أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف وهبه - -الرابطة- والواجهات المشبوهة














المزيد.....

-الرابطة- والواجهات المشبوهة


يوسف وهبه

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 10:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


أن تعتلي الرأسَ عمامةٌ كبيرة، وأن تغطي الذقنَ لحيةٌ كثّة، وأن لا تفارق السبحة أصابع اليد اليمنى، ذلك لا يعني بتاتاً أنك عالم دين بالمعنى الاصطلاحي الدقيق.
ليس الموضوع تهجماً على علماء الدين أو "المشايخ"، ولكنه ملحوظة كبيرة وعلامة استفهام تتسع وتتمدد لتصل إلى حدود "الكيانات" العُلمائية ـ إن صح التعبير ـ التي باتت تحتل الواجهة الإعلامية بل والسياسية أيضاً، وصولاً إلى ما يسمى برابطة علماء فلسطين على وجه التحديد، والتي كانت الدافع صراحة لكتابة هذه السطور.
ربما كانت هذه الجهة مغمورة أو شبه مغمورة قبل اندلاع معركة البارد. ولكنها وفور اندلاعها احتلت الواجهة الأساسية لمجريات الأحداث البارزة والخفية. ولم يعد خفياً أن هذه الجهة بمسماها أرادت احتكار السلك العلمائي الفلسطيني ضمن إطارها، فلكي تكون عالم دين فلسطينياً، يتوجب أن تكون عضواً في هذه الرابطة، وفقاً للتسمية التي اختارتها لنفسها، أو الأصح التي تم اختيارها لها!! على كل حال، فعلامة الاستفهام التي أسلفنا ذكرها، تتمحور حول دور تلك الجهة في كل حيثيات معركة نهر البارد، سواء قبلها او خلالها أو بعدها. وأيضاً هي تتمحور حول التغطية التي كانت وما زالت هذه الجهة تلعبها لجهة سياسية أخرى، آلت على نفسها أن لا تتخذ مواقفها التي باتت مكشوفة بحكم مواقف ما يسمى رابطة علماء فلسطين، لا تتخذ مواقفها من مجريات الأمور بشكل واضح وجريء، على الرغم من كونها مواقف يشوبها الكثير من الشك والقلق، وتدفع بالمراقب بل وبالإنسان العادي للارتياب. فما معنى أن تعلن هذه الرابطة وبشراسة رفضها للحسم العسكري مع عصابة العبسي، بنفس الوقت الذي بات فيه معروفاً دورها السابق في تسهيل دخول وإقامة وارتياح المواطنين لتلك العصابة وأفرادها، عبر استخدام الوسيلة المفضلة والاعتيادية، وهي منابر المساجد، والدعوة الدينية لدعم هؤلاء والترويج لهم، حتى باتوا حسب توصيفات الرابطة و "مشايخها" من الأولياء والصالحين!! ولم يعد ممكناً أيضاً أن لا نلتفت إلى اشتراك "الرابطة" فيما قد يعتبر تضليلاً للعدالة في شهادتهم بأن الجثة المشتبه فيها تعود للعبسي!!! ولا بد من أن نتوقف أيضاً عند ما أسمته "الرابطة" بالواجب الديني والإنساني تجاه عائلات أفراد عصابة العبسي، واقتحامهم لمدينة صيدا دون تنسيق مع أي من فعالياتها، بينما لم يشغلهم ولو للحظة الواجب الإنساني تجاه 40 ألف نسمة من الفلسطينيين الذين نزحوا عن مخيم نهر البارد بسبب "أتقياء العبسي" حسب توصيفات "الرابطة"!!
وتخطّت "الرابطة" حدود مسألة البارد، لتزج بنفسها في أتون المعترك السياسي الفلسطيني ـ الفلسطيني، حتى باتت الناطق الرسمي لجهة ما ضد جهة أخرى، وصارت البوق الكبير الذي فضلته تلك الجهة بحكم الصبغة الروحية التي تتمتع بها الرابطة بحكم مسماها ربما وليس إلا، فصارت تمتهن التشريع والإفتاء، سواء فيما يخص الصلاة في العراء والمساجد، او في الاشتراك في مسابقة التكفير وتوزيع صكوك الغفران، وتصنيف العباد ما بين مستحق للجنة، أو حتمي العذاب في النار!! ولم تبتعد "الرابطة" كثيراً عن نهج التبرير الذي تعتمده الجهة الفلسطينية المختبئة خلفها، وتحويل الأنظار عن علامات الاستفهام التي تطرح حولها وحول دورها، فباتت أيضاً تحترف الردود بالادعاءات والأباطيل، والتفنن في الافتراء وتأليف القصص، في تهجمها على قيادات من الطرف الآخر الذي يناقض "المستترين" خلفها، أو الذي يجهر بتوجيه أصابع الاتهام لها..
إن الدور الذي اضطلعت به ما يسمى بـ "رابطة علماء فلسطين" وبدون أدنى شك، لا يرقى إلى مستوى التسمية والاحتكار لأصحاب الفضيلة من علماء الدين الفلسطينيين، بل هو دور المذنب الذي يعرف ذنبه، ولكنه يتستر خلفه بأقنعة وواجهات متنوعة، كانت هذه "الرابطة" إحداها، وبقي المذنب متربصاً خلفها، يعيث بتربصه ومواقفه أذىً وضرراً بمصير الشعب الفلسطيني اللاجئ، ويلعب على أوتار آلامه وعذاباته معزوفة مصالحه الحزبية الضيقة والمقيتة...



#يوسف_وهبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزيرة -الإعلام- النائية
- ماذا بقي من مشروعية الانتفاضة؟؟
- درهم تشاور خير من قنطار تظاهر!!!!!
- فلتذهب -بيت حانون- للجحيم!!!
- إنسحاب...
- -ليفني- والضربة القاضية
- المستنسخون الجدد
- وطنٌ برسم الجوع!


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف وهبه - -الرابطة- والواجهات المشبوهة