أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)















المزيد.....

قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا بد أن انتصار الإله (مردوك ) على الآلهة ( تعامه) لا بد أن هذا تجسيد لانتصار حمورابي (1792ق .م –1750ق.م) على آله المدن المجاورة لها(43) وإخضاعها للثقافة الجديدة ثقافة الطبقات الاجتماعية وثقافة ( الأدنون والأعلون) .
ولسبب أن الإنتاج الزراعي أستمر بنفس الطريقة التي بدأ بها منذ الثورة الزراعية الأولى في التاريخ حتى قبل مائة عام أو مائتين عام من كتابة هذا البحث , ولان هذا السبب ما زال ساري المفعول , فأن اخطر ملحمتين تارخيتين وهما (ألاينوما ايليش) و(جلجامش) ما زالتا حتى قبل مائة عام يرويان عند الفلاحين مع تغير بسيط في الأسماء و(جلجامش) هو نفسه ( حسن الشاطر) و(علي الزئبق) و( عشتار )الآلهة هي نفسها (ليلى) في قصة ليلى والذئب التي سنرويهن بعد قليل و(الذئب ) هو كناية عن خيانة الذكر للطبيعة الأم والمرأة الأنثى , ألا تلاحظون أن الطريقة الأولى التي حرث بها الفلاح الأول أرضه ما زالت حتى اليوم سارية المفعول عند أغلب فآت المجتمع , وأن وصل الإنسان مستوى (الشبع). وهذا نادر جداَ فإنه لم يصل إلى مستوى فائض الإنتاج ، الا قبل مائة عام من كتابة هذا البحث , وهذا الفائض ليس من الجائز أن تعتبره متوفر لكل الشعوب لذلك ما زال الإنسان ينتج غذائه بطرق بدائية , وأكثر الدول لم تصل لأكثر من مستوى الكفاف(44) وهذا كله ساعد على بقاء الآداب الزراعية وعلى ثبات العادات الاجتماعية بسبب عدم تغير طريقة الإنتاج وأن التخلف الفكري والاجتماعي سببه بقاء بعض الناس على نمط إنتاج تقليدي دون الالتحاق بأنماط الإنتاج الحديثة.
* * * * * * * *
في عام 1802ب.م , كان قد توصل العالم (جرو تفند) في تحليل(45) أول أو بدايات اللغة المسمارية التي كتبت بها ملحمة الخلق البابلي ألا ينوما ايليش أي ( عندما في الأعالي) و(ملحمة جلشامش ) وبعد ما يقارب من عشرين عام , استطاع العالم الفرنسي (فرانسو شامبليون) فك رموز الهيلوغروفية , عن طريق حجر ( رشيد) الذي عثر علية الجنود الفرنسيون وعلية عبارة بالهلوغروفية , وتحتها عبارة أخرى مترجمة باللاتينية , وهذا فتح الطريق لمعرفة المسمارية وتفكيك رموزها نهائيا سنة (1875 بعد الميلاد) .

وفي عام (1872 بعد الميلاد) أعلن عالم الآثار البريطاني (جورج سميث)(46) عن توصله لحل رموز إحدى ألواح مكتبة ( با نيبال ) وكان نصاَ يتحدث عن الطوفان التوراتي , وبعد ذلك عثر على باق الألواح التي تبين فيما بعد أنها أي : الالواح ما هي الأ ( ملحمة جلجامش ) ومنذ ذلك الحين تبين أن هناك تزوير تاريخي في التوراة وسرقة جريئة من مؤلفيه لقصة الطوفان, التي اقلقوا العالم بها لاكثر من ثلاثة آلف عام تقريبا , وكان هذا الرأي عائد لكل أصحاب المواقف الحركية من الصهيونية , أما رأي البحث العلمي فانه يعتبر أن ثقافة التوراة جزء من ثقافة المنطقة يجري عليها مثل ما يجري على ثقافات كافة شرائح مجتمع الشرق الأدنى , وفي هذه التوراة كما في ملحمة الخلق البابلي وملحمة جلجامش , فيها اغتصاب وقهر ثقافة الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان , من ماء وأرض وهواء ومعادن .وفيها صراع القديم والحديث أو الاصالة والمعاصرة في ذلك الوقت , وهي أيضا تخبرنا عن اختراعات ذلك العصر من خلال الاسلحة التقليدية البدائية التي كان يتسلح بها مردوك البطل , فاتح الثقافات الحديثة وفي الواقع أن هذه الملحمة تعبر عن بداية انحطاط عصر الأنثى إلى هذا اليوم , وهي التي أسست مفاهيم دينية حديثة , ولان الملحمة طويلة فأننا لن نستطيع ذكرها بالكامل الا أن نورد حكاية مردوك و(تعامه) الأم , لنبين بدايات الصراع الثقافي بين القديم والحديث أو بين ثورة الأبناء على عقول الأباء أو ثورة الذكر على الأنثى :-

