أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الحجار - تنين الشتائم المريض أيضا















المزيد.....


تنين الشتائم المريض أيضا


باسم الحجار

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


(أنا أمد يدي فأذا أنت الذي تلقاني، دائماً أنت أمامي)
كاليجولا

سأبدأ بالزعيق فعلى الجميع أن يستقلوا قطار الذهاب بعيداً عني اذ لن أقبل أو أحتمل وجودكم أمامي لتذكروني بما كنت عليه سابقاً. خرجت من مساري الاعمى وتبددت الى غير رجعة تلك الروح السقيمة، ولن أعزف بعد الان أسطوانتي المشروخة (العدم). الماضي الذي تلبسني طوال السنوات الاخيرة تركته وحيداً يتلوى على سجادة أنتظاري. أنا الان على دروب جديدة أعانق أشباحاً أخرى وأسبح في ظلمةٍ تمتد الى الافق. ودعت - دون أن أبكي - كل أفراد عائلتي من المجذومين والمشردين وقطاع الطرق ولصوص البيوت وكل دعاة الحقيقة والمتشدقين والمصلين وأغلقت الى الابد باب النجاة ورميت مفاتيح الصبر الاحمق في نارٍ تصطلي بقدور مليئة بالوحل وقصصت شعري ووضعت مكان رأسي علامة حمراء موحشة وأشتركت في حروب لا نهاية لها وتقدمت أكثر نحو حتفي. تستطيع أن تراني الان فوق شجرة الهلاك أو تستطيع أن تنظر الى الشمس بعيون مفتوحة وسترى عذابي ظاهراً أمامك مثل ملاك يتبول. تستطيع ايضاً أن تلتفت الى الوراء لتجد سحر وجودي الاسود يملأ المكان، بقايا من أصابعي ملفوفة بعلم بلادي المليء بالدم، في حروب كنت قد قتلت فيها وتوزعت جثتي في أرجاء المكان. هذه جثتي تعفنت جراء الامل.. هذه عظامي توزعت على طول الطريق المؤدي الى معبر المشراق، خلال الليل قصفت الطائرات كل أنحاء جسمي وتناثرت على الاسفلت، هذه أهدابي وجفوني متورمة يحتفظون بها في صناديق خاصة موجودة في متحف الشمع. بالقرب مني ينزف حتى الان كل أبطال الروايات المقهورين والمشلولين، وعلى مقربة منا تتسكع نخبة من الساسة في كيس حلويات طويل يقدم للأطفال المصابين بالايدز، خلال الليل أستطعت أن أسرق كل ثروات المدينة بمساعدة العديد من الضباط القرويين السعداء الذين يدخلون الحرب للمرة الثانية في حياتهم بعد أن كانوا يتعفنون في زوايا غرفهم الضيقة، في الصباح أستسلمت لمجموعة من الخنازير قدموا لي تفاحة وسندويج هوت دوغ بالسلوفان وأقتادوني الى الاسطبل. ظهراً هربت من هذه العناية المرّة وأضعت طريقي في غابات معدنية محروقة وتلويت من شدة العطش الى أن وصلت الى ساحة سعد، من هناك تمددت على دبابة مهترئة وقصفت طوال ساعتين تلك الصورة التي يقبع داخل أطارها الرصاصي دكتاتور الوحشة، وتناولت في خلال ذلك وجبة ساخنة من المعكرونة المهروسة، وركضت مع جموع غفيرة من الناس الملثمين والخائفين الى الجحور التي لن يصلوا أليها. قبعت هناك نصف قرن أنتظر دوري بالخروج من المسلخ. ها هي لحيتي الكبيرة يعشعش فيها شبح الكلانشنكوف وتنمو فيها أطلاقات المذنب بالخط الاحمر، ارتدي نظارة كبيرة أخبئ فيها عجز ذكوريتي وأبدو مثل حمار وحشي بخطوط بلاك اند وايت، أنا السجين، احمل الرقم الاحصائي ((7170976573)) أرسل الى أهلي رسالة تلغرافية ، ليناموا بهدوء بعد أعدامي لانني مثير شغب و( سياسي ) أعبّد الطريق للأجيال التي ستسحقني بنقرة ماوس لأرقد الى الابد في حاوية النفايات الالكترونية مع الاف الايميلات السمجة التي تدعو الى زيارة القبور أثناء العيد وأرسال التشكرات الى كل الاحبة في المهجر بعد نوبة من البكاء المجاني على مجموعة المعوقين الهائلة. أحلم كل يوم وأنا في هذا المشفى بأنني أتسول من جديد في الساحة الهاشمية مع شلة قرود، ثم اصحو الى جانبي كتاب ملعون قادني الى هذا الورع، مكتوب على حافته المذهبة بخط دقيق وحزين ( أناشيد مالدرورو). أنا سليل هذا الوحش اللعين، أبن كل من: جان نيقولا أرثر رامبو (جامي)، سان جون بيرس (أحمد كاظم؟)