عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:45
المحور:
الادب والفن
● كانت "علياتة" مومس جميلة تسحر شباب المدينة و علية القوم برنين خلاخلها و أريج عطورها ، كانت تسقي قادة الجيش وكبار الدولة من آنيتها و تأمر قيانها للرقص في حضرتهم، لتصدح الموسيقى طوال الليل ببيتها العامر ...فجنت من عملها هذا مالا وفيرا وخيرا كثيرا إلا أن ظهرت لها العذراء ذات مساء فتوقفت عن حياة الصخب و الخمرة ليستقر بها المقام عند دير الراهبات فلبست المسوح ونذرت حياتها للتأمل في الله وخدمة المرضى والجياع، شيء جميل أن يلمس الله قلب مومس راقصة ...
و بعد مرور أكثر من قرن أصبح دير "علياتة" مزارا لطالبي السكينة و الشفاء وصارت شفاعتها تطلب في الهياكل والمجامع.
فرق كبير بين القديسة "علياتة" والفنانات التائبات المحجبات اللاتي يقضين ما تبقى من العمر بصلاة الرعب و بصيام الترف المختوم بموائد الملوك الفاخرة وبرحلات العمرة الاستجمامية للديار الهبلية الشريفة.
فرق كبير بين توبة الحب والعفة و بين توبة الخوف والنفاق..
========
● سمعت عن اله يعد أتباعه بحياة خالدة بعد الموت حيث السكر والعربدة بين أحضان الراقصات الناهدات، وما أثار دهشتي أن حملة الدين و حماة شريعة هذا الإله تسميهم الأمة بأصحاب الفضيلة .
========
● قررت البارحة الصيام لأحس بما يحس به الناس وفي الليل رأيت عكرمة بلحيته المصبوغة بالحناء وعلى جبينه طابع الصلاة وهو يقول لي أي بني، بشرى لك، سأبذل ذنوبك حسنات، فقلت له لا..لا... لا ..دع حسناتك عندك يا عكرمة واغرب عن وجهي فأخذ يقهقه بأعلى صوته...وهو يريني رأسا إنسان مقطوع ...لقد كان كابوسا مخيفا .
========
● من أراد منكم أن ينظر إلى الشيطان فليحدق جيدا في قسمات شيوخ و أمراء السحت ، وليختر أي واحد منهم (...العويران....الذبيحان.....النكيحان ...الكذيبان...القحيبان...) ليقارنها مع ملامح الشيطان حسب ما حكاه و وصفه لنا الأقدمون.
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