أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - أسئلة راهنة‮ (1-4)















المزيد.....


أسئلة راهنة‮ (1-4)


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


-1- هل‮ ‬يمكن لمفردات الخطاب السياسي‮ ‬الذي‮ ‬ساد في‮ ‬عام ‮٢٠٠٢‬م وما بعده،‮ ‬أن‮ ‬يكون هو نفسه الخطاب الذي‮ ‬سيحكم عملنا ونحن في‮ ‬نهاية عام ‮٧٠٠٢‬م،‮ ‬وكأن مياه كثيرة لم تجر تحت الجسور كما‮ ‬يقال،‮ ‬وكأن معطيات جديدة لم تنشأ على الأرض منذ ذلك اليوم حتى الآن‮.‬ سؤال لا بد أن‮ ‬يطرحه على نفسه من‮ ‬يتابع بعض الخطاب السياسي‮ ‬في‮ ‬المرحلة الحالية لابد وان‮ ‬يفاجئه أن من عبروا مخاض الجدل الطويل من الترويج لخطاب المشاركة في‮ ‬العملية السياسية الجارية في‮ ‬البلد،‮ ‬يعودون إلى نقطة الصفر،‮ ‬أي‮ ‬إلى الخطاب الذي‮ ‬ساد فترة المقاطعة‮. ‬ نستطيع أن نتفهم خطاب الذين أصروا على المقاطعة،‮ ‬ورأوا فيها نهجا سليما،‮ ‬واستمروا في‮ ‬الدفاع عن موقفهم هذا بقوة،‮ ‬بصرف النظر عن اختلافنا معهم في‮ ‬هذه الرؤية،‮ ‬ولكننا بالتأكيد لا نستطيع فهم خطاب بعض الأخوة الذين قادوا الدعوة إلى تبني‮ ‬خيار المشاركة في‮ ‬انتخابات ‮٦٠٠٢‬م داخل جمعياتهم،‮ ‬وغلبوه على الرأي‮ ‬الآخر الداعي‮ ‬إلى استمرار المقاطعة‮. ‬ ألم‮ ‬يكن هؤلاء الأخوة‮ ‬يدركون قصورات الدستور واللائحة الداخلية لمجلس النواب،‮ ‬وأوجه الضعف في‮ ‬الصلاحيات التشريعية للغرفة المنتخبة وقدرات الدولة على المناورة والتأثير في‮ ‬العملية البرلمانية،‮ ‬حتى‮ ‬يأتوا اليوم ليطالبوا من وصل من المشاركين،‮ ‬الذين كانوا مقاطعين،‮ ‬بالانسحاب من المجلس،‮ ‬والإقرار بـ‮ »‬خطيئة‮« ‬المشاركة‮. ‬هل كانوا‮ ‬ينتظرون أن تدخل‮ »‬الوفاق‮« ‬المجلس لكي‮ ‬يكتشفوا ذلك؟ يمكن أن نذهب في‮ ‬هذا السؤال مدى أبعد ونتساءل‮: ‬أيكون الإنسان مناضلا ووطنيا صادقا ومخلصا إذا كان من دعاة المقاطعة ويكف عن أن‮ ‬يكون كذلك حين‮ ‬يرى أن المشاركة هي‮ ‬الموقف الأقل ضررا،‮ ‬لكي‮ ‬لا نقول الموقف الأصح‮.‬ وهذا‮ ‬يقودنا إلى التذكير بالحملة الظالمة التي‮ ‬شنت على المنبر التقدمي‮ ‬وكتلة النواب الديمقراطيين في‮ ‬مجلس ‮٢٠٠٢‬م،‮ ‬بسبب تبني‮ ‬المنبر لخيار المشاركة،‮ ‬الذي‮ ‬سرعان ما أتت إليه الغالبية الساحقة من المقاطعين،‮ ‬والتشهير الذي‮ ‬تعرض له نوابنا الذين كانت جريرتهم أنهم ظلوا طوال أربع سنوات في‮ ‬المجلس السابق‮ ‬يذودون عن قضايا الناس بشجاعة وشرف حتى آخر جلسة من جلساته‮.‬ المراقب الحصيف لا‮ ‬يمكن إلا أن‮ ‬يلاحظ أن الجمعيات التي‮ ‬كانت مقاطعة واختارت خيار المشاركة،‮ ‬ولم تتمكن من إيصال نواب لها في‮ ‬الانتخابات،‮ ‬تعود القهقرى إلى خطاب المقاطعة،‮ ‬فيما تبدو الوفاق صاحبة الكتلة الأكبر في‮ ‬مجلس النواب مدافعة عن خيارها بالمشاركة الذي‮ ‬تراه صائبا،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬عبرت مخاضا صعبا للوصول إليه‮.‬ وهذا‮ ‬يدعونا لطرح السؤال التالي‮: ‬هل لو جاءت نتيجة الانتخابات الأخيرة بفوز بعض مرشحي‮ ‬الجمعيات المقاطعة الثلاث الأخرى،‮ ‬هل كان طرحها سيختلف حول جدوى فكرة المشاركة‮. ‬وفي‮ ‬عبارة أخرى‮: ‬هل ما‮ ‬يحدد معيارنا للأمور هو رؤيتنا الذاتية لها،‮ ‬أم التقييم الموضوعي‮ ‬لها،‮ ‬فلا نغلب التفصيل الصغير على الرؤية الشاملة،‮ ‬ولا نكتفي‮ ‬برؤية شجرة واحدة فنحسبها الغابة‮.‬