، جون دن (1885)، وليام شكسبير (ملك رائع اذا قيس بهذا....)، هنري ميشو (ريشة)، هنري ميللر (عملاق ماروسي)، جان بول سارتر(أعور)، البير كامو(حادث سير)، المهاتما غاندي (طلق ناري)، جون لينون (يوكو)، جورج هاريسون (ميت)، كل اولاد عمي في فرقة البنك فلويد (تفرقوا)، جون موريسون (مرتين)، جون ويت (أبيض؟)، داخل حسن (للناصرية)، محمد الكبانجي (لما أناخوا)، يوسف عمر (حادث)، والفريد هتشكوك (.....) أنعام البطاط ، الفريد ثيسيغر، كافن يونغ (الاهوار؟)، سيد صروط (الطرادة البيضاء)، وجميع أفراد عائلتي السومرية التي تقطن هور الجبايش منذ أبد الابدين، حسن بلاسم (يدخن في المطبخ خوفاً من الشتاء)، كل الفراشات الموجودة في حديقة الفنون الجميلة بالقرب من محكمة الكرخ، كل أولادي المتمددين الان على كراسي الانتظار في المطارات ينتظرون الوصول الى السويد والدنمارك والنرويج وأستراليا وأمريكا واليابان أملاً في قطعة أرض 150 متراً مربعاً وجهاز لاقط قنوات فضائية من نوع سامسونج ((A3000 يشاهدون فيه ماهربوا منه! والهاربين من بطش العباءات السود والملونين أمثالي من أصول ( لا شرقية ولا غربية ). كل اللذين يرتدون الجينز لحلاوته وطراوته وغرابته دون الرجوع الى الماركة المسجلة في البنك الدولي ومحكمة لاهاي والبند السادس في لائحة الحقوق المدنية، كل الجالسين الان في هذه اللحظة في قاعة على قارعة الطريق المؤدي الى الوزيرية، كل الموجودين في الوزيرية والنعيرية والحبيبية والحسينية والكاظمية والشعلة والاعظمية وشارع المغرب والكسرة وباب المعظم وباب الشرقي والكرادة بشطريها وباب الدروازة وساحة العروبة والدباش والحرية الاولى والثانية والثالثة وحي العامل والبياع والبيجية والمنصور والاسكان والوشاش وبعض الموجودين في مجمع 28 نيسان وقنبر علي وأبو سيفين وخبز العباس وكل الجثث مجهولة الهوية التي قمت بدفنها في (حي التنك) نهاية السدّة. وكل الجثث التي تحلم بالوصول الى الطب العدلي بعد أن أصيبت بثلاثة عيارات نارية في الجمجمة. كل النساء اللواتي سحلن في شوارع وملاعب أفغانستان، كل المشنوقين والمعدومين في السنوات: 1990،1989،1988،1987،1986،1985،1984،1983،1982،1981،1980،1979. والذين أعدموا في ساحات مكشوفة على مرأى ومسمع وهلاهل الناس المرعوبين والخائفين والمراقبين وشلة الزيتوني بالمسدس طارق، كل اللذين غرقت جثثهم في ملح التحرير المقدس، كل الاسرى والجرحى وكل اللذين سيقوا الى الموت الاحمر عبر لجنة (شرحبيل)، كل اللذين شاركوا ببناء أهرامات الدكتاتوريات دون رغباتهم الشرعية، أنا ابن هؤلاء الجوعى، أبن كل المشردين اللذين يجولون الان شوارع منهاتن بحثا عن عقب سكارة منطفئ، أنا ابن كل هولاء اللذين سقطوا بقوة العصف وانصهروا مع الحديد في 9/11. أنا الوثني الجديد أحمل هراوتي وأجول في الشوارع باحثاً عن أصدقائي، قتلتهم السيارات المفخخة في بغداد صباح غدٍ، أعصار مجنون قادم من جبل الله أغرقهم في بحر أيجة، شنقوا أنفسهم جميعاً في غرفة في السليمانية بعد أن أنجبوا بنت وكتبوا قصيدة أخيرة عن غزو الفضاء، قطعت أصابعهم دوريات الحدود مع بلاد فارس وهم الان مركونين مع الام الرأس في جمجمتي. لست أدري بالضبط كيف يتسنى لي تقديم لائحة عذابات متواصلة مع طبق من البيض الفاسد الى السيد آمر الوحدة العسكرية التي أنتمي أليها والتي يدعوها الجميع (الحياة البشرية)، بل كيف يتسنى لي نسيان ما حدث لي...... ولكن قبل ذلك أسمحوا لي فقد حان الان موعد شرب قنينة الكحول المرمية هناك على بعد خطوات من شيخنا الذي يذبحنا والذي ننتمي اليه مع اننا نخجل من ذلك............... ولكن (( ما عليه الخوف أيضاً لا يدوم )).





#باسم_الحجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الحجار - تنين الشتائم المريض أيضا