جواد الحسون
الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:50
المحور:
الادب والفن
انتظريني .. فربما يمنحني الليل زمنا أضافيا اهتدي به لشيء ما .
التزمت الأم صمتها اللامعتاد ! ألا انه كان يصرخ في أذني يتغلغل في كياني .. اقسم أن يقتل شبح الإفلاس الموروث في داخلي .. كان يصرخ .. يدعوني أن انزع عن جسدي أتربة زمان القحط وأتجاوز خط الإيمان . صرخت بوجهه.. اغرب عني لملم وسواسك وارحل .. فانا لا أبصر ألا في النور .. ارحل فاني لما تقول أصم .
عاودني الصوت .. والأطفال .. الأطفال .. كيف يمكنك أن تهدأ وتلملم الم الغد .. الم العيد .. أنقذ نفسك والأطفال .. هيا اتبعني فالفجر سيحل .. بعدها ليس بوسعك فعل شيء .
احد الأطفال يتململ .. كنت أحاذر كي لا يصحوا الأطفال .
الزوجة لم تعد زوجة .. كانت بركانا يحرص أن لا ينفجر كي لا يحترق الأطفال .. وكان صبرها يتضاءل .. طفلة تبتسم في نومها .. ربما تحلم أنها حصلت على لعبة فقدت احد أرجلها .. أو بدلة من أسواق البالات .. ربما هي تحلم انها تلعب في أرجوحة ببستان النبي أيوب .
كانت أحلام اكبر من أن تحلم بها .. لكن قلب الأم صغير .. اصغر من ذرة رمل .. وجيوبي عارية من كل صنوف العملة السهلة .
قررت أن انزوي وأذوب في ظلمة الفناء .. شعرت أني أتهاوى وبدأ الضعف ينفذ في مسامات نفسي .. عاد الصوت .. اتبعني سيدركنا الفجر .. ويقتلك الفقر .
آه يا دفئ الأطفال .ز آه يا حلم الأطفال .. يا الم الغد .. يا حلم العيد .
احد الأطفال يبتسم بعمق .. وعيون الأم تمطر بهدوء قالت .. هل يمكن ان يستحلي الإنسان الموت ؟
انتظرت قليلا ..عاد الصوت .. قلت لك اتبعني .. فقد أشرقت الشمس ولم يعد بإمكانك فعل شيء .
لم أجد أمامي سوى أن اصرخ بوجه الأم.. نعم.. نعم .. نعم .. يمكن أن يستحلي الإنسان الموت .
صرخة بوجهه ..لملم وسواسك وارحل .. لملم وساوسك وارحل .. أني لما تقول أصم .
الحل يكمن في أن لا يصحوا الأطفال من غفوتهم .. فقد تمنحهم الأحلام المتعة .. اللعبة .. قطعة نقد صغيرة ..اعتراني النعاس .. ونفذ صبر الأم . قررت أن أنام وقررت الأم أن تنفجر .
#جواد_الحسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