ولقد بدأ تدوين هذه الملحمة الادبية أبان سيطرة مدينة بابل على بابل وعلى ما حولها من تجمعات زراعية لذا فأنها استمدت قوتها من قوة العسكري المحترف وجاءت هي انعكاسا لهذه الانتصارات العسكرية التي حققها حمورابي انعكاسا من الثقافة الجديدة , بل أن الثقافة الجديدة هي التي انعكست عن الانتصارات العسكرية لمدينة بابل , وتقول الملحمة :- أن الآلهة ضاقت صبرا من تصرفات الآلهة الأبناء لذا وجب على الكبار أن يضعوا حدا لتصرفات الصغار , فذهب (آبسو) الذي ينتمي إلى جيل الأباء الكبار , إلى (تعامه) وهي الآلهة الأم , فأخبرها ومعه (ممو) وزيره الذي يفرح له قلبه , وفتح (آبسو ) فمه قائلا –لتعامة الأم :-

{{{لقد غدا سلوكهم مؤلما لي
في النهار لا أستطيع راحة, وفي الليل لا يحلو لي رقاد
لأدمرنهم , واضع حدا لفعالهم ,
فيخيم الصمت ونخلد للنوم }}}(47)

ولكن الآلهه الأم تأخذها رأفة الأم الحنون بأبنائها فتقول _ لآبسو الأب :-
{ لماذا ندمر من وهبناهم نحن الحياة؟
إن سلوكهم لمؤلم حقاَ , ولكن دعونا نتصرف بلين وروية }
غير إن الأب آبسو , لم يعر تعامه اهتماما , واستمع إلى نصائح شريرة من ابنه {ممو} الذي ينتمي هذا أيضا إلى الجيل الأول جيل الأباء الكبار , ويتعانقا ويتصافحا على الشر والغدر بأبناء { تعامه} الأم .

وفي نفس اللحظة يشتم {ايا} الحكيم خطط المتآمرين , فيعمد إلى أبسو الأب ليلا فيقتله ويسجن وزيره {ممو} ويسكن{ايا} في مسكن {أبسو} هو وزوجته {دومكينا} ويرزقا هناك بأبن اسمه {مردوك} وكانت آذانه أربع وعيونه أربع . وكان { مردوك } كثير الحركة فانزعج منه الكبار وذهبوا إلى الأم قائلين :-
{{{عندما قتلوا زوجك آبسو, لبثت هادئة , دون أن تمدي له يدا
وعندما خلق (آنو) الرياح الأربعه,
اضطربت أعماقك وغابت عنا الراحة تذكري آبسوا زوجك.
تذكري (ممو) المقهور , وأندبي وحدتك
لم تعودي أما لنا , تهيمين على غير هدى حرمتنا عطفك وحنانك ,
عيوننا ثقيلة دعينا ننام دون إزعاج
واجعليهم نهبا للرياح }}}.
وبعد ذلك تثور {الأم تعامه} وتعلن مع الجيل الاول من الأباء دخول الحرب ضد الاجيال الشابة وتأتي تعامه الأم باسلحة قديمة جدأ من صنع وابتكار الطبيعة مثل :-

