عواطف عبداللطيف
الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:44
المحور:
الادب والفن
عندما لا تستطيع العيون البكاء
افضل لها ان تفقد البصر
حتى لا ترى ما يبكي
ممن فقدوا الضمائر
وباعوا الوطن
-
عندما تجوع الحملان
افضل لها ان تموت
حتى لا تكون فريسة للذئاب
لتنهشها وتكبر الكروش
-
عندما يعجز القلم عن الكتابة
عليك بكسره
كي لا يكتب ما لا يقرأ
ولا يريدوا ان يقرؤه
-
عندما يكون الجرح عميقا
لفه بضماد قوي
حتى لا يزداد النزف
ويتشفى المتفرجين
-
عندما يضيع الأمل
أخلد للنوم
حتى لا تتألم
ولا تتكلم
-
عندما تفقد من تحب بصدق
يغادر الجمال كل الأماكن
لتصبح كالحة مقفرة موحشة
يصعب العيش فيها
-
عندما تذوب جبال الثلج
تهاجر اسراب الطيور
ولا يسمع صوت تغريدها
لتعرف معنى الوحدة
-
عندما يتراكم الحزن
تشق الدموع الخدود
وتحمر الاحداق
ولا يبقى لشئ مذاق
-
عندما تتألم
أنزوي جانبا
حتى لا يداروا وجوههم
فتندم
-
عندما تبتعد الغيوم
يتوقف المطر
لتجف الارض وتتصحر
ويموت الياسمين
-
عندما تبحث عما ينقصك
لا تسير في الزحام
وتصطدم بالحواجز وتتوه
-
عندما تشعر بوجع الفقد
يغتال اريج الحياة
وتتطاير الاحلام
لترحل بعيدا عنك
-
عندما يجوع الفؤاد
يترك الحرف مكانه
يصبح الكلام ركاما
يكون الصيام ملاذا
وتمر اللحظة دهرا
-
عندما يتحجر القلب
تموت المشاعر
يصبح الكلام بضاعة
لنيل الفريسة
-
عندما يذهب المال
يبتعدون
تتوالى السهام من كل جانب
لتغرزها في القلب
-
عندما يكبر الخوف
تترك الطيور اعشاشها
ينزل النخيل تموره
تجهض الحامل طفلها
-
عندما تحزم الحقائب
وتهاجر
تخنقك العبرة على لحظة
لم تكن بها بارا
-
عندما تجد الابواب مغلقة
لا تستمر بالطرق
سترخي النوافذ ستائرها
وتعم العتمة المكان
وسط ذهولك
-
عندما تموت الضمائر
وتباع الاوطان
يزداد نواح العجائز
يتعاظم عدد اليتامى
-
عندما تترك الوطن
تغرز السكاكين في اوصالك
وانت تراقب عن بعد
من يخون وانت مقيد
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