أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-2















المزيد.....

جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-2


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كان التعليم العلمي العراقي وحتى نهاية السبعينات من القرن الماضي مثار اعجاب الكثير من الجامعات العالمية المرموقةفكان خريجو كليات الطب والهندسة والحقوق في جامعة بغداد يفضلون على اقرانهم من خريجي الجامعات المماثلة في جميع بلدان الشرق الاوسط وذلك لرصانة المناهج المتبعة في هذه الجامعات ولجدارة الاساتذة الذين يدرسون فيها وحسن اختيارهم من بين المع العقول المهنية في مجالات اختصاصها ,وقد انتجت هذه الكليات افضل الكفاءات التي اسهمت ولا تزال تسهم - حتى وان تشتت في المنافي - ببناء حضارات الاخرين.
ان المتتبع لحال العقل العلمي العراقي يلاحظ بان حكومات الاحتلال تسعى جاهدة الى (خلجنة )العراق وفي هذا المضمار فقط وليس في مجال الخدمات الناجح بلاشك في الخليج ,وعملية (الخلجنة )لهذا المضمار تبتديء من خلال سلسلة قوانين ومشاريع واجراءات تهدف الى ابعاد العلماء عن المشاركة الفعلية في ادارة الدولة العراقية وصولا لمرحلة الايقاف التام لعملية انتاج العلماء .
فبعد مرحلة ما يمكن تسميتها (عمليات اقتناص ذوي الياقات البيض )وهي العمليات التي ادارتها مافيات اقليمية بعلم الاحتلال وصمت قواه المحلية والتي اسفرت عن اغتيال اكثر من 400عالم عراقي (الارقام الواقعية اكثر بكثير مما هو معلن ) وتشريد الاف من الصعب احصاءها لغياب البيانات الدقيقة ومع تقعيد الاف اخرين وتهميشهم مهنيا عقب ايقاف مئات المعامل الانتاجية وتهريب ماكناتها وادواتها الاحتياطية وبيعها من قبل المافيات (خردة )في بعض اسواق دول الجوار ,تاتي مرحلة سن التشريعات واتخاذ الاجراءات المعطلة لمساهمة العقل العلمي في ادارة الدولة .
ومن اخطر هذه الاجراءات والتشريعات التي سنت حتى وقتنا الحاضر :
1-عملية بيع قطاع الاتصالات للشركات الاقليمية من خلال احالة خدمات الهاتف النقال لهذه الشركات عبر مناقصات مشبوهة تجرى (الياتها )خارج البلاد!
ان المطلع على واقع خدمات الاتصالات في العراق يعرف جيدا حجم الكوادر التقنية والهندسية الكفوءة المتوافرة في هذا المجال ,ويعرف قدرتها على ادارة مثل هذه المشاريع التي لو قيض لها ادارتها لوفرت مبالغ هائلة من العملات الصعبة ,ولكن اقتضى تهميش هذه الكفاءات التي تتقاضى حاليا نصف الراتب اجرا عن بطالتها المقنعة .
كما ان عملية احالةخدمات الهواتف النقالة الى شركات اقليمية (بعضها مشبوه لعلاقته ببعض رموز الاحتلال ولارتباطاتها المعلنة باسرائيل )هي في واقع الامر عملية سرقة هائلة مبطنة الغاية منها تحصيل القومسيونات لصالح بعض الميليشيات المتنفذه لاجل استمرار دواليب الدم ,ومن جهة اخرى هي عملية شطب والغاء لقوائم الكفاءات في قطاع الاتصالات بغية كبح تطورها المهني او اجبارها على الهجرة كما هو الحال مع الكثير من كفاءات مصانع المعدات الثقيلة التي تركت نهبا لعصابات التهريب .
2- طرح مشروع النفط والغاز .
فبالاضافة لما لهذا المشروع من ثلم للسيادة الوطنية فانه ينطوي ضمن ما ينطوي عليه من بلايا ,على ابعاد الكفاءات النفطية العراقية من خلال ما يمنحه المشروع للشركات المستثمرة وبارباح مهولة ,عن كلف العمليات الاستخراجية للنفط ,ومن المعلوم مدى الخبرة التي يتوفر عليها الاختصاصيون العراقيون في مجال عمليات استخراج النفط وتسويقه ومدى ما يمكن ان يورثوه للكفاءات الشابة من خبرات فيما لويتاح لهم الامساك بهذا المفصل من مفاصل الانتاج النفطي ,ويؤكد الخبراء النفطيون المخضرمون في هذا المجال (الدكتور فاضل الجلبي والدكتور عصام الجلبي والاستاذ ثامر الغضبان )على وجود الامكانية البشرية العراقية لادارة ملف العمليات الاستخراجية دون الاستعانة بالشركات الاجنبية ذات الحسومات الربحية العالية .
