صلاح سرميني
الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 09:47
المحور:
الادب والفن
الوسط السينمائيّ العربيّ ليس بريئاً من حالته الراهنة, وصُناع السينما(إنتاجاً, وثقافةً) مسؤولين قبل الجمهور عن تخلف السينما العربية, ربما تكون هذه الرؤية قاتمةً, ومتطرفةً, وصادمة, ولكن, علينا الاعتراف بجرأة, بأن البعض منا يريد (سينما تشبهنا), ولكنهم يخافون النظر في المرآة, كي لا تُفزعهم صورهم البشعة, هذا ما حدث بالضبط عندما بدأتُ من خلال مُدونة (سحر السينما) بالكشف عن (ملفات مخجلة) تحت عنوان (ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية), وأبطالها من صُناع الثقافة السينمائية, أيّ من النخبة, وبينما كان المفترض بأن يتوارى هؤلاء خجلاً من أفعالهم, وينكبوا في الكتب بحثاً, ودراسةً, والأفلام مشاهدةً, كي يتعلموا, ويطوروا أنفسهم, ويستغنوا عن أساليب الاحتيال الثقافي المكشوفة, أو التي يمكن كشفها لاحقاً, فإنهم, على العكس, كشفوا عن العفن المُتجذر في دواخلهم, وأفرغوا بعض وساخاتهم في تعليقاتٍ يخجل منها حتى صبيان الشوارع, ومومسات الأحياء الشعبية, وقد تعمّدت السماح بكتابة التعليقات, كما أبقيت عليها على الرغم من روائحها الكريهة, والتي يمكن أن تؤثر على مُدونةٍ ترغب بأن تكون منبراً متواضعاً لنشر ثقافة سينمائية (ولن أقول جادة لأننا علكنا هذه الكلمة كثيراً), ولكن, صادقةً, ونزيهة بما يكفي.
هؤلاء النخبة, يرغبون بكتاباتهم تثقيف الجمهور, ولكن, في لحظةٍ ما, تتساءل, إذا كانت هذه هي ردود أفعالهم, وسلوكياتهم, ومفردات قاموسهم اللغوي, فلا عتب إذاً على جمهور صادقٍ مع رغباته, وشغوف بأفلام هنيدي, وكركر, واللمبي,..
(ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية) ليست وليدة اليوم, أتذكرُ صحفياً عراقياً كان خلال انعقاد مهرجان كان, يكتب من باريس, مكان إقامته, متابعاتٍ يومية بعنوان (رسالة مهرجان كان), وهو في الحقيقة يجمعها, ويترجمها من الصحف, والمجلات الفرنسية, وينشرها بإسمه, ويُوهم القارئ بأنه يكتبها من (كان).
واحدٌ آخر, صحفيٌّ, وناقدٌ, وباحثٌ, وجامعيٌّ عراقيّ كان يترجم كلّ كتاباته, وينشرها بإسمه, وبجانبها كلمة (دكتور), وكان من النوع الذي يكذب, ويصدق أكاذيبه(Mythomane).
ومنذ أيام, أدرجتُ في هذه المُدونة قراءةً بعنوان (نقاد القصّ, واللصق تطاولٌ على النقدّ, وعبثٌ بالثقافة السينمائية) بدون الإشارة الصريحة إلى اسم الصحفيّ/الناقد السينمائي الذي أقصده, فقد كان الهدف من قراءتي تلك, رصد, وتحليل المشهد النقديّ العربي, وليس الكشف عن هذا, أو ذاك ممن تخيّروا خداع القارئ, ولكن, عندما يتكرر الأمر, يصبح من الضرورة المهنية, والأخلاقية التوضيح, ووضع النقاط فوق الحروف, والابتعاد عن التعميم, والغموض .
والمقصود هنا, هو الصحفيّ العراقيّ المُقيم في هولندة السيد (عدنان حسين أحمد), الذي أجده متلبساً اليوم في واقعة انتحال أخرى أكثر خطورةً, وضرراً على الثقافة السينمائية العربية من سابقتها الخاصة بعمليتيّ القص, واللصق.
وللغيورين على نشاطي, وعملي, أحيطهم علماً, بأنني لا أقضي ساعات نهاري, وليلي في البحث, وتصيّد السرقات, فاكتشاف هذه الأمور لا يحتاج إلى وقتٍ, وجهدٍ إضافيين, والمُصادفة وحدها هي الكفيلة بالكشف عنها, فقد تحدثتُ منذ أيام مع زميل حضر مهرجان (بحر السينما العربية) الذي انعقد في مدينة"ميسّينا" الصقلية, وسألته عن الحاضرين, وذكر لي أسماءهم, ولم يكن (عدنان حسين أحمد) من بينهم, وبعد أيام وصلتني النسخة الإلكترونية من صحيفة (العرب الأسبوعية), وقرأتُ فيها متابعةً عن المهرجان موقعةً بإسم هذا الصحفي, ومن هنا بدأت الإشكالية :
* كيف يكتب صحفيّ/ناقدٌ سينمائيّ عن مهرجانٍ لم يتابع فعالياته, وهي مشابهة لحالة الكتابة عن فيلمٍ لم يشاهده ؟
بعد بحثٍ بسيط في الأنترنت, توضح لي بأن ما كتبه (عدنان حسين أحمد) ليس أكثر من (البيان الصحفي) الذي وزعته إدارة المهرجان قبل انعقاده.
لقد تضاعفت الإشكالية إذاً, وأصبحت انتحالاً (وهو تخفيفٌ متعمدٌ لواقعة السرقة, لأنّ هناك عدد كبير من الصحفيين المبتدئين يوقعون البيانات الصحفية بأسمائهم بدون إضافة كلمة واحدة لها).
وبتدقيق إضافيّ, وجدتُ بأنه نشر هذا البيان في موقع إلكترونيّ(مجلة الصباح الجديد), وأضاف إليه(ميسّينا (صقليّة) / عدنان حسين أحمد).
هنا تحولت الواقعة من إشكالية إلى انتحال, وغش, وخداع...
****
ما هي سلبيات, وأضرار هذه السلوكيات, وتأثيرها على الثقافة السينمائية العربية ؟
بدايةً,.
* السرقة, والانتحال, والكذب, والغش, والخداع ممارسات مُدانة أخلاقياً, مهنياً, اجتماعياً, قانونياً, قضائياً, .. وإنسانياً,..
هذه بديهية لا جدال فيها.
ومن ثمّ, ....
* من المُفترض أن يكون الصحفي, والناقد, والمُثقف السينمائي مرجعاً للمتفرج, ويجب أن يكون صادقاً, نزيها,ً ونموذجاً يُحتذي.
* من الناحية المهنية, سوف يتكرس اسم هذا الصحفي, وصفته النقدية من حصيلة نتاجٍ مزيفٍ من القصّ, واللصق, والانتحال,...وسوف يُشجع آخرين على الاستخفاف بصفة الناقد, ومهنة النقد من أساسها .
* ومع تساهل المهرجانات العربية, وعدم دراية المهرجانات الأجنبية بحقيقة كتابات هذا الصحفي, ومن خلال غزارته في كتابة مقالات منتحلة, سوف يتكرّس اسمه كناقد سينمائي, وسوف يحتل أماكن آخرين أكثر نزاهةً, وصدقاً, وإخلاصاً لمهنتهم, وسوف تحتل كتابات هذا الصحفي المساحات المخصصة للسينما في الصحف, والمجلات العربية.
* من خلال عمليتيّ القص, واللصق, والانتحال, سوف يعممّ هذا الصحفي ثقافةً سينمائيةً نمطيةً متشابهة, مروجة بالأحرى لبيانات رسمية تصدر عن هذا المهرجان, أو ذاك, وخالية من النظرة النقدية, التحليلية, المُتفحصة.
وللتوضيح أكثر, فإنه من المفيد قراءة البيان الذي نسبه هذا الصحفي إلى نفسه, ومقارنته مع قراءة مشوّقة كتبها (محمد موسى) في موقع إيلاف عن نفس المهرجان.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Cinema/2007/8/258776.htm
*****
لم ينتظر (عدنان حسين أحمد) أسبوعاً على الأقل, بعد نشره للبيان المُنتحل في صحيفة (العرب الأسبوعية), وهي إحدى شروط النشر فيها, فتسرّع, وأرسله إلى مجلة (الصباح الجديد) الإلكترونية, حيث نُشر في 18/8/2007, بينما نُشر في صحيفة (العرب الأسبوعية) بعد عشرة أيام, أيّ في 28/8/2008, وهو بهذا لم يخدع القارئ فحسب, وإنما خدع المنبر الإعلامي الذي فتح له صفحاته.
(للتحقق من واقعة الانتحال, والسرقة, أدعوكم لقراءة البيان الأصليّ المنشور في موقع وزارة الثقافة السورية نقلاً إيلاف).
