بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:19
المحور:
الادب والفن
هبط الأشوري إلى تحت كالذئب على حظيرة خِـرافٍ،
وكان جنده يومضون في أرجوان وذهب؛
ورماحـهم لامعـة كالنجـوم على سطح البحـر،
عندما كانت الموجة الزرقاء ليلاً تترنّح على بحر الجليل العميق.
مثـلَ أوراقِ الغـابة عند اخضرار الصّيـف،
ظهر ذاك الحشدُ براياته للعَـيان عند الغروب:
وكأوراق الغـابة عندمـا يعصف بها الخريف ،
اضطجع ذلك الحشـد ذابلاً ومُبَـدّداً في الصبـاح.
لأنَّ ملاكَ الموت نشر أجنحتَـه على هبّـة الريح ،
وتنَّـفس في وجـه العـدوّ عندمـا مَـرّ :
وعيونُ النـائميـن نَمتْ موتـاً وبرداً،
وقلوبُهم التي كانت هائجةً ذاتَ مرةٍ ، خمدتْ إلى الأبد.
وهناك الجواد المطهّـمُ مستلقٍ بمنخره الواسع تماماً ،
ولكنَّ نَفَسَ الكبريـاء والتعالي لم يَجْـر ِ خلالـَه :
ورغـوةُ لهاثِـه ملقـاةٌ على حشيش الحقل ،
وباردةٌ كرذاذ الموج الذي يلطم الصخرة.
وهناك يضطجع الفارسُ مُشَـوّهاً وشاحبـاً ،
وقطراتُ الندى فوق جبينـه ، والصدأ يغطّي درعَـه ؛
والخيـام هادئـة كلّـها ، والرايـاتُ متروكةٌ لوحدهـا ،
والحِـرابُ غيـرُ مُشهَـرةٍ ، والبـوقُ بلا نفـخ .
وأراملُ آشورَ متصاعدٌ عويلـُهم ،
والأصنـام محطّـمـة في معبـد بعـل ؛
وجبـروتُ الـوثـنيّيـن ، لم تُسَـدّدْ إليـه ضربةُ سيفٍ ،
ذاب كالصّقيـع من نظرة الربّ الخاطفـة !
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
سنحاريب – ملك آشوري (705-681 ق.م.) حكم المملكة الآشورية
وحارب ضد بابل . أخمد ثورة البابليين والعيلاميين التي قادها ميرودوخ
- بالادان الذي كان ملكاً على بابل. وعندما ثارت المدن في سوريا وفلسطين عام
701 ق.م. استعادها سنحاريب ما عدا القدس (أورشليم). أخمد ثورة بابل
ودمر المدينة. جعل نينوى عاصمة آشور واغتاله أبناؤه بعد ذلك.
ترجمة بهجت عباس
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