|
اجتياح غزة والرد الحمساوى
ادهم عدنان طبيل
الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 10:58
المحور:
القضية الفلسطينية
ازدات التصريحات الإسرائيلية الأخيرة باجتياح قطاع غزة ردا على إطلاق صورايخ القسام من القطاع ووقوع عدد من إصابات بين المواطنين الإسرائيليين . لكن هل بالفعل تريد إسرائيل أن تجتاح قطاع غزة بعملية برية جوية وبحرية واسعة ؟ إلا أن عددا من الخبراء والمحللين الإسرائيليين يؤكدون على وجود عوائق متنوعة تحول دون خروج إسرائيل بحملة اجتياح واسعة للقطاع . وهذا يرجع للكثير من الأسباب من وجه نظر الإسرائيليين شلوم بروم باحث في معهد دراسات الأمن القومي يقول : لا مجال بالمنظور القريب أن تفاوض إسرائيل حركة حماس وهي ماضية في سياستها بتقديم الدعم للرئيس عباس وحكومة سلام فياض في الضفة الغربية ومواصلة خنق حماس في غزة. ويقضي المنطق الماثل خلف هذه الإستراتيجية بأن يقارن الفلسطينيون بين نجاح السلطة في الضفة وبين فشل حماس في غزة ودفعهم لاستخلاص العبر المرجوة. لكن هناك مشاكل صعبة ترافق هذا التوجه أهمها الخوف من أن تتوصل حماس لاستنتاج بضرورة الرد بعنف وتصعيده. لم أفاجئ حينما أعلن رئيس الشاباك بأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أصدر تعليماته بتنفيذ عمليات عسكرية داخل إسرائيل تنطلق من الضفة الغربية وهذا أمر متوقع. ويعني كل ذلك أنه في حال تواصلت أعمال العنف فأن الأوضاع ستشهد تصعيدا على شكل عمليات واسعة. العمليات المحدودة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة ستتسع لكنني لست متأكدا من أنها ستبلغ بحجمها عملية "الجدار الواقي" لأن أوضاع غزة مختلفة فالناشطون هناك أكثر عددا وسلاحا وتدربا. كما لا توجد لإسرائيل رغبة ببسط احتلالها مجددا على غزة ولذلك سنشهد عمليات أكبر مما كان حتى الآن منذ إخلاء غزة ولكن ليس اجتياحا واسعا حتى لو نفذت عملية تخريبية في العمق الإسرائيلي خاصة أن هذه ستنطلق من الضفة. وربما تبادر إسرائيل لعملية تهدف لبتر قطاع غزة عن الأراضي المصرية في محاولة لتقليص تهريب السلاح. لا شك أن مؤتمر السلام في الخريف القادم يؤّثر على مستقبل العلاقات مع حماس فهذا التاريخ يفتح شهيتها لتفجيره بواسطة عملية داخل إسرائيل في حال مضى الغرب والسلطة الفلسطينية بمقاطعتها وهذا ربما يستعجل عندئذ عملية إسرائيلية واسعة النطاق في القطاع. في المقابل فإن لإسرائيل مصلحة معاكسة تقضي بالمحافظة على الاستقرار ضمانا لنجاح المؤتمر في نوفمبر/تشرين ثاني المقبل ولذلك لا أرى تصعيدا إسرائيليا في الشهرين القادمين. وفى رأى الشخصي ان إسرائيل لن تبادر إلى عملية عسكرية واسعة فى القطاع وهذه من مصلحة الطرفين إسرائيل وحماس أن لأن إسرائيل بالفعل لا تريد القضاء على حركة حماس و أعتقد ان في القريب العاجل سيكون هناك مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس ، حيث أرسلت حماس قبل مدة وجيزة بعد عملية الحسم العسكري فى القطاع عددا من مندوبيها إلى تل أبيب وبواسطة بعض الدول العربية خاصة قطر لتوسط عند إسرائيل بفك الأزمة عن حماس . ولكن إسرائيل أيضا لا تريد تعاظم القوة العسكرية والإستراتيجية لحماس خوفا من عودة تجربة حزب الله ، وعمليا تبعث حماس رسائل إلى إسرائيل عبر عدد من المواقف والسلوكيات كان أخرها تصريحات الحكومة المقالة :
وزعمت الحكومة والتي تسيطر عليها حركة حماس في غزة " أن الدعوة لوقف قصف المعابر يأتي حفاظا على مصلحة الشعب الفلسطيني خاصة في شهر رمضان وحفاظا على الحركة التجارية والأمن والاستقرار في القطاع . وقالت (الحكومة المقالة) أنها تنظر بخطورة بالغة إلى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة بشن اعتداءات على الشعب الفلسطيني ، وهذه عبارات ضعيفة جداً لا يوجد بها لغة التهديد والوعيد مثل العبارات التي كانت تطلقها السلطة الفلسطينية قديما وهذا تغير كبير واسترتيجى فى خطاب حماس السياسي . ويشار إلى أن حركة حماس كانت تقصف المعابر باستمرار مما يتسبب في إغلاقها ومنع إدخال المواد الأساسية للقطاع وتوقف حركة المسافرين وكان قادتها يهاجمون مسئولي السلطة الذين يطالبون بوقف قصف المعابر ويصفونهم بأنهم عملاء للاحتلال". فالمعايير انقلبت وتغيرت وهذه رسالة واضحة جدا إلى إسرائيل بأن حماس قادرة على منع وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويلاحظ كذلك الانتشار الواسعة للقوة التنفيذية على مداخل قطاع غزة خاصة المنطقة الصناعية ايرز بدون تهديد اسرائيلى وانتشار القوة التنفيذية جنوب القطاع مع الحدود مع مصر إضافة إلى المنطقة الشرقية في غزة إضافة إلى عملية إطلاق النار لأكثر من مرة على مجموعات من سرايا القدس كانت تنوى إطلاق صواريخ قسام من منطقة بيت حانون وإصابة عدد منهم وعملية القتل لأحد قادة الجهاد الإسلامي في منطقة الشجاعة جامع الرباط . إضافة إلى ذلك وعلى نفس النمط السياسي ترسل إسرائيل رسائل لحركة حماس وهى عملية جس نبظ فقد قامت الطائرات الإسرائيلية باغتيال عدد من القادة الميدانيين فى القسام وكان ذلك بعد الحسم العسكري على القطاع ، حماس لم ترد بقوة على هذه الاغتيالات وهذا بدأ منذ نجاح حماس في الانتخابات ، ولكن تقوم بضرب صاروخ هنا وهناك ولا تصل الى حد عملية عسكرية استراتتيجية ، أعتقد أن حماس تريد قطاع غزة نظيفا من القوى والمؤسسات المعارضة وتريد هدوء لمدة كبيرة جدا وهى تقبل بتهدائة لمدة عشرين عام كما صرح احد قادتها . عدد من المحللين الإسرائيليين يرون غير ذلك : نحوم برنيع ( يدعوت احرنوت ) حيث التخوف الإسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية لحماس والقسام حيث يقول : "يوما عن يوم تتحول"عز الدين القسام" لجيش نظامي يعد نحو 20 ألف جندي يتدرب قادته في إيران وسوريا ولبنان ولذلك نحن أمام خطر إيران لا فلسطيني كما يؤكد قادة إسرائيليون. وما تعلمه حزب الله في لبنان بغضون سنوات أنجزه الفلسطينيون في شهور. واضح أنهم نجحوا بتطوير عملية إطلاق الصواريخ التي بوسعها أن تهدد مدينتي أسدود وعسقلان وحازوا على مواد متفجرة من نوع متقدم وأكثر فاعلية يمكن تخزينه لمدة طويلة. إن الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس على الجدار والشريط العازل الذي تحاول الأولى بناءه هو مقدمة للحرب التي ستقد بين الطرفين. وفي قيادة الجيش في منطقة الجنوب باتوا على قناعة أن الحرب الكبرى حتمية وهم يعتبرون أن نجاحاتهم في حماية الحدود مع غزة تمنح المستوى السياسي هامش مناورة وتحول دون انفجار الموقف مبكرا وقبل الإ وان. من الناحية الإحصائية ربما يكون محتملا أن يقتل ستة جنود وستة مواطنون إسرائيليون منذ إخلاء غزة لكن صواريخ القسام حولت حياة الإسرائيليين في النقب الغربي لكابوس، أما الثمن المعنوي فهو باهظ ولا يجوز التسليم بذلك. في الأسبوع المنصرم أصاب صاروخ روضة أطفال مغلقة في مدينة سديروت ولو كانت ممتلئة بالأولاد لوقفت حكومة إسرائيل أمام خيار واحد يتمثل بالخروج في حملة عسكرية قاسية كما حصل في عملية الجدار الواقي عام 2002 