|
لم نتلق أي تحذيرات بالتراجع عن تنظيم الوقفات
عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:11
المحور:
مقابلات و حوارات
أجرى الصحافي عبد الهادي مزراري حوارا مع عبد السلام أديب يوم الجمعة 28 شتنبر 2007 لكي يصدر في جريدة الصحراء المغربية يوم السبت 29 شتنبر، وقد صدر تحت العنوان المشار اليه وجاء كما يلي. يتوقع أن تكون تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية قد نظمت، أمس الجمعة 28 شتنبر 2007، ابتداء من التاسعة ليلا، وقفاتها المتفرقة مكانا والموحدة زمانا، ويتوقع أن يرفع المتظاهرون أزيد من 50 شعارا للتنديد بغلاء المعيشة وتقهقر الأوضاع الاجتماعية، من قبيل "كيف تعيش يا مسكين، والسكر بمية وعشرين"، أو "علاش جينا وحتجينا، على الما والضو لي غلا علينا"، و"المعيشة غليتوها والأجور نسيتوها". وتتضمن الشعارات أيضا دعوة من أجل الحرية، والكرامة، والحياة، والمستقبل. وأعربت الكثير من التنسيقيات التي تنظم هذه الوقفات عن نيتها لبرمجة وقفات مماثلة خلال الأسبوع المقبل. واللافت للانتباه أن هذه الوقفات، التي انطلقت من مدن صغرى سرعان ما بدأت دائرتها تتسع، كان أبرزها الوقفة التي نظمت في مدينة صفرو وتحولت بسبب المشادات بين رجال الأمن والمحتجين إلى أحداث شغب. وفي هذا السياق، أجرت "المغربية"حوارا مع عبد السلام أديب، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، الذي أكد أن التنسيقيات لم تتلق أي تعليمات أو تحذيرات من أية جهة بالتراجع عن تنظيم الوقفات وأن عملها يجري في جو سلمي وحضاري ولا يكون له أدنى انعكاس على الأمن العمومي. وإن كانت السلطة تستعمل بعض المصطلحات للإيحاء بإمكانية قمعها، كما تطرق أديب، في هذا الحوار إلى جدول الوقفات المبرمجة، التي تغطي مختلف تراب المملكة، وأرجع سبب الغلاء الذي ينهش جيوب وأجسام المواطنين إلى السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ عقود. وقال لم نتوقف منذ أكثر من سنة عن التنبيه إلى مخاطر الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، وعبرنا عن ذلك بكل الوسائل، بل نظمنا لأول مرة في تاريخ المغرب ثلاث مسيرات شعبية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية. ٭ ما هي المدن التي شهدت وقفات احتجاجية ضد الغلاء؟ ـ انطلقت الوقفات الاحتجاجية ضد الغلاء في إطار تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية منذ شهر شتنبر 2006، حيث عرفت تلك الفترة تراكم مختلف الزيادات قبيل شهر رمضان ومع الدخول المدرسي، وتوالت الوقفات الاحتجاجية في مختلف المدن والقرى المغربية خصوصا مع إعلان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن تنظيم أسبوع وطني ضد الغلاء ومن أجل الحياة الكريمة للمواطن، من 02 إلى 08 أكتوبر 2006 . وكان من نتائج تنظيم هذا الأسبوع أن تأسست حوالي 80 تنسيقية كانت جميعها تنظم وقفاتها الاحتجاجية مع تصاعد موجات الغلاء. ففي منطقة الرباط سلا تمارة فقط، بلغ عدد الوقفات إلى حد هذا الأسبوع 31 وقفة ومسيرة وأشكال احتجاجية، وإذا ما وضعنا أدنى المعدلات حول عدد الوقفات لكل تنسيقية بمعدل ستة، فسنجد أن المجموع سيصل إلى 480 شكلا احتجاجيا ما بين وقفات ومسيرات ومهرجانات. ومن بين المدن التي عرفت ومن المنتظر أن تعرف احتجاجات قوية على غلاء الأسعار يمكن الإشارة إلى : الرباط، الدار البيضاء، سيدي سليمان، طاطا، الخميسات، تازة، القصر الكبير، تزنيت، آكادير، وادي زم، بني ملال، خنيفرة، فاس، اليوسفية، بيوكرى، شتوكة آيت باها، المحمدية، الجديدة، بركان، تاوريرت، شفشاون، غفساي، وارزازات، وجدة، آسفي، الراشيدية، تطوان، ميسور، الناضور، خريبكة، العرائش، تيفلت، بوذنيب، كرسيف، مراكش، القنيطرة، الصويرة، أزيلال، مريرت، سكورة، خميس دادس، بومالن دادس وقلعة امكونة، طنجة، العرائش، كلميم، سلا، بوعرفة، خنيفرة، الراشيدية، صفرو,البهاليل، بن صميم، آغبالو، وجدة، انزكان آيت ملول... ٭ وما هي الصبغة التي تتصف بها هذه الوقفات؟ ـ جميع وقفات تنسيقيات مناهضة الغلاء تجري في جو سلمي ولا يكون لها أدنى انعكاس على الأمن العمومي، بل إن قمع السلطات واستفزازاتها هي التي تؤدي في غالب الأحيان إلى المس بالسلامة الجسدية للمحتجين وبالاخلال بالأمن العمومي للمواطنين، وحدث ذلك مرارا وفي الكثير من الأشكال الاحتجاجية كما كانت تحدث اعتقالات في صفوف المحتجين. على العموم تدوم الوقفة الاحتجاجية من نصف ساعة إلى ساعة كاملة، وتختتم بكلمة التنسيقية والتذكير بمطالبها وبالخطوات النضالية المقبلة. ٭ هل هناك جدول لهذه الوقفات؟ وما هي المدن المرتقب إجراء وقفات فيها؟ ـ يعتبر يوم الجمعة 28 شتنبر الجاري موعدا لوقفات متزامنة في مختلف أماكن وجود التنسيقيات بالمدن والقرى، وأعربت الكثير من هذه التنسيقيات عن استعدادها لتنظيم هذه الوقفة، في حين أن بعض التنسيقيات الأخرى برمجت وقفاتها خلال الأسبوع المقبل. ٭ هل تلقيتم تعليمات أو تحذيرات من السلطات ما بعد أحداث صفرو؟ ـ لا لم نتلق تحذيرات، كل ما حدث أن المسؤولين بولاية الرباط سلا زمور زعير استدعوا مكونات التنسيقيات لتذكيرها بالإجراءات المتخذة أخيرا بتخفيض بعض الأسعار، خاصة بالنسبة للخبز وبعض الخضر كالبطاطس والطماطم والبصل، وأنها تتمنى لو جرى إلغاء الوقفات المبرمجة، لكن مكونات التنسيقية أعربت عن تشبثها بتنظيم وقفاتها السلمية، التي كانت دائما منظمة، بالنظر إلى أن التدابير المتخذة للتراجع عن الزيادات لم تشمل جميع المواد والخدمات الأساسية، وأن المطالب التي تعبر عنها التنسيقيات منذ أكثر من سنة لم تتحقق، ولم تلق لحد الآن التجاوب المطلوب لفتح باب الحوار حولها. ٭ هل من إجراءات مشددة ضد الوقفات الاحتجاجية بعد أحداث صفرو أم أن الأمور عادية؟ ـ قرأت فقط عن هذه الإجراءات في الصحف، ولم ألمس بعد مظاهرها في منطقة الرباط سلا تمارة.
* من المسؤول عن الزيادات في الأسعار؟ هل لامبالاة الدولة؟ أم المضاربون؟ أم ارتفاع الأسعار عالميا؟ -إنها مسؤولية السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة في المغرب منذ عقود، والتي من سماتها أنها مملاة من طرف الإمبريالية عبر صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وأنها في خدمة الرأسمال الدولي والمحلي والطبقة الحاكمة على الخصوص. وبطبيعة الحال فإن لهذه السياسات نتائج كارثية تنعكس على الخصوص على العامل والفلاح والموظف وباقى الفئات المسحوقة، فهذه السياسات تسمح باستغلال وحشي للعمال والفلاحين بحيث تسلبهم الجزء الأكبر من قوة عملهم وترمي لهم بأجور زهيدة للغاية، كما أن الأرباح التي تحققها الرأسمالية تخضع لمعدلات ضعيفة من الضرائب، بينما الضرائب التي تفرض على العامل والفلاح والموظف جد مرتفعة، ويمكن أن نضيف إلى هذه النتائج حرمان الطبقة الكادحة من حق العلاج بالمجان فحتى شهادة الضعف جرى إلغاؤها في المستشفيات، كما جرى ضرب قدرة هذه الطبقة على تعليم أبنائها، عبر تحجيم دور المدرسة العمومية واكتظاظ الأقسام بالتلاميذ (50 تلميذا في الفصل) وغلاء الكتب والأدوات المدرسية، كما أن أبناء الطبقة الكادحة خريجي الكليات والمعاهد العليا يحرمون من الحق في الشغل، إذ يقتسم الأبناء أجر الأب العامل أو الفلاح. وإذا ما أضفنا إلى كل ذلك غياب سياسة تستهدف الأمن الغذائي، بحيث يكون الاعتماد على الواردات من هذه المواد، إضافة إلى احتكار المواد الأساسية من طرف بضع شركات رأسمالية عملاقة تتحكم في السعر، وكذا انتشار المضاربين، فإن الهوة تزداد اتساعا بين الأسعار وبين القدرة الشرائية للطبقة الكادحة. إذن فالمسؤولية الأولى والأخيرة عن هذه السياسات التي تقود إلى هذا الوضع الكارثي تلقى على عاتق الدولة، التي وقعت منذ سنة 1997 على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالدولة توجد في حالة خرق لهذا العهد، لذلك تجدون أن الجمعية المغربية لحقوق الانسان كانت أول مندد بغلاء الأسعار والتنبيه إلى خرق الدولة للمبادئ الكونية لحقوق الإنسان في هذا المجال. ٭ هل سبق لكم أن نبهتم عبر وسائل أخرى للخطر الناجم عن ارتفاع الأسعار؟ وكيف كان رد الجهات المسؤولة؟ ـ لم نتوقف منذ أكثر من سنة عن التنبيه إلى مخاطر الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، وعبرنا عن ذلك بكل الوسائل، بل نظمنا لأول مرة في تاريخ المغرب ثلاث مسيرات شعبية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، بل إن الشعب برمته باستثناء الطبقة السياسية قاطع بشكل واسع انتخابات 07 شتنبر 2007، وهي رسالة واضحة للطبقة الحاكمة ورجال السياسة، تبين أنهم في واد والشعب في واد آخر، وأن الأمر يتطلب تغييرا جذريا في أسلوب الحكم، بدءا بوضع دستور ديموقراطي صياغة ومضمونا وانتهاء بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة .
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قافلة التضامن مع ساكنة مدينة صفرو وقرية البهاليل
-
نجاح احتجاج فروع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط سلا
...
-
الغلاء استغلال إضافي للطبقة الكادحة من طرف الرأسمال
-
ويستمر النضال ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
-
ماذا بعد المقاطعة العارمة للانتخابات المخزنية؟
-
الانعكاسات الوخيمة للغلاء على الشعب المغربي
-
المنتخبون في المغرب لا يملكون السلطة لتنفيذ برامجهم الانتخاب
...
-
من حقنا أن نشكك في نتائج الانتخابات المعلن عن نسبها المائوية
...
-
معركة الشعب ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية في واد والطبقة
...
-
لنصنع تاريخنا من جديد أيها المناضلون
-
أين كانت الأحزاب المغربية وقت الزيادة في المواد الاستهلاكية؟
-
انفجار حركة الاحتجاج على غلاء الأسعار وتدهور الخدمات العمومي
...
-
الديمقراطية الحقيقية هي الكفيلة بوقف تبذير المال العام
-
المقدس هو الشعب
-
الكثير من المسئولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين ا
...
-
معارك حقوقية لا تنتهي؟
-
سياسة الأجور في المغرب
-
لنفتح مرحلة جديدة من النضال ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومي
...
-
حماية الأشخاص المصابين بأمراض عقلية
-
أجور البرلمانيين الضخمة وغياب الجدوى السياسية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|