{... أفاع هائلة ,
حادة أسنانها , مريعة أنيابها ,
ملئت جسدها بدل الدم سما ,
أتت بتنانين ضاريه تبعث الهلع ,
توجتها بهالة من الرعب وألبستها جلالة الآلهه
يموت الناظر إليها فرقا,
حتى إذا انتصبت لم تخنع ولم تدبر .......الخ}
وتعدد في الملحمة أنواع أخرى من الأسلحة , أسود , كلاب مسعورة , وعقارب وعفاريت , والبيسون ....الخ .
وقد وصلت هذه الاستعدادات الحربية إلى {أيا } وإلى أبيه { أنشار} وهو منتمي إلى الجيل الثالث من الأباء , فيقول له {آيا} مخاطبا:
{ أي أبتاه, أن تعامه التي حملت بنا تكرهنا }
ويعدد آيا أمام أنشار كل أسلحة تعامه, ولما عرف أنشار نية تعامه عض على شفتيه , وقال قم – أنت يا قاتل آبسوا وقاتل , فيعتذر عن ملاقاة تعامه , فيبعث {أنشار} ابنه {آنو} وعندما يذهب {آنو} يعود معبرا عن عدم مقدرته على مواجهة الأم تعامة ,وعلى الفور قام {أنشار}باستدعاء {مردوك} البطل وقال له :
((أمض أمام أنشار في عدة الحرب الكاملة
قف أمامه منتصبا بينما تكلمه, فتهدأ خواطره))
وعندما رآه أنشار بهذه الحالة , قام أليه وقبله , فقال له مردوك
(( أي الرجال قد أشهر سلاحة ضدك
أم تراها تعامه , وهي أنثى , قد فعلت ذلك ؟ ))
ويعد مردوك {أنشار} انه قريبا جدا سيطىء عنق الألهه تعامه , شريطة تنفيذ مطالبة السياسية وهي :
أولا : - أن يعلن الجميع في اجتماع رسمي اقتداره على دخول المعركة.
ثانياً : أن يجعلوا من كلمته، قوة "تقرير المصير بدل" ويوافق أتثار على هذه المطالب، ويقوم باستدعاء باقي الالهة إلى مأدبته ليأكلوا } خبزاًَ وخمراً{ ويتنازلوا عن قدراتهم إلى } مردوك{ ويعلمهم أن }تعامه التي حملت بنا تكرهنا { ويجتمع الالهة ويعطوا مردوك القوه، ولهذا السبب احضروا ثوباً لاختبار قوة } كلمته{ ويأمر الثوب بالارتداد والانثناء، والثوب في حالة استجابة لكلمة مردوك القوية، عندها يرفع الجميع صوته قائلون: }مردوك ملكاً{ وبادر مردوك على الفور بخطه التسليح وشرع بصناعة }القوس{ و}سهاماً، وهراوة{ ثم أرسل البرق أمامه، تعبيراً عن سرعته وبطشه ثم صنع } شبكه، ودرع{ تلك الأسلحة في هذه الملحمة تظهر الفرق بين أسلحة الأجيال الحديثة والتي هي من صنع التقدم والحضارة ومجتمع ما بعد الكتابة والعلم بأكثر من 1500 بعد الكتابة وبين أسلحة الأم تعامه وهي من }خلق الطبيعة{ مثل الأفاعي والبيسون والعقارب، التي هي ايضاً أسلحة ما قبل الكتابة بثلاث آلاف عام أي تحت }3200 ق.م{ وهنا موقف جد مؤثر حين يلتقي الابن وبنيته القضاء على (الأم تعامه) فلنستمع لخطاب مردوك حين يلتقيان قبل بدأ الالتحام البطولي صارخاً في وجه الأم :
( كفى ما رأينا من عجرفتك وتكبرك
لقد شحنت البغضاء قلبك فحرضت على القتال،
وأوقعت بين الآباء والأبناء
فنسيت حب من أنجبت
أعليت (كنغو) وجعلتيه زوجا لك
واعطيته منزلة انو دونما حق
ضد انتشار ملك الالهه كشفت سوء طويتك
فلتتركي الان حشدك يتجهز بكل ما عنده من سلاح
ولتتقدمي اليَّ وحيدة في معركة ثنائية )

