القرية الأولى
روحي في كردستان تحتضن أطفال اربيل والسليمانية
ونفسي المتمردة
تحمل في داخلها دموع عذارى مدينتي المحترقة
وجوارحي
تحترق من وجد نيران الشوق إلى نهر الخابور
وترمق من الغربة البعيدة
نسمات زاخو ودهوك
وقدماي تخطوان خطوات المنفى
في شارع ملكة السويد في القطب الشمالي
من كوكبنا
وهو يدور حول نفسه كل يوم وليلة
وأنا أحَدقُ بعينيَّ المذنبتين
إلى الحسناوات ببسماتهن الماكرة
ونظراتي تهرب منهن
بأحزلنها وآلامها
لترى أطفال كركوك في الشرق الملتهب
بين المقابر الجماعية
ودموع الصبايا
وحسرات الأرامل
القرية الثانية
عروسة الحرية بثيابها الممزقة
تقاوم عنف الإرهابيين من جلاوزة صدام
وتتحدى المرتزقة الغرباء في بلدنا الجريح
عبروا الحدود
ليهتكوا حريتنا
ويسلبوا وطننا
وعينَيَّ تدمعان دموعا لا تعرف أين تسكن
وقلبي يتمرد وينبض بسرعة
والقنابل تتفجر بين جدرانه
فيتمزق في عذابات الغربة
القرية الثالثة
فكرتُ لأفهم معنى الديمقراطية في منفى الروح
وأنا اتعثر في خطواتي
وأتكأ على أفكارى المبعثرة
وهي تأخذني إلى سوران وبهدينان
حيث سقط الطاغية
ونبتت الحرية
بين أكوام من العظام في حلبجة الشهيدة
والباكيات يبحثن عن أطفالهن
والعويل يخترق أبواب السماء
ويفتش بين طرقات النعيم عن الأرواح
وفي كركوك
رفات العذارى
وقد فقدن في لحظات العذاب أعز ماعندهن
وأيدٍ رافعة إلى العُلى
مع الأفئدة
تصلي صلاة العذاب
القرية الرابعة
المقابر الجماعية زوبعة في فنجان الإعلام العربي
وإرهابيون إعلاميون يدافعون عن ظلم العهد البائد
والدولار يمزق ذواتهم
وهم يبيعون الحياء
ويشترون العهر
فيا أهل الحي أخبروني أين إختفى القاتل؟
إني أظمأ للثأر من آكل لحوم البشر
وأمسكُ بالهارب من شموخ الشهداء
القرية الخامسة
إختفيتَ
أيها الشيطان الأحمق
فالأرض ترفضك
والقلب يحتفل بموت سلطانك
وقد أشرقت الشمس
وانتفض الشعب
وهوى قصر الباستيل
وسقط صنم ساحة الفردوس
فسيري ايتها الحرية
من وراء السجون المُهَدمة
فقد حطمتِ الأغلال
سيري بنا إلى الحياة
فقد أمطرت السماء
وغسلت الآهات
فكردستان تبقى
عروسة المشرق
وأغنية المغرب
بعيدة عن الظلام
وبعيدة عن الحرب
من أجل المحبة والسلام