عقب عملية انتحارية قتلت العشرات في مدينة نتانيا. تنقسم قيادة الجيش بين مؤيد لاجتياح غزة وبين متحفظ منها ولكل طرف أسبابه الجدية حيث يعتقد قائد لواء الجنوب في الجيش الجنرال جالنت ونائبه تشيكو تمير أنه لا مناص من عملية واسعة ومبكرة وتطلعان لا لاحتلال القطاع بل السيطرة على احتلال رفح ومحور صلاح الدين- محور تهريب السلاح الذي سيجعل من غزة دولة إرهاب عظمى خلال سنة سنتين. ويرى المؤيدون أن هناك فرصة تتمثل بمعاداة الرئيس عباس لحركة حماس ومقاطعتها دوليا قبل أن يصاب ربما أبو مازن بالذهول ويعود لطاولة الحوار معها ما سيكبل يدي إسرائيل. ويقر أولئك بأن مثل هذه العملية مكلفة للإسرائيليين وللفلسطينيين لكنهم ينوهون إلى أن البديل أكثر فظاعة وإصابة جنوب البلاد بالشلل والحالة الآن تشبه ما شهده الشريط الحدود مع لبنان في الفترة 2000-2006 والوقت يمر ولا يخدم إسرائيل وكل إرجاء للعملية يزيد حجم الخسائر وسيأتي يوم تسأل فيه لجنة تحقيق على غرار فينوغراد: لماذا رأيتم حماس تتسلح وتتعاظم ولم تفعلوا شيئا؟ لا يسارع رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود براك لاتخاذ قرار وعلى أجندتهم توجد مواضيع أكثر إلحاحا أولها سوريا فطالما لم تهدأ الأجواء معها لن يبادرا لفتح جبهة ثانية. أما العائق الثاني فيتعلق بإللقاء الإقليمي الذي سيعقد في الولايات المتحدة برعاية الرئيس جورج بوش في الخريف القادم فأي عملية واسعة في غزة تصعب على الرئيس عباس في مسعاه لتثبيت نظام حكمه الذي يعتبر هدفا مركزيا بالنسبة لأولمرت. كما أنها تفشل مساعي توني بلير لخلق أفق اقتصادي جديد للفلسطينيين في الضفة الغربية. ويتعلق العائق الثالث بمصر حيث لم تفقد إسرائيل والولايات المتحدة الأمل بأن تستجيب القاهرة لطلبهما بإغلاق الحدود مع غزة بشكل تام لمنع تهريب السلاح. أما العائق الرابع فمرتبط بالخوف من أن الاجتياح سيؤدي لاستهداف سديروت بسيل من الصواريخ ويتسبب بإفراغها من سكانها مع افتتاح السنة الدراسية الجديدة. وهناك عائق خامس، عسكري حيث أن عملية احتلال رفح ومنطقتها تتطلب تركيز قوات عسكرية كبيرة وربما قوات الاحتياط بعكس الضفة حيث تنجح القوات بالدخول والخروج بسرعة. وفي الأجواء تلوح مخاطر التورط لكن الشعور السائد في وزارة الدفاع وداخل الجيش أنه لن يكون مناص من الاجتياح. فالمعضلة حول التوقيت فقط. أعتقد فى المرحلة الحالية أن العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع ستكون صغيرة ومحدودة جداً وان رد حماس والقسام سيكون ضعيف جدا وتحاول حماس تغطية هذا السلوك عبر وسائلها الإعلامية خاصة إذاعة الأقصى وان حماس تسعى لشرعية للاعتراف بحكومتها من هنا ومن هناك لتقوى موقفه الداخلي لأن الوضع في غزة لا يحسد أقول ان إسرائيل لا تريد القضاء على حركة حماس بل أنها مستفيدة جدا من هذا الوضع الذي تفسخت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية وانقسمت على شطريها وهذا ما تسعى له إسرائيل منذ فترة الثمانينات واعتقد انا اسرئيل ستبقى على عملية توازن سياسية واقتصادية مع كلا الطرفين بين أبو مازن وحماس لذلك ستتضح الأمور جالية بعد مؤتمر الخريف وبعدها سيتحدد دور السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن ودور حماس التي تحكم غزة حالياً .
#ادهم_عدنان_طبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باب الحارة ،البابور الأخرس، فتح حماس مفارقة حقيقية ....
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|