الحضارة السومرية

صباح محسن كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 08:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الحضارة السومرية التي أثرت الانسانية بالمنجزالثر في شتى الميادين فمن اوروك وسومر واريدو ولكش انطلقت الكتابة المسمارية ومنهنا خط الحرف الاول وكتبت القصيدة الاولى ومن هنا كانت الملكة شبعاد تستأنس بالوتر والموسيقى ،ومن الحضارة السومرية انطلق المشرع الاول اور نمو ليشرعن القانون الاول
ان اثارنا الحضارية التي تعج بها المتاحف العالمية بعد ان هربت في عهدين وزمنين في عهد الدكتاتور حينما كان يهربها ارشد والان سرقت اكثر من (15) الف قطعة اثرية من قبل سراق الاثار وسراق الحضارة.
قدم الباحث التاريخي حسن علي خلف محاضرة رائعة عن الحضارة السومرية ثم الوصول الى تاريخ مدينة الناصرية التي تبعد عن اور مهد الحضارة(18)كم ...ضمن النشاط الثقافي الرمضاني في اسبوعه الاخير في دائرة الصحة بحضور حشد كبير من الاطباء والادباء والاكاديميين ..تناول في بحثه الواسع تاريخ المدينة من خلال المجلدين اللذين صدرا له،...............
منذ بداية تاريخ المنطقه والادوار والمراحل التي مرت بها المدينة وتاريخها وارثها الحضاري..الى الجزء الثاني من كتابه عن النشاطات المختلفة لمدينة يحتشد فيها الابداع متواصلا جيلا بعد جيل.وقد تناول بالتفصيل المنطقه منذ فجر التاريخ مرورا بكل السلالات التي انشأت فيها وصولا الى الفتح الاسلامي وفي الفصل الثاني واصل الباحث تناول الاحداث التي جرت فيها ابان العصر العباسي وفي الفصل الثالث تناول الاحداث بعد سقوط بغداد 1258 م وما جرى في المنطقه اما في الفصل الرابع الاحتلال البريطاني للعراق ومقاومة الناصريه لهذا الاحتلال ومعارك الشعيبه وثورة العشرين وفي الفصل الخامس جاء الكتاب ليفصل بشكل رشيق بعيدا عن الاستغراق والاطاله والحشو فجاء الفصل جميلا مشذبا لم يثقله بالتفاصيل غير الضروريه .
معظم النظريات التاريخيه تؤكد على نشوء الحضارات الى جوار الانهار ومن اقدم تلك الحضارات الحضارة السومريه التي قدمت منجزلتها التاريخيه للانسانيه واثرت الارشيف الانساني بعطائها حيث الحرف الاول والموسيقى والتراتيل والملاحم والقوانين من ربوع هذه الارض فالكتابه السومريه التي نقشت على اديم هذه الارض وفي زقوراتها ومدنها تمثل الضياء الاول لفجر التاريخ وبحث الانسان عن الخلود واسئلة الوجود وماهيته تجسد في ملحمة كلكامش واستخدام الموسيقى عند ملكة سومر شبعاد وفي قصور شولكي واور نمو الذي خط القانون الاول للانسان لينظم حياته كل هذه العطاءات نتاج هذه الارض التي استوطن على اديمها وحواضرها الانسان الحضاري الاول .كتب الباحث حسن علي خلف هذا السفر التاريخي بحرفية المؤرخ الذي يمسك موضوعه بعنايه فائقه وتسلسل الاحداث ودفة في استخدام المصادر المتنوعه التي يشير اليها في بحثه مع الموضوعيه التامه في تحليل واستنتاج الاحداث التاريخيه وقد استنفذ منه جهدا لمدة خمسه سنوات ليخط يراعه تاريخ مدينه هي ايقونه الحضاره في نافذه التاريخ
في المقدمه صفحة (8) يذكر الباحث ( على مساحه لابأس بها من السهل الرسوبي ,الذي تكون بعد انحسار الزحافات الجليديه وامتداد التصحر ,وراح يقتطع اطراف جزيرة العرب بدأت اولى بوادر السكن في هذه المنطقة والتي يعرفها الجغرافيون كيف تكونت وما هي الظروف التي ادت الى استكمال انطمار البحر السائد في ذلك الزمان ليصبح سهلا مجاورا للقاره الاركيه التي تشغل جزءا من مساحتها جزيرة العرب وان بوادر السكن الاولى في هذا السهل الخصب حديث التكوين ,ربما تتمثل بقرى العبيد على ساحل الفرات الذي يلتقي بدجله انذاك قرب هذه القرى حديثة التكوين ) .ثم استعرض المدن الاولى في التاريخ الانساني اور وسلالات المدن السومريه فقد خط بانامله المبدعه انجازات وخصائص ومعتقدات فجر السلالات وتكوين المدن الحضاريه الاولى .
