أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العراقي - الشربة حمودي














المزيد.....

الشربة حمودي


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:53
المحور: الادب والفن
    




الشربة أو [التُنكَة] وعاء دائري من الفخار يكون عريض من الوسط , وفتحته الدائرية العليا التي يسكب منها الماء توازي نفس مساحة قاعدته المغلقة . ويستخدم لتبريد الماء سابقاً , اي قبل استخدام الثلاجات , حيث يترشح الماء من مسامات الفخار ويبرد الجدار الذي يبرد الماء في داخلها . وهي من أعمال حرفة الكوازة القديمة التي تنتج ايضاً , الحبانة , الحب , البستوكَة , وطبلات الايقاع [ الدنبك ] الذي تغلق فوهته العريضة بجلد الخروف او السمك .
وعائلة شربة من العوائل العريقة المعروفة في منطقة الفرات الأوسط , وبالذات في منطقة النجف والحلة , والفنان حمودي شربة ينحدر من هذه العائلة في فرعها الحلي . وحمودي شربة فنان غنائي يجمع بين الغناء والتلحين والعزف على عدة آلات موسيقية , ابرزها العود والايقاع , ولكن ليس على [الدنبك] الفخاري , بل الخشبي .
في بعض الأحيان تجد ان اللقب العائلي يتجسد في تكوين احد افراد الأسرة , وحمودي شربة من النوادر التي تماثل وجودها مع عمل اللقب المهني , ومثلما تبرد الشربة الماء الذي يوضع فيها بعد عملية الترشيح , فهذا الحمودي الذي تجاوز الستين ويصر على انه مواليد 1951 لايزال يمتلك براءة الاطفال وتلقائيتها التي لاتعرف التخطيط , والانتظارات المدروسة , وما تحويه من تغيير مواقف وسلوكيات للوصول الذاتي المنشود . ولكنه المرعوب دائماً من الغدر والاستغلال , و " الأستزواج " الذي يضع نفسه فيه , مقابل نسمة عراقية طيبة واحدة تلامس الماء المترشح من شربته , وتحول مائها الى عذب الشراب .
حمودي الداهية الذي يستطيع ان يحول كل لحن واغنية يغنيها الى شذى ولوعة عراقية , وتستطيع ان تميزه من كثافة الاحساس الطاغي على باقي المكونات الاخرى للأغنية , وتحول هذا الاحساس الى طابع يكاد ان يكون لون غنائي خاص به في رهافة المشاعر , وقد يكون للبيئة الحسينية التي نشأ فيها سبب في ذلك . فعندما يغني المقام والأبوذية والزهيريات والبستات وحتى المنلوج والمربع والأغاني الحديثة , يتميز ادائه بالحزن العذب , والشفاف , ولايترك مجالاً للأستراحة أوللترهل في المشاعر .
وحمودي شربة خريج الدورات الاولى لمعهد الدراسات النغمية العراقي . وشارك في تأسيس فرقة الطريق للأغنية السياسية في بداية السبعينات من القرن الماضي وبرئاسة الفنان حميد البصري , والتي كتب اغلب أغانيهاالشاعر الغنائي زهير الدجيلي . وكلنا نذكر اغاني " تل الزعتر" و"عيني ياكمرية" و"حبينه كل الورد والأكثر القداح" و"هله بيك هله " التي حولت الى اغنية رياضية , ثم حورها احد المغنين المرتزقة للتقرب من صدام , والكل يعرف انها للأحتفاء بعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي . وعشرات الأغاني التي رددتها الجماهير العراقية في تلك الفترة .
وبعد الهجوم على الشيوعيين والذي وصل ذروته عام 1979, أضطر حمودي حاله حال الكثير من الديمقراطيين والشيوعيين لترك العراق وليبدء رحلة المنافي القاسية , والتي امتدت لحد الآن . وفي بداية هذه الرحلة عاد الى كردستان العراق ليساهم في بناء قوات الأنصار الشيوعيين , ويشكلوا فصيل للفنانيين ومن بينهم الملحن الكبير كوكب حمزة , والمخرج المسرحي الشهيد كاظم الخالدي , والشهيد المسرحي ايضاً شهيد عبد الرضا وآخرين .
طيلة فترة المنافي بين اليمن ولبنان وسورية وأخيراً السويد ساهم حمودي في اغلب الفعاليات الموسيقية والغنائية التي تمجد العراق وحركته الوطنية , والتي احياها الفنانون العراقيون المنفيون مثل حميد البصري وكوكب حمزة وجعفر حسن وسامي كمال وكمال السيد وغيرهم ممن رفعوا راية العراق عالياً . وفي السويد تمكن حمودي مع بعض الفنانيين العراقيين والسويديين من تشكيل فرقة غنائية مشتركة دعيت لأحياء حفلاتها في الكثير من المدن الأوربية , وكانت الأصوات النسائية السويدية – والتي تمكن حمودي بعد جهود كبيرة من تطويعها – لتأدية اغاني بغدادية صرفة مثل " جي مالي والي " و"يازارع البزرنكوش " و"واكف على المسعودي " , وغيرها من الالحان التي اذهلت الجمهور الذي تفاجئ برقة الأصوات النسائية السويدية وهي تتغنى بمفردات بغدادية خالية من اللكنة , وبمشاعر تقارب الأداء العراقي .
حمودي لايزال يعتقد ان الأنسجام مع الضمير اهم مافي الوجود , ويخالف الكثير من زملائه , وبالذات من الأجيال الحديثة , بأن الحياة بدون صدق وأمانة لايمكن ان تعاش , وطريق الوصول لتحقيق الذات الحقيقية لايمر الا عبر بوابات الأنتماء الوطني , وبما يخدم الآخرين . والغريب , ان الكثير من المبدعين العراقيين تم تكريمهم من قبل الجاليات العراقية في المهجر , وبعضهم تم الأحتفاء به عدة مرات وفي مدن كثيرة , وحمودي شربة لم يكرم لحد الآن حتى في المدينة التي يغترب فيها" كوتنبرغ " السويدية , رغم وجود جالية عراقية كبيرة فيها , ونادي ثقافي للديمقراطيين أقام عدة اسابيع ثقافية عراقية خلال السنوات الماضية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق
- البركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية
- البحث في تحديث الفشل
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية
- العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العراقي - الشربة حمودي