر!
- ماجدة الرومي خلطة ملائكية فريدة
- أطارد أرانبي البيضاء
- وحشّية محبتي كالتَتار
- واني بعفوك زاهدة
- ما بين الرمد والعمى
- عيناك والمطر
- من هو المسئول عن توحش الرجل ؟


المزيد.....




- منها النفط والغاز.. الصين تفرض رسوما جمركية على واردات أمريك ...
- القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا ...
- بينها -طعام لداعش- في سوريا.. البيت الأبيض ينشر قائمة بنفقا ...
- لافروف: شعار -الولايات المتحدة أولا- يتناغم مع شعارات هتلر
- كيف تعمل النقطة الزرقاء الصغيرة في دماغك على تنظيم نومك؟
- أ ب: الصين تعلن فرض رسوم إضافية على العديد من المنتجات الأمر ...
- روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن لبحث أزمة أوكرانيا
- -كان- عن مسؤولين إسرائيليين: مستعدون للقبول ببقاء -حماس- لكن ...
- وسائل إعلام أوكرانية تبلغ عن انفجارات في كييف
- حرب الغواصات.. كانوا ذئابا في البحر وسكارى في البر!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بديع - النصابين ونظرية الحب الأعمى