أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لين ميرو - يبلغ الذروة ، عندما يؤمن أن تفجير نفسه ، وتمزيق جسده ، الى أشلاء ، هو قمة اللذة وقمة ارضاء الخالق .














المزيد.....

يبلغ الذروة ، عندما يؤمن أن تفجير نفسه ، وتمزيق جسده ، الى أشلاء ، هو قمة اللذة وقمة ارضاء الخالق .


لين ميرو

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبادة العبادة :
الى أين يمكن أن توصلنا هذا التعابير (عبادة العبادة ) ا( التزمت في العبادة ) ( الإرضاء الكلي لله) ) . مع ما يرافقها من عمليات ، لوخز
ضمير المؤمن ، وحثه ، على الاستمرار بالعبادة بشكل دائم وقاسي ، وتحويل كل ثانية ودقيقة خارج هذا المجال ، الى جريمة وكفر وخطيئة مميتة .
ان وخز الضمير ، والذي يتعرض له المؤمن المتعبد ، لمجرد تفكيره ، بمتعة ما ، أو تسلية ما ، ما هو الا أسف لا فائدة فيه ولا فاعلية . فهو التمني ، لو أن تلك الدقيقة أو الثانية ، لم تضع في غير طريقها الحقيقي ، والذي هو تسبيح الخالق وتمجيده .والتألم من عجز المؤمن عن ارجاع عقارب الساعة الى الخلف ، فيتألم المتعبد في داخله وهو يقول : آه لو استطعت أن لا أُضيع دقيقة واحدة من حياتي ، في تسبيح وتمجيد ربي ---آه يا للأسف لقد أضعت بعض الوقت في العمل واللهو والتسلية . ويحبس نفسه هكذا في دائرة أسف مغلقة لا جدوى منها ولا نفع ، وعندما يستسلم هذا المتعبد الى تبكيت الضمير الذي يصنعه بنفسه ، يقع فريسة شعور قلق باطني ينهشه ، ويقض مضجعه بهموم فاسدة لا ثبات لها ولا قرار .
إن متعبد تبكيت الضمير الدائم هو شخص الضيق ، ضيق خفي يصاحبه إحساس بأن الله يتلذذ بهذا الألم ويُسر به . ويصل الى مرحلة ، يؤمن فيها ، بأنه كلما ازداد ألمه ، ازداد حب الله له . حتى يبلغ الذروة ، عندما يؤمن أن تفجير نفسه ، وتمزيق جسده ، الى أشلاء ، هو قمة اللذة وقمة ارضاء الخالق .
(( الآب السادي )) : وهو التعبير الذي وصف به فرويد الله الذي يستمتع ويستلذ بآلام الإنسان .
الهوس في العبادة ، الهوس في ارضاء الخالق ، ما هو الا احدى صور الأمراض العصبية . وهو حركة تكرارية يقوم بها المتعبد مرغماً ، إذ أنه ينقاد لها تلقائيا ، مثل حمار يدوّر حجر الطاحون . إنه يدور ويدور وما من أحد يوقفه .
ثم يأتي الوسوااس العبادي ، إذا صح اطلاق هذا التعبير عليه . وهو الذي لا يخلو من صلة بالأسف ، على كل ما ضاع من أوقات ، توقف فيها (المتوسوس) عن عبادة الخالق وتمجيده . وإن ازدادت شدة الوسواس ، يمكنه أن يؤدي إلى أخطر درجة من التوتر العصبي ، وهو ما يسمى : ( الانهيار العصبي ) . وهنا يكمن أحد أخطار هذا الانهيار والذي يتمثل في هذه الحالة في عودة عقيمة الى ماض بال ، يستذكر فيه المؤمن ، الأوضاع الأولى لكل المتعبدين ، وكفاحهم ونضالهم وقتالهم وتضحياتهم . فيصبح منبعاَ لا ينضب ، لتفعيل روح الثورة والاقتداء بالسلف ، ويقود الى انشغال فكري حتى درجة (الهوس) ، يوقف تقدم هذا المتعبد ويجمده .
ويشعر هذا المتعبد المتزمت بأنه غارق في عبادته المضنية ومحبوس في عالم مغلق لا يستطيع الخروج منه ، وغائص في مستنقع يناضل فيه ويغطس . والنهاية الطبيعية لهذا كله هي اليأس ، لا بل الانتحار ، وتفجير النفس .
ليس لهذا المتعبد المتزمت مستقبل آخر غير ماضيه ، وهو ماض ينتصب أمامه كالجدار ، ويرخي كل ثقله على كتفيه ، ويشعر هذا المتعبد المتزمت ، بأنه مهما كانت أعماله ، لا يستطيع أن ينجو من قبضة الماضي ، الذي رهن روحه ونفسه وكل كيانه له . هذا الماضي ، الذي يقبض عليه من رقبته ، ويحتل مساحة كبيرة من وعيه . إنه مكبل بماضي المتعبدين الأوائل ، وبطريقة عيشهم ، وحتى لو كان ما يفصله عنهم مئات السنين . فهم أبدا ، ماثلون في مخيلته ، يجرونه الى زمنهم ، مربوط للأبد بسيرهم ، يجرونه مثل كرة حديدية . وإذ إنه سُمر في مكانه ، فلا يستطيع أن يتقدم ، فيبدو هذا المتعبد وكأن الحياة توقفت فيه . لا بل أصبح يكرهها ، فهي ، لا تقدم له الا الشقاء والألم والتعاسة . ولأن الحياة ليست إلا تدفقاَ وعبوراً وولادة جديدة وتجدداً أبدياً وقدرة على القيامة من الموت واستعادة لفرح الشباب ، يعجز المتعبد المتزمت أن يفعل هذه الأمور . ولأنه أوقف في نفسه الحياة وظل بعيداً عنها ، فهو محكوم عليه بالموت . إنه ميت حي ، إنه سجين ماضيه ، ومكبل ((بماكان وما حصل) .
يقول نيتشه : لقد جعل الماضي واقعاً ثابتاً وزمناً لا يتغير ، جامداً للأبد .
هذا التعبد المتزمت هو الماضي الذي تحول إلى مشهد ، وأصبح نموذجا ً أو صورة .
سارتر : النظرة هي ما يثبت ويجمد . فالنظر إلى شخص هو تثبيته في صورة لا تتغير ، وتحويله إلى تمثال من ملح ، وجعله لوطا آخر . فالمتعبد المتزمت ينظر الى نفسه ، ويشعر في الحال بأن كل الناس ينظرون اليه ويراقبونه . فبين هذين الموقفين علاقة وطيدة . حين ننظر إلى أنفسنا ، نظن أن الآخرين ينظرون إلينا وكذلك الله . وتصبح هذه النظرة في الوقت نفسه إدانة وحكما ًنهائياً لا استئناف فيه .
هناك ما يدعو إلى الهلع والرهبة والجمود والتصلب أمام صورة لله كهذه . ولكن ، أليس هذا هو إله طفولتنا ، إله دراستنا، إله رجال ديننا ؟ إله منتقم . إله جبار . إله جاسوس. إله عقاب يُراقب كل تحركاتنا وسكناتنا ، يُرعبنا، ويلحقنا (الله يراك)) .
للمقال بقية
القامشلي
10-10-2007



#لين_ميرو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لين ميرو - يبلغ الذروة ، عندما يؤمن أن تفجير نفسه ، وتمزيق جسده ، الى أشلاء ، هو قمة اللذة وقمة ارضاء الخالق .