-2-

سمعت شخصية علمانية من قادة العمل السياسي‮ ‬في‮ ‬البحرين،‮ ‬أكن له،‮ ‬ولدوره الوطني‮ ‬كل التقدير والاحترام،‮ ‬يتحسر على السنوات الماضية السابقة لانتخابات ‮٦٠٠٢ ‬حينما كانت تسير مظاهرات‮ ‬يصل عدد المشاركين فيها إلى نحو عشرين ألف مشارك،‮ ‬فإذا بالأمر‮ ‬ينتهي‮ ‬بدخول الوفاق إلى مجلس محدود الصلاحيات ومقيد بقيود وعوائق كثيرة‮.‬ سبب واحد على الأقل‮ ‬يجعلني‮ ‬أتعاطف مع صاحب هذا الرأي،‮ ‬هو أن حصاد سنوات المقاطعة،‮ ‬بالنسبة للجمعيات ذات التوجه العلماني،‮ ‬جاء مخيبا لتوقعاتها‮. ‬ ولكن هذا التعاطف لن‮ ‬يعفيني‮ ‬من طرح أسئلة على صلة بالأمر برمته‮. ‬فكيف‮ ‬غاب عن أذهان بعض الأخوة أن الآلاف المؤلفة لم تكن تخرج في‮ ‬مظاهرات مطالبة بالتعديلات الدستورية بناء على توجيه أي‮ ‬جمعية من الجمعيات السياسية،‮ ‬بما فيها جمعية الوفاق كبرى الجمعيات السياسية في‮ ‬البلد‮.‬ القاصي‮ ‬والداني‮ ‬يعرف أن هذه الآلاف المؤلفة كانت تخرج بإيعاز وتوجيه من المرجعية الدينية التي‮ ‬تأمر فتطاع،‮ ‬وان عبارة واحدة في‮ ‬خطبة الجمعة في‮ ‬مسجد الإمام الصادق بالدراز من سماحة الشيخ عيسى قاسم،‮ ‬كفيلة بأن تجعل هذا الحشد الهائل‮ ‬ينزل إلى الشوارع‮.‬ ويمكن لهذا الحشد نفسه،‮ ‬بل ما هو أكثر منه،‮ ‬أن‮ ‬ينزل إلى الشارع بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر رافضا أن‮ ‬يقترب مجلس النواب أو الدولة من مسألة تقنين الأحوال الشخصية،‮ ‬باعتبار هذه المسألة فضاء مغلقا على المرجعية الدونية لا‮ ‬يجوز المساس به‮.‬ العبرة،‮ ‬كما نرى هنا،‮ ‬ليست في‮ ‬موضوع المسيرة أو عنوانها،‮ ‬وإنما في‮ ‬الجهة الداعية لها‮.‬ ونحن نعلم أن المرجعية الدينية الشيعية كانت منذ انتخابات ‮٢٠٠٢ ‬مع خيار المشاركة،‮ ‬ولكنها ارتأت ألا تزج بثقلها وراء هذا الخيار،‮ ‬تاركة للحراك السياسي‮ ‬أن‮ ‬يأخذ مجراه،‮ ‬وهو حراك ما كان سيكون بالزخم الذي‮ ‬كان عليه،‮ ‬لو أن المرجعية الدينية ارتأت‮ ‬غير ذلك،‮ ‬ووفق حسابات تعنيها هي‮ ‬في‮ ‬معادلة الشد والجذب مع الدولة،‮ ‬لإعادة صوغ‮ ‬العلاقة بين الطرفين،‮ ‬وهي‮ ‬علاقة معقدة تتداخل فيها عوامل تاريخية ودينية واجتماعية،‮ ‬وتنطوي‮ ‬على تفاصيل دقيقة وشديدة الحساسية،‮ ‬ليست المسالة الدستورية سوى أحد جوانبها،‮ ‬وهي‮ ‬على كل حال ليست جانبها الأهم‮.‬ لا‮ ‬يمكن للقوى السياسية الناشطة إلا أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار،‮ ‬لكن ليس إلى درجة التماهي‮ ‬أو الذوبان في‮ ‬عملية تدار من مواقع أخرى وبحسابات مختلفة‮.‬ ونعني‮ ‬هنا بدرجة أساسية القوى الوطنية والديمقراطية،‮ ‬التي‮ ‬ما كان عليها أن تبني‮ ‬حسابها السياسي‮ ‬وتتصرف كما لو أنها هي‮ ‬من اخرج الآلاف المؤلفة إلى الشارع،‮ ‬بدل أن تدرك أن حقول عملها ووسائل تأثيرها مختلفة ومحكومة بأدوات وآليات أخرى تنسجم مع حجمها وعدد أعضائها وطبيعتها التنظيمية والفكرية،‮ ‬ومع برامجها الاجتماعية والسياسية،‮ ‬التي‮ ‬إن التقت في‮ ‬شيء مع القوى الدينية،‮ ‬فإنها،‮ ‬موضوعيا،‮ ‬تختلف معها في‮ ‬أشياء‮.

