أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الهروب من شرنقة الوحده الى بوتقة العذاب !!!!














المزيد.....

الهروب من شرنقة الوحده الى بوتقة العذاب !!!!


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:28
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الخروج من شرنقة الوحدة وكلام الناس مسألة لم تكن سهلة أبدا.. كان لابد من التفكير مرارا في إتخاذ قرار ذي قطبين أحلاهما مر!
سكتت أحلام وهي تنظر إلى شهرزاد المستمعة الى حكايتها ثم تابعت: كنت أطمح الى نيل أعلى الشهادات حتى حصلت على شهادة الدكتوراه وكنت معتزة بنفسي وواثقة أحلامي عريضة وكنت أتخيلها بحجم هذا الكون.

كان كل إهتمامي منصباًّ على دراستي وأبحاثي وكتبي ومقالاتي وأدرت ظهري للحب الذي فشلت فيه في سنواتي الجامعية الأولى حين غادرني الحبيب الى بلد آخر بلا رجعة.
فعشت حياتي الدراسية من مرحلة الى أخرى بتفوق ورفضت كل عريس يتقدم لخطبتي بحجة الدراسة. وبعد تخرجي أخذ عملي كل وقتي، وأصبح اهتمامي بطلبتي ومتطلباتهم كل شيء في حياتي.
كانت أمي تنزعج كلما وصلتنا دعوة الى حفلة عرس لإحدى القريبات وتهمس بأذني إنها ليست أفضل منك، وها هي تزوجت عريسا مميزا. كنت أبتسم وأهزّ رأسي وأنا أقول ان كل شيء قسمة ونصيب. وأنا سعيدة بشهادتي وعلمي والعروس لا تملك ما أملكه من شهادة ومنصب فكانت أمي تعضّ شفتيها باعتراض قائلة: العريس أهم من الشهادة والمنصب ثم أنك بجمالك وهدوئك سيختارك أفضل عريس لكن تواضعي قليلا وتعاملي مع الجميع بلطف لتري العرسان يدقون بابك!
كنت أضحك في سري من كلام أمي وأهمس في داخلي: والله أنا أتعامل مع الجميع بمنتهى اللطف!!
تراكضت الأيام وأنا غارقة في عملي وأمي غارقة في حسرتها. وبدأ حديث الخطوبة والزواج يخفت فلا أحد يتقدم بتقدم عمري.
فوجئت أنني تجاوزت الرابعة والثلاثين. للحظة أحسست بإنزعاج في داخلي حين امتلأ البيت بأولاد شقيقاتي وأشقائي في إحدى المناسبات، وأنا أشعر بحسرة أمي لوضعي وفرحها بأحفادها. لكنها في لحظة من لحظات الهدوء المخيم بحزنها قالت لي: أتمنى يا أحلام ان أراك زوجة وأمّاً قبل ان أموت وان تضيفي لشهادتك العلمية شهادة أقوى وأعمق وهي شهادة الأمومة. أنا أدعو لك الله في اليل والنهار يا ابنتي. والله يا شهرزاد لم يكن أمر الزواج يقلقني او يسبب لي إزعاجا أبدا لولا نظرات أمي وحسراتها.
وشاءت الأقدار ان يتقدم لخطبتي أحد زملائي الأساتذة. رجل أكبر مني بعشرة أعوام ومطلق. في البداية اعتذرت ورفضت الفكرة نهائيا. لكن أمي أثارت الموضوع وقالت بحدة: إسمعي يا أحلام لا تتوقعي ان يتقدم لخطبتك رجل أفضل! أنه دكتور وأبناؤه مع أمهم إذن هو لك وحدك. وقد تنجبين منه طفلاً يكون لك سندا في حياتك القادمة. أرجوك ان توافقي، ورغم رفضي وترددي لشخصية زميلي الدكتور إلا أنني هززت رأسي بالموافقة وكأن عقلي قد توقف عن التفكير. في حفلة بسيطة لعقد القرآن كان كل من حولي يشعر بالسعادة إلا أنا لأني أعتبرت زواجي هو هروباً من وحدتي وآلام أمي لا من أجل قناعاتي وسعادتي.
