أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - العرب أللصوص ألكرماء














المزيد.....

العرب أللصوص ألكرماء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلمة الأعرابي معناها العربي البدوي الذي يعيش في الصحراء ولا يملك مهنة أو حرفة يأكل منها غير أنه يعتمد في نمط حياته على السرقة والقتل وقطع الطريق, لذلك فهو كريم لأنه لا يكرم من جيبه الخاص بل يكرم على حساب قتل الآخرين وقطع الطرق عليهم في الصحارى ,وكلمة العربي تفيد هنا على الأقل معنا مغايرا بحيث أن كلمة العربي تؤدي معنى الفلاح المزارع الذي يكسب لقمة خبزه من عرق جبينه.
وبالتالي فإن الفلاحين غير محتاجين للغزو ولا مضطرين له كما يضطر له الأعرابي البدوي غير النتج والذي ليس بيده صنعة أو مهنة .
ويدرك الأعرابي أن الفلاح بخيل وأن مجتمع الفلاحين بخلاء مع ضيوفهم وأقربائهم بعكسه هو الذي يبدو فعلا كريما معطاء جوادا مع أقربائه,لذلك كان الأعرابي يعتبر مزاياه مزايا أخلاقية ترفع من قدره بين الناس وبنفس الوقت يعتبر مزايا الفلاح مزايا كلها خسة ونذالة مع أقربائه ومع الغرباء.
وإذا فرغنا وانتهينا من تحديد الاصطلاح الذي سنتحدث عنه وجب علينا أن نعرف أن مجتمع الرعاة مجتمع كريم جدا حتى مع أعدائه ونقرأ في سيرة ابن هشام في الجزء الأول منها :أن عرب مكة كانوا يقاتلون الملك تبع اليماني في النهار وفي الليل يكرمون جيوشه ويمدونهم بالماء والطعام حتى أنه قال قولته المشهورة عن عرب مكة : والله إن قومنا لكرام يقاتلوننا نهارا ويطعمونا ليلا.
ويمتاز العربي البدوي الأصيل بالكرم وبحبه للكرم وللشهامة مع الغرباء إذا دخلوا بيته وقصدوه طالبين أي شيء سواء أكان شرابا وطعاما أو أي شيء آخر ,ولكن لا أحد يعرف سر هذا الكرم عند الأعرابي البدوي وزوجته والأعرابية .
وإذا أجرينا مقارنة بين العربي البدوي وبين العربي الفلاح نجد أن الفلاح لا يقارن بكرم الأعرابي البدوي حتى وإن وجدنا فلاحين كرماء فإن نسبة الكرم عند الأعرابي البدوي هي أضعاف نسبتها عند العربي الفلاح .
والكرم عند البدوي الأعرابي طبعٍِ’ طبع عليه والبخل عند الفلاح طبع أيضا طبع عليه ولكن ما هو السر وراء هاتين العادتين :
وهنا علينا أن ندخل في تفسيرات اقتصادية مادية فالأعرابي لا يعمل عملا يدويا يكسب منه قوت يومه ولا يحترف مهنة يأكل منها ويكسب منها بعكس الفلاح الذي يأكل من كسب يده ومن مهنته وصنعته , وكان عمر بن الخطاب ثاني خليفة للمسلمين يستاء جدا من الأعرابي الذي ليس بيده صنعة لبوسا يأكل منها ويعيش عليها حتى أن لعمر مقولة مشهورة تقول :
أرى الفتى فيعجبني ! فأسأل عنه؟ فإذا قيل لي لا صنعة له سقط من عيني .
ويعتبر عمر بن الخطاب هو المؤسس الفعلي لدولة الإسلام السياسية وكان يتوجه بأنظاره إلى الحضر والمتحضرين الذين يكسبون لقمة خبزهم من عرق جبينهم وبنفس الوقت كان ينظر للعربي الأعرابي وإذا به يكسب لقمة خبزه من :السرقة وقطع الطريق والقتل غير المأجور إذ أن البدوي يقتل ويقطع الطريق من أجل الحصول له ولأقربائه على لقمة الخبز.
وبما أن البدوي الأعرابي غير منتج ولا يملك مهنة يقتات ويأكل منها لهذه الأسباب كان يقطع الطريق من أجل الحصول على الغذاء والنساء وكان الأعرابي يتباه بين العرب بعدد سباياه من النساء اللواتي يحصل عليهن من خلال قطع الطرق الصحراوية وقتل أزواج النساء الجميلات للحصول عليهن من خلال قتل من يرافقهن من الرجال.
وفي معرض رد جعفر بن أبي طالب الملقب بجعفر الطيار على الاتهامات الموجهة لهم في بلاط النجاشي ملك الحبشة قال :
كنا قوم جاهلية يأكل القوي منا الضعيف ونغير على بعضنا البعض....
وهذا دليل على أن العرب كانوا يغيرون على بعضهم البعض من أجل الحصول على لقمة الخبز والنساء السبايا.
وهنا يبدو أن الذين يقرءون التاريخ العربي يقرءونه من تفسير علمي فالأعرابي كريم لأنه لم يحصل على الأشياء التي يكرم بها من تعب يديه وعرق جبينه بل لأنه حصل عليها بسهولة من خلال القتل وقطع الطريق بعكس الفلاح البخيل الذي من الصعب عليه أن تجود نفسه للناس لأنه يكسب لقمته بعرق جبينه من خلال تعبه في الحقل وهو يحرث ويزرع ويحصد ويقلع.
ومن خلال قراءتي للمجتمع البدوي الكريم وغير المنتج والمستهلك تبين لي أن كرم البدوي ناتج عن ما يحصل عليه من السرقة وقطع الطريق ولو أنه كان يكسب رزقه من تعب يده لتباخل في هدره وكرمه على أبناء عمومته .
وكان العرب البدو حتى وقت قريب يترفعون عن المهن اليدوية وعن الأعمال التجارية وإذا دخل تاجر إلى مجلس شيخ العشيرة أجلسوه في أطراف المجلس وعند دلال القهوة ولا يقدمون له الإحترام ولذلك وبسبب ترفعهم عن الإنتاج المهني لجؤا إلى ممارسة الربا بأنواعه المختلفة سواء أكان ربا الفضل أو ربى النسيئة , وحين حرم الإسلام الربا لم يفرق الإسلام بين الربا الناتج عن الربا نفسه وعن الربا الناتج عن تأجير رأس المال نفسه فقد حرموا أيضا تأجير رأس المال والبيعة في بيعتين.
وكنت أسمع حتى وقت قريب عن الأعرابي البدوي إذا أراد أن يسب عربيا فلاحا يقول له :
سبعك فلاح خسيس.
والخسة التي في الفلاح لا تعتبر خسة عند الفلاحين أنفسهم لأنهم يعرفون أن جارهم قد كسب لقمة خبزه من خلال عمله في الأرض المضني فكيف يكرم على الناس من تعب يديه وعمله المرهق أما الأعرابي فإنه يبذر ويسرف ويكرم لأنه يحصل بسهولة على لقمة عيشه من غير تعب فقط يعمل على إطلاق ربعه في الصحاري من أجل القتل وقطع الطريق والذي يحصل على شيء بسهولة ينفقه أيضا بسهولة .
لذلك كيف نفسر عملية غزو البدو للفلاحين؟ والتفسير واضح الغزو من أجل الحصول على إنتاج الفلاحين ومن يتابع أو من يقرأ في الأدب النبطي يجد أن عمليات الغزو التي كان يشنها الفلاحون كانت جميعها وأغلبها في شهور الحصاد من أجل سرقة إنتاج الفلاحين وكانوا يفرضون الخاوات أي الأتاوة على الفلاحين في كل شهر حصاد والذي يرفض من القبائل كانت تقاد ضدهم حملات تأديبية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي
- الرزق ليس على ألله والفقيه المسلم لا يعرف ماذا يريد!
- الزكاة لا تكفر عن خطيئة المسلم والله ليس شيوعيا
- أحبك..
- البقاء للشعب وشرب القهوة
- الثقافة ترفع من مستوى الشعب
- رساله لقرائي حول بعض كتاباتي


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - العرب أللصوص ألكرماء