التقسيم الطبقى للقاهرة

حمادة الكاشف

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

وفقا لمصلحة ومذاج السادة المسئولين عن حكم البلاد وتطبيق التوجهات الراسمالية فيما يخدم رغباتهم ويزيد من حصيلة امولهم وشركاتهم ولهذا تقرر تطوير محافظة القاهرة واعادة رسم خريطة المحافظة من جديد بحيث يتمكن النظام من وضع وجمع الغلابة والمهمشين وسكان العشوائيات فى منطقة او منطقتين متقاربتين وبالتحديد مدينة السلام ومدينة النهضة وما حولهما ويراعى ايضا بعد هذة المناطق عن قلب العاصمة والاماكن المتميزة بالنسبة للمستثمرين ورجال الاعمال فهم الطبقة المستفيدة من هذة العملية بحيث يتمكنوا من السيطرة على مساحات من الارض ذات موقع مميز واسعار مرتفعة ويسكنها اهلها من مئات السنين من الغلابة والكادحين، فقد اعلنت الحكومة عن تطوير العشوائيات والتى تصل الى 1072 منطقة عشوائية وبالرغم من كثرة وانتشار هذة المناطق ويوجد بها مناطق اسواء ما يكون فى ظروف المعيشة إلا ان الحكومة تركت المناطق الاسواء والتى تحتاج الى تطوير عاجل مثل منشية ناصر وسكان المقابر والدويقة وغيرها وركزت الحكومة على المناطق التى يستفيد منها رجال الاعمال والاستثمار مثل امبابة وجزيرة اوراق وما حولها ونظرا لما يميزهذة المنطقة من الموقع الجيد وقربها من الطرق الرئيسية ووسط المدينة فتعد مطمعا للمستثمرين واصحاب السطرة على الاموال والنفوذ ومن هنا اعلن تنفيذ مشروع تطوير امبابة واقامة ثلات محاور مرورية فقد اصاب أهالى منطقة إمبابة والوراق والمنيرة والامل وجزيرة الوراق حالة من الغضب و الرعب بعد موافقة مبارك على تنفيذ مشروع إقامة ثلاثة محاور مرورية تمر وسط مساكن هذة المناطق ولابد من ازلتها لتنفيذ المشروع حيث يتركز بها كثافة سكانية عالية فبها 110 ألف نسمة فى الكيلو متر المربع وبهذا سوف تقوم الحكومة على إزاله بيوت وتشريد اكثر من 68 ألف أسرة من بيوتهم ونقلهم الى أماكن أخرى منها مدينة السلام والنهضة التى تفتقر الى خدمات المياة النقية والكهرباء وسوء شبكة الصرف الصحى ورداءت المبانى فضلا عن انعدام الامن بها ، وتعد تكلفة المحاور الجديدة 1500مليون جنية والهدف منها حسب خطة وزارة الاستثمارهو التربح من عوائد الطرق وربط القاهرة بالمدن الجديدة وتوفير مناخ للاستثمار ، من اجل إقامة مشروعات تضيف إلى أرصدتهم المالية فى البنوك الأجنبية كما حدث ذلك مع أرض مطار إمبابة التى بيع جزء كبيرمنا رغم احتياج أكثر من مليون من أهالى إمبابة إلى خدمات والتى لا يمكن أن تقام إلا فى هذه المنطقة ولكن الحكومة لاتعتنى بشئون البشر كعادتها يعود بنا ذلك إلى ما فعلتة الحكومة فى منطقة قلعة الكبش ونقل سكانها وفى اطار الخطة المعدة للسيطرة على المناطق المتميزة حيث بيع جزء كبير من ارض قلعة الكبش فى الفترة الماضية لمستثمرين عرب ويجرى انشاء ابراج سكنية ومشروعات عليها بالرغم من ان سكان المنطقة الاصليين لا يزالوا يسكنون الشارع بلا ماوى .كما حاولت الحكومة نقل سكان منطقه معروف وهدم الورش التى يعمل بها عدد كبير من العمال وهدم البيوت السكنية التى يسكنها الصنايعية وتشريدهم ونقل محلاتهم الى مدينة الحرفيين حيث لا يعرفهم احد ، واقامة ابراج عملاقة لاولاد الذوات على هذة الارض ،ويحدث نفس السيناريو بجزيرة الدهب حيث يجرى حاليا ازالة بعض البيوت اغلاق الطرق تمهيدا للسيطرة على المنطقة وبيع ارضها . وتعد الخدعة الكبرى هى ان الحكومة توهم هؤلاء الناس بالرجوع إلى مناطقهم بعد تطويرها إلا أن هذه التورتة تم تقسيمها بين المستثمرين مسبقا وتعد الخطط لإجلاء سكان المناطق المهمة .غير ان وفقا لتجارب سابقة سوف تخرج جموع من المهمشين وسكان العشوائيات لمواجهة التشرد وسيطرة رجال الاعمال على اراضيهم عن وعى بهذا المخطط ودفاعا عن مصيرهم وطبقتهم .

#حمادة_الكاشف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات