أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحق طوع - حلم ليلة الأمس















المزيد.....

حلم ليلة الأمس


عبد الحق طوع

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


* السائر في نومه .

كلما أغلقت الباب ورائي ورحب الشارع بأقدامي ، قلت لنفسي :
ـ هل إستيقظت من نومي وأنا السائر في سديمه ؟
لاشيء يدل على أني كنت ذات ثانية هنا .
باب سجني مفتوح وأقدامي لاتطاوعني على الهروب .
وصراخي من حدة الأنين لايبرح حنجرتي .
وإن قلت لمعذبي كفى قال:
ـ وهل بدأنا العرس ؟

* الحلم

جنته وأحيانا تتحول إلى عقرب صحراء تحن إلى قطرة ماء واحدة .
في الحلم يتحول الملوك إلى عبيد والعبيد إلى طيور وإن كسرت أجنحتهم فوق الأعالى يحومون .
لولا الحلم لكف الإنسان عن النظر إلى السما ء . يغلق غرفته ويفرغ أخر رصاصة في رأسه .
عندما يتكلم الحلم تغلق أبواب القصور وتصوب فوهات البنادق في وجه ظل يتحرك في الظلام .
هو
هوائي.....
نافذة
من شرفتها أطل على بؤس في حجم السماء . وأغازل خيوط شمس كل صباح .
لسنوات طويلة أغازل الشمس، أعتقد أنها لن تدفء ولو بخيط شعاع واحد برودة وفراغ وعزلة غرفتي.
وهي.......
العارفة بفظاعة عيشي تحت سقفها .
ينبغي أن يكون المرء إلها لكي يتحمل أوجاع ساعات الإنتظارالرتيبة المملة المريضة .

* ضد الأب .

هل ستصدقون حلمي؟ .
مهما .....
وضحت ....
وأسهبت في الكلام عن حلم ليلة الأمس ووضعت أمامكم كل قناعتي أدلة ، أكيد لن تصدقوا .
وقد يتلفن بصاص المدينة واحد منكم وهوإلى هلوساتي منصت الأن ويتصنع الغضب والأسف وأنه يقاسمني
محنتي . يهودا ترك الأمانة لأحفاده.
يتلفن البصاص لصيادي المجانين بالحلم مثلي ويلقى بي ككيس من الجماجم في مرستان بئيس ، حيت السوط كما يزعمون ويؤمنون الطريق السليم والسوي إلى الصحو . طبعا....طبعا هذا إن كان لطيفا . الكثير من أمثالي منحوهم رقما في قلعة تحت الرمال . ساعي البريد لن يحمل لهم أخبار ما تبقى للبشر من حياة على الأرض .
لاموسيقى ولا رسم ولاكتابة ...
قال لي شاعرالمدينة :
ـ كسرة خبز هناك شربة ماء وثانية من النوم تعادل جز إصبع.
في الحقيقية لاأدري ما الذي يفعلون هناك بأصابع بشر القلعة ؟
وبعد أن يجزون كل الأصابع ماالذي يطالبون به ؟
نعم تعلمت كتابة إسمي ونطقت بالشهادتين ولقنوني محفوظة وبصوت آمر :
ـ لتسكن حروفها روحك وإلى يوم الدين ...مفهوم ؟
ورددنا جميعا :
ـ مفهوم مولانا .
وطفق يغني :
يشرب مايه
ويزيد مايه
نعطش ونموت
ورب السما
ما نبكي
وليه نشكي
وعلى كيفُ إمشينا
مُشْ حمينا
هوبونا
ياربي إخليه لينا
ورددنا جميعا :
ياربي إخليه لينا
بل في ركوع صلاتنا وبهمس عميق :
ياربي إخليه لينا
أنا لست غبيا إلى هذا الحد لأصدق محفوظتي . أنا تعلمتها وهذا بيني وبينكم بالعقاب .....نعم بالعقاب . وكل ما يعلم بلسعاته لا يولد إلا الخوف والشعور بالنقصان والظلم .
تقول عرافة المدينة :
ـ لاعلاقة للحب بالخوف
وزيادة من يضمن لي أن حاكم المدينة أبي كما يقولون هل أمي تمددت على سريره، وحبلت منه هو الأخر ؟
................
................
مامنحني إلا الصفع والجوع والقهر و....
وهل يوجد أب يكره أطفاله ؟
هل ستصدقون حلمي؟
حلمت أن ......
ولمن سأحكي حلمي الأن ؟ الناس المغلوب على أمرهم سيشاركون حاكم المدينة رشقي بالحجارة .
وقد يرتفع ثمن الحجر ، ويرغمهم على شرائه . بل قد يتفنون تزيينه وقد يكتبون أشعارا حول شكله ووزنه الخفيف لكن مضمون الهذف . لايخطئ أبدا .
في الحقيقة أمقت الحجر .
وأشفق على أولئك الأطفال ... يرشقون المحتل بالحجارة والعدو يحولها برمشة عين إلى قنابل .
لعبة حزينة وبئيسة أليس كذلك ؟
وهل لسيف مقامه أمام فوهة مدفع ؟
وحدها إنزلاق الأقدام وتعثراتها علمتني أن أنظر إلى أسئلتها التي لاتخون تلك الحقيقة الصغيرة :
وجود نا كبشر في حرج رهيب .
في الحقيقة لا أعرف ماالذي يجري هناك ؟ فقط ذكر إسم تلك الأرض المجروحة يتهيء جنود العالم بما فيهم أحبابهم للقتل .
حاكم المدينة هدد شرفاء وأحرار الروح بالمقصلة إن ذكروا في أشعارهم تلك الأرض .
ولا أنا..... أنا السارد.... للجدران آذان .
أكيد كلنا يحمل رائحة دمها المغتصب في أرواحنا . لكن هل .....؟
النعلة : جبن يسكنني .
ألهذه الدرجة يثير ذكرها كل هذا الغضب ؟
للغضب وجهان .
الأول يخفي خوفه الحقيقي بذهان شجاعة . والثاني شجاعته : صدقه .
الأول يقتل لأنه مهدد في سلطته . الثاني يذهب ضد موت يهدد سقوط قامته ...وذهابه موت : شهادته .
ومع ذلك يقاوم ضد ركوعه .الموت من أجل قضية عادلة : شرف .
ويقول حكيم المدينة :
ـ ماذا يعني أن أكسب العالم وأخسر نفسي .
هذا الأخير حمل شرفه صليبه وتقدم خطوة إلى الأمام .
طبعا لايوجد طفل دون أب .
ربما الأب سمموه وعوضوه بأب مستورد .
بيني وبينكم أشك في عرق أبي .
ذاكرتي مريضة . شيء فظيع أن ينسى الإنسان حلم ليلته . على الأقل يلوكه كعلك طوال يومه إلى أن يحين موعد نومه . لكن صدقوني لي اليقين هذا الشك مفتاح الدخول إلى حلمي .
يقولون أن الشك عدو للحلم ... أضغاث مشوشة قد يحقن دم الإنسان بالبرود المطلق .
ومع بروده هذا يتحول إلى يد تصفق لهزيمته . ويقولون كل حلم لايقوده إيمان عميق ...حلم فارغ .
لكن أليس الإيمان بالحياة وعدم القدرة على السباحة في أنهارها يحولنا الحلم أثناء النوم إلى أسماك ؟

* ألف سنة إلى الوراء .

ما أخافه أن يتحول حلمنا إلى كوابيس ويمشي على رأسه مقلوبا .
الحلم النائم على أسرة المرض ، يحول ما يحبط عزيمته على التحليق :سلطة الوحش الرهيب .
إلى قط أسود هزيل سجين غرفة مظلمة وبلا باب ونوافذ . ويتفنن المعطوب الكسير الجريح المهزوم في تعذيبه .
الحلم السليم يخرج الوحش الرهيب ويتأمل ضعفه، ويتسلح بقوته لا بشره . ويشيعه إلى مثواه الأخير .
عدم الإيمان بفكرة الكمال البشري خطوة أولى لتحرر.

الأحلام لوحة ألوانها أمينة وصادقة لرغباتنا و هي رغبات عادة ما تحاصر داخل الجدران ....وتحت سقفها تموت الشمس ويعم الظلام . وفي رحم الظلام يولد اليأس . وهل مع اليأس حياة ؟

* عزلة الأمرد .

تقول الجدران :
ـ إحذرمن سرعة التفاؤل .والتأويل الفاسد طعمه والتفسيرالمعطوب الروح .
قال رجل لابن سيرين:
ـ رأيتُ في المنام كأن قرداً يأكل معي على مائدة
فقال إبن سرين :
ـ هذا غلام أمرد اتخذه بعض نسائك .

وأسمع جدران قبب وحانات البصرة تردد قهقهات الشيخ .تعلو وتنخفض ، تترنح وتستقيم وتصطدم بقلعة صمت الأمرد الذي لايرفع حزنه وعزلته الباردة بالأنين .
وردد الأمرد في نفسه وبهمس حتى لايتعال صوته بالشكوى والأنين ، وتقتفي كلاب الصحراء الجائعة أثر رعد الحروف ويصبح ضحية لبطش عطشهم العظيم :
ـ يا امة ضحكت من جهلها الامم .
حول سقف بيته إلى محراب . وفي صلاة بيضاء كدواخله البعيدة عن ريح حقد وخبث ، دخل في حوار عميق مع الله :
لا اله الا انت خلقتني و أنت الحكيم العليم .
ويتعال صوت حكيم المدينة بالغضب :
ـ لا تجرحوا قلب الإنسان فهو مثوى الله

إحترام البعد النفسي للفرد وأخده بعين الاعتبار، خطوة ضرورية لكل أرض تحلم بالشمس والخير النعيم .
إقصاؤه ضربة قاضية مميتة وجريمة لاتغتفر في حق العلو والخروج من الظلام .

* قناع جديد .

أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وشكي ....
إحساس عين يقيني .
بقرة حلوب أنا في مزرعته . ونهر حنانه وحبه لي يعادل مايحمله ضرعي .وإن أصابني الهزال وجف الضرع ، مجزرة نهاية لركض صبري الطويل .
دوام المحال من ثبات الحال .
هل أحكيه ؟
وما الفائدة ؟
كلنا في هذه المزرعة نقاسي من حمل ثقل جبال جوهره . وإن إختلفت طرق الحكي .
ربما في كتابة جديدة يولد بقناع جديد وتلكم إن شئتم سر بقائه حركته و إستمراريته .

النعلة إذن على مرآة لا تعكس إلا فظاعتي .
في القبر راحة .
.............
.............
ويقول الشعاع الأخير:
زمن العبودية إنتهى .
ويقول لمعذبي :
ومن تكون ؟
وقد خرجت من مجرى البول مرتين مرة من ابيك ومرة من امك .
.............
.............
عبد الحق طوع إسبانيا




#عبد_الحق_طوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملح الكتابة (1)
- ( تيه ....)
- عين العدم ( أبناء في المزاد العلني )
- فصل من رواية عين العدم ( ليلة إغتصابي ...ليلة موت العالم في ...
- فصل من رواية عين العدم
- مسرحية قصيرة جدا...جدا
- عين العدم ( 3) فصل من رواية
- ( عين العدم ) رواية : الفصل 1 2


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحق طوع - حلم ليلة الأمس