(ذي قار في التاريخ صفحه 30 ) ( ذي قار ليس اكثر من ينبوع ماء يتدفق بين الكوفه والبصره ,ترتاده بعض القبائل في مواسم الصيف , وان ذلك الينبوع او العين يجري في منطقه كثر قارها ومن فرط كثرته كان يطفو الى السطح وان ابرز القبائل التي كانت ترتاد تلك العين في فترة ماقبل الاسلام قبائل بني شيبان التي هي بطن في قبائل بكر بن وائل )وقد استعرض في كتابه سلالة اور الاولى وسلالة لكش وسلالة اور الثالثة وسلالة ايسن وسلالة لارسن .
ان ما ذكره المؤرخون والمنقبون في تلك الحواضر وما عثر في المقابر الملكيه والالواح الطينيه من انجازات حضاريه كالتعدين واستخدام الري اضف الى ذلك صناعة الحلي والمجوهرات التي تطوق اعناق ملكات سومر وفتياته اما المنجز الابداعي في الشعر والملاحم فملحمه كلكامش خير اثر تركه ابناء سومر في سفرهم الحضاري ان الجهد الرائع الذي بذله المؤرخ حسن علي خلف ينبغي ان يشار اليه بالبنان على تصنيفه المذكور المميز بالسرد التاريخي الشيق مع ربط حلقات المراحل التاريخيه دون اغفال اي مفصل تلريخي مرت به الناصريه منذ النشوء الحضاري الاول الى الوجود المعاصر،فالمدينة التي كانت مهد للحركات السياسية في العشرينات منذ فهد ثم اواخرالاربعينيات فؤاد الركابي ثم حزب الدعوة في 1958 فقد اكد الباحث حسن علي خلف على ميزة المدينة الثقافية والسياسية ,,,ولا غنى اطلاقا لمن يبتغي الحقيقه التاريخيه فيستخدم هذا الكتاب كمصدر تاريخي لمعرفه حضارة وادي الرافدين والاحداث التي مرت به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في ظلال تلك الفصول المشبعه بالمعلومات التاريخيه والوثائق والمنجزات التي ةدمتها الحضارة الاسلاميه ودور ابناء تلك البطائح في منجز الحضارة الاسلاميه في العصر الراشدي والاموي والعباسي وموقف ابناء الناصريه في ثورة العشرين ,وجماليات المكان في سحر الاهوار والتي صدر له كتاب خاص فيها في عام 2004 . يذكر الباحث حسن علي خلف في اهميه المواقع الاثريه في الناصريه صفحه275 (لقد كان لسومر واور شهره سياسيه عاليه واسعه ومنزله مرموقه بين شعوب الارض بما يتصف به هذا الشعب بقدره فائقه على العمل والابداع والانتاج وتطويع الطبيعه والطرق على كتله هذا الكون لاستخراج الخيرات وبناء المجد ,والحضاره بتشييد المدن والقلاع والمعابد والزقورات ) ان هذا الجهد المثابر حري بالمؤسسات الثقافيه والاكاديميه بتسليط حزمه من الضوء عليه لاشراقات الحضاره العراقيه المنطلقه من مدينة ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) اور السومريه.ان تدوين تاريخ الحضارة العراقية وبواكير المدن الحضارية مسؤولية المثقف العراقي لأعادة كتابة التاريخ وفق المنهج العلمي الرصين بعد ان شوه الفكر المؤدلج التاريخ وزيفه ،من هنا فأن الجامعات مدعوة الى توجيه البحث العلمي الرصين للحضارة العراقية والمراحل التاريخية التي مرت بها مدننا الحضارية بعد ان زيف النظام المباد التاريخ وكتبه بشكل خاطيء

#صباح_محسن_كاظم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات