|
العروبة وزكية الأروبة !
فيليب عطية
الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 11:54
المحور:
كتابات ساخرة
لو ادرك المنظرون لفكرة القومية العربية ومن لف لفهم من الاسطوات والافندية مدي التناقضات التي تحتويها تلك الفكرة لخجلوا من انفسهم ، ويمكننا بالطبع ان نعرف الاسباب التي دفعت مجموعة من مفكري الشام في الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين الي صنع هذا النسيج الوهمي الذي كان يتطاير وتذروه الرياح مع كل محاولة لتطبيقه ، ولن نستعرض بالطبع تجربة الوحدة الفاشلة مع سوريا في اواخر الخمسينات والتي تمت تحت هذا الاسم الفخم :الجمهورية العربية المتحدة ، وانضمت اليها العراق لكنها لم تصمد اكثر من عدة شهور وانتهت لكنها تركت شعاراتها التي كانت تحاك في مبولة السلطة : الارض بتتكلم عربي ، وامجاد ياعرب امجاد ...حتي عندما سحقت دولة لقيطة عدة جيوش من جيوش الامجاد في ضربة عسكرية مهينة ومقززة لم تنته الامجاد وثوار ياعرب ثوار . من المعروف ان عصر القوميات قد بدأ منذ انهيار الامبراطورية الرومانية المقدسة ، وحقق غريبالدي الوحدة الايطالية تحت شعار القومية الايطالية ، كما حقق بسمارك الوحدة الالمانية بين دويلات كان بينها من الحروب وسفك الدماء مايعجز عنه الوصف ، ولم تكن تلك الحروب نتيجة تنافر شعوب بقدر ماكانت نتيجة تنافر بارونات ارادوا الاستحواذ علي الاخضر واليابس ، كما كانت هناك فكرة القومية السلافية التي لم تتحقق ولن تتحقق في عالم يتحرك تحت سطوة رأس المال ولم تعد تعنيه كثيرا اتحاد السلالات واللغات والديانات وهلم جرا ....لكننا لم لانصنع قومية وهمية ولنسمها القومية العربية التي تستند الي وحدات لاتقل وهمية من اللغة والدين والعرق والثقافة والتاريخ المشترك وكل من له نبي يصلي عليه ! ولو سأل هؤلاء المنظرون انفسهم سؤالا واحدا : من هم العرب ؟ لكفوا انفسهم مشقة البحث . تقول لنا كل القواميس اللغوية (العربية بالطبع ) : ان العرب هم اهل العربة اي الصحراء ، ولايعنينا هنا ان نستعرض اصل هؤلاء العرب سواء اكانوا عربا عاربة أو عربا مستعربة ، اذ انه من المؤكد انهم كانوا قبائل هامشية اتخذت من التجارة ورعي الابل الوسيلة لكسب عيشها ، ولم يظهر اسم هؤلاء العرب علي مسرح التاريخ الا في وثيقة رومانية تعود بالكاد الي قرنين قبل الميلاد ، ومن السخرية ان نقول ان هؤلاء البدو الصحراويين قد عربوا شعوبا لايوجد ادني شك في قدمها وعراقة تاريخها ، وهل هناك ماهو اكثر سخرية من ان نقول ان الفراعنة من العرب العاربة ،وان البابليين والآشوريين من العرب المستعربة ، وان الفينقيين من العرب المستخفية ، وان الامازيج من العرب المستلهية! ويصل الامر الي الجنون المطبق حين نقول ان مجموعات من القبائل العربية قد عربت شعوبا باكملها فيما يمكن ان نسميه اللمسة السحرية السلالية ، وكل من لديه ادني فكرة عن المميزات السلالية للشعوب المختلفة يستطيع ان يميز بمنتهي السهولة بين الوجه المصري والوجه العراقي والوجه اليمني ...الخ لكننا لن نركز كثيرا علي موضوع السلالة لاسيما حينما يؤمن المرء بوحدة الجنس البشري . فاذا انتقلنا الي موضوع اللغة فلست ادري اي لغة مشتركة تلك التي تجمع بين الشامي والمغربي ، لم يتناول احد في هذا العالم العربي الوهمي موضوع اللغة من منطلقاته العلمية الموضوعية ،وفي الوقت الذي توجد فيه في العالم الغربي عشرات القواميس التي تحلل معاني الكلمات واصولها الاشتقاقية لايوجد قاموس واحد بهذا الشكل يتناول اصول الكلمات العربية ولو استطاع احد ان يفعل ذلك لوجد ان كل شعوب المنطقة من فرعونية وبابلية وكنعانية ويهودية وغيرها قد ساهمت بقدر كبير في تلك اللغة المسماة بالعربية وهي ليست اكثر من كوكتيل لغوي جمعه العرب من مختلف الشعوب التي تعاملوا معها ولم تأخذ صياغتها المعروفة الآن الا علي يد النحاة في بغداد ودمشق ، ولايجب ان ننسي ان تلك اللغة كما صاغها هؤلاء النحاة يقتصر استخدامها علي القطاع المتعلم فقط اما الشعوب فمازالت تستخدم لغاتها التي نصفها بالعامية وان كان تعبر عن جوهر اللغة الحقيقي الموجود في كل اللغات الحية ككيان قابل للتأثير والتأثر . لن نتحدث كثيرا عن التاريخ المشترك واللغو المشترك والفقر المشترك ، وانما يهمنا ان نشير الي نقطة يحب دعاة القومية العربية الاطناب فيها ، تلك القائلة بان فكرة القومية قد اعطتنا الهوية للتصدي للغازي والمحتل ، ومن السخرية المرة ان نستعين بمحتل كي نتصدي لمحتل !
#فيليب_عطية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احدث النظريات المسخروية :الكون سينما اونطة !
-
الدين وعقدة الطفولة
-
يابخت شنطح بشرفنطح !
-
العلمانية ليست دينا,,,, كفي خلطا للاوراق !
-
استراتيجية الشيكابيكا وابولادن الانتيكه
-
المحرقة النووية وصناعة الاوهام
-
البدائية والسمائية ومستشفي العباسية !
-
ديانات العراق وثراء الفكر الانساني
-
مجرد رأي في المستنقع العراقي - الايراني
-
شمشوم ولعبة كل يوم
-
الضربات العشر وحدود الفشر
-
ابرام ومائدة اللئام (2
-
نوح واللغو المفضوح
-
سليمان وملوك الجان
-
بين اوزيريس والمسيح
-
سيف الله ام سيف الجريمة ؟
-
ابتعدوا عن عبد الناصر
-
الديانات الذكورية ،والديانات الانثوية
-
الوثنية وحكاية السلطانية
-
علي الله ان يثبت ذاته
المزيد.....
-
عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر
...
-
الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
-
6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد
...
-
-في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام
...
-
واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
-
“الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2
...
-
طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
-
-الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال
...
-
نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت
...
-
موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|