|
حُمرة أنغام الخريف
المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بإتئاد ورفق ذرب لطيف يحاول هذا المقال أن يتناول جانباً من توافقات ومفارقات بعض الأمور والشؤون العامة الحاصلة بمجتمعاتنا المختلفة في هذا الزمان وتناول بعض ما فيها من عبر وشجون لفن ولإشراق يحاول إظهاره وإسطاعه في بعض مدلهمات أمور السياسة والإقتصاد مما قد يدركه في هذا المقال الحديث أو العليم من الناس وقد يعقله الحكيم في ثنيات الزمان وكذا قد يشرق به بعض أولى الألباب في جدليات الإنسان والتاريخ. نهر الزمان وجريانه: قام أجدادنا النوبة القدماء لأغراض زرعهم وضرعهم ونهرهم وبناءهم ونظم مواليد خيرهم ومراحيلهم بسبر مواقع النجوم ومساراتها وكشف سنن الكون في السماء والأرض وإستنباط تقويم أعدادي للزمان من درس أحوال (ثبات) وحركة النجوم والأفلاك في تلك المواقع وبينها. وكان ذلك التقويم ذي طبيعة شمسية-أرضية زوج، ولم يزل ذلك التقويم وإعلامه بعدد السنين وحساب وقياس سرعة حياة وحركة الإنسان وحركة أشياءه قائماً كأكمل وجه لتذهين الحضارة البشرية ونظم الوجود الإجتماعي، ومن ثم تطورت بأشكال عددا هذه الفكرة البسيطة العظيمة النوبية-العلمية-الإنسانية وإنتقلت إلى أو إنبثقت في بعض الحضارات التالية للنوبة، سواء كان ذلك في السواد (مصر) وفي بلاد العماليق وحمير أو عبرها في الهند وسومر وفينيقيا ثم في كريت. ولكن منذ عدد تلك السنين وحسابها فإن التوقيت الزماني وهيئة مؤشراته الأعدادية والإسمية أضحى دالة ثقافية مدينية حضارية شاملة لماء، تدل إلى طبيعة الذهنية العامة للمجتمع وكينونة حسابه للزمان مثلما تدل أيضاً وبشيء قليل من المبالغة على وضع المجتمع في مجرى الزمان ونهره وفي السياق الحضاري لعالمه: فقديماً وإلى الآن لم تزل بعض الأسماء النوبية والحميرية والسومرية والأرامية والعبرية تكلل هامات بعض حروف وأسماء الأيام والشهور بأقدار مختلفة عُرب بعضها وفُرنج بعضها الآخر حتى صار حال زماننا وأسماءه على ما هو فيه الآن من إزواج وإفراد وتمركز وتهميش ينوب هذه الثقافة أو تلك تبعاً لموقعها في الرقي المديني وتمركزها في آلة البناء الحضاري. ومثالاً من ذلك ألا يدري بعضنا حتى الصلة الأعدادية بين الشهور العربية والشهور الأفرنجية: فإن عرف الشهر العاشر أفرنجية بإسمه تشرين الأول أو أكتوبر يجد الشاهر صعوبة في تسمية ما يقابله عدداً في الشهور العربية، كذلك من يدري قحقحية شهر عربي معين رجب أو ذي القعدة قد لا يدري ما يفاصحه في الشهور الأفرنجية. وغير ذلك كثير من صور الأحدية أو الإنفصام الثقافي-الحضاري العام التي تكشف جانباً من قدرتنا على هضم بعض دعاوى التعددية ونجاحها في مجتمعات تثنوية قامعة مقموعة تسيطر على طبقتها الكادحة العاملة طبقة رأسمالية طاغية، وتسيطر على دولها الكادحة دولة إمبريالية تنسق مصالح وقوى الطبقة الطاغية في جملة العالم وأزمانه. ومن هذا الطغيان يجري زماننا حساباً وإحتساباً، وحلاً لبعض إشكالات حساب الأعداد وضبطها في شؤون الثقافة وشجونها نجد بعض الهيئات تنظم إصدار دورياتها بتزمينات ذات سيمياءات وتسميات فصولية: إذ يطبعون عليها عدد الربيع وعدد الصيف وعدد الخريف وعدد الشتاء مما قابله في القديم تلميذ بابل والنوبة الصوفي أو الحكيم المسمى فيثاغورث بضربه تلك الفصول أوتاراً وأنغاماً معينة عدداً،نظم بها الموسيقي مشرقاً بتشكيل فنون أصواتها بحساب نوني نوبي حكيم وسنان دال إلى التناسق والتوافق والتآلف والحُسن والسكينة والإنسجام علامة كونية- صوتية كبرى على الجمال. وفي التاريخ القديم لبلاد السواد (مصر) إن تخوت Thoat أو هرمس أو إدريس إله الحكمة والثقافة والعلم المكنون والظاهر حينما قدم من الجنوب أي من السودان الحالي إلى تلك البلاد نفخ من لدنه العلم والعالم المكنون فيه في شكل كلمات تشكل من صوتها خلق العالم نفسه بأن كسبت المعاني وجودها الفعلي من وجودها اللفظي، أسطورة سودانية فصيحة تجد بعض أصولها وتحاليلها في كتاب قديم إسمه "مقدمة لتاريخ الحضارات الأفريقية" Introduction to African Civilizations كتبه بتوثيق مذهل البروفسور جون جاكسون John G. Jackson. . حمرة الخريف: تفتحت أرائيج هذا المقال وتفنن رواءه في خضم كتابين أقوم عليهما من زمان هاماً بهما وسط قعقعة الأفكار والمصالح البشرية والطبقية المختلفة، ففي ذلك الخضم وهذه القعـقعة وشوشتني بعض الأحداث وشخصياتها وتواريخها، وتحول وشواشها بفعل عوامل عددا إلى هدير، صرف عيني عن نهج كاتبيي وغبش نظري إليهما، وحول همي وهمتي عنهما،بل وضيق الأمر على وعكر صفو حياتي إلى تفاصيلهما ومراجعهما، حتى أوقفت جهدي فيهما، ولم أفز من ذلك ببراح أو هنيهة راحة، مما لم أجد منه مخرجاً إلا بحفر هذا المقال وصوغه بهذا الأسلوب الرشيق خفة من هذا الهم الجديد الذي ربعته في ذهني تفاصيل كثيرة كانت جاذرة راشدة في قراره فأخرجتها من أرضه الرشيدية وقراره المكين هواطل مزن عددا شكلتها برفق وشكل وئيد مقالات سودانية شتى قرأتها وتفتح ذكريات أحداث سابقة في هذا العالم واكبت تلك المقالات السودانية في الزمان وإختلفت عنها نوبيةً بسيمياء الموضوع أو بصرف كينونته أو نحوها، مما سأوالى تفصيله بشكل موجز يريحني والقارئي الكريم من هم السكوت على مافي المقالات والأحداث وذكرياتها من توافقات أو تعارضات، تشكل بجدلها عروة وثقى جامعة لبعض تصاريف الأراء وتفنن وروداً حمراء في حديقة التاريخ، وهذه الأحداث والشؤون والشجون هي: 1- السبع سنوات الفارقة بين الصين والسودان: إنتزعت الصين إستقلالها السياسي-الإقتصادي وتفردها الإجتماعي الثقافي وكينونتها الحضارية بعد معارك وتحالفات ضارية خاض غمارها حزب الطبقة العاملة في الصين وهو الحزب الشيوعي الصيني وحلفاءه مقاتلاً ضد الإقطاع والإستعمار كاسراً أصنام الإمبريالية والرجعية في الصين حتى رفع علمه الأحمر بنجومه الشمسية الصفراء على سدة القصر الإمبراطوري في بكين في أواخر شهر أكتوبر سنة 1949 أي قبل أقل من سبع سنوات من إستقلال السودان. ولم يكن ثمة إختلاف كبير في الظروف العامة بين البلدين الواسعين حين إستقلالهما حيث كان مربع الشر المكون من الفقر والجهل والمرض والأمية مسيطراً في ذلك البلد الغني على حركة شعوب الصين، ومغلقاً عليها بأنظمة الإقطاع العنصرية القبيلية والدينية، وأنظمة الإستعمار القديم والحديث. وقد للسودان والصين كما هو معلوم إرث حضاري تليد شققته عوامل التمركز والتفرد وضغط إهراماته وكسرته وبددته عوامل السيطرة والخلاف على تملك الموارد والنعم والحرية في التصرف بها أحاداً أو جماعات. ومن ذلك يثور السؤال الزوج النبيل المرير: لماذا تقدمت الصين ولماذا تأخر السودان؟ لماذا تقدمت بلاد الصين وتخلفت بلاد السودان؟ بعض االجواب على هذا السؤال يكمن في طبيعة الوسيلة العامة للعيش والحياة في كل مجتمع، وباختيار هذه الوسيلة أو الوصول لتحقيق هذا الإختيار تفارق المجتمعان: فبينما إعتمد السودان التملك الفردي للموارد العامة كوسيلة لعيش وحياة مواطنيه بما في ذلك من تكالب وتنازع وإنشغال بالكنز والتكاثر وتمركز وتهميش وأطماع وخوف على الأنفس والأموال وعلى السلطات المقيمة لهم، أشرقت شعوب الصين بإعتمادها الأسلوب الإشتراكي للعيش والحياة نهجاً لحياتها بفرض سيطرة شعبية على موارد ووسائل الحياة والتخطيط العام لأمور حيازة وصرف هذه الموارد والوسائل وتوزع ثمراتها ومنافعها. فبنت الصين بقوة الثورة الشيوعية الأسس المادية والثقافية والسياسية للعيش والحياة في عقدين فقط من الزمان كان السودان يرزح فيهما في فوضى وأطماع التملك الخاص في شكلها البرلماني أو في شكلها العسكري وهو خاسر في الحالتين، وما إن بلغت الصين بثورتها الغضة سن الخامسة والعشرين عام 1975 إلا وكانت جهودها الحياتية العملية والعلمية قد حققت زرع جملة غذائها وبناء وصنع جميع حاجات مجتمعها، وطبه وسلامته وتقدمه بل وفلقت قدراتها نواة الذرة قنبلة دفاعية وتحذيرية فعالة وشارفت آلآتها سبر أغوار البحر والفضاء، وقد سارع العالم وتاريخه إليها وقد خرجت إليه قوية نضرة يانعة. وإن كان بعض من السودان يحمدون أعمال الصين لغرسها المصانع والطرق والجسور والقاعات في بلادهم، ولما تعلم أو تدرب فيها منهم من أطباء ومهندسين ورياضيين، فإن كثير من السودان يعيب عليها عدم تدخلها (سابقاً) وهي الدولة الشيوعية ضد سياسات الحكم الإسلامية في الجنوب والغرب والشرق، فبعيداً عن هذا التفاوت في تقدير سياسات الدول بين الناس يمكننا بوضوح رؤية بعض نتائج سيرنا الفرادي الغشيم أو إجبارنا على هذا السير في الطريق الرأسمالي والتبعية العمياء لآليات السوق العشواء ورؤية نتائج السير الإشتراكي المخطط للصين في طريق التطور اللارأسمالي وإمتيازها الحاضر بهذه البنية الإشتراكية في السوق الرأسمالي العالمي. 2- الطبيب أرنستو شي جيفارا: تحل هذه الإيام ذكرى إستشهاد الطبيب الحكيم الثائر أرنستو شي جيفارا ، وهي ذكرى تدفع للسؤال عما يجمع في الحياة بين حال الطب بما فيه من شفاء وحفظ للحيوات وحالة الثورة المسلحة بما فيها من موت وحتى قتل وبذل وسفك للدماء بحق أو بغيره، ومهما كانت غرابة هذا الإجتماع بين البذر والورد فإن بعض جواب هذا السؤال يكمن في ما نسميه "الحكمة" وهي إحسان عقل الأمور وقسطاس عملها. وليس ذلك بامر غريب منذ إتصال الحكمة بالعمران والسياسة في الحضارة النوبية القديمة وما تلاها، حتى أضحت الحكمة بكل مكنونانتها وإشراقاتها في زماننا جامعة ضوئية بين العلاج والثورة: فعلاج فرد أو مجموعة أفراد يتحدد بخطوات بسيطة تتمثل في: معرفة تاريخ وأحوال الجسم العليل، ثم معرفة نواقض هذا الحال وعلته وحصر أسبابه في بيئته، ثم إزالة وجود هذه العوارض والتناقضات بأسلوب طب وعلاج واحد وإن كانت فيه طريقتين معدودتين معينتين لا ثالث لهما وهما: طريقة تبديد علة المرض وإضعافها وإستنفاذها وتقوية مقاومة الجسم لها وتصديه لخسرها، أو طريقة تدمير أسباب المرض وإستئصال جرثومته ووجوده، فبتجاوز الخبرة والفن والتفاوت في مدى تخديم هذه الطريقة أو تلك فإن قبس من الحكمة هو القناعة بأن ألا طريق ثالث في أسلوب علاج الأفراد والمجتمعات سوى هذين الطريقين. ولعل من هذه الحكمة كان تقدير الطبيب جيفارا - ومعه كثير من الأطباء في مجتمعاتنا - لمهمات وجودهـ| ـم الحيوي وتخديمه قواه الذهنية والجسمية في الذود عن حرية المجتمعات البشرية والنضال لحقوقها كخطوة وضرورة موضوعية للحفاظ على وجود وصحة الإنسان من مسببات وعوامل التكالب والإثتئثار والنزاع، والتحويل الخيميائي الخلاق لطاقة البشر بهذا التخديم الثوري للفكر والجسد والطاقة الإجتماعية ونقلها من حالة العنف الطامع والطاغي أو العنف الطامع وتحويلها إلى طاقة ثورية إشتراكية جامعة للناس في مهمات إجتماعية كبرى منظومة للخير والسلام، مما تشهد تفتحه السياسي والتعليمي والصحي والسكني والإتصالي والدفاعي كثرة بلاد قارة أمريكا الجنوبية نابتتة من بذرة الخير التي دفنها جيفارا ورفاقه في أرض وحياة كوبا الطيبة، فمن تلك البذرة تفتحت بلاد أمريكا الجنوبية التي عانت طويلاً من الإبادة والقهر والإستغلال والتهميش الذي كرسته فيها المراكز الإمبريالية بشكل أصيل مباشر أو بالوكالات العنصرية والدينية والتجارية التي إصطنعتها الإمبريالية ومراكز إحتكار الموارد والحيوات، ففي هذا الينوع الحاضر لذكراه يشرق المجد كل المجد لهذا الطبيب الثائر اليانع النضير ويشرق المجد معه لجميع الأطباء والحكماء المناضلين الإشتراكيين والشيوعيين المكافحين لأجل صحة وسلامة ونضارة حياتنا ومجتمعاتنا. 