أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - ذئاب الدماء , ونوح الصحارى














المزيد.....

ذئاب الدماء , ونوح الصحارى


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:00
المحور: الادب والفن
    



أجلسنا القاتل , وأقعدنا وحيدين نتسامر والهمّ
الليل بياض , والحزن بحراب الليل حزن آخر
وهو يغزل أحزان رسائله , ويدلو من عمق الآبار مَتـْحاً وفراشات ٍ ,
ودم ٍ لزج ٍ وبقايا عظام
وأنا أهجر نرجستي , ألوب صفحاً عن أحرف ٍ هجرت لغة البَسَمات
وأقتاتُ من ألمي حزناً ممهوراً بالكون
هل مثلي سمعت هرير الأشجار
غزالات العمر تُطرب لصديد الأيام
ومن أثناها وثلّثها وأضفر وجعاً كدفق الماء 0
وعدت ُ لأطحن أوجاع حوافي الأيام
أركض ُ وَكَدَرَ الوحل
والشيخ يُدمي الأرجل " بأم سليمان" ويدقّ الحائط , ويرانا في الرؤيا , ويُسبّح باسم الملك القدوس , ويناجي الرب , فتغيم ُ اللحظات , فتصْطكّ الأسنان , وتشتدّ أوتار القلب 0
أمّا الضبع فله رائحة البراز , وعطونة الأصباخ , ونحن والمضابع متجاوران , والذئاب تعوي , فتعوي معهن الفلاة , والأم البدوية تَتَمَرْجَلُ على مساحات الخوف , وهي شواطئ من دفء وحنان 0
وكذا يحضر راكب الميمون , والشيخ شبلي 0
الطليان , والجداء , تَُدَوّخ الأرض , والعُبْسُ والدُرْعُ من الأغنام قطعان غير حافلة , وديوك الحبش تلوب
" يا أهلْ الحما مدو نظركم ليّا 00 عار ٍ على من لفــّوْ السَيْدِيّهْ" فيرتعش الحجل , ترتعد التلال , والكل تُغرقهُ لحظة الانتشاء 0
المطر وابل من حجر ٍ مدمّى , أسنانه لغة العرافين , هو خرير الغاشية , حجل من جمر , رذاذ فضائح , هي شبّابة عرس في حواشيها الانتظار , آه يا محابر القلق , يا روافد المطر المندَثِّ بين عرار ووادي البليخ , هما يطالان ضفائر الغيم 0
إنها عرّابة الغربة , ليس للصفح شجا , ولا لضفائر النسيم حبائل , هي الغربة في المفاصل , فالأصدقاء حجر , والتيس أظْلُفَهُ من نار , ومن شعره تًلِدُ العمائم, ويسبحون0
جَشّمَتْهُ المواجع
تُهديه الأفعى المباركةُ مجوهرة ًَ شكل كف , يسجد على حوافِّها زنجٌٌ يرعبون الفلاة , فيتقشمر على الأفعى , هي شهب المرايا الوافدة , عجاج الضعائن , إنهم يُعِّشقون الأصفر بمحاريب الأحمر , ويزفون مروجاً , موشاة برؤوس الجبال, وغزلان الروح , فالجدات يغزلن أجيج الفرح , ويُطرِّزنه, بحدأة جلابيب اللحظات , فلا الأسود ادلهمّ وأنزل غيثاً , ولا فاتح اللون أجّج الصبا , لن أغيب في ردهات الجنون , إن عوى الذئب وأشعل دمي , تطير النوارس ,
لا لون إلا لواجدات الرِّبا
ولا عشّ إلا لهدهدة مجاري الدمع
هي ريحانة الفراديس , تلوك مصبوغة الحشا
حدودٌ بيننا , فضاءات من حدود هاويات , مفزعات , مدبرات , طَمْيُ غيم ٍ , طمي لذة ٍ , شديد المناحة 0
جٍمَالٌ أسنامها إبرٌ , روحها ذعر عصافير , وأنت أجْفَلَكَ القحط ُ الوافدُ فَسَفَهْتَ أنباء عمومتك , فأحزنت المراعي وجَفّ النبع , فَذُعِـرت , وفررت ببواقي الآدميين تنام بأوردتك العيصلانات ومجاري العمى , وقلت لهم التربة دمع القلوب , فوالله ما لاح برق إلا دفقت عيناي , وهنّ غَسلن الجدائل بنثيث الإبل ,وتَثَنَيْنَ على تكاسير الرباب , والْطَرْشُ يموج بوهدةِ الْحِمَى0
هي مرابع الأهل 0 الرعاة يَبُلّــوْن بقسماطهم بحليب النوق , ويجترون ما تجود به عرائس النخل , والفراء تُهدهد لذة النوم , وسهيل العاشق الشاهد الأوحد , دم يفور وَهّجَتــْـه صحارى العمر , وقَمّرّته على صاج العشق , وفحولة الرجال 0
آهٍ يا جدائل مريم , ارقصي في محاريب دمي , هي طلاسم الوجود التي أرغت زَبَدَ المدائح , وخَلّفت هذيانات الخليقة , فمن الذي يحرق كعكة حواء ؟ ويدوف هواءاً , وأنا لا زلت أسوق الإبل من شميم الفرات إلى بزوخ الحلم , أنت قلت فأدميت قدميك , لماذا إذاً تشعل النار بأصابعك وتروم التخوم 0
الدهر أو حش ما يكون , وإلابر تسري في دمائك , والفرات يشيخ في عظامك , ويدك اليسرى تصلّ , ورأسك يهيم في سدوم المواجع , فهل كتمت سرّك , مثل آدمي ينفخ ناراً , وخيشوماه فَتْحتا سعير , ويكزُّ بأبطيه ِ على رجلين أمردين لهما وجهين من بقايا إثل المجامر 0
رئم صبوح وجهه , لاتطلق النار عليه, وإلا تُصب قلبك يَخرّ صريعاً آدمي أقرب إليك منك , آن اللحظة ماذا تَفْعل بنثار الدماء , هم أوهنوك فطحنتَ عظامك, ورقصت كالقرود , وأنت ترنوا إلى الشمال 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القرآن معجز؟
- يغتصب المئات من الفتيات ويظل طليقاً
- فراغ شكّل الفراغ
- عندما يتحول الدستور إلى لعبة
- القرآن واللوح المحفوظ
- هل القرآن منزل من السماء!
- سور القرآن وكم هي, وفواتح السور
- كم عدد السور0 هل سقط شيء من القرآن عند جمعه 0
- مراعاة الفواصل في القرآن
- أحذروا الطائفية
- الفواصل قلقة ومتمكنة
- فواصل القرآن
- القرآن
- إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي
- يحيى الكفري – وحلاق الموتى0
- استخبارات محمد
- لماذا يريدون إبادة الشعب اليزيدي؟
- قصة الحجر الأسود
- امتيازات قريش
- العمرة


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - ذئاب الدماء , ونوح الصحارى