عمر أبو رصاع
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:42
المحور:
الادارة و الاقتصاد
من المعلوم للقاصي والداني أن طبيعة تعاطي المواطن العربي مع رمضان تجعل من هذا الشهر الفضيل بمثابة كارثة قومية على الإقتصاد الوطني ، انخفاض هائل في مستوى الدخل و الانتاج الذي يتراجع للنصف و ارتفاع هائل في معدلات الاستهلاك يصل هو الآخر إلى النصف، أحد المعلقين فسر الظاهرة بأن العرب يتعاملون مع الشهر الكريم باعتباره قدر ينزل على الأمة العربية يجعله شهر الأكل و الدراما و النوم ! قلت : و هل نحن أمة ينقصها المزيد من النوم؟!
الإرتفاع العالمي لأسعار المنتجات يدور خلفه ارتفاع سعر النفط و ارتفاع سعر المواد الأساسية كالحليب بسبب سياسات رفع الدعم اوربياً تؤدي لجنون اسعار في العالم العربي إذا ما اضيفت للارتفاع الطبيعي الناجم محلياً عن تحقيق نمو بسبب فوائض الأموال و تدفقات الإستثمار ، تجعل ذوي الدخل المحدود في وضع كارثي و تتعاظم الهوة أكثر و أكثر بين الطبقات و هذا ما بتنا نراه بأم عيوننا في بلداننا العربية خاصة التي لا تتمتع منها بعوائد نفطية كبيرة ، التجوال في اسواق رمضان يبدي كم الفارق الذي بات يضرب الأمن الاجتماعي بقسوة و بدون رحمة ، يبقى السؤال بين يدي المسؤولين الذين يتغنون بنسب النمو ؛ لماذا تشكو الاغلبية من النمو الاقتصادي في عالمنا العربي هذا ؟!
أحد الموظفين قال لي: "يا رجل الله لا يجيب نمو ، كلما حصلت طفرة كما تسمونها ارتفعت الاسعار في كل المجالات ، طيب نحن بالنسبة لنا هذا النمو يعني تآكل رواتبنا و خراب بيوتنا "!
ليس فقط توزيع الثروة غير عادل بل و ايضاً توزيع نتاج النمو الاقتصادي هو الآخر غير عادل فلا توزيع الدخل فيه عدل ولا زيادة الدخل القومي فيها عدل في التوزيع بل ان الزيادة التي تحدث في الدخل القومي توزع بشكل اسوء من توزيع الدخل الأساسي مما يعني أن الفجوة بين الطبقات في تفاقم مستمر و أن النمو الإقتصادي يأتي في مصلحة الأقلية و لا تستفيد منه الأكثرية و يفاقم من حدة التناقضات و الفروق الاجتماعية.
للحديث بقايا
تحياتي و محبتي
#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