فلما سمعت تعامه هذا الخطاب اهتاجت صراخا وارتجفت ساقاها معا وتلت تعويده ضد شر مردوك وتقدما من بعضهما والتحما في صراع دموي، انتهى بقتل الأم تعامه على يد مردوك البطل واسقط معها كل اسلحتها، وتفرغ بعدها الإله مردوك لخلق (لالو) وهو الانسان، وفي نهاية الملحمة تعداد لاسماء مردوك الخمسين، ولقد درسنا في الاطروحات الادبية، المترامية عند كل شعوب الارض ما يسمى بـ(بيت القصيد) الذي من خلاله نتعرف على الهدف الاسمى من كتابة القصيدة أو ما تعنيه القصيدة من خلال بيت واحد أو اكثر وفي ملحمة الخلق البابلي يبدو أن بيت القصيد هو اظهار قوة مردوك وبطثه، وان البناء الملحمي (ليس من اجل الفن) بمعنى (ان الفن ليس للفن) وانما لتأسيس بناء اجتماعي قائم على سلطة السلوك الذكري ولتعزيز الدور الاجتماعي الذكري من خلال اظهار قوة الاله مردوك الذكر، واظهار الآلهه الأم تعامه ومنذ تلك الحقبة أخذ مفهوم الرجل الذكر ينتشر إنتشارا واسعا منذ بداية الكتابة التصويرية في كل من (سومر) و(مصر) حوالي 3200 ق.م الى ما يقرب من بداية دخول عصر الذهب والفضه وتأسيس الجيوش الشبه نظامية العائدة الى حاجة (رأس المال) لجيش نظامي يحميه كما يقول (الصادق النيهوم) في احدى مقالاته المعروفة باسم (اين خسرنا ولماذا)؟

ولأن الرجل الذكر انتخب نفسه أنتخابا طبيعيا للصيد والقنص والرمانية فقد ظل يعيش حياة شبه حرب طويله الامد مع الحيوانات المفترسة ولما ظهر نظام (الاقتصاد النقدي) فقد تحول من صائد حيوانات مفترسة الى محارب عسكري يهدف الى تسخير كل شيء لخدمته ومصلحته عن طريق (الذهب والفضة) وتحول الذكر الصياد الى مسلح في جيش نظامي يقوم بحماية رأس المال من اللصوص والطامعين بأملاك (الهيكل) الذي تحول هذا الهيكل فيما بعد الى أول محل (صرافة) في العالم وكان هذا في الشرق الأدنى على الاطلاق.

ولأن المرأة منعزلة في المنزل تجمع الثمار فقد تحولت في عصر بداية الثورة الزراعية وتأسيس المدن الى مسيطرة نهائية على كل شيء بسبب التقارب البيولوجي الوظيفي بين السلوك الانثوي والسلوك الطبيعي للطبيعه ولما كانت الطبيعه مخفية جداً بسبب الكوارث الطبيعية من حيث الزلازل والفيضانات غير المنتظمة فقد أدى هذا التخوف الى الخوف من المرأة حليفة الطبيعه، ولكن حدث ما بعد عصر الكتابة التصويرية (3200ق.م) حدث انقلاباً جديداً في تاريخ الشرق الادنى أدى الى بداية عصر السيطرة على الطبيعة، وتنظيم مياه الري، والاستعدادات التامة لمواجهة الجفاف وتقدمت وسائل الانتاج وبدأ نظام العد القمري في بلاد الرافدين ونظام العد الشمسي في مصر، نظرا لفيضان النيل المنتظم بعكس الفرات غير المنتظم، فقد بدأ المصريون يعدون شروق الشمس وغروبها، وحسبوا بذلك عدد الشروق والغروب كي يواجهوا فيضان النيل، كل تلك الاسباب مع تقدم ادوات الانتاج ادت الى قهر الطبيعه على يد الانسان الذي نظر ايضا الى المرآة حليفة الطبيعه على أنها (مخلوق مهزوم) بفضل التقدم العلمي، لذلك ومن هذا المنطلق فاننا اذا ما عدنا الى (ملحمة الخلق البابلي) وقمنا بعد واحصاء اسلحة الذكر الصياد الاله المنتصر فاننا سوف نجدها كلها من صنع وابتكار الانسان(48) وان اسلحة الام الاله تعامه كلها من صنع عصر ما قبل التقدم وهي اسلحة طبيعية كما يظهر في هذا الشكل
المغزى من ذلك أسلحة الذكر مردوك أسلحة الأم تعامه الانثى
- انتصار الجديد على القديم
- بداية عصر التمايز بين الجديد الذكر، والقديم الانثى من خلال الاسلحة. - رمح
- قوس
- هراوة
- شبكة ...الخ - أفاعي
- كلاب مسعورة
- ثيران هائجة
- أسد
- أحد عشر نوعا من العفاريت ... الخ

