|
إنتقام القرَدة
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:20
المحور:
كتابات ساخرة
ـ صباح الخيرات ، يا أختي إبنة أبي وأمي . * صباح الدولارات ، يا سيّدنا وتاج عرشنا ! ـ أراكِ مبكرة ، اليوم ؟ * رمضان مبارك ، أخي . ـ " رمضان مبارك " ؟؟ * على حدّ علمي ، أنهم إحتفلوا بمجيئه ! ـ والله ؟! .. معنى ذلك أنّ وليّ العهد الفرعوني ، ما غيره ، ما عادَ وحيد أبيه !! * ولكن ، المعذرة .. أنا أقصد شهر رمضان . ـ ها ؟ نعم .. بالفعل ! * أعتقد أنّ هذا الإلتباس يتحمل مسؤوليته ضابط أمن دائرة الإفتاء ؟ ـ هم م م .. معقول . * لأنه لم ينتبه لمسألة خطيرة ، وهيَ إتفاق بدء رمضان ، عندنا ، مع الدول العربية المتآمرة علينا ! ـ ولا يهمك ، عزيزتي . سنوجه غداً بتصليح الخطأ هذا ، لكي يتفق إنتهاء رمضان ، عندنا ، فقط مع الدولة الأعجمية ، المتأمّرة علينا !!! * إنها لخطوة حكيمة . ـ معلوم . وهل بويعتُ ولياً للأمر ، إلا بسبب حكمتي الألمعية !؟ * ليكن بعلم سيادتكم أيضاً ، أنّ " ولي الأمر " يتمّ إستدعاؤه كثيراً للمدرسة و ... ـ الأب القائد ، يا أختي إبنة أبي وأمي ، يجب أن يكون حاضراً في كل واحة من واحات الوطن ؛ مدرسة ً كانت أم معتقلاً .. أعني ، معملاً !! * ألا تلاحظون سيادتكم من برامج رمضان الحالي ، أنّ مدرسة قريتنا ، الباسلة ، أضحَت نبعاً للمواهب الفنية ، على مستوى التمثيل والغناء ؟ ـ تريدين القول ، التمثيل بجثة الفن والغناء على قبره !!! قه قه قه * شبيبة جماعتنا كسحت كل ما أمامها ، لأنّ الموهبة الأصيلة تصقلُ في البارات والكباريهات و ... ـ طبعاً . وهل ثمة وظيفة للفن ، عندنا ، غير توعية الناس بالقضايا القومية !؟ * لذلك توظفت شبيبتنا ، كلها ، في الأجهزة الأمنية والتلفزيونية .. فهذا جمّع نجوم الرتبة على كتفيه ، وهذه جمّعت نجوم الفن حواليها !! ـ ما شاء الله .. * وحالما أزاحوا نجومَ الفن جانباً وحلوا بمحلهم في الاستديو ، إتجهوا خصوصاً للمسلسلات التاريخية ، لتجسيد عظماء قريتنا الباسلة ؛ من أمثال " صقر قريش " و " صلاح الدين " و " الملك فاروق " و .. ـ و" بونابرت العرب " !! * الأب الخالد سيبقى رصيده ، التاريخي ، مخلداً في حساباتنا البنكية .. أقصد ، الوطنية !!! ـ ولقد أوعزتُ ، شخصياً ، إلى شركة الأنتاج التلفزيوني ، الرسمية ، بإنجاز مسلسل تاريخي عن حياته ، ليتم عرضه في رمضان القادم .. لا بل في رمضان الجاري ! لآنّ التقنية العالية عندنا ، فاقت حتى الموجودة في تلك المدينة الأمريكية ... ماذا كان إسمها ؟ * أعتقد أنّ إسمها " هوليقرود " أو " هوليوود " أو شيء من هذا القبيل ! ـ ما رأيك ، عزيزتي ، أن نبني مدينة كاملة للسينما والدراما ، وفي قريتنا بالذات !؟ * لم لا ، يا تاج رأسنا .. وقريتنا ، بالذات ، تمتلك ممثليها العالميين ! ـ بالله عليك ، يا عزيزتي ، أذكري لي بعض أسماء فنانينا هؤلاء .. فذاكرتي ، كما تعلمين ، مشحونة كلها بأسماء الممانعين والمقاومين والمجاهدين المقدسين و .. الخ * مثلاً .. فناننا الأول ، " نزار قباني " !! ـ آآآ ، ذاك الولد !؟ * إنه ممثل شبيبي ، عبقري بالحقيقة ! .. قفز من مجرد كومبارس في المسلسل الأول الذي شارك فيه ، إلى دور البطولة المطلقة في مسلسله الثاني !! ـ أنعم وأكرم . يعني تماماً كما تحقق لعظمتنا ، بقفزة واحدة من رتبة ملازم مجند إلى رتبة فريق أول ركن !؟ * كذلك بطلة وممولة مسلسل " إنتقام القرْدة " ، فنانتنا الأولى والكومبارس سابقاً و ... ـ لو أنهم جعلوا عنوان المسلسل " إنتقام القرَدة " ، أما كان سيعبّر بعمق عن أهدافنا القومية !!؟ * نعم . ولكنّ فنانتنا في مصر ، حالياً . وقد نجحت هناك بحيث أنها تقف أمام النجوم ، المخضرمبن ، وجهاً لقفا .. أقصد ، وجهاً لوجه !!! ـ عال . يعني نستطيع بغزو مصر ، فنياً على الأقل ، إعادة أمجاد خلافتنا الفاطمية !؟ * نأمل بذلك ، عزيزي . مع أنّ مسألة إتقان اللهجة المصرية ، ليست سهلة بحال . ـ أعان الله فنانينا ، إذاً . * ولكنهم لها ! وأصلاً تمّ تدبير مشكلة اللهجة الشامية ، في مسلسل " نزار قباني " : في الحلقة الأولى ، فرح الناس حينما ظهر ممثلنا بشعره المصفر ، المصبوغ ، وعدستي عينيه ، الخضراوين ، وقالوا يا سلام طلع الشاعر ، الراحل ، من ظلام لحده إلى نور مجده ! ولكن فيما جدّ من حلقات ، رأوه لا يكف عن التدخين وهز الرأس جواباً على كل سؤال ، فقالوا لا حول ولا قوة إلا بالله ، طلع الممثل أخرس !!! ـ وأظنه إتقن بعدها اللهجة الشامية ؟ * يا سيدي ، والمصرية أيضاً ! وهو الآن في القاهرة منافسٌ قويّ لفناننا الآخر ، صهر الوزير سابقاً ! وهذا الأخير مستقر هناك ، بعدما نجح دوره في مسلسل " حكمة الشيطان " !! ـ الحكمة ، نعم ! * ويقال أنّ مسلسله هذا ، الرومانسي ، طيّر قلوب عذارى النيل والمحيط والخليج ، خصوصاً وهو بدور عمدة صعيدي ، طاغية وجزار يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ، ثمّ يدفنهم بمقبرة جماعية في حديقة مجاورة ! ثمّ يتزوج من فتاة لا تحبه ، وتريد أن تنتقم من قتله لشقيقها ! ولكنها لا تلبث أن تهيم في حبه ، حينما جاءه ذاك المرض العضال أخيراً وما عاد بإمكانه أن يحكم !! ـ يا عيني على الرومانسية في هذا المسلسل الصدّامي .. أعني ، الصعيدي !!! * الأروع يا أخي ، تلك الخاتمة السعيدة .. إذ كان في بطن البطلة جنين من بعلها الحبيب ، الراحل ، سيخلفه لاحقاً في منصبه ، لتعيش معه بسبات ونبات ووجاهات دائمات و ... ـ نعم ، نعم .. مسلسلنا واقعي ، فعلاً !! * من يومها والأشقاء في مصر ، وتحديداً أصحابُ النخوة القومية ، وهم مع فناني جماعتنا في بزنس وأعمال حرامية .. أقصد ، أعمال درامية !!! ـ عظيم . لنرجع الآن إلى فناننا ذاك ، الأخرس سابقاً ! قلنا ، أنّ حبسة لسانه فكتْ وإنطلق بالشامي والمصري ؟ * أجل . وبعدها ما عاد يهدأ في التجعير .. في التعبير عن قضايا الواقع ، حتى قال له الناس من محبتهم : ليتَ أنك ما حييتَ أبكمُ / أو ليت في أسماعنا صَممُ !!!! ـ ألا يقال ، يا أختي إبنة أبي وأمي ، أنّ الفن الواقعي ضريبته باهظة في الواقع !؟ * صحيح . خاصة لو علمنا أن كل كومبارس ، من فناني جماعتنا ، أضحى بين ليلة وضحاها نجماً فمليونيراً صاحب شركة للإنتاج و ... ـ وخذ بطولات ، مطلقة ، في المسلسلات السورية والمصرية .. يعني ، حكّ لي لأحكّ لكَ !!! * المهم ، يا أخي ، أنهم إحتلوا في رمضان برامج الفضائيات العربية ، بما فيها اللبنانية . ـ والأهم ، يا أختي إبنة الخ الخ ، أنهم أعادوا إحتلالنا للبنان .. قه قه قه
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهْرُ الصَبّار 4 : زمنٌ للأزقة
-
شعب واحد
-
زهْرُ الصبّار 3 : بدلاً عن بنت
-
جنس وأجناس : تأسيس السينما المصرية
-
هذا الشبل
-
زهْرُ الصَبّار 2 : طفلٌ آخر للعائلة
-
وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 3
-
يا نائب وَحِّد القائد
-
وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 2
-
زهْرُ الصَبّار
-
وداعاً ، إسكندرية كافافيس
-
الأرمن والعنصرية اللبنانية
-
الختم السابع : بيرغمان وشعريّة السينما
-
قاض سوري للمحكمة الدولية
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة / 3
-
زنّار الجنرال
-
موت إنغمار بيرغمان ، آخر رواد السينما العالمية
-
أمير الشعر
-
لحية أتاتورك
-
السادي والسويدي
المزيد.....
-
وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح
...
-
مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد
...
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
-
بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan
...
-
الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
-
فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
-
-رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|