3- شهداء رمضان: صادف هذا الشهر الأكتوبري بثورياته وشهر رمضان العربي بحسينياته وفي ذلك حزن مقيم وجع آني حر أليم ففي ترضية للسياسة والمصالح الأمريكية في المنطقة في أول التسعينيات قامت السلطات الإسلامية في السودان عشية عيد الفطر بإعدام زهرة من الشباب الوطني والقومي العربي بتياراته كانوا يخدمون بأجسادهم وأرواحهم في القوات المسلحة (السودانية) وقامت شراذم الإسلام السياسي بعد إعدامهم بالتمثيل بإهانة جثثهم بصقاً وركلاً وبذلك الإستشهاد النضير شكل هؤلاء الإبطال الذين تم إعدامهم ومثلوا لنا نحن الشباب (في تلك الأيام) نجوماً دالة لطبيعة إسرائنا في دروب الحرية من ظلام الخصخصة والإسلمة والطغيان المرتبط بهم مما كان ولم يزل مدلهماً على بلادنا سوى ما أصبحت عليه الثورة السودانية من قوة مضيئة في الجنوب والشرق والغرب وما تشرفت به مع بذل نضالها من فداء رمح الدينكا الملتهب البطل الثائر الدكتور(المشير) الشهيد جون قرنق دي مابيور. وقد مثل شهداء رمضان لجميع السودانيين ولأسرهم وخنساوتهم الكفاية والسيادة وهبوط الأودية وحمل الألوية بل كانوا بأنفسهم ألوية خفاقة ونجوماً لامعة ومعارك باسلة في حياتهم العامة وفي وحداتهم العسكرية حيث تشكلت حديقة شرفهم العسكري بأبسط الواجبات وأعقدها من أعالى الرتب والأنواط العسكرية ومن نواضرها وكانوا صراطاً مستقيم في الزمن الملتوي فوسط كل لوازم الإنضباط العسكري والضبط السياسي المقيت والسكوت عن الحق حفاظاً على موارد الحياة والعيش في الزمان الشظيف الجبان، كانوا أثرياء بمواقفهم وشجعاناً بنادقاً وسيوف رافضين للحرب والغزوات الطبقية (المعربة) ضد عموم السودانيين المستضعفين في الريف المخرجين من ديارهم بغير حق سوى كسب تمويلات المصالح الرجعية العربية والإمبريالية، فوسط هذا الخبوب واللخ والعفن إنتصب أولئك الشهداء ضد كهالة المال وكهانته شباباً نواضراً وقاموا موازيناً للعدل قسطاسين ضد تطفيفاته مناهضين للفساد السياسي والإقتصادي في شُعب الحياة الوطنية وفي أضابير الدولة وثغورها وبنوكها ومصارفها التي كان الإسلاميون قد أخذوها لأنفسهم بمقتضى الشريعة الإسلامية غنيمة طلقاء بشوكة إنقلابهم العسكري المشؤوم، وبتمكين لأتباعهم وخلصاءهم في شؤون الناس بما هو الفساد بعينه غير ما إرتبط به من قتل وتعذيب. وما إن تصدى هؤلاء الشباب القنابل والمدافع والسيوف للإسلاميين وجرائمهم بعين سودانية عفيفة وسيطةً بين الشدة والرحمة، وحقوق الأوطان وحقوق الرحمن حتى غلبهم أهل الإسلام السياسي بعين من المكر الخبيث والخداع والبطش الكافر اللئيم الزنيم وأعدموهم خارج نطاق القانون والشرف العسكري. وإن كان من أعدموهم مدنيو الإسلام السياسي وعسكرييه يتجسسون الآن على المقاومة في العراق وعلى إيران، ويوادون إسرائيل في بروكسل ويعملون معها علانية على مكافحة الإرهاب قد أشرفوا على التنكيل بهؤلاء الأبطال وإعدامهم والمثلة الخسيسة بجثثهم، فإن هؤلاء الحمقى لم يدروا إنهم بهذه الجريمة الشنيعة والفعلة النكراء وبكل حماقة الغدر ووضاعة الإتقام قد أعدموا أنفسهم بيدهم وخلدوا في سجل الأوطان والتاريخ وبذات يدهم من كانوا لهم أعداء.
في هذا الخضم أذكر إجلالاً خاصاً شخصياً للرفيق البطل الشهيد أكرم الفاتح وصحبه الأبرار، حيث كانت لنا صلة في تخوم إنتفاضة 1985 قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية على الجبهة الديمقراطية بسنوات ومثول الخطر الإسلامي وإحاطته بحقوق الناس وإعاقته السوقية قدرة المجتمع السوداني على التقدم المتناسق من حالات النقص والتكالب والتنازع إلى حال الكفاية والتوزع العادل لإمكانات وثمرات العمل والحياة، حيث كنا معاً ضد ذلك السجم والرماد نسرح ونمرح في ثمانينيات القرن العشرين وإنفتاحات الإسكندرية والقاهرة كل في مدينته، وقد جمعني معه بعض الرفاق منهم عبدالوهاب أبوسلب وعماد الناصري وكانت لنا بحكم بعض العوامل الإقليمية والأسرية مودة خاصة وكذا إلفة شغب من جانبي ضد تقديرهم الشديد للعلم العلامة عصمت سيف الدولة، وقد كان شغبي ضد بعض أراء سيف الدولة تلك شغباً نابعاً من إختلافي (الجذري) حينذاك مع الطبيعة المثالية لأفكاره الجدلية، إذ لم أكن حينها صاحب بصيرة أو حكمة أو حتى شاعرية تتيح لي إخراج لؤلؤ سيف الدولة من أصدافه. وفي تعاقد صلات أهلنا وقراباتهم وحميمية الهجرة والكينونة المربعة لغربتنا كانت لنا جدليات وصولات ثقافية مختلفة مع آخرين سيأتي ذكرهم وكانت بعض صفحات جريدة المحور الحائطية الضخمة التي كنت أصدرها آنذاك الزمان الدراسي تحمل طوال سنوات شيء من ذلك التثافق وأكثر إلى قراءها إضافة إلى ما يتيسر لهم أو ما يتيسر لي في بعض الندوات المغلقة أو الندوات المفتوحة أو بعض أركان النقاش.
