|
لا...لن اتزوج!!!!
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:25
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
لا لن أعيد تجربة الزواج ثانية، أرجوكم بهذه الجملة صرخت بوجه أهلها معلنة رفضها تماماً للعريس المتقدم لخطبتها، حاول والدها مناقشتها بضرورة الزواج كي لا تبقى وحيدة بعد رحيله هو وأمها إلى العالم الآخر، ولا تكون عالة على أخوتها الشباب. لكنها رفضت وبإصرار، صرخت لا لن أتزوج لن أعيد تجربة مريرة إلى حياتي.
تحدثت أمها: الزواج ليس تجربة مريرة، إنه تجربة إنسانية فيها المحزن والمفرح فيها المشاركة وحياة تبنى خطوة خطوة. لكن كل محاولات الأهل باءت بالفشل، وأكثر من عريس أوصدت في وجوههم بابها وأعلنتها صريحة واضحة لا للزواج مرة ثانية. حين تحدثت إليها، بكت بحرقة وهي تشعر بالألم والمعاناة، قالت لي أنا لن أكون شهرزاداً جديدة ولا أريد أن استسلم لقدري ولا أثق بإمكانيات الآخر حتى أثق بإمكانياتي إني أنظر للرجال وكأنهم وحوش. إبتسمت لها وأنا أسألها هل والدك وأخوتك كذلك؟ هدأت من روعها وأجابت ليت كل الرجال كأبي وأخوتي. ومن هنا بدأ النقاش يأخذ مجرى آخر، تابعت أنا بإصرار قائلة لها: إذن ليس كل الرجال وحوشاً كما تقولين، ولا يعني فشل تجربتك الأولى في الزواج ان تفشل التجربة الثانية؟ إن كل رجل وكل إمرأة يختلف أحدهما عن الآخر بطبائعه وسلوكياته وأخلاقه فلا تنظري لكل الرجال نظرة أحادية استنتجتيها من تصرفات زوجك الأول (طليقك) أغمضت عينيها وأجابت كان فظيعاً قاسياً فظاً لايعرف كيف يتعامل معي في كل الأمور! كان طلاقي منه قارب النجاة الذي هربت منه إلى شاطئ الراحة. تنهدت ثم تابعت... منذ الليلة الأولى لزواجي وحتى يوم الطلاق وأنا أتلقّى صدمات متتالية حتى أوشكت على الإنهيار، لكني الآن بحمد الله بدأت أستعيد الهدوء.. بعد صمت لفترة أكملت حديثها والدموع تترقرق من عينيها، تخيلي كان يضربني لأتفه سبب، وبعد أن يصالحني أسأله لماذا تصر على ضربي وأنا زوجتك فيقول: إن النساء لا ينفع معهن إلاّ الضرب، كان أبي يقول دوماً لنا نحن أبناءه، حين يتزوج أحدنا، إضرب زوجتك تعتدل! وأسأله بإستغراب، هذا إذن قانون عند والدك، فيجيب بإبتسامة تغيظني وتحطم أعصابي نعم وهو قانون عندي!! كان شديد التأنق والصرف على حاجياته فقط، ملابسه، عطوره ولا يعبأ بمتطلباتي الصغيرة غالباً ما يقول لي لا حاجة لك بها، فيثير غيظي وحنقي، تخيلي يا عزيزتي كان يرفض أن أتناول الطعام معه، لا أحد يصدق هذا الموضوع أبداً، كان يقول ان لديه طقوساً خاصة في تناول الطعام ولا يريد أن يشاركه أحد حتى لو كنت أنا زوجته!! ماذا أقول لك عن تصرفاته التي لا تصدق!! كان يفضل النوم في غرفة أخرى وحين أحاول الاقتراب منه للحديث أو سؤاله عن شيء يصرخ في وجهي قائلاً: أنت لا تعرفين كيف تعاملين زوجك، حين تجديني نائماً لا تتحدثي إليّ مطلقاً!@ كنت أدور في البيت وحدي، أتناول طعامي وحدي وأخرج وحدي، وأنام وحدي، حتى علاقاتنا الإجتماعية كانت شبه منقطعة، مجرد زيارتين في الاسبوع مرة عند أهله وأخرى عند أهلي وحين أذهب لأهلي أذهب غالباً وحيدة! كنت أتخيل حياة الزواج حياة متجددة مختلفة خاصة وأنا أعيش في جو أسري يحيطه الحب والمشاركة بين أبي وأمي، ورغم ذلك صدقيني يا عزيزتي كنت أتحمل وأصبر وأهمس لنفسي سيتغير بلا شك بعد فترة. لكنه فعلاً تغير لكن للأسوأ، يخرج كل خميس للسهر ونتيجة الأوضاع الأمنية السيئة ينام عند أصدقائه من دون أن يكلف نفسه الاتصال بي للإطمئنان عليه. كان يلفني الخوف وأنا أتجول في بيتي بمفردي وأتساءل لماذا يتصرف معي كذلك ألا يحبني إذن لم تزوجني، وفي يوم ما والحيرة تسكنني والعذاب يؤرقني تساءلت بيني وبين نفسي لماذا أصبر على هذه المعاناة هل أحبه، وكيف أحب رجلاً لا يتعامل معي إلا كقطعة أثاث لا أكثر، فكرت طويلاً ما الذي يجبرني على أن أعيش وحيدة أنا وخوفي وأوهامي ما الذي جنيته من الزواج غير الوحدة والعذاب وحياة حملت في طياتها مجهولاً لم أكن أتخيله! عام كامل من الزواج لا أذكر منه سوى الأسى والألم، وكان لابد لي أن أنتفض على هذا الوضع اللامنطقي لمعنى الزواج، فقررت أن أنفصل، ذهبت لأهلي وسردت لهم معاناتي هل تصدقين إن أحداً لم يصدق حكايتي معه حتى جاء هو واعترف ببلاهة أمام الجميع إن ما قلته عنه صحيح، وهو لايجد فيه أي سوء فاستغرب الجميع، وشعر أبي بأحقيتي في الطلاق فعلاً وهو يستمع له وهو يقول، لكل إنسان طبائعه، هذه طبائعي وهذه شخصيتي ولن أتغير ولست مخطئاً، حينئذ قال له والدي، وهذه إبنتي غاليتي لن تعود معك بعد اليوم دعها هي الأخرى تعش شخصيتها وطبائعها في الطلاق منك. وهكذا انتهت حكاية عذابي معه، ولن أعيد التجربة مع غيره ولن أكررها مطلقاً!! إبتسمت وأنا أقول لها: لكل إنسان فعلاً طبائعه وشخصيته وما أكثر من يتلاءم طبعه وشخصيته مع الآخر وأنا واثقة إنك ستجدين هذا الشخص لكن بعد أن تدرسي شخصيته وطبائعه أولاً لا أن تتزوجيه لمجرد إن الناس قالوا عنه إنه عريس كامل!!!
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نصفنا العاقل في رمضان!!!
-
حين نجلد انفسنا!!!!
-
شايل عيبه!!!!!
-
حب الوطن وعشق الحور
-
المسرح العراقي هل تحول الى مسرح ذكوري؟؟؟
-
حب في الطرف الأخر !
-
اذا كان عقلي متحررا فجسدي ليس مباحا
-
هناك فرق !!!
-
تجنبي الرجال !!
-
أين مصيري؟؟؟
-
رجل بين النساء !!!
-
كاتم الصوت!!!!
-
من يهدم الحب ؟
-
دعاء امرأة منكسرة
-
لماذا؟؟
-
خطأ أن نقع في الحب !!!
-
الهروب من بوتقة القهر !!
-
امراة متوحدة
-
الرجل المنصف في الزمن غير المنصف !
-
المراة تستحق الضرب
المزيد.....
-
قوات الدعم السريع تقتل الصحفية السودانية حنان آدم
-
اليمن: عشر سنوات من المأساة
-
ما نصيحة رائدة أعمال إماراتية بمجال العافية للنساء العربيات
...
-
عائلة امرأة تركية أمريكية قتلتها إسرائيل ستلتقي بلينكن
-
أطعمة طبيعية لتسكين آلام تعاني منها النساء
-
نساء كركوك يقدمن مسرحية صامتة عن زواج القاصرات
-
اسمه باتمان ولم تغنه 20 زوجة عن اغتصاب بنات 9 سنين.. الحكم ب
...
-
الشرطة الكينية تفرق احتجاجات ضد ارتفاع حالات قتل النساء.. مس
...
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم
...
-
بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|