عبير حسن العاني
الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:08
المحور:
كتابات ساخرة
فوجئتُ وأنا أرى محلّه وسط بغداد وقد تغيّرت ملامحه، فوقفتُ أمامه ، لأكتشف أنه قد غيّر حتى اختصاصه! فبعدَ أن كانَ المحل يبيع المرمر العراقي والأجنبي بكافة الأحجام والأشكال، أصبح محلاً لبيع الزجاج بكافة أنواعه.
سألته:
- لماذا أبدلتَ المرمر بالزجاج؟ أظنُّ أن واردات بيع المرمر أكثر، ثمَّ أنك مختصٌ به منذ سنين!
أجابني مبتسما ً:
- نعم..انه اختصاصي واختصاص أبي من قبلي، ولكن.. وجدت أنَّ بيع المرمر أصبحَ قليلا ً جدا ً لغلاء سعره وعدم اهتمام الناس (بالجماليات) في هذا الظرف القاسي، ولاحظت في الوقت نفسه أن أكثر المحلات بيعاً هذه الأيام هي محلات الزجاج، وذلك بسبب الانفجارات و (التفخيخات)!
- وهل الأمور تسير على ما يُرام؟
- بالتأكيد، وأنا لم أكن أتصور أن البيع سيكون بهذا الزخم، فما أن أملأ محلّي بكمية من الزجاج، حتى أراه فارغاً في اليوم التالي، فأقوم بجلب كمية أخرى.
- ما شاء الله!!
- وأخي الذي كان يملك محلاًّ لبيع الألبسة النسائية، هل تعرفين ماذا يعمل الآن؟
- ماذا؟
- لقد حوّلَ محلّه إلى محل تأجير كراسي ومستلزمات المآتم!
- ولكن.. كيف تكيّف فجأة لهذا العمل الذي يُدمي القلب؟
- ببساطة!! نحنُ اليوم نسمعُ عن خبر وفاة أي شخصٍ حتى لو كان قريباً لنا بكل بساطة.. لقد أصبحت أخبار الوفيات هي أكثر الأخبار المتداولة، حتى أنها بدأت تفقد وقع (الصدمة) على النفس!
- وهل مردودات عمل أخيك جيدة؟
- إلى حدٍّ لا يخطر على بال.. والحمد لله!
- الحمدُ لله!!
حقاً .. مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ ..فوائدُ!
#عبير_حسن_العاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