سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أصدرَ مجلس الشيوخ الأميركيّ ، قرارَه ، بتقسيم العراق إلى ثلاث مستعمرات ، تصاعدتْ موجةُ استنكارٍ ، عامّـةٌ بل واســعةٌ ، حتى لقد بلغتْ أمواجُها جانبَ الجواسيسِ المحليين الـمُـنَـصَّبينَ حكّاماً بالنيابة ، وشواطىءَ التافهين الذين عيّنَهم بول بريمر في برلمانه العجيب ...
الأمرُ ، إذاً ، يعني أن قرار مجلس الشيوخ مرفوضٌ ، مستنكَـرٌ ، محليّاً .
لكنْ ، من الناحية الواقعية : ما قيمةُ هذا الرفض ؟
ألم يرفض الشعبُ الفلسطينيّ قرارَ التقسيم ؟
*
إن التقسيم ، الذي ، دعمَه قانونياً ، قرارُ مجلس الشيوخ الأميركي ّ ، هو فعلٌ قائمٌ على الأرض ، فعلٌ يكتسبُ يومياً قوّةَ الأمرِ الواقع ، وليس مستبعَداً أن يحظى بتأييدٍ شعبيّ ساحق إذا أُجرِيَ استفتاءٌ تحت حراب الاحتلال ، وبمباركةٍ من رجال الدين الخوَنــة والأحزاب .
أمّا " السياسيون " الذين يطْلقون تصريحاتٍ خجولةٍ ضد التقسيم ، فلسوف يؤيدونه إذا جدَّ الجِــدُّ ، كما فعلوا في السابق .
نواب بريمَر سيفعلون ذلك أيضاً ، مثل ما سوف يصوِّتون لصالح مشروع القانون الذي يسلِّـم ثروة العراق البترولية إلى الاستعمار وشــركاته الكبرى .
*
الاستنكار ليس مُلْــزِماً .
قرارُ مجلسِ الشيوخِ مُلزِمٌ ، لأنه قرارُ المحتلّين .
*
ما العملُ ، إذاً ؟
أرى أن التوصّل إلى نواةِ إجماعٍ وطنيّ ، من لَـدُنِ أطرافٍ وشخصياتٍ عراقيةٍ نظيفة ، هو الخطوة الأولى .
هذه النواة تأخذ على عاتقِها تنفيذَ برنامجٍ واسعٍ من المساعي والعلائق ، محلياً ، وعربياً ، ودولياً ، بُغْيةَ إحباطِ المشروع
وإقامة المشروع الوطنيّ البديل .
لندن 13.10.2007
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