وأن هذا الصراع في الملحمة هو صراع بين العصر الجديد والعصر القديم، وهو عصر التمايز بين الانسان وباقي المخلوقات تحت سلطة جديدة من سلطة الرجل الذكر، وهو أول تأسيس تاريخي لفكره (الذكر الخالق) التي لم تك معروفة من قبل اذ كان الخلق فقط بواسطة رحم المرأة ولكن مردوك بعد انتصاره على الام اصبح ينافسها في كل الميادين وبلغت به (الوقاحه) لان يخلق بـ(الكلمة) بدل الخلق بفعل (الرحم – رحم المرأة) اذ أنه في اثناء الاستعراض العسكري لقوته الجديدة، احضر له ثوبا وطلب من الثوب ان ينثني فانثنى ثم طلب منه ان يعود الى حالته الطبيعية فعاد، وهنا يجب ان نتوقف قليلا عند هذه النقطة لنلاحظ كيف اثرت هذه الفكرة واسست بذور الديانة العبرية الأولى في تاريخ الشرق الادنى، وكيف ولد المسيح فيما بعد بـ(الكلمة) الخالقة وكيف خلقت هذه الكلمة نزاعا جدليا في القرن الرابع الهجري ومحنه عظيمة للامام (احمد بن حنبل) الذي رفض بدوره ان تحل الكلمة محل الخلق اذ ان هذا الامام العبقري رفض ان يكون القرآن الكريم مخلوقا لمجرد انه كلمة من الله سبحانه وتعالى واعتبر الموضوع دخيل على الثقافة الاسلامية من الثقافة المسيحية، والفارسية، وسكت عن موضوع خطير كان قد سكت عنه رسول الله (ص) وكان هذا الامام اول من لاحظ ان هنالك ثقافة اسلامية وثقافة عربية .

ومن ناحية اكثر خطورة وهي ان الحرب والقتال والعسكرية تؤكدها هذه الملحمة على انها من وظائف الرجل الذكر وليست من وظائف المرأة الانثى على اعتبار ان هنالك فروق بيولوجية بين المرأة الانثى وبين الرجل الذكر، منها مثلا ما ذكره مؤلف كتاب (بنو الانسان) اتساع الحوض عند المرأة أدى الى تخليها عن ممارسة ( الصيد) وذلك لبطئها في الحركة، وإن ضيق الحوض عند الرجل جعل منه صيادا ماهراً لذلك اكتسب الرجل قوة عضلية وخشونة في الوقت الذي اكتسبت به المراة نعومة وطراوة لقعودها عن الصيد والحرب .

ولقد كاد ان يقول الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة نوبل في كتابة (الانسان ذلك المجهول ) قال : (كل خلية في المراة تنطق بانها انثى)(49) لهذا فان انتصار مردوك الذكر هو من موقع التاكيد على التفوق والتمايز بين الرجل وبين المراة، فلطالما ان (كل خلية فيها تنطق بانها انثى) طالما ايضا ان ( كل خلية في الرجل تنطق بانه ذكر) والملحمة هنا تؤكد على اهمية قيادة الرجل للمجتمع بدل المرأة الانثى بدليل قتل الام تعامه، ولو كان ذلك رمزيا لاظهار دورها الضعيف ودور الرجل القوي، ومن ملاحظات العلم الحديث انحناء العمود الفقري عند المراة اكثر من الرجل لذا فانها تشيخ اسرع من الرجل، ولدى جسمها قابلية اكثر لتخزين الشحوم، بينما يتجمع الدهن عند الرجل في البطن والردفين وان عضلات المراة تقل(50) عن عضلات الرجل بنسبة 25%* لذلك فان الانسان الشرقي حين انتقل من مجتمع البدايات الزراعية الى مجتمع الذهب والفضة واقتصاد السوق فانه لاحظ هذه الفروق واحس بها منذ بداية العطلة السبتية الى بداية تأسيس الجيوش النظامية التي لا مجال للمرأة بها لضعيف قوتها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي
- الرزق ليس على ألله والفقيه المسلم لا يعرف ماذا يريد!
- الزكاة لا تكفر عن خطيئة المسلم والله ليس شيوعيا
- أحبك..
- البقاء للشعب وشرب القهوة
- الثقافة ترفع من مستوى الشعب
- رساله لقرائي حول بعض كتاباتي
- ما هو التطور الإجتماعي ؟
- التطور الثاني
- الدين والعقل
- الشرق الجديد


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)