أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المدلاوي المنبهي - الشادية، زبيدة الإدريسي، صوتٌ فنّي من المغرب بلسان التعدد














المزيد.....

الشادية، زبيدة الإدريسي، صوتٌ فنّي من المغرب بلسان التعدد


محمد المدلاوي المنبهي

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


لقد شكلت الموسيقى عُمدة من أهم عُمـد صروح كل الحضارات التي خلّف لنا التاريخ عنها أثرا. ولقد شكلت باستمرار رهانا كبيرا في كل المجتمعات، سواء أكان ذلك من خلال حرية ممارسة هذا الفن، أم من خلال تقنين أشكاله وممارساته، بل وحتى من خلال مناهضته أحيانا مناهضة مؤسسية، وذلك حسب التقلبات الفكرية للمجتمعات.
ويمثل الصوت البشري بُعدا أساسيا من أبعاد هذا الصرح الفرعي الذي تشكله الموسيقى في صرح الحضارة. ذاك هو ما جعل الصوت البشري المنغّـم يواكب دائما الكلامَ المقدس منذ القدم كقوة من قوى التبليغ والإيصال، وذلك من تسابيح أخناتون التوحيدية لمصر القديمة، إلى مزامير داود اليهودية، إلى التراتيل الغريغورية المسيحية، إلى تجاويد القرآن الكريم الإسلامية. كما أن الصوت البشري المنغّـم قد حمـل وزكّى كل القناعات الأولية المؤسـسة (founding myths) لدى الشعوب قديمها وحديثها. فلنستحضر، في عصرنا هذا، أناشيد "المارسيّـيــز"، و"التيـقـفا"، و"بلادي بلادي"، و"من جبالنا"، و"منبت الأحرار"، غيرها. هذا ما جعل التربية المؤسـسية تتدخل في كل حين لكي تضيف إلى هبة أي صوت فطري مزيةَ الصقل والتهذيب المكتسبين.
ووعيا من "اللجنة الوطنية للموسيقى" بالمغرب بهذا البعد المواطني والتربوي للموسيقى وللصوت المهذب الرفيع، وبدورهما على الخصوص في تهذيب الطباع وإرساء التوازنات السيكو-جتماعية، فقد اختارت هذه اللجنة أن تخول "جائزة الفارابي للموسيقى العريقة" لموسم 2007 لصوت من أجمل تلك الأصوات الرائعة التي أطربت وتطرب الفضاء المغربي والمغاربي عامة وسائر نطاق إشعاع ذلك الفضاء. صوتٌ عمل، من خلال مسيرة مشوار صقله وتهذيبه، وكذا من خلال تنوع صنائع الديوان الواسع الذي عانقَ، على ربط الحاضر بماضي تقاليد الانفتاح على القيم الكونية التي عُـرف بها هذا الفضاء المغاربي الذي انصرف فيه دائما فعلُ الوحدة بضمير تعدد الجمع، سواء أتعلق الأمر بالعنصر البشري، أم بعنصر اللغة، أم بشؤون العادة أو العبادة أو الفنون من موسيقى وغيرها. إنه الصوت "الميتزو-صوبرانو" الجميل للشادية المغربية، زبيدة الإدريسي، سفيرة التعايش والسلام.
فلقد عانقت زبيدة الإدريسي الأبعادَ الكونية للتراث الموسيقي لأبرز الثقافات العالمية، وذلك عن طريق أداء حاذق وموفق لديوان غني من صنائع الموسيقى العريقة، ومن الغناء العربي-المغاربي، والأمازيغي، والغرناطي، والأندلسي، والاسباني، والتركي، واليوناني، الخ.
فقبل أن تكتشف شغفـَـها بمقامات موسيقى جنوب المتوسط، وعلى الأخص منها الموسيقى المغاربية والمغاربية-الأندلسية، والموشحات، كانت قد أدت بشغف ومهارة تغاريدَ "ليــديات" "يوهانس برامس"، و"فرانس شوبير" و "جوزيف مالير" و"كلود دي-بوسي" و"أماديوس موزارت"، زبادة على ألحان أوبيرا "جويسيبي فيردي" و"كاميل سان ساينس" و"جورج بيزي"، ما بين المغرب، وفرنسا، وسويسرا، وأمريكا. وقد كان لهذا المسار المتميز أثر بارز في تميز تقنية الأداء الصوتي للمقامات وللنصوص العربية عند زبيدة الإدريسي بتلوينات وجرسيات جديدة خاصة بهذه الفنانة هي تفوفيق موفق ما بين تلك المقامات وتقنية صياتة فن الأوبيرا الغربية.
ولقد أثارت منجزاتها وديوان أعملها اهتمام باحثين في الموسيقى وفي الإثنو-موسيقى من آفاق مختلفة. يقول في شأنها أحد هؤلاء، زميلنا الباحث الموسيقي التونسي البارز، محمود قطاط، مؤلف عدة كتب ومن بينها كتاب "الموسيقى العربية-الأندلسية في بلاد المغارب" ما يلي: "تمتلك زبيدة الإدريسي قدرة لا نظير لها في امتلاك ناصية الغناء، وتتوفر على ثقافة موسيقية تشد الانتباه؛ كما أن لها لونا خاصا بها يشكـّل طابعَها الأصيل، مما لا يمكن إلا أن يساهم في إثراء الأرضية الفنية المغاربية".
وللشادية زبيدة الإدريسي ديوانُ صنائعَ جدُّ متنوع، وسأقتصر هنا، نظرا لضيق المجال، على الإشارة إلى عمل واحد فقط هو "أغاني الوصل" (Chants de traverses)، ليس فقط نظرا لقوته الفنية الذاتية، ولكن كذلك بالنظر إلى رمزيته من حيث إنه يحطم بعضَ تلك الحواجز التي تقوم بنصبها شقاوةُ الجهل. إنه أنشودةٌ حقيقية من أجل السلام، ذلك الإحساس القوي الذي تتقاسمه المغنية الفرنسية فرانسواز أطلان – التي تغني بألسن العربية والعبرية والإسبانية – مع زبيدة الإدريسي، التي تضيف إلى كل ذلك ألسنا أخرى للوصل والتعارف، ومنها اللسان الأمازيغي على وجه الخصوص.
فمن أجل تتويج كل هذه المسيرة من العطاءات السعيدة، قررت اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب برئاسة الفنان الكبير، حسن ميكري، التي هي عضو بالمجلس العالمي للموسيقى، وبشراكة مع جمعية أبي رقراق، أن تخول جائزة الفارابي للموسيقى العريقة لموسم 2007 للفنانة زبيدة الإدريسي؛ فهنيئا لها؛ والسلام عليكم.
الرباط 08 أكتوبر 2007



#محمد_المدلاوي_المنبهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزاع بين مملكتي بريطانيا والمغرب ... حول الشُقرة
- المغرب واليونيسكو ... ومصر
- الذيل والتكملة في صفات وزير أول مغربي تقديري مقبل
- على هامش حديث البرلماني الاستثنائي، فؤاد عالي الهمة، بالقناة ...
- من تجربة -التناوب التوافقي- إلى فرصة التناوب الديموقراطي بال ...
- ثلاثة أعمال فنية ومدرستان لتدبير الخلاف (تذكير بمناسبة عودة ...
- عن تقاليد الموسيقى الأمازيغية لدى اليهود المغاربة
- انتخاباتٌ تشريعية بالمغرب بدل -قومة- 2006 التي لم تقع
- من برج بابل إلى برج مانهاتان ومن التتر إلى الطالبان
- بذل المجهود لرسم ما بين العلم والرأي من حدود(1*)
- التسونامي والله Tsunami and God (بقلم الربي بنيامين بليخ)
- التربية والتعليم، وتفجير طاقات الشباب (تذكيرات لا بد منها)
- الحافظ الصغير (من وحي الكاريكاتور الذي زعزع أركان أمة) 1*
- العطلة (1*)
- قضية الصحراء: عودة إلى تطوير الخطاب والسياسة في المغرب (*1)
- أسئلة حول التنوع الثقافي واللغوي في وسائل الإعلام بالمغرب (* ...
- اللغة العبرانية في عشرية تدبير اللغات الأجنبية بالمغرب (*1)
- فصيلة الأسئلة المغيَّبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية ( ...
- أسئلة حول اللسانيات والبحث العلمي بالمغرب (حوار)
- هل من تعارض وطني بين إنصاف الأمازيغية وتأهيل العربية؟ (حوار)


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المدلاوي المنبهي - الشادية، زبيدة الإدريسي، صوتٌ فنّي من المغرب بلسان التعدد