أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - أسئلة راهنة















المزيد.....

أسئلة راهنة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


-1- هل‮ ‬يمكن لمفردات الخطاب السياسي‮ ‬الذي‮ ‬ساد في‮ ‬عام ‮٢٠٠٢‬م وما بعده،‮ ‬أن‮ ‬يكون هو نفسه الخطاب الذي‮ ‬سيحكم عملنا ونحن في‮ ‬نهاية عام ‮٧٠٠٢‬م،‮ ‬وكأن مياه كثيرة لم تجر تحت الجسور كما‮ ‬يقال،‮ ‬وكأن معطيات جديدة لم تنشأ على الأرض منذ ذلك اليوم حتى الآن‮.‬ سؤال لا بد أن‮ ‬يطرحه على نفسه من‮ ‬يتابع بعض الخطاب السياسي‮ ‬في‮ ‬المرحلة الحالية لابد وان‮ ‬يفاجئه أن من عبروا مخاض الجدل الطويل من الترويج لخطاب المشاركة في‮ ‬العملية السياسية الجارية في‮ ‬البلد،‮ ‬يعودون إلى نقطة الصفر،‮ ‬أي‮ ‬إلى الخطاب الذي‮ ‬ساد فترة المقاطعة‮. ‬ نستطيع أن نتفهم خطاب الذين أصروا على المقاطعة،‮ ‬ورأوا فيها نهجا سليما،‮ ‬واستمروا في‮ ‬الدفاع عن موقفهم هذا بقوة،‮ ‬بصرف النظر عن اختلافنا معهم في‮ ‬هذه الرؤية،‮ ‬ولكننا بالتأكيد لا نستطيع فهم خطاب بعض الأخوة الذين قادوا الدعوة إلى تبني‮ ‬خيار المشاركة في‮ ‬انتخابات ‮٦٠٠٢‬م داخل جمعياتهم،‮ ‬وغلبوه على الرأي‮ ‬الآخر الداعي‮ ‬إلى استمرار المقاطعة‮. ‬ ألم‮ ‬يكن هؤلاء الأخوة‮ ‬يدركون قصورات الدستور واللائحة الداخلية لمجلس النواب،‮ ‬وأوجه الضعف في‮ ‬الصلاحيات التشريعية للغرفة المنتخبة وقدرات الدولة على المناورة والتأثير في‮ ‬العملية البرلمانية،‮ ‬حتى‮ ‬يأتوا اليوم ليطالبوا من وصل من المشاركين،‮ ‬الذين كانوا مقاطعين،‮ ‬بالانسحاب من المجلس،‮ ‬والإقرار بـ‮ »‬خطيئة‮« ‬المشاركة‮. ‬هل كانوا‮ ‬ينتظرون أن تدخل‮ »‬الوفاق‮« ‬المجلس لكي‮ ‬يكتشفوا ذلك؟ يمكن أن نذهب في‮ ‬هذا السؤال مدى أبعد ونتساءل‮: ‬أيكون الإنسان مناضلا ووطنيا صادقا ومخلصا إذا كان من دعاة المقاطعة ويكف عن أن‮ ‬يكون كذلك حين‮ ‬يرى أن المشاركة هي‮ ‬الموقف الأقل ضررا،‮ ‬لكي‮ ‬لا نقول الموقف الأصح‮.‬ وهذا‮ ‬يقودنا إلى التذكير بالحملة الظالمة التي‮ ‬شنت على المنبر التقدمي‮ ‬وكتلة النواب الديمقراطيين في‮ ‬مجلس ‮٢٠٠٢‬م،‮ ‬بسبب تبني‮ ‬المنبر لخيار المشاركة،‮ ‬الذي‮ ‬سرعان ما أتت إليه الغالبية الساحقة من المقاطعين،‮ ‬والتشهير الذي‮ ‬تعرض له نوابنا الذين كانت جريرتهم أنهم ظلوا طوال أربع سنوات في‮ ‬المجلس السابق‮ ‬يذودون عن قضايا الناس بشجاعة وشرف حتى آخر جلسة من جلساته‮.‬ المراقب الحصيف لا‮ ‬يمكن إلا أن‮ ‬يلاحظ أن الجمعيات التي‮ ‬كانت مقاطعة واختارت خيار المشاركة،‮ ‬ولم تتمكن من إيصال نواب لها في‮ ‬الانتخابات،‮ ‬تعود القهقرى إلى خطاب المقاطعة،‮ ‬فيما تبدو الوفاق صاحبة الكتلة الأكبر في‮ ‬مجلس النواب مدافعة عن خيارها بالمشاركة الذي‮ ‬تراه صائبا،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬عبرت مخاضا صعبا للوصول إليه‮.‬ وهذا‮ ‬يدعونا لطرح السؤال التالي‮: ‬هل لو جاءت نتيجة الانتخابات الأخيرة بفوز بعض مرشحي‮ ‬الجمعيات المقاطعة الثلاث الأخرى،‮ ‬هل كان طرحها سيختلف حول جدوى فكرة المشاركة‮. ‬وفي‮ ‬عبارة أخرى‮: ‬هل ما‮ ‬يحدد معيارنا للأمور هو رؤيتنا الذاتية لها،‮ ‬أم التقييم الموضوعي‮ ‬لها،‮ ‬فلا نغلب التفصيل الصغير على الرؤية الشاملة،‮ ‬ولا نكتفي‮ ‬برؤية شجرة واحدة فنحسبها الغابة‮.‬

-2-

سمعت شخصية علمانية من قادة العمل السياسي‮ ‬في‮ ‬البحرين،‮ ‬أكن له،‮ ‬ولدوره الوطني‮ ‬كل التقدير والاحترام،‮ ‬يتحسر على السنوات الماضية السابقة لانتخابات ‮٦٠٠٢ ‬حينما كانت تسير مظاهرات‮ ‬يصل عدد المشاركين فيها إلى نحو عشرين ألف مشارك،‮ ‬فإذا بالأمر‮ ‬ينتهي‮ ‬بدخول الوفاق إلى مجلس محدود الصلاحيات ومقيد بقيود وعوائق كثيرة‮.‬ سبب واحد على الأقل‮ ‬يجعلني‮ ‬أتعاطف مع صاحب هذا الرأي،‮ ‬هو أن حصاد سنوات المقاطعة،‮ ‬بالنسبة للجمعيات ذات التوجه العلماني،‮ ‬جاء مخيبا لتوقعاتها‮. ‬ ولكن هذا التعاطف لن‮ ‬يعفيني‮ ‬من طرح أسئلة على صلة بالأمر برمته‮. ‬فكيف‮ ‬غاب عن أذهان بعض الأخوة أن الآلاف المؤلفة لم تكن تخرج في‮ ‬مظاهرات مطالبة بالتعديلات الدستورية بناء على توجيه أي‮ ‬جمعية من الجمعيات السياسية،‮ ‬بما فيها جمعية الوفاق كبرى الجمعيات السياسية في‮ ‬البلد‮.‬ القاصي‮ ‬والداني‮ ‬يعرف أن هذه الآلاف المؤلفة كانت تخرج بإيعاز وتوجيه من المرجعية الدينية التي‮ ‬تأمر فتطاع،‮ ‬وان عبارة واحدة في‮ ‬خطبة الجمعة في‮ ‬مسجد الإمام الصادق بالدراز من سماحة الشيخ عيسى قاسم،‮ ‬كفيلة بأن تجعل هذا الحشد الهائل‮ ‬ينزل إلى الشوارع‮.‬ ويمكن لهذا الحشد نفسه،‮ ‬بل ما هو أكثر منه،‮ ‬أن‮ ‬ينزل إلى الشارع بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر رافضا أن‮ ‬يقترب مجلس النواب أو الدولة من مسألة تقنين الأحوال الشخصية،‮ ‬باعتبار هذه المسألة فضاء مغلقا على المرجعية الدونية لا‮ ‬يجوز المساس به‮.‬ العبرة،‮ ‬كما نرى هنا،‮ ‬ليست في‮ ‬موضوع المسيرة أو عنوانها،‮ ‬وإنما في‮ ‬الجهة الداعية لها‮.‬ ونحن نعلم أن المرجعية الدينية الشيعية كانت منذ انتخابات ‮٢٠٠٢ ‬مع خيار المشاركة،‮ ‬ولكنها ارتأت ألا تزج بثقلها وراء هذا الخيار،‮ ‬تاركة للحراك السياسي‮ ‬أن‮ ‬يأخذ مجراه،‮ ‬وهو حراك ما كان سيكون بالزخم الذي‮ ‬كان عليه،‮ ‬لو أن المرجعية الدينية ارتأت‮ ‬غير ذلك،‮ ‬ووفق حسابات تعنيها هي‮ ‬في‮ ‬معادلة الشد والجذب مع الدولة،‮ ‬لإعادة صوغ‮ ‬العلاقة بين الطرفين،‮ ‬وهي‮ ‬علاقة معقدة تتداخل فيها عوامل تاريخية ودينية واجتماعية،‮ ‬وتنطوي‮ ‬على تفاصيل دقيقة وشديدة الحساسية،‮ ‬ليست المسالة الدستورية سوى أحد جوانبها،‮ ‬وهي‮ ‬على كل حال ليست جانبها الأهم‮.‬ لا‮ ‬يمكن للقوى السياسية الناشطة إلا أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار،‮ ‬لكن ليس إلى درجة التماهي‮ ‬أو الذوبان في‮ ‬عملية تدار من مواقع أخرى وبحسابات مختلفة‮.‬ ونعني‮ ‬هنا بدرجة أساسية القوى الوطنية والديمقراطية،‮ ‬التي‮ ‬ما كان عليها أن تبني‮ ‬حسابها السياسي‮ ‬وتتصرف كما لو أنها هي‮ ‬من اخرج الآلاف المؤلفة إلى الشارع،‮ ‬بدل أن تدرك أن حقول عملها ووسائل تأثيرها مختلفة ومحكومة بأدوات وآليات أخرى تنسجم مع حجمها وعدد أعضائها وطبيعتها التنظيمية والفكرية،‮ ‬ومع برامجها الاجتماعية والسياسية،‮ ‬التي‮ ‬إن التقت في‮ ‬شيء مع القوى الدينية،‮ ‬فإنها،‮ ‬موضوعيا،‮ ‬تختلف معها في‮ ‬أشياء‮. ‬للحديث تتمة‮.‬







#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الفساد
- لماذا‮ ‬يغيب المسؤولون؟
- مداخلة المنبر التقدمي في الحلقة الحوارية بمناسبة يوم استقلال ...
- نضالات مطلبية
- صفقات التسلح‮ .. ‬لماذا ؟‮!‬
- هل نفتح ‮ ‬النوافذ ونمنع الهواء؟‮!‬
- لجان التحقيق‮ !‬
- عن التجربة المغربية
- من أجل مداواة الجروح
- ليست مسألة شكلية
- يوجد بديل‮ !‬
- التجربة النيابية بين مرحلتين
- هل ما ينقص البحرين الدعاة؟
- الفئات الوسطى
- إصلاح النظام ‮ ‬الانتخابي‮.. ‬لماذا؟
- ما‮ ‬يعطى بيد‮ ‬يؤخذ بأخرى‮!&# ...
- شكراً‮ ‬للسادة النواب‮ !!‬
- نساء من سنوات الجمر
- أبعد من نقص الشفافية‮!‬
- مصير القوى ‮ ‬الصغيرة والمتوسطة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - أسئلة راهنة