وتزوجته يا شهرازد. تزوجت الألم والعذاب والوحدة من جديد. نعم بعد الزواج أحسست بوحدة واغتراب لم أكن أشعر بهما من قبل. وتندمت. نعم أعترف أنني تندمت على هذا الزواج البائس. لقد اكتشفت ان زوجي الدكتور مريض بالبخل ولديه مخزون آخر من الأمراض فكان عليّ ان أصبح ممرضة وزوجة. ويشاء قدري ان أنجب منه طفلا رغم سعادتي به إلا أنه أصبح في حياتي مصدر خوف وتساؤل وأنا أرى صحة والده آخذه بالتدهور. أتساءل كنت عند أمي بلا مسؤولية فهل أعود إليها بمسؤولية هذا الطفل؟! لكن زوجي سرعان ما يستعيد عافيته فجأة فيخفت خوفي.. عشت معه في منزلنا زوجين غريبين فلا أكاد أشعر معه بأي من ملامح الحياة الزوجية سوى أنني يجب ان أشرف على كل ما يخصه، حتى إعادة طباعة أبحاثه القديمة. نعم انا غريبة عنه وأشعر ان لا شيء يربطني به سوى هذا الطفل الوحيد الذي أفرحني بكلمة ماما وأسكنني في محطة الخوف عليه وعلى مستقبله! كنت بعد ان ينام طفلي أجلس وحيدة أتساءل بيني وبين نفسي أيهما أفضل بالنسبة لي وصفي بالمرأة العانس التي كانت تثير الفزع في نفس والدتي وتثير الضيق في داخلي (لكنني كنت مرتاحة وسعيدة وبلا مشاكل) أم زوجة وأم لطفل تعيش الخوف والقلق والتوتر والاغتراب النفسي والجسدي مع هذا الزوج..
ضحكت على نفسي وأنا أعيش المقارنة والتساؤل، وشعرت بحنان الدنيا يغمرني لطفلي، ذهبت الى غرفته، تأكدت من أنه نائم... قبلته وخرجت.
كان والده يعيش في عالم الستلايت وهو يعبث بأزرار (الريمونت كونترول) سألته: هل نتحدث قليلا، أجاب ببرود: هل هناك شيء جديد نظرت إليه جلست الى جواره قلت: أشعر أنني بحاجة إليك، فجأة انتفض قائلا: أنت تعرفين جيدا يا أحلام أنا لا أملك نقودا غير راتبي ولا يمكن ان أغير سيارتي، وبصراحة راتبك يكفي لمتطلباتك ولمتطلبات الولد وأنا عندي التزامات..
بدأ سيل الكلمات عن النقود يتزايد منه إبتعدت عنه وجلست في مقعد آخر، وسرحت طويلا في أحلام جديدة هربا منه!!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدنا والسفر الى القمر!!!!!
- لا...لن اتزوج!!!!
- نصفنا العاقل في رمضان!!!
- حين نجلد انفسنا!!!!
- شايل عيبه!!!!!
- حب الوطن وعشق الحور
- المسرح العراقي هل تحول الى مسرح ذكوري؟؟؟
- حب في الطرف الأخر !
- اذا كان عقلي متحررا فجسدي ليس مباحا
- هناك فرق !!!
- تجنبي الرجال !!
- أين مصيري؟؟؟
- رجل بين النساء !!!
- كاتم الصوت!!!!
- من يهدم الحب ؟
- دعاء امرأة منكسرة
- لماذا؟؟
- خطأ أن نقع في الحب !!!
- الهروب من بوتقة القهر !!
- امراة متوحدة


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الهروب من شرنقة الوحده الى بوتقة العذاب !!!!