وقد أسهم الشغب والجدل بيننا مع شجن الرفقة الإقليمية في تبلور الهم المشترك ضد أمور المركزية والتهميش في العوالم السودانية والعربية والعالمية وقد تأثر بعضنا في ذلك بفكر علم الإقتصاد والثقافة السياسية والمواطنة القومية والعالمية العلامة سمير أمين ونقده المادي التاريخي القيمي لأوضاع التمركز والتهميش بفكرته الشمسية المركزية: "فك الإرتباط" ، ودعواه لبناء "الدولة الوطنية الشعبية"، لا الوطنية الديمقراطية كما تأثرنا جميعاً بالنقد الثوري المعرفي القاطع والنقض الهادم الجميل ضد أفكار وممارسات الإستعمار الجديد وأشكاله الزوج البرجوازية- الطائفية في المنطقة وهو نقض قدمه الصراط الحسيني المستقيم أستاذ المناهج والعِلم النضير الشهيد مهدي عامل. ومع هذه العوامل الفكرية التي تأثرنا بها زادت عوامل الحميمية الإقليمية والوطنية والسياسية بيننا بالرفقة مع متمردي اليسار الرسمي والشعبي في مصر بقيادة الحقوق محامي الشعب والحزب العمالي النضير أحمد نجيب الهلالي مما أسهم بالتدريج في كسر عدد من الحواجز الواقعية و(التاريخية) التي نشأت في السودان والمنطقة خلال تناقض نضالات التحرر وإختلاف تذبذب وإرسال وإستقبال موجاتها بين صنوف الأفكار الناصرية والبعثية والشيوعية أو بالأصح بين صنوف قوى البرجوازية المدينية الصغيرة التي كانت تأخذ جانباً من الفكر الإشتراكي أو الفكر الإشتراكي العلمي وتلونه بألوانها وظروفها الإقليمية والذاتية الخاصة بل وتشاجرت به تلك القوى مع رفاقها مما بلغ حدود الإضطهاد والإعتقال والإعدام والتعذيب مما أفاد الإمبريالية والرجعية بذلك الخلاف والصراع بين القوميين والشيوعيين، بل وحتى من الخلاف والصراع داخل كل فريق.
وفي خضم التحول الأمريكي الساداتي ونشاط غسيل المخ المرتبط بـ"مبادرة السلام"كنا نجتهد في تكوين مبادراتنا الخاصة ولملمة أطرافنا الثورية التي كسرتها قوانا الباطشة وجمعها آلة إجتماعية سياسية إعلامية (جديدة) ضد الرجعية وضد الإستعمار زادت فيها دعاوى العلمانية والليبرالية على حساب الإشتراكية وقتكان الإستعمار واضحاً قبل ان يندغم بمناحي حياتنا ويبدو الآن أمراً مألوفاً ومن طبيعة الحياة، وآنذاك الزمان لم يكن أحد يتخيل أن تخطف مجموعة من الشباب الخليجي بضعة طائرات وليس طائرة واحدة وأن يدمر بعضهم بإحداها مركز التجارة والتهميش العالمي وأن تقذف هذه المجموعة البنتاجون بطائرة مخطوفة وأهلها وأن تتكسر أجنحة إحداها على شفا البيت الأبيض، لم يك شيء من ذلك التفارق بين معسكر الإقطاع ومعسكر الإمبريالية في خيالنا، ففي تلك الآيام كانت الصلات بين المجاهدين والأمريكيين سمناً على عسل، يمارسون التخريب والإرهاب والأكاذيب ضد البلاد والقوى الإشتراكية. ولم يكن فينا إبان تلك السنوات قدرة على تصور قيام قوى الإمبريالية والصهيونية بتدمير بلد كالعراق ببساطة وسرعة رغم كل أو بكل ذخيرته العلمية والمدنية والعسكرية الضخمة التي شيدت في ظل النظم البعثية المختلفة، وان تقوم هذه القوى الإمبريالية بنهب وتبديد موارد وثروات العراق بهذه السهولة بل وتحرق حتى قراه البعيدة وأزقته المقدسة والتاريخية ليس مرة واحدة فحسب بل مرات ومرات معتمدة فقط على المعروف والمشهور والظاهر من المذاهب والخلافات الإسلامية، وعلى تصعيد التوتر القومي الكردي العربي، وعلى تأجيج إضطهاد بعض رفاقنا الشيوعيين بعد تحالفهم القديم مع حكم البعث، لكن والحق يقال أإن لم نتخيل غزو العراق حينذاك فإنه لم يخطر على بالنا وحتى لحظة إسقاط الفلاح العجوز للطائرة الهليكوبتر الحديثة بإصابة فردية متقنة ان يقاتل العراقيين قوات الإحتلال الأمريكية بهذه الشراسة والنضال، وأن يجندلوا تقنيات أمريكا ودروعها الزاحفة والطائرة ويسحقوا بشكل وئيد متقدم في كل يوم عما قبله مع عضد الأمريكان وعزائمهم دعاوى أجهزة التضليل بضربات وتقنيات بسيطة وبصبر يافعين وشباب راسخ يهز الجبال، وبشجاعة تجعل حتى الأسود تجحظ وتموء تصاب بـ"هاء السكت" فارة منهم وأذيالها مطوية .
وعلى ذكرى "هاء السكت" تبلورت أدآب إيقاد الإنتفاضة بتأسيس التجمعات النقابية والوطنية وزيادة الندوات النهارية والمسائية وتقديم عروض الكورال ومعارض الفنون في المدن وصالاتها ومراكزها ونبض الكُن النضير في جريدة الأيام وكيانها الثقافي عيسى الحلو وعيدروس وتناظير ومواقف الفنان الفيلسوف عبدالله بولا، والمشاء، ومحمدالمهدي بشرى، وبشرى الفاضل، وصلاح الزين، وأشعار الثورة ونشرة أخبار الجيش الشعبي وياسر عرمان، وعادل القصاص، وإشراقات مجدي النعيم، وقهوة البستان، وفناجين الشاي في العشش وضهاري أم بدة، وقهاوي المحلة وحلوان وحتى ثنيات الجبال في كرنوي والتاكا والأنقسنا و(أطراف) الثورة الإثيوبية والإرترية، وفي صحيفة الميدان السرية، وفي كتيبات الدعاوى الجمهورية للرسالة الجديدة القديمة للإسلام، وفي منشورات دور التقدم ومير ورادوغا وإبن خلدون وإبن رشد والفكر وسينا وبعض دور النشر السورية والعراقية، وفي خفق اللجان الثورية وإذاعتها الحرة الجهور، وغير ذلك من شؤون وشجون أسهمت حينها في تشكيل طفولتنا السياسية وتحوير وتثوير (عَملة السادات) ومسألة (إختراق الحاجز النفسي) وسحبنا موضوعيتها إلى جهة الثورة بدلاً عن جهة رأس المال: فبدأت بشكل (عفوي) وسط بعض المهتمين بأمور الثقافة في الأحزاب التقدمية وغيرها عملية أصولية تجديدية ثورية لتجاوز أسلوب الطريق الثوري الواحد بتكريس المنطق والتنظير الإشتراكي في ينوعته وفي تنوعاته بشكل شامل ضد وجود وسياسات الرجعية العربية والإمبريالية وممارسات الإنفتاح والخصخصة والإستعمار الجديد وما يقود إليه بتفريد وتخصيص تملك الموارد العامة من مفاقمة لأحوال المركزة والتهميش وطغو العنصريات الدينية والطائفية والعرقية والقبيلية على صنوف الحيوات السودانية والعربية والأفريقية.