غير ان سياسة (الخلجنة )الرامية الى افقار البلاد من الكفاءات والعقول التقنية والاعتماد على العمالات الوافدة مستقبلا وخلق فئات كسولة من الموظفين الاداريين البيروقراطيين وهيمنة النمط الاستهلاكي على الحياة الاجتماعية بغية ابعاد الشعب العراقي عن تحصيل وسائل العلم وتغريبه عن ادارة ثرواته النفطية هي السياسة الوحيدة المطلوبة لتسهيل هيمنة امراء الطوائف والاقاليم المرتقبين بيسر على مجمل ثروات البلاد بغية اذلال العباد ..
ان الشيطان يعمل باقصى طاقته في العراق المحتل ..
وهناك مظاهر اخرى من اساليب تقتيل العقل العلمي العراقي اكثرها وضوحا هو عزل الكفاءات العلمية عن اختصاصاتها ومنع تطويرها من خلال الهاءها باعمال لاتمت لاختصاصاتها بصلة او اغراءها بتقبل المنح كبديل عن توظيفها فيما يناسب نوعها المهني وهو ما نراه في الكثير من الكفاءات التي صارت لا تمارس الا الاعمال الكتابية وبعضها لا يمارس الا الصمت .
ومن مظاهر اغتيال العقل العلمي كما ذكرنا في القسم الاول من هذا الموضوع هو تجفيف مصادر هذا العقل ليستيقظ العراقيون ذات يوم باحثين عن طبيب باكستاني او مهندس فلبيني او خادمة سريلانكية وبالتالي تعود دورة تسريب ريع الثروات النفطية وكانه قد كتب على العراقيين ان تضيع ثرواتهم اما على الات القتل او في جيوب مافيات الطوائف او للعمالات الاستهلاكية الواافدة .
ان ايقاف جرائم الابادة بحق حاضر ومستقبل العقل العلمي العراقي يتطلب تشكيل مجلس علمي عراقي مستقل اعلى يضع نصب عينيه المهمات التالية :
1-التشجيع على التعليم والبحث العلمي من خلال دعم الجامعات المختصة بالمطبوعات العلمية الحديثة واشاعة روح الترجمة والتبادل الثقافي بين هذه الجامعات ونظيراتها في الدول المتقدمة .
2-رعاية الكفاءات العلمية المشردة خارج البلاد وربطها بالمجلس سعيا لتطوير امكاناتها بغية الاستفادة منها عند الاستقرار والاستقلال .
3-تبني المتفوقين علميا من طلبة العراق من خلال استقطابهم لبعثات علمية تخصصية تشكل احتياطيا علميا لما بعد مرحلة الاستقلال .
4-دعم الكفاءات العلمية داخل القطر من خلال ربطها بوسائل الاتصال الحديثة وتزويدها بتطورات البحث العلمي ومستجداته ومنحها الجوائز التشجيعية وتقديم فرص التدريب والتطوير لها.
5-متابعة احوال عوائل ضحايا العلم في العراق واعتبارهم شهداء لاجل الحرية ومنحهم ما يدفع عنهم غائلة الفقر والتشرد.
6-اجبار الحكومة العراقية من خلال الضغط على المجتمع الدولي لاحترام كرامة العلماء العراقيين ومنحهم المستوى المعيشي اللائق وكف الاذى عنهم .
ان هذه المقترحات قابلة للتطوير من خلال الشهادات الشخصية والاسهامات النظرية للعقول العلمية العراقية التي لا تزال تامل بعراق حر مستقل.

ابراهيم البهرزي.




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-1
- نحن الصف الاول احسن الصفوف..
- من اكون باعتقادكم ايها الطائفيون؟
- لن تكون الطفولة بانتظارك دائما ايها الغريب
- نكته يا محسنين .....نكته لخاطر العراق الحزين!
- قرار التقسيم الغير ملزم ..متى يغدو ملزما؟
- اعاقون نحن ...ام ان لنا وطناعديم الشفقة؟
- باتجاه مؤسسة الحوار المتمدن....اراء وملاحظات
- كبير البلدة...درس فطري في الكاريزما الشعبية
- الكوليرا في زمن الحب ....الكوليرا في زمن الكراهية
- العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي ...
- ماركس لا يلعب النرد....الطبقة العاملة العراقية راس الرمح لمو ...
- قصائد
- ابشري يا بلاد الفرنجة ..لقد ارسلنا لك فاتحين لا مهاجرين
- العراقيون والرحيل المبكر....حكاية غرام
- اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده
- عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-2