-3-

ما خلصنا إليه أمس حول واجب القوى الوطنية والديمقراطية في‮ ‬أن تبني‮ ‬خطط عملها انطلاقا من طبيعة برامجها السياسية والاجتماعية وآليات عملها التنظيمي‮ ‬والجماهيري‮ ‬التي‮ ‬تختلف عن آليات التيارات الإسلامية المحكومة بمرجعيات دينية مؤثرة،‮ ‬هو أمر ضروري‮ ‬لكي‮ ‬نتلمس الأرض التي‮ ‬نضع عليها أقدامنا‮.‬ لسان حال بعض الوطنيين والديمقراطيين‮ ‬يقول‮ : ‬حتى لو اتحدنا كوطنيين،‮ ‬فان حجم تأثيرنا سيظل محدودا ولن‮ ‬يزيد بالقياس إلى تأثير القوى الدينية القادرة على تحريك كتلة جماهيرية كبيرة‮.‬ وفي‮ ‬تقديرنا انه من الخطأ أن نضع أنفسنا،‮ ‬كوطنيين وديمقراطيين في‮ ‬هذه المقارنة،‮ ‬بل إنها مقارنة‮ ‬غير جائزة من حيث المبدأ‮ . ‬وإلا فعلينا في‮ ‬كل مرة أن نقارن بين عدد حضور ندوة سياسية للمنبر التقدمي‮ ‬أو جمعية العمل الديمقراطي‮ ‬أو التجمع القومي‮ ‬أو الوسط العربي‮ ‬بعدد الحضور في‮ ‬أي‮ ‬حسينية من حسينيات البحرين في‮ ‬القرى أو المدن‮.‬ إن معيار تأثيرنا في‮ ‬الحياة السياسية والفكرية في‮ ‬البلد مختلف،‮ ‬ويتسق مع طبيعة برامجنا وبنية تنظيماتنا،‮ ‬والتجربة دلت وتدل أننا قادرون على التأثير الفعال في‮ ‬الحياة السياسية حتى لو كان عدد أعضاء كل جمعية من جمعياتنا‮ ‬يقدر ببضع مئات فقط‮ ‬،‮ ‬وعدد الفاعلين منهم اقل من ذلك بكثير‮. ‬ والتيار الديمقراطي‮ ‬في‮ ‬البحرين ليس محصورا فقط في‮ ‬جمعياتنا التقدمية والوطنية،‮ ‬وإنما في‮ ‬صف واسع من الشخصيات المستقلة ذات الثقل والتأثير في‮ ‬المجتمع،‮ ‬ومن قطاع من التكنوقراط الذي‮ ‬يشاركنا الرؤية في‮ ‬مسائل عديدة،‮ ‬حتى لو كان عازفا عن الانخراط في‮ ‬العمل السياسي‮ ‬لأي‮ ‬سبب من الأسباب،‮ ‬بل أن الكثيرين من هؤلاء كانوا إما أعضاء أو أصدقاء لتنظيماتنا‮.‬ وعلينا ألا ننسى القاعدة الذهبية التي‮ ‬تقول أن وحدة القوى ليست مجرد جمع كمي‮ ‬لها،‮ ‬فهذا الجمع إذا تم‮ ‬يتحول إلى قوة نوعية مؤثرة،‮ ‬ويمكننا الاستدلال في‮ ‬ذلك بتجارب بلدان عربية أخرى،‮ ‬كالإشهار الذي‮ ‬تم في‮ ‬الأردن للتيار الديمقراطي‮ ‬هناك وضم الشيوعيين والبعثيين وقوى ديمقراطية أخرى،‮ ‬فهذا الإطار ليس مجرد حاصل جمع ثلاث قوى أو أكثر،‮ ‬وإنما هو قوة نوعية على درجة من الانسجام والتماسك‮ ‬يجعل منها ثقلا سياسيا في‮ ‬المجتمع‮.‬ يظل مهما تبديد اللبس المحيط بهذه المسألة،‮ ‬فلا نعرف لماذا‮ ‬يجري‮ ‬تصوير أي‮ ‬تنسيق بين الديمقراطيين والوطنيين على انه موجه ضد الإسلاميين،‮ ‬وان هذا التنسيق‮ ‬يمكن إن‮ ‬يثير حفيظة الإسلاميين،‮ ‬فيما اعرف من العقلاء في‮ ‬التيار الإسلامي‮ ‬من قال أكثر من مرة‮ : ‬إن وحدتكم أيها الوطنيون والديمقراطيون هي‮ ‬وحدة للمعارضة عامة،‮ ‬وليس العكس‮.‬ إن بلوغ‮ ‬هذا التلاقي‮ ‬بين مكونات التيار الديمقراطي،‮ ‬قوى وشخصيات من مشارب‮ ‬يسارية وديمقراطية وقومية مختلفة،‮ ‬سيظهر حيوية المشهد السياسي‮ ‬في‮ ‬البحرين وتنوعه،‮ ‬ويضفي‮ ‬عليه طابعا مفتقدا حتى الآن،‮ ‬أمام‮ ‬غلبة الفرز المذهبي‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮. ‬وسيضع قاعدة للتعاون،‮ ‬من مواقع الندية والتكافؤ،‮ ‬مع التيارات الإسلامية المعارضة في‮ ‬القضايا موضع الاتفاق،‮ ‬لكي‮ ‬نحمي‮ ‬أنفسنا ونحمي‮ ‬المجتمع من المزيد من الانزلاق نحو متاهات لا تحمد عقباها‮.

-4-

في‮ ‬ظروف الفرز الطائفي‮ ‬والمذهبي‮ ‬المتزايد في‮ ‬المجتمع تزداد الحاجة إلحاحا إلى بلوغ‮ ‬مستويات فعلية من التنسيق بين أطراف التيار الوطني‮ ‬والديمقراطي،‮ ‬خاصة وان هذا الفرز‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتفاقم تحت تأثير العوامل الخارجية،‮ ‬الناجمة عن التطورات السياسية الإقليمية‮. ‬ حسبنا هنا الإشارة إلى ما‮ ‬يدور في‮ ‬العراق من احتراب طائفي،‮ ‬بطريقة تجعل من قرار الكونغرس الأمريكي‮ ‬الأخير بتقسيم العراق إلى ثلاث وحدات إدارية هو مجرد تكريس للانقسام الذي‮ ‬نشأ على الأرض وليس تأسيسا له‮.‬ وليس بوسع أي‮ ‬منا توقع ما‮ ‬يمكن أن تسفر عنه مواجهة عسكرية أمريكية مع إيران من تداعيات ذات أبعاد طائفية ومذهبية،‮ ‬وليس ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬لبنان،‮ ‬هو الآخر‮ ‬بعيدا عن التأثير في‮ ‬مجريات الأحوال‮.‬ هذه العوامل تغذي‮ ‬بيئة محلية فيها حالات معروفة من الاستقطاب الطائفي،‮ ‬زادها وضوحا الحراك السياسي‮ ‬الذي‮ ‬عرفناه منذ تشكيل الجمعيات السياسية التي‮ ‬وجدت نفسها‮ ‬غير قادرة على تجاوز بنيتها الطائفية والمذهبية،‮ ‬ليس بالضرورة بإرادة القائمين عليها،‮ ‬وإنما لأنها محكومة بالمجرى الموضوعي‮ ‬الذي‮ ‬حكم مسار تشكل هذه الجمعيات ونشاطها‮.‬ بعض هذه الجمعيات شكلت وتشكل قوة فاعلة من قوى المعارضة في‮ ‬البلاد التي‮ ‬طرحت أجندة تتصل بملفات الإصلاح السياسي‮ ‬والدستوري‮ ‬ومحاربة أوجه الفساد والسطو على المال العام،‮ ‬مما خلق أرضية موضوعية للتعاون مع التنظيمات والتيارات الوطنية والديمقراطية،‮ ‬قوى وشخصيات،‮ ‬في‮ ‬العمل من اجل هذه الأجندة‮.‬ وشرحنا خلال الأيام الثلاثة الماضية رؤيتنا لطبيعة هذا التنسيق وآفاقه والأسس التي‮ ‬يجب أن تحكمه‮. ‬ولكن حديثنا لن‮ ‬يكتمل إذا لم نسلط الضوء،‮ ‬ولو في‮ ‬عجالة،‮ ‬على العلاقة الجدلية التي‮ ‬يجب أن نحرص عليها بين مهمتي‮ ‬بناء معارضة موحدة وفاعلة وبين الحفاظ على بعد الوحدة الوطنية للمجتمع في‮ ‬أي‮ ‬تحرك للمعارضة‮.‬ في‮ ‬مجتمع مركب كالمجتمع البحريني‮ ‬القائم على ثنائية طائفية،‮ ‬ليس بوسع أي‮ ‬تيار ديني‮ ‬إلا أن‮ ‬يحمل صفة طائفية معينة،‮ ‬لأن أيا من هذه التيارات ليس بوسعه تخطي‮ ‬طابعه المذهبي،‮ ‬مما‮ ‬يعزز الحاجة إلى تيار جامع موحد عابر أو متجاوز للتركيبة الطائفية‮ ‬يؤدي‮ ‬دور الجسر بين مكونات المجتمع المختلفة،‮ ‬ويضفي‮ ‬على المعارضة طابعها الوطني‮ ‬الشامل،‮ ‬بديلا لشرنقتها في‮ ‬إطار طائفي‮ ‬أو مذهبي‮.‬ وإذا كانت الظروف القائمة اليوم قد حكمت أن تكون القوة الأساسية في‮ ‬الإسلام الشيعي‮ ‬حاملة لمشروع معارض وهو أمر تضافرت في‮ ‬تشكيله عوامل تاريخية وراهنة معروفة،‮ ‬فان القوى الأخرى،‮ ‬العلمانية والديمقراطية،‮ ‬مطالبة بتخطي‮ ‬البعد الطائفي‮ ‬الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يسم المعارضة،‮ ‬ليس من خلال دور نشطائها السنة،‮ ‬فهذا لا‮ ‬يغير من الأمر كثيرا،‮ ‬وإنما من خلال إيجاد آليات تفاعل مع القوى الوطنية الناشطة في‮ ‬الشارع السني،‮ ‬على شكل جمعيات وأفراد ذوي‮ ‬وزن،‮ ‬ربما لا‮ ‬يلتقون معنا في‮ ‬كل برامجنا،‮ ‬ولكن بالتأكيد تجمعنا معهم مشتركات كثيرة،‮ ‬بما‮ ‬يسهم في‮ ‬توسيع‮ ‬قاعدة المعارضة،‮ ‬وإكسابها الطابع الوطني‮ ‬الشامل‮.‬





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة راهنة
- انفلونزا الفساد
- لماذا‮ ‬يغيب المسؤولون؟
- مداخلة المنبر التقدمي في الحلقة الحوارية بمناسبة يوم استقلال ...
- نضالات مطلبية
- صفقات التسلح‮ .. ‬لماذا ؟‮!‬
- هل نفتح ‮ ‬النوافذ ونمنع الهواء؟‮!‬
- لجان التحقيق‮ !‬
- عن التجربة المغربية
- من أجل مداواة الجروح
- ليست مسألة شكلية
- يوجد بديل‮ !‬
- التجربة النيابية بين مرحلتين
- هل ما ينقص البحرين الدعاة؟
- الفئات الوسطى
- إصلاح النظام ‮ ‬الانتخابي‮.. ‬لماذا؟
- ما‮ ‬يعطى بيد‮ ‬يؤخذ بأخرى‮!&# ...
- شكراً‮ ‬للسادة النواب‮ !!‬
- نساء من سنوات الجمر
- أبعد من نقص الشفافية‮!‬


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - أسئلة راهنة‮ (1-4)