وقد حققنا كطلاب ومتثاقفين جدد نجاحاً يسيراً في ذلك سرعان وجد تعبيره في مشروع برنامج وطني ديمقراطي جديد قدمته سنة 1987 إلى سكرتارية مؤتمر الجباه حيث عطل أمره في حينه، وكانت تلك النجاحات قد إبتلع بعضها في السودان أو توكد بعضها بظهور وزيادة إختلاف المصالح الطبقية في التجمع الوطني إلى ضدين مصالحاً ثورية للكادحين والمناضلين في الريف جهة عملية التحديث التقدمية المعروفة بإسمها الحركي "السودان الجديد"، ومصالحاً أخرى لحرية السوق والتملك وإستمرار بنية السودان القديم بتوطيد ليبرالي لحالة التملك الخاص لموارد حياة المجتمع ووسائل عيشه وتجسدها بالمشروع الليبرالي القديم للملكية الخاصة المعروف بإسم "التحول الديمقراطي" أو "العملية السياسية" وهو تحول وعمل رغم بعض إشراقاته في جنوب السودان إلا إنه في جهة مركز الدولة القديمة لا يقوم فيها إلا بتحويل الثوار إلى ضنب لرأس المال. حيث يطلب مستثمرو المشروع الليبرالي وحكماءهم من صاحبنا أبي ذر الغفاري أن يتحلي بدهاء مرابي، مثلما طلبوا قديماً من الثائر محمد أحمد بن عبدالله المهدي قبول الباشوية والجبة السلطانية العثمانية وترك الحسام والإنصراف إلى التفاهم مع جيوش التمييز والنهب والإفقار التابعة لسلطان الإسلام ودائنيه بإبهام من الكلام الساكت والميت الطنان.
في ذلك العهد الثوري الحافل النضير من بعض (بدايات) حياتنا السياسية السودانية كانت هناك أدواراً مهمة لبعض المناضلين الأبطال من أعضاء الأحزاب الأخري التقدمية وحتى الاحزاب التي نسميها رجعية ومن أعضاء الحزب الشيوعي نفسه قد كان من هؤلاء الأبطال الحقيقيين الشهيد أكرم الفاتح والمناضل عبد الوهاب أبوسلب من جهة الحزب الإشتراكي العربي الناصري وعماد الناصري وقد إمتازوا في نظري بتحليل (قومي) للطبيعة العنصرية القومية للمركز الإمبريالي بخواجاته وصهاينته، ومشجهم له لالطبيعة العنصرية للتهميش ضد مجتمعات أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا حيث يمثل نهب النفط العربي وإستغلال ثروات العالم دور المحور في الآلة الإمبريالية، وتبعاً لدعاوي الحركة الشعبية وتنظيرات والدي الثرة في مسآئل اللامركزية الإدارية العامة قمت بعقد المسألة العالمية للتمركز والتهميش بالمسألة الوطنية، فأنفتح ذهني وزاد وعيي ونشاطي السياسي. ولكن في جهة قومعربية أخري كان هناك مناضلين آخرين لحزب البعث العربي الإشتراكي – السودان- قد يكون منهم حسن الحوري والمناضل الجسور الخلوق ياسر عوض الزين، وقد كان همتهما عالية في شرح الكينونة الثقافية (اللاعنصرية) لفهم العروبة في السودان، وكان نشاطهم جماً لشرح أوضاع العروبة وطبيعة ثقافتها في مناطق التداخل العرقي والثقافي في أفريقيا السودانية وذلك قبل أن تحوز كثرتنا البرجوازية الصغيرة الجنسيات الأوربية والسويسرية والإسكندنافية مطالبين في دولها بـوجوه اللغة والدين لـ"الحق في الخصوصية الثقافية"، وهو الحق الذي نظرته الثقافة البرجوازية الفرنسية ورفعته في وجه سيطرة وهيمنة التيار الأنجلوساكسوني للرأسمالية في كندا، بينما رفضت نفس الدولة الفرنسية المنظرة الثالثة أو الرابعة لحقوق الإنسان الجذور والتشكلات الأفريقية لهذا الحق في دعاوى الزنوجة ودعاوى العروبة القحة بل والكورسيكية والمارتينيكية وإن رحبت نفس فرنسا ورافضي ثقافتها بما شكله إتفاق الجزائر 1975 بين صدام حسين وإيران من إعتبار نظري (متعادل) للثقافة العربية والثقافة الكوردية في العراق، مما بددته فيما بعد الضغوط والإغراءات الأمريكية- التركية والإيرانية والأنفال العراقية والأنفال الأمريكية!! وفي تلك الأيام الأمريكية كانت دعاوى الهوية الإشتراكية و الهوية العربية والهوية السودانية والهوية الأفريقية والهوية الزنجية والهوية الإسلامية والهوية المسيحية والهوية الصهيونية والهوية التركية، والهوية العراقية والهوية الكوردية والهوية الأوربية والهوية الأمريكية تواجه أزمة موضوعية معاييرها مما تناولته بعد ربع قرن في مشروع دراسة منشور بعنوان: هوية الأزمة في موضوع أزمة الهويـة: عناصر أولية.
ولكن في شرحهما الصبور لفهوم العروبة وأحوالها الثقافية في السودان، ونقدهما لأخذها بميسم أو عنان عنصري من قبل الدولة أو الناس تجاوزت الطروح البعثية أو ترفعت عن حقيقة أولية بسيطة- كانت ستفيدهم ولو بحق النظرية العنصرية لتشكل الإنسان الأول في أفريقيا- وهي إن العرب ليسوا أغراباً عن أفريقيا وليسوا مجرد غزاة محدثين فيها فهم في بعض أصلهم العرقي والثقافي أفارقة مائزون بالسواد سواء من لدن قصة الطفلة النوبية المستعبدة هاجر (ع) سريرة النبي إبراهيم(ع) وأم العرب أجمعين أو من لدن الوقائع الموضوعية لتاريخ النوبة وهجرات البشر الأولى من أفريقيا إلى آسيا يوم كان البحر الأحمر غيباً وكانت الهند من لحم أفريقيا، فبهذه أو تلك يكون العرب في أصلهم الثقافي والعرقي أفارقة سواء من ناحية أمهم أو من ناحية أبيهم ولا تكون الدماء التي خالطتهم من الهند أو الروم أو الفرس أو الترك أو المغول أوالتتر أو الفرنجة سوى مجرد لون على ذلك الأصل وتفرع وتفنن منه. ولكن في تلك المثاقفات وما يخالطها من مهاترات طفلة كان مناضلي البعث العرب والمستعربين منهم والأفارقة الأصلاء متأدبين عن تناول الناحية العنصرية القحة ومتجاوزين لما يذكر فيها عن الأصل الآسيوي الأفريقي الحميري أو الهندي أو السومري للعرب أو حتى عن ذكر الأصل الآرامي للعرب بشجن قصة إبراهيم (ع) يومكان موضوع الـ DNA في بداية حياته الإعلامية. كما كانت معرفة الأصول النوبية للحضارات القديمة في المنطقة العربية أمراً نادراً تحت سطوة الدعايات الدينية الإسلامية عن "الجاهلية" والأصنام، وسطوة الذهنية العنصرية لصوت العرب.
وقد أكون مخطئاً في تقديري ولكن تفتيح المناضلين البعثيين لنسبية الوعي العروبي وطبيعة تشكله في جيلنا كان متصلاً بتنظيرهما لهذه النسبية تنظيراً حسنا جميلاً تألق بتناسقاته في نسبية أشد بين معمان أدبهم في جهة وضيق وحساسية إصطلاح ومفهوم "العرب" وتلونه بين العنصرية والثقافة حسب مصلحة المتكلم، صديقاً كان أم عدو، فهو كل ككل إصطلاح معرف بالألف واللام يخفي مفارقات طبقية وثقافية شتى.فقد حاولت طروحهم الموضوعية التصدي لطول ألسنة المركز العنصري العروبي الإسلامي (الشعبية) وسخرية فاتياته من عروبة الدارفوريين الثقافية وتعارضها مع لكنتهم وسحناتهم، كما حاولوا بنشاطهم الجم في دارفور وقفاً موضوعياً لجريان سخرية خدام المركزية من إلتزام الفلاتة وعموم غرب أفريقيي السودان الشديد جداً بشعائر الإسلام أو أدآبه او بالإثنين معاً وهم في فقر مدقع مقيم-بمعنى أهملهم الله- بينما تأخذ الدولة العربية الإسلامية منهم في كل سنة بإسم تعزيز نفس الدين حوالى نصف بليون دولار يستدرونها بجهد بالغ من طبيعة عشواء إبلاً وصمغاً ومزروعات وتجارة (تمنحهم) منها الدولة حوالى خمسمائة الف دولار أو قل خمسة ملايين دولار ميزانية عجفاء و(دعماً) مركزياً لمحافظاتهم وأقاليمهم الثلاث ومساحتها من مساحة فرنسا، حيث كانت تلك النسبية التي تناولها مناضلي البعث تشمل أيضاً شموخ السودان وإتساعه وتنوع أجناسه وتمازج وصراع بداواته ومدينياته وحضاراته وتداخل وتنافر بعضها وفق أوضاع الحكم والإقتصاد وطبقتهما الحاكمة وجنسها. كذلك كان البعثيين في أوج وأتون صواريخ حرب العراق إيران أول من بدد آهاب الإسلام السياسي وأزاحوا بهرج الزخم (الإسلامي) الذي كرسته السيرة الطهرانية للسيد أية الله روح الله الخميني (ع) وصفاءه عن مغانم الدنيا، وتأييد الطلائع الإستشهادية لدعاواه مما قلقل إسراف الجيوش الشاهنشاه في قتل المتظاهرين وفتت عضد ومعنويات العسكر الإمبراطوري وكسر أمنه وفضح كذب صحافته و(أطلاعاته)، وفرط حذق وكياسة ديبلوماسييه، كما بينت نضالات البعث في أوج الحرب الشعبية في جنوب السودان بعض الخطوط والأشخاص الأمريكية المبثوثة في بعض تحالفات نضال الحركة الشعبية، وذلك في وقتكانت العراق حليفة لأمريكا في المنطقة وصديقة للموارنة والكتائب في لبنان بحجة ردع الإستحقاق الطائفي الديني، وقت كان بعض البعثيين في السودان يواشجون علمانيي الختمية وسادتها . ولكن في آتون تلك الَطهرانية الإسلامية والبغددة النظرية وضح البعثيين بشكل عربي قح بعض الجوانب القومية في تاريخ النزاع القديم بين مضارب[بداوة] العرب ومغازي [حضارة] الفُرس مما وحده الإسلام وأجمله برسالته العامة ورسخه فيما بعد سلطانــ(ـه) بأن جعل قومية العرب سادةً على قومية الفرس في بلادهم فارس بل وجعل الحكام العرب الأجانب يتهمون الثورات الوطنية للفرس والخراسان والأزبيك والضاجيك والبلوش والتركمان والآذر بالشعوبية والزندقة. تماماً مثلما غضب (السادة) في ذلك الملك العضوض على ثورات العبيد ومثلما جزع أهل الخليفة عثمان من ثورة أقنان العراق والمصريين، ومكرهم عليهم فقد كان هلع السادة العرب في العهد العباسي من ثورة (الزنج) ثم من ثورة القرامطة جزعاً وهلعاً مماثلاً لسابقه.
ولكن في زمن حرب العراق إيران وإنهيار اداليج الدولتين وضح المناضلين البعثيين بإخلاص شديد ما كنف ذلك الصراع القديم بين البداوة العربية والحضارة الفارسية من تبدلات وتحورات شكلية تشكل منها بعض وجود العراق الحاضر وصراعاته، وقد تبلورت بها عبر الزمان والمكان والفعل الطبقي الأهمية الموضوعية للعراق في المواجهة الحربية والحضارية العالمية بين قوى الإستغلال والإستعمار وقوى التحرر (في قت كان فيه الإستعمار العربي لكردستان أمراً مشهوداً ). وتبعاً لما زرع في العراق وإمكانات قيام الأقليات العربية والتركية والآذرية والبلوشية وغيرها بشرخ اللحام السياسي لقوميات الدولة رأت الجمهورية الإسلامية في إيران بما فيها من قوميات عددا محرومة من الإشتراك القاسط في أمور الحكم والثروة رأت لنفسها مخرجاً وسيعاً من من الضغط الإمبريالي ومحاولات تفتيتها على جانب من الطريقة التي أتبعت في العراق ويتمثل هذا المخرج ووسعه في بناء أو تقوية أو تمتين تحالفاتها مع البعث العربي الإشتراكي- سوريا- والحزب الشيوعي اللبناني، ومنظمة العمل الإشتراكي، وحتى مع المقاومة الصدامية (السنية) في العراق ضد القهر الشيعي وسدينه الإحتلال الأمريكي، بل ومع النظام الأمريكي الإسلامي في تركيا وفي الخرطوم، ومع دول الصين وكوريا الشمالية وفنزويلا وجنوب أفريقيا، ولله العزيز في خلقه شؤون وشؤون يبدلها من حال إلى حال.
وإضافة لمن سبق ذكرهم من قوميين عرب عمقوا وعينا بطبيعة مسألة المركز والهامش في عمق الثقافة العربية الحيوي وفي سطوحها السياسية المتنوعة فكذا في الجوانب الوطنية الديمقراطية والشيوعية يجدر ذكر لبطل الهمام والحكيم زكريا ...........وكان لاجئاً إلى الوسط الطلابي السوداني في مصر من نظام الحكم العراقي وإضطهاده العنيف آنذاك الطلاب الشيوعيين السودانيين في العراق وتعذيب بعضهم وطردهم من الدراسة لسبب من (تعاونهم) والقوى الشيوعية والكوردية) وكذلك من نظام الحكم السوداني والمصري، كذلك كان هناك المهندس آدم............. وعبدالرحمن يعقوب إمام وهم جغرافية من جزيرة أبا والنيل الأبيض وكانوا سياسة من جهات وجماعات متصلة بالحزب الشيوعي السوداني وقد كانوا في جيلنا مزامنين ومعيشين لتوسع نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان، وتفتح حركة "حشود"(= حركة الشباب الوطني الديمقراطي) ومنبهين منطقيين للوقائع العنصرية الكانفة للحياة السودانية وطبيعتها الطبقية، وكذلك كان هناك في جهة التقدميين والديمقراط والشيوعيين وفي عموم الحركة السياسية والثقافية في الأوساط الطلابية في مصر إضافة إلى ما خلده الأبطال حسن أبوزيد وصلاح بندر وماكرسه المنظم البديع البطل الشهيد إيزادورو عيسى، كان هناك الأبطال الأفذاذ والنجوم السواطع أزهري الحاج، والبطل محمد سليمان، والمعلمين عادل عمر فضل، وعبدالودود، ومعاوية الوكيل، وقرناص، وآمال إبراهيم، والبطل عثمان محمود، وهباني، ومنقة، وكاسترو، وهاشم المجيد، وشيخ المفلسين، وإبليس، وبعض الصلاحات منهم الشاب الجلد الصبور صلاح أبو جبر، والعطاء الصوفي ص ع ص، وصلاح حسن، وصلاح حسن2، وصلاح حسن3...إلخ، والصبور البطل الهمام صلاح الجاك، وودالشيخ "العمدة"، والرزين عدلان خلف الله، والأسد عمر مالك، والبرلوم الكلس عادل الوسيلة، والأساتذة: أحمد عبدالسلام، ورضا حسن عبدالسلام، والضرغام سعد الأمين، والمحارب، والبطل الصنديد ناظم إبراهيم، وقلعة التقدم تراجي أبو طالب، والفنان المنظم البديع أحمد خضر وجميع أبناء وأحباء الديوم الشرقية و(الغربية) وإمتداد الدرجة الثالثة وما جاورهم، وعماد التوم أبوشنب "كوهين"، وأمل عربي، والعذب الظريف ناصر محمد الحسن، وكوراك، ويعقوب الزغاوي وموسى الزغاوي، وهارون الزغاوي، والنظام التمام محمد إدريس"العمدة" ومعه عموم رابطة حلفا السكوت والمحس، والشفيف طارق الحاج، والمرحوم الكلس محمد فخرالدين، والبطل الشهيد أحمد بن إدريس "شندي"، والبطل الطريفي الطاهر الطريفي، والأمدرماني البطل مبارك جادين، وجاكوب، والأديب البطل قرنق إبن الشهيد جوزيف قرنق، وسايمون، والنيل الأزرق عزالدين، والفاتح حجر، وعلم المسرح والإجتماع والسؤال مصطفي كبير، ومصطفي صغير، والشكسبير ياسر الشاذلي، والمحامي الشخصية (قبل التخرج) عبدالعظيم كوستي، وأديب "القطينة"، ورأفت الهجان، ومرتضى أبوشنب، والنظام عبدالعظيم عبدالرحيم، وصلاح أبو سبح، وعماد عبدالله، والعربي "جمعة"، وحلولي، ومحمدالسيد، وسهير، وعزة التجاني، والفنان أسامة دبلوك، وأولاد الفحيل، ودرة السودان وجوهرة المنطق والقيادة والترتيب والصفاء والذوق العلوم رباب خليل الكارب صاحبة أعلى العلامات والتقادير والأصوات والنجاحات والتفوق وسط دفعتها والهندسة الوطنية محمد طه، والطبيبة الهمامة أمل الخاتم، وبهاء، وبهاء الثاني، والفنان والأديب والمهندس والحقوقي حليم أبوقصيصة، والبيطار الأديب الثائر الهادئي الرزين صلاح الأمين، والبيطار الأديب جمال فارح، والحديد عادل ود البيه، وزهير الزناتي، والكاتب الشجاع زهير السراج، والموسيقى والشدو والفرح القصيدة منال محجوب (أبارو)، والشطرنج أديب التربية والتعليم باللغة الإنجليزية عاطف الزين بن فارس الكتاب، والحقوقي الكلس الصبور أشرف المصطفي (أشرف الحلبي)، والنشاط الدافق إيمان(الحلبية) محمد حسين، ومحمد سعيد المنيرات المغيرات سناء الأولى وسناء الثانية وسناء السمحة ودرية السنوسي وسهام عوض وسهام عوض الثانية والثالثة وسهير الأولى والثانية إلخ وربيعة، وفاطمة أم المؤمنين، وحنان، وإخلاص وإشراقة الشمس الآخرى، وكذا الفنون إنتصار البنت الحديقة، وحتى الشمس، وجماعة الكورال وأخريات وآخرين كُثر يصعب ذكرهم أسهموا سواء من لدن كينوناتهم السياسية أو من جهودهم بأقساط مختلفة في تكريب عدد كبير من الطلاب والطالبات صاروا فيما تلانا من حركة طلابية وحركة سياسية وحركات مقاومة صاروا بعضهم أنصاراً للعقلانية والتقدم والديمقراطية أولتقاويمها الإشتراكية والشيوعية مما طلع به ذكر بعضهم أو إنطفأ في شعاب السياسة والحروب السودانية الضروس. ففي تلك الأيام المصرية الخيرة والعجاف زود المتقدمين المتأخرين أو العكس وذخروهم بالأسس العملية والنظرية والسياسية والأدبية والفنية والجمالية لتنظيم ودفع العمل السياسي والعمل الثوري رغم سطوة وبطش وعراقيل جلاوزة أجهزة أمن الدولة، وفي هذا السياق تذكر بحروف نورانية رغم الخلافات الطبقية الجهود الفكرية النضرة والجهود النظامية البارعة للأخوة في حزب الأمة بازرعة وصلاح جلال وربيع حسن الشفيع وبشير علي آدم وأسامة مهدي عبدالله وشقيقته، وعبدالعظيم "كُربة" وجارنا الكريم الأمير يعقوب وصحبه، ومعهم أحمد المصطفى كردفاني، ويكلل الجميع خفق أبو البشر في حله الغامض وفي ترحاله ، وهم من إنتصروا في فرع حزبهم الرجعي وبرزوا به في الحياة الثقافية لمجالهم بالطاقة الشابة الثورية لأفكار الصادق المهدي القديمة عن التجديدات ااحداثية والسنديكالية للحياة السودانية، والمواثيق الجمعية، وإستلهام الفهوم الحداثية والتقدمية وتجويدها بمصالحهم الطبقية السياسية متغلبين بها وسط الطلاب والطالبات الخارجين لتوهم من رمضاء الديكتاتورية العسكرية لرأس المال إلى نار الديكتاتورية المدنية لنفس رأس المال متغلبين بتلك الفهوم على حالة الجمود والوهن والمهادنة والمخاتلة ونبات الظل التي إنتهى إليها زعيمهم وحزبهم بتواليه المؤبد مع نسيبه في تلافيف الإسلام السياسي ومراكز بنوكه .
ومع كل أولئك وهؤلاء من الإنسانيين والشيوعيين كان هناك عدد آخر من الزملاء الثوريين والشيوعيين من كل شاكلة ولون من بعض دول العالم العربي ودول جنوب أفريقيا ودول شرق أفريقيا حيث أدوا أيضاً جماعات وفرادي أدواراً مهمة في إستنهاض ودفع بعض أشكال العمل الثورية السودانية والعربية والأفريقية وسط الركود العام للحياة السياسية محيين عناصر تقدمها وسط الركام والموات البرجوازي والإسلامي الذي كان متغلغلاً فيها حتى دحروه مرة ومرتين ومرات أخر وإن ظل محدقاً متربصاً بجملة التحولات الديمقراطية حتى الآن.
وقد إتقدت جهود هؤلاء أجمعين مشرقة بتفردها في ذوات جيلنا وأفكاره رغم الدور الفعال للأعمال الجماعية النظامية في كيانات وأعمال الجباه الديمقراطية للطلاب وفي كيانات وأعمال الحزب الشيوعي السوداني وجهرها وسطوعها آنذاك الزمان ضد ظلامات الديكتاتورية الإسلامية الثانية 1977-1985 وما واشجها من ظلامات ديكتاتورية السوق عهدذاك وكذلك في زمن الإنتفاضة 1985 ثم في عهد الديمقراطية النديهة الخديجة الخلب 1986-1989 بقيـادة-الإمام فيما بعد- الصادق المهدي، وفي كل تلك التشاكيل آنذاك الزمان الأمريكي- الإخواني الضاج بحرب الأفكار كانت توكل لي وبإجماع مفرط جوانب التنظير والعمل الثقافي مما ولد فيا بأثر من تكاثر واجباته المباشرة ومتطلباته الذهنية والمعنوية شيئاً جديداً أتاهل الآن بعد ربع قرن لتقديم بعض أسسه وأشكاله في تاريخ الفكر الإنساني بكل رصانته وفي ضرب ألوانه بعنفوان الثقافة الحديثة بكل حفرياتها وأساطيرها وعلومها وآدابها وفنونها وتفكيكاتها ومقاوماتها وتداخل وتباعد فصولها مما تمثــل في بعض أوليــات ومبادئي "التــأثيـل" الذي - فيما بعدذاك- كرست له حياتي بشكل وئيد، بينما أخذ كثير من هؤلاء وأولئك في جهات أخرى أخذتهم إليها ظروف الحياة أخذوا جوانباً أخرى أدق أو أشد في النضال الحزبي والميداني وفي النضال الثوري المسلح في الريف ضد الدولة الإسلامية لحرية السوق ومحورها حلف الـ IMF-INF وتوالد الإستعمار والرجعية منه .
وعودة إلى بدء هذه الفقرة وإفتتاحها نواصل الحديث عن شهداء رمضان الذين نبت أحدهم وهو "أكرم الفاتح" في هذا الجو النضير لمنازلة الإسلام السياسي وهزيمته ديمقراطيةً ولكن "أكرم" بحكم إمكاناته وظروفه الخاصة والعامة كان أقدرناً وأصفانا وأشجعنا وأضفرنا مثل كل زملاءه الشهداء-في ذلك الحدث الجليل- على النزال والإتجاه إلى الحرب الفعلية المباشرة ضد الإسلاميين، ولكن هذه المرة من خلال المؤسسة العسكرية الرسمية للدولة وجيشها التي يبدو إنها كانت متاحة له ولكثير من رفاقه ورفاقنا برحابة أكثر من الفرص الذهنية والعملية المتاحة لهم للإتجاه إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي كانت قد غبشت إتقاده الثوري وقللت وهج حمرته ظلامات ودخاخين حرب الأكاذيب العنصرية والمخابرات والدسائس الإمبريالية ضده. وقد كان أكرم الفاتح متفوقاً في دراسته وفي رياضته ورياضاته وحتى في أدآبه، وكان شاعراً ورساماً وأنيقاً في ذوقه ومعاملاته وكانت النزعة الأدبية والفنية فيه وشيجة مع إتجاهه العسكري المقاتل حتى بدأ لنا أمره نحن طلاب الحقوق وُصفة الحيوات الحزبية وغربائها،فيما بدأ لنا منه في ذلك التآلف الفريد شطحاً صوفياً غريباً على تناسقه، ولكن أكرم لم يأبه لإستغرابنا ولم يبدد وقته في مناقشتنا لحيثياته بل حقق صاحبنا مغزاها بسهولة خروج الضوء من النار، وفاز به علينا في أداءه لذاك الواجب بالشهادة والعمل النضير تاركاً لنا زحمات التنظير ومهماته وفقره لذا لم أجد دفئاً في مقدم هذا الشتاء إلا بذكر الفخار والمجد له وتكريس هذا الفخار والمجد منه لجميع شهداء حركة 28 رمضان المجيدة والإجلال لأسرهم الكريمة ولحقوق مواطنيهم التي هب هؤلاء الأبطال لنصرتها ونصرتهم خفافاً وثقالاً لواءهم الحق، فذهبوا نجوماً في تاريخ نضال شعبنا لأجل الإشتراكية والتنمية المتوازنة والسلام، فلهم مني التحايا ولهم مني السلام.
#المنصور_جعفر (هاشتاغ)
Al-mansour_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقاط في تاريخ الماسونية... من السودان وإليه
-
عن أزمة النظام الرأسمالي ودولته السودانية في الجنوب
-
التأميم والمصادرة ضرورة للوحدة والتنمية ومكافحة العنصرية
-
الكلمات المتقاطعة والطرق الفرعية
-
شذرات
-
أطلقوا سراح البلد
-
نقاط من تاريخ الثقافة الرأسمالية في بريطانيا، بعض تفاعلات ال
...
-
دراسة لأحد ملخصات المناقشة العامة
-
الأزمة العالمية و الأزمة السودانية في دارفور
-
أهمية العملية الثورية في تكريب القيادة وأهمية القيادة في تكر
...
-
مشارق الأنوار... نقاط عن الحركة الإسماعيلية وجماعات إخوان ال
...
-
ثلاثة أسئلة
-
الماركسية الجديدة وصناعة تجميد الإشتراكية في القالب الفطير ل
...
-
مشروع دراسة: -نقاط في تاريخ أمريكا الجنوبية وبعض المعالم الس
...
-
بعد إعدام صدام، أهناك سبيل لقيام جبهة وطنية بين أحزاب الكورد
...
-
الحزب الشيوعي العراقي والنضال المسلح ضد الإحتلال الأمريكي ال
...
-
الحوار المسلح
-
نقد عقلية -جرِب حظك- في تقويم وجود الحزب وافكاره
-
في رحاب الأنفال الصليبية .....له الجلال ... قائدنا القتيل مي
...
-
مقدمات تلخيص ستالين للفلسفة المادية التاريخية ونتائج الهجوم
...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|