*****
أسبوع السينما العربية في مهرجان صِقلِّي
2007-08-18
المجلة الإلكترونية الصباح الجديد
تنظِّم "مؤسسة أورتشينوس أوركا" في مدينة "ميسّينا" الصقلية مهرجانها السينمائي الأول الذي أُطلق عليه إسم " بحر السينما العربية " اعتبارا من يوم 16 أغسطس " آب " الجاري وتنتهي في السادس والعشرين منه. وقد أُسندت مهمة الإدارة الفنية هذا العام للناقد والصحفي العراقي عرفان رشيد. إنضوت الدورة الأولى تحت عنوان " الإنسان . . المواطن . . الحدود " وقد وُجهت الدعوة لعدد من المخرجين العرب إنطلاقاً من هذه المقولات الثلاث، وطريقة التعامل معها، ومعالجتها فنياً. وسوف تُعرض على مدى أيام المهرجان ثمانية أفلام طويلة وهي "ظلال الصمت" للمخرج السعودي عبدالله المُحيسن، " تحت السقف" للمخرج السوري نضال الدبس، " يوم آخر" للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جُريج، "شاي آنيا" للمخرج الجزائري سعيد ولد خليفة، "أنا والآخر" للمخرج التونسي / الإيطالي مُحسن ميلليتي، "دبليو دبليو دبليو جلجامش" للمخرج العراقي طارق هاشم، "مراسل بغدادي" للمخرج العراقي قتيبة الجنابي، و"إنتر دوم" للمخرج العراقي نصير الجزائري. كما ستعرض ضمن محور الأفلام الطويلة أعمالاً أخرى شكّلت الموسيقى النسغ الأساسي في بنائها، ومن بين هذه الأعمال " الحال" أو "ترانسيز" للمخرج المغربي أحمد المعنوني. أما في محور الأفلام القصيرة فسوف يعرض ستة عشراً فيلماً لأحد عشر مخرجاً عربياً وهي " الخزّان " للمخرج التونسي سعد بوسلات، " رسالة إلى سارة "و " نكاية بالحرب"،و " أخوة الأرض" للمخرجة اللبنانية زينة صفير، و" حارسة الماء" للمخرج الإماراتي وليد الشّحي، و " وجه عالق" للمخرجة الإماراتية منال علي بن عمرو، و "عربانة " للمخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، و " القفص" للمخرج الليبي محمد مخلوف، و " الجدة اللطيفة"، " بعيون الأطفال"، و "ست دقائق " للمخرج الأردني يحيى العبدالله، و " فيزا " للمخرج التونسي إبراهيم لطيّف، و "Lampedusa Check point" للتشكيلي (والمخرج) العراقي علي عسّاف، و "حياة جامدة "، "قطارات " لقتيبة الجنابي، و "يوم القدر" للمخرج طارق هاشم. كما تنظم اللجنة المشرفة على المهرجان حلقة نقاشية تحت عنوان " الإنسان، المواطن، الحدود " لتلسيط الضوء على تعامل السينمائيين العرب مع هذه المقولات الثلاث وكيف أسهم البعض من المخرجين العرب في تسطيح كينونة "المواطن" و "الإنسان" بينما كانت أعمال أخرى، على رغمٍ من صراعها مع الرقابات وأسواق التوزيع، تحاول التأكيد على تلك الكينونة. تم إختيار العراق كضيف شرف لهذه الدورة. وسوف يتم تقديم فاعليات وأنشطة ثقافية وفنية إضافية تُسهم في زيادة معرفة المواطن الأيطالي بواقع ذلك العراق بعيداً عن الصور النمطية التي تضخها أجهزة الإعلام يومياً. ومن الندوات التي تعزز هذا الإتجاه ندوة " الثقافة كـ "سلاح" للمصالحة الوطنية والسلام المجتمعي في العراق". أما على صعيد الأنشطة الفنية التي تتخلل المهرجان فهناك معرض فوتوغرافي للفنانين باسم العزاوي وقتيبة الجنابي، إضافة الى صور فوتوغرافية تم الحصول عليها من فوتوغرافيين عراقيين مقيمين في داخل العراق لمواءمة صورة الداخل والخارج معاً. أما الفنان وعازف العود المنفرد أحمد مختار فسوف يحيي حفلاً موسيقياً، حيث يقدم مقطوعات موسيقية منفردة، كما سيسهم في العزف مع مجموعة من الموسيقيين الصقلّيين الذين يعزفون على آلات تقليدية ومحليّة. يُفتتح المهرجان بفيلم " ظلال الصمت" للمخرج السعودي عبدالله المحيسن. أما مسك الختام فسوف يكون تحية خاصة لرائد سينما الواقعية الإيطالية الجديدة روبيرتو روسّلّيني وذلك لمناسبة الذكرى الخمسين لعرض فيلميه "فرانتشيسكو بهلول الرب" و " سترومبولي أرض الرب" في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
ميسّينا (صقليّة) / عدنان حسين أحمد
************
«بحر السينما العربية» يصل الى صقلية
عدنان حسين أحمد*
العرب أنلاين في 28 أغسطس 2007
نفس البيان السايق المنشور في مجلة الصباح الجديد الإلكترونية, ولكن بدون ميسّينا (صقليّة) / عدنان حسين أحمد
************
للتحقق من واقعة الانتحال, والسرقة, أدعوكم لقراءة البيان الأصليّ المنشور في موقع وزارة الثقافة السورية نقلاً عن موقع إيلاف المنشور فيه بتاريخ 15/12/2007.
#صلاح_